alsharq

منبر الحرية

عدد المقالات 129

مريم ياسين الحمادي 08 نوفمبر 2025
بكم تعلو.. ومنكم تنتظر
رأي العرب 09 نوفمبر 2025
«بكم تعلو.. ومنكم تنتظر»
ناصر المحمدي 10 نوفمبر 2025
منظومة متكاملة

الفيديو الرديء وردود الفعل

06 أكتوبر 2012 , 12:00ص

ما ينشر الآن عن الإسلام ليس جديداً، فصور كراهية العرب والمسلمين شاعت كثيراً مع كل حرب عربية-إسرائيلية. أذكر في زمن دراستي الجامعية في أوائل السبعينات في الولايات المتحدة، كم كانت الصور النمطية السلبية عن العرب سائدة ومنتشرة. الجديد هذه المرة أن ما كان ينشر في السابق في مكان مغمور لا يراه سوى قلة من المتعصبين ولا يحظى بفرصة للتوزيع خارج ناصية شارع، يمكن أن يراه الآن كل الناس، بفضل الـ «يوتيوب» والـ «تويتر» والـ «فايس بوك». في السابق، وُزعت الرسومات ذاتها بحق المقدس وغير المقدس، وبحق العربي والمسلم، لكن شعوبنا العربية لم تكن لتسمع بالأمر أو تعرف عنه. ويمكن الاستنتاج أن الرسومات والكتابات والأفلام لن تتوقف في المستقبل، فبإمكان أي فرد في المعمورة مهما بلغت حالته الذهنية والنفسية سقوطاً أو صعوداً أن ينشر ما يريد. إن ردود الفعل العنيفة والمتسرعة تسيء ولا تفيد، فقد أصبح سلمان رشدي بفضلها كاتباً مشهوراً، ولم يكن صاحبُ الفيديو ليحلم أن يشاهده ملايين الناس لولا ردة الفعل التي تصرفت وكأن الفيديو انعكاس للحقيقة، ففي عصرنا سقطت كل أنواع الرقابة، وأصبحنا في عالم يتحول فيه العبء من الرسام والمؤلف والمخرج إلى المشاهد والقارئ. لقد أصبح المشاهدُ الحَكَمَ الوحيد في هذه اللعبة. إن قناعة البعض بأن ردود الفعل الصاخبة، من شاكلة الهجوم على السفارات الأميركية وقتل سفراء، ستغير صورة وفيلماً، أو ستمنع أفلاماً أخرى وستجعل الغرب والولايات المتحدة توقف أفلاماً قادمة، بل على الأغلب ستكون ردود الفعل العربية والإسلامية بشكلها الراهن مقدمة لبروز أشخاص وجماعات يجدون في أعمال كهذه تسلية وفرصاً للشهرة، وطريقة لإثارة مجتمعات تسهل إثارتها. وبإمكاننا أن ننظر إلى الفيلم الرديء على أنه لم يمس الرسول، وذلك لأن الشخص الذي يمثل الدور في الفيديو ليس الرسول، وليست أفعالُه وسلوكه أفعالَ الرسول، كما أن الفيديو بالكامل يمثل صورة الإسلام في ذهن صانعه لا الإسلام وتعاليمَه الحقيقية. ويمكن القول إن الفيديو لم يكن عن الرسول ولم يكن عن الإسلام، وإن الرسول لا يمكن التعرض له، لأن كل من يتعرض لشخصه التاريخي والإنساني والنبوي فهو يهاجم صورة في ذهنه وليس الرسولَ وحقيقته، وهذا يعني أن الفيلم أعجز من أن يسيء إلى الرسول، وهو لهذا لا يجب أن يستثير فينا سوى السخرية والسعي لعمل درامي وسينمائي يحمل قيمة تاريخية ودينية صادقة. آن الأوان للانفعال البنّاء، وللرد بما يفي الغرض، وذلك من خلال صناعة جيدة لأفلام ذات قيمة عن حضارتنا، فكل هجوم وكل ما يبدو إساءةً، فرصةٌ لخلق احترام للإسلام ولقيمه ولخلق تقارب بين الناس. إن كل هجوم وإساءة قد يتحولان وبالاً علينا إن أسأنا التعامل، لأنه سوف يُقنع من لم يكن يعرف شيئاً عن الإسلام بما هو غير حقيقي. و لنأخذ بعض الأمثلة من الغرب نفسه: عندما أخرج ميل غيبسون فيلمه عن المسيح وآلامه، عُرض الفيلم ولم تقع ردود فعل قاتلة، لا من اليهود ولا من المسيحيين المتدينين، وذلك بالرغم من شدة المعارضة والتخوف من الفيلم، وعندما قام مخرج آخر في زمن سابق بعمل مسرحية غنائية تحولت إلى فيلم غنائي يصور المسيح كمغني روك، احتج المسيحيون المتدينون احتجاجاً هادئاً، ودعوا لعدم رؤية العروض، التي استمرت بعد ذلك زماناً. منذ زمن أسقط العرب من حساباتهم كل ما له علاقة بالقوة الناعمة، فالسيطرة لا تزال للغرب في المجال السينمائي والعلمي والبحثي والإبداعي، وآخر مرة شاركْنا العالمَ جانباً من حضارتنا الإيجابية كانت من خلال فيلمَي «الرسالة» و «عمر المختار» في سبعينات القرن العشرين. مصطفى العقاد أخرج الفيلمين المتميزين وسقط قتيلاً مع ابنته وعدد من الناس في تفجير انتحاري في عمان الأردن عام 2005. إن غياب المقدرة على الإنتاج المقنع، والإيصال المدروس، والتواصل البناء، واللغة الراقية هو ما ينقص العالم العربي في مجال التأثير، فنحن لسنا في معركة لتنفير الناس وإبعادهم عنا، بل يجب أن نسعى لكسب القلوب والعقول لصالح قضايانا الحساسة واحتياجات بلادنا وضرورات مستقبلنا. لقد غيّر الربيع العربي الصورة التي ساهم في تشويهها رؤساء وقادة من أمثال القذافي وصدام ومبارك والأسد وعلي صالح. لقد غيّر الربيع العربي جوانب عدة من صورتنا، وأبرز حقيقتنا بصفتنا شعوباً تطالب بحقوق وتعشق الحرية. جاءت ردة الفعل الأخيرة على الفيديو لتعيد إلى الأذهان صوراً نمطية سلبية عن العرب كنا اعتقدنا أننا في الطريق للتخلص منها. وقد يكون الهدف من الضجة الكبيرة المفتعلة، الانقضاضَ على الحريات الأخرى، السياسية والاجتماعية والفردية، التي حققتها المجتمعات العربية بفضل الثورات. إن السعي لإعادة الاستبداد بعد الربيع العربي سيبقى ضمن محاولات قوًى بعضُها من بواقي الأنظمة السابقة وبعضها يحمل عداءً متأصلاً للديمقراطية وتطورها، وبالتالي يسعى لإعادة المجتمعات العربية إلى السياج الذي خرجت منه. بالتنسيق مع «مشروع منبر الحرية» • أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت

مشروع فلسطيني جديد يواجه المشروع الصهيوني

مر على النكبة 66 عاماً، اختلطت فيها آلام اللجوء مع الكفاح والثورات وأحلام العودة. فالنكبة بصفتها عملية اقتلاع شملت مصادرة الأراضي والمنازل واحتلال المدن وتدمير مئات القرى وسط مجازر وتهجير جماعي ومنع السكان المواطنين من...

سيكولوجية الهدر عربياً

كان الهدر بجميع جوانبه المادية والزمنية والنفسية سمة من سمات حقبة الاستبداد العربي طيلة أكثر من أربعين عاما، سحق المواطن سحقا ثقيلا وكبتت أنفاسه وتحول إلى جثة متحركة بجسم لا روح فيه، في عملية تشيؤ...

سوريا إلى أين؟ بين إنكار السلطة الديكتاتورية.. وفشل المعارضة السورية (1/2)

درج النظام السوري على تأخير وتأجيل (بهدف إلغاء) استحقاقات الإصلاح السياسي، وكل ما يتصل به ويترتب عليه من متعلقات ومتطلبات اجتماعية واقتصادية ومؤسساتية إدارية، وما يترتب عليه من تنمية إنسانية حقيقية تتحقق من خلالها تجسيد...

أي مجتمع مدني في ظل الحراك العربي؟

لقد أفرز الحراك العربي نقاشات عميقة حول مجموعة من المواضيع التي كانت تستهلك بشكل سطحي وبدون غوص في حيثياتها وأبعادها. ويعد من بينها المجتمع المدني كمفهوم متجدر في الغرب، فقد عرفه «توماس هوبز» في منتصف...

روحاني والسياسات الإيرانية القادمة

بعد أحداث طهران 2009 الدامية على إثر الانتخابات الإيرانية التي اتهم فيها المحافظون بالتزوير، وصعد الإصلاحيون -بقيادة حسين موسوي وكروبي- احتجاجاتهم مطالبين بإعادة الانتخابات التي قوبلت بالرفض القاطع من المحافظين الأمر الذي أثار شكوك الإصلاحيين...

مبادرة النيروز: درس تركي جديد للعرب

قدم أحفاد كمال أتاتورك – مرة أخرى – درسا جديدا من دروسهم للعرب، فبعد أن نجحوا في إرساء دعائم دولة الحق والقانون، وبناء المؤسسات التي أهلت دولة تركيا للالتحاق بنادي الديمقراطيات ( معدل دخل الفرد...

سوريا الحرية ستنهض من جديد (3/3)

.. شعب سوريا كما قلنا حضاري منفتح على الحياة والعصر، وعرف عنه تاريخياً وحضارياً، عشقه للعمل والإنتاج والتجارة والصناعة وغيرها من الأعمال.. وحضارة هذا البلد العريقة -وعمرها أكثر من7000 سنة- ضاربة الجذور في العمق التاريخي...

سوريا الحرية ستنهض من جديد (2)

باعتقادي أن التسوية السياسية الكبرى المتوازنة المنتظرة على طريق المؤتمرات والتفاوضات المرتقبة عاجلاً أم آجلاً (مع الأمل أن يكون للسوريين أنفسهم الدور الرئيسي في بنائها والوصول إليها) التي تحفظ حياة وكرامة المواطن-الفرد السوري، وتعيد أمن...

سوريا الحرية ستنهض من جديد(1)

لاشك بأن التغيير البناء والهادف هو من سمات وخصائص الأمم الناهضة التي تريد أن تتقدم وتتطور حياتها العمرانية البشرية والمجتمعية..وفي مجتمعاتنا ودولنا العربية والإسلامية عموماً المحمّلة بحمولات فكرية ومعرفية تاريخية شديدة الحضور والتأثير في الحاضر...

موقع المثقف العربي من «الربيع»

في خضم الثورات العربية أو ما يسمى بالربيع العربي يمكن القول إن صوت المثقف العربي خافت من جوانب عدة فبعد مرور حوالي سنتين على بدء هذا الربيع يحتاج المشاهد والقارئ وبالتالي المواطن العادي إلى تحليلات...

التجربة الثورية العربية الجديدة (1/2)

يسهل نسبياً الانتقال من حكومة ديمقراطية إلى أخرى ديمقراطية بواسطة الانتخاب، كما يسهل الانتقال من حكم ديكتاتوري إلى آخر مثله من خلال الانقلاب، إلا أن الثورات الشعبية التي لا تتضمن سيطرة جناح محدد على بقية...

التحول الديمقراطي التركي رؤية من الداخل

هبت رياح التغيير على بعض الأقطار العربية منذ ما يربو عن سنتين من الآن، فصار مطلب الحرية والديمقراطية ودولة القانون يتردد على أكثر من لسان، وأضحى الالتحاق بنادي الديمقراطيات حلم الشعوب المنعتقة من نير النظم...