


عدد المقالات 196
حدثتني إحدى الصديقات قائلة: «في أحد المقاهي في دولة أوروبية جميلة اجتمعت مع صديقات ومعارف لي في جلسة رائعة مرحة، وانضمت إلينا إحدى معارفنا، ممن يتميزن بالنحافة الشديدة، حتى إنها تكاد تنكسر من شدة نحافتها، بارك الله لها في هذه النحافة ورزقها الصحة والعافية، والعجب ليس في نحافتها بل في حديثها، فمنذ أن جلست معنا وهي تتحدث عن أشهر المطاعم وتصف لنا الأكلات المميزة في تلك المطاعم، وتبدأ حديثها عن المطعم عن أطباق الحلويات المشهورة فيه، ثم تتحول إلى أطباقه الثانية، حتى إنني أحسست بأن وزني قد زاد كيلوغرامين من كلامها هذا وجمال وصفها لهذه الأطباق!». وحاولت إحدى الأخوات أن تغيّر مجرى الحديث وتحدثت عن الجو والسماء والغيوم والمطر وشاركناها الحديث في ذلك، إلا أن هذه الرفيقة علقت بجملة ثم حولت مجرى الحديث مرة أخرى إلى المطاعم الراقية والمشهورة في تلك البلاد، واستمرت بالشرح والوصف الجميل لهذه الأطباق! وأنا أنظر إليها مندهشة من نحافتها، وأقول في نفسي من يسمع كلامها يظنها ستنفجر سمنة من شدة الأكل، وهي تكاد تختفي من النحافة! إنه لأمر غريب بالفعل هناك من يأكل ولا يتأثر جسمه بما يأكله، فالحرق لديه عالٍ جداً، وهناك من يسمن ربما من الهواء المحيط به! فجسمه لا يحرق الغذاء بل يحوّله إلى شحوم متراكمة، والنوع الثاني هو الأغلب المنتشر لدينا نحن في الخليج، فالبدناء كثيرون، مما جعلهم يتهافتون ويندفعون إلى إجراء عمليات تكميم وقص المعدة، حتى إن هناك إحدى الأخوات تقول إن ثلاثة أرباع سكان قطر قد قاموا بهذه العمليات! والربع الباقي في الطريق لإجرائها ربما، وليسوا كلهم بدناء بالطبع ولكنهم يخافون من السمنة! وبالفعل أرى أمامي الآن ازدياد نسبة الرشيقين واختفاء البدناء، فالكل يحلم بالرشاقة، وقد قام أغلب البدناء بالوصول إليها بإجراء هذه العمليات، ولهم كل الحق في ذلك، فالمأكولات تتنوع وتزيد، والابتكارات في صناعة الحلويات اللذيذة تزداد يوماً بعد يوم، ولكن أغلب الناس الآن لا يأكلون، فسرعان ما تمتلئ معدهم المكممة ويتوقفون عن الأكل، أو ربما يكونون مثل صاحبتنا النحيفة التي تأكل ولا تسمن، وقد يعترض البعض على كلامي هذا، فالبدناء موجودون، وأقول إنهم ما زالوا موجودين، ولكن أقل بكثير مما سبق. والطريف في بعض من يقومون بعمليات تكميم المعدة أنهم يقومون بإنكار ذلك، ولكننا نراهم قد نزلت أوزانهم بشكل كبير خلال فترة بسيطة، ولا أعلم سر إخفائهن لهذا الموضوع وإنكارهم، قد يكون في البداية شيئاً جيداً، ولكن بعد مرور أشهر وتغيّر شكل أجسادهن، لا بأس بعدم الإنكار، وقد أوضحت إحدى الأخوات سر إنكارها بالخوف من الإصابة بالعين والحسد، أعانها وأعانهم الله. إن الرشاقة شيء جميل، والرشاقة مع الوعي أجمل، فلا يجب أن نتهافت على خسارة أوزاننا دون وعي، ونتفاجأ بعد ذلك بأمراض وترهلات نحن في غنى عنها، وأرى في مجتمعنا اليوم وعياً لا بأس به، وأتمنى أن يعم هذا الوعي الجميع.
ومرة أخرى وأخرى سوف أتحدث عن اللطف! ببساطة كن لطيفاً وكوني لطيفة، كونوا لطفاء! هناك حتماً من لا تجذبه هذه الجمل، ويبقى بعيداً في عالمه المليء بالصراعات، قد يعاني وقد يستمتع بمعاناته وانشغاله بصراعاته! السر...
يعيش الإنسان حياته طامحاً في تحقيق أمنياته وأحلامه، ويسعى لأجلها، ولكن المكافح الذي يملك قوة الإرادة والعزم هو من يصل في النهاية. ويمكنني القول إن النجاح هو شعور الإنسان بالرضا عما فعله ويفعله، فهذا الشعور...
هي حلوة الكلمات، يكاد أن يكون كل ما تنطقه طيباً، فهي تمتلك سيلاً متدفقاً من الكلمات الجميلة، لذلك أعترف براحتي وانشراحي عندما أجالسها، كما أنها تمتلك حساً فكاهياً، فأحاديثها لا تخلو من المرح والمزاح الجميل...
دارت المناقشة أمامي بين امرأتين، وعلا صوتهما وسمعت بعض الكلمات النابية التي كنت أتمنى ألا أسمعها من إحداهن، بينما الأخرى رغم أن صوتها كان عالياً فإنها لم تتلفظ بألفاظ جارحة ولا كلمات نابية. حاولنا التدخل...
رغم أنها ليست صغيرة بالسن، ويفترض أنها ذات خبرة في الحياة، إلا أنها تصدّق أغلب ما تسمعه أو تقرأه من معلومات خاصة عن الأمراض، تفعل ذلك دون التحقق من المعلومة! والحق يقال: إنها قد تكون...
ربما لا أبالغ حين أقول إنني أحسدها في طريقة تعاملها مع الآخرين، وطريقة تعاملهم معها، فحتى السيئين تكتشف جمالاً فيهم، وتتغير طريقتهم في التعامل معها، وهذا هو السر عندما سألتها عنه، قالت لي: إنني أكتشف...
البساطة والجمال كلمتان تقترنان ببعضهما البعض، فحيثما نجد البساطة نجد الجمال كذلك، وكلما رأيت هذه المرأة أرى هذين الشيئين بها، وما يعجبني حقاً بها هو بساطتها، التي تطغى على جميع جوانب حياتها، فلبسها جميل بسيط،...
جلست معها، شخصية هادئة نوعاً ما، وتجاذبنا أطراف الحديث، وأخبرتني أنها تميل للوحدة الآن بعد أن ابتعدت عن أغلب الناس لحماية نفسها كما تقول، وأوصدت الباب أمام الكثير من الأصحاب والمعارف المتعبين والمزعجين من وجهة...
هي امرأة متدفقة بمشاعرها، ذات حنان بالغ لأبنائها، ومن حولها، ولكنني رأيتها اليوم شاحبة باهتة، مبتعدة عن الجميع، ولم تشارك معنا في الأحاديث، فسألتها عن السبب، ولكنها لم تجبني بإجابة شافية، وتركتها وأنا أدعو لها...
هي امرأة تحيط بها هالة من الوقار، أستطيع أن أقول عنها هادئة وصامتة! ولكنها قوية، قوية بهدوئها وصمتها ووقارها، قوية بارتياح الناس معها، فهي تجذب من حولها بتلك الصفات. وقد يكون الأمر غريباً لدى البعض،...
هناك أرواح نستطيع وصفها بأنها بلسم وعلاج للآخرين، وهناك العكس! أرواح مريضة سقيمة! فمن أي الأرواح أنت؟! اجلس مع نفسك قليلاً واطرح عليها هذا السؤال! هل أنت بلسم لمن حولك؟ هل تمتلك لساناً أكثر كلماته...
كثيراً ما لفتت نظري تلك المرأة بهدوئها وابتسامتها، ووجهها الذي يجلب الراحة لمن يراها. هي تعاني من مشاكل عديدة. ورغم ذلك، ابتسامتها لا تفارق محيّاها، ولطالما يصيبني الاستغراب عندما أجلس معها أو أحادثها. ابنها يعاني...