alsharq

سارة بنت علي الخاطر

عدد المقالات 58

لله درك يا صلاح

07 مارس 2013 , 12:00ص

عرفت البشرية الكثير من القادة والعظماء، ويحفل التاريخ بأسماء لا حصر لها على جميع الأصعدة، ولكن هناك أسماء تفرض نفسها في كل حدث وفي كل موقف وعند كل أزمة، وربما من هذه الشخصيات العظيمة صلاح الدين الأيوبي القائد المسلم الكبير قاهر الصليبيين في موقعة حطين والغني عن التعريف، فقد امتلأت بحبه نفوسنا منذ أن كنا صغاراً. هذا الرجل لن أتكلم عن بطولته، ولكن سأتكلم عن عقليته، فالذي يعنيني عند القراءة عن كل قائد السمات العقلية والذهنية التي كان يمتلكها، فالذي قاده للنصر جرأة وشجاعة بالتأكيد، ولكن تقدمها تخطيط جيد وبعد نظر تنحني له الرؤوس إجلالاً، وربما هذه هي الشعرة أو الحد الفاصل الذي يؤهل شخصاً في حدث ما إلى البروز أكثر من غيره، فالكثير من الجنود شجعان ولكن ليسوا جميعهم مخططين. صلاح الدين عندما جهز جيشه التفت لكل صغيرة وكبيرة حتى –مقدار الوقت الذي ينامه الجنود، فكان يمر على جيشه فإذا رأى أن شخصاً نام ولم يصل ركعتين في جوف الليل كان يشير إلى تلك الخيمة ويقول «من هنا ستأتي الهزيمة»، وهذه إشارة خطيرة إلى التعبئة الروحية التي تدفع كل إنسان إلى الاستمرار في نجاحاته مهما كانت الطريق مليئة بالأشواك. من ضمن الأشياء العملية والمهمة التي قرأتها عنه أنه كان يطلب مجموعة من الشطار أو «اللصوص» وهو يعلم أن هؤلاء الناس لديهم إمكانية في الدخول إلى أي مكان بشكل خاطف وسريع وخفي، واستفاد من قدراتهم وخبراتهم في التعامل مع العدو، ومن هنا سأنطلق بمقالي هذا إلى التركيز على العقلية الواعية في كسب كل الإمكانات وتوظيفها لصالحها، وإن كانت الإمكانات غير سوية ولكنها ستخدم أمراً فيه الصالح العام، هذه الفكرة استوعبتها بعض الشعوب خاصة الجهات الأمنية وعلى رأسهم اليهود، فعندما تقرأ عن مؤتمرات واجتماعات تقام في إسرائيل لأشهر المخترقين للأنظمة، وأكثر الناس قدرة على فك الشفرات ونظم الحماية واستغلال قدراتهم لصالح وزارة الدفاع والجيش، بل وتدفع لهم المبالغ الطائلة للاستفادة من هذه العقليات، والتي إن اعتبرنها غير سوية ولكنها تمتلك خبرة مهمة لا تصل إليها عقول الأسوياء!! وقس على ذلك كل الذين نعتبرهم غير أسوياء ونعاقبهم، ولا نلتفت إلى قيمة الخبرة التي وصلوا إليها، ولا نستثمرها للصالح العام، فرجل وصلت عقليته إلى تنظيم جريمة محكمة أو تزوير بطاقات أو تعطيل أنظمة سنعاقبه بالتأكيد، ولكن أعاقبه ولا يمنع ذلك أن أستفيد منه في إلقاء محاضرات عن الطرق التي أوصلته إلى هذه الخبرة، وكيف يمكن تطويرها، بل كيف نصنع نظم حماية ضد اختراقاتهم، فهذه العقول وإن كانت غير سوية ولكنها عبقرية، وقد تختصر الكثير من المسافات للوصول للهدف المنشود، وهذه الطريقة تنتهجها أكبر الدول، بل عليك أن ترى الأفلام التي تنتجها هوليوود توضح لك كيف أنهم يستفيدون حتى من المتسولين ومن الأطباء عديمي الضمائر في الوصول إلى مركبات معينة، أو من مجرمي السلاح في إنتاج أسلحة أكثر تطوراً وسرعة، إذاً نحن لا ندعو إلى عدم معاقبتهم، فعقابهم واجب وحتمي، ولكن لا بأس من توظيف خبراتهم لوضع حلول ربما استطاعوا أن يصلوا إليها بحكم خبرتهم ودهائهم لم نصل إليها. تحياتي لكل عظماء التاريخ الذين استثمروا ملكاتهم الفكرية لخدمة الصالح العام. وقفة: الثقافة الأمنية مشروع كبير تتبناه وزارة الداخلية، وقد حالفني الحظ بحضور الفعاليات التي قدمها معهد تدريب الشرطة، فلهم جزيل الشكر على جهودهم الكبيرة، وإن كنت أشير إلى نقطتين مهمتين: 1- الوعي الأمني لن يؤتي ثماره إلا إذا كان تربية وليس ثقافة فقط، لأن أعظم الاختراقات الأمنية في الدول الكبيرة والمثقفة. 2- لا بد من التركيز على الرسالة الإعلامية أولاً وثانياً وثالثاً، وليسمح لي الجميع بأن أصفها بأنها رسالة ضعيفة في الوطن العربي، بل أستطيع أن أصفها أنها متناقضة ولا تسمن ولا تغني من جوع.

غبار الأفكار

«سارة الدريس» اسم تداوله الكثيرُ من الأوساط الثقافية، وتناقلته الوسائط الإعلامية، وذلك بسبب أنها تناولت، أو علَّقت على ما تمتلئ به كتب الدين من موضوعات وعبارات وتعليقات تحتاج منَّا إعادة قراءة، وبالتالي إعادة صياغة الأحداث...

إثر حادث أليم

«إثر حادث أليم».. إنها العبارة الأكثر دموية وتداولاً في الواقع القطري اليوم، أصبحت رائحة الموت تزكم الأنوف، وتفتت القلوب، وتعلن انتصارها على كل أسباب الحياة، وذلك لأننا ما استطعنا أن نفكر، بل وربما فكرنا ولكننا...

قطري ليس من قطر

السلوك المتطرف للإنسان يفسره الكثير من المحللين النفسيين أنه نتيجة الظروف القاهرة والتهميش الاجتماعي والضغط المادي والمعنوي الذي تعرض له الإنسان. لا شك أن هذا الكلام صحيح، وتؤيده الكثير من البراهين والأدلة التاريخية. ولكني أتساءل...

القيادة الجهنمية

بطلها التاريخي إبليس، ولكنها أثبتت أنها أكثر الخطط على مر التاريخ إحكاماً وأطولها نفساً وأبعدها نظرة تجنح إلى الخبث والدهاء، وتنسج خيوطها حول فريستها بالغواية، وتبث سمها فيه بدعوى «إني لك ناصح أمين»، ولها رسلها...

فلسفة الموت والحياة

إن من أعمق الفلسفات وأعقد الأفكار هي حقيقة الحياة والموت، وإن كانت هذه الفكرة تفوق تصوراتنا. وذلك لأنك تتعامل فيها مع العالم اللامرئي في تنظيم العالم المرئي، فكان أهم وسيط لتبسيط الفكرة أو بيان كل...

الرقص مع الذئاب

الفيلم العالمي للبطل الشهير كيفن كوستنر، والذي حصل على جوائز الأوسكار، يلخص فكرة ضابط أميركي كان يعتقد بوحشية الهنود الحمر، ولكنه ذهل عندما أجبرته الظروف أن يتعايش معهم، فوجدهم على نقيض ما كان يعرفه عنهم،...

اعتزلنا يا.. دكتور

يتناقل الناس عبر وسائل التواصل الاجتماعي وخاصة «الواتس آب» الكثير من المعلومات العلمية والفيديوهات التي تروج لفكرة ما أو محاضرة أو تعليق.... إلخ، والمشكلة الكبرى أن الناس بدؤوا يتداولون المعلومات دون تدقيق أو تمحيص، أو...

هزيمة امرأة

تفاجأت الأوساط المجتمعية كلها، أو ربما صدمت، عندما أعلن عن تلك المرأة قائداً لسرب الطائرات التي تقصف مقر الدولة الإسلامية (داعش) كما يقولون! العجب ليس من كونها امرأة، ولكن العجب كل العجب ممن عرضها لهذه...

سراي عابدين

المسلسل ذو الميزانية الضخمة التي تعدت إلى ملايين الدولارات، وهو يستعرض التاريخ المصري في عهد الخديوي إسماعيل، سليل أسرة محمد علي باشا، باني نهضة مصر الحديثة. لم أتابع المسلسل، ولكن ربما تسنى لي مشاهدة بعض...

نعتذر يا خليفة المسلمين

الخليفة العثماني السلطان سليمان القانوني كان ينتظر من المسلمين على مر العصور أن يترحموا عليه، وذلك نظراً للخدمات الجليلة والفتوحات العظيمة التي تحققت للمسلمين في عصره، ربما عندما تقرأ عنه تعتقد أنك أمام رجل من...

ببطن الأرض أحياء

في الأيام القليلة الماضية ودعت قطر رجلاً من أبرز رجالها، وقيمة عظيمة من أجمل قيمها، ونهراً من العطاء الذي لا ينضب، إنه الوجيه الكبير خالد بن عبدالله العطية، فقد كان رجلاً من رجالات الزمن الجميل...

المصير (3) لقد ضيقت واسعاً

ما عرفت البشرية رجلاً مثل الرسول محمد (عليه الصلاة والسلام)، ولا الطريقة التي كان يفكر بها، ولعلي أقول إن كل القادة العظام في العالم كانوا يتجهون إلى الحزم والتشدد في فرض سلطتهم وإراداتهم إلا الرسول...