alsharq

أحمد غيث الكواري

عدد المقالات 52

كما تدين تدان

06 مايو 2014 , 12:00ص

عبارة نتداولها أحياناً دون أن نستشعر حقيقتها ومعانيها الخفية، وهي عبارة تحتم على كل إنسان عاقل حين يسمعها أن يقوم بمراجعة نفسه والوقوف على تصرفاته، والتي قد لا يعلمها ولا يطلع عليها أحد من الناس غيره، وليعلم أي شخص، ولو كان في أقصى بقاع الأرض، أن ما يمارسه من أفعال خاطئة لن تمر مرور الكرام، وإن لم تأت العواقب بالسرعة المتوقعة، وما يثبت هذه الحقيقة الكثير من الوقائع التي تبيّن مدى صدق هذه المقولة، وأن العدالة الإلهية في المخلوقات جميعها سوف تأخذ مجراها على كل مخطئ ولو بعد حين، والدلائل على ذلك لا تعد ولا تحصى، ومنها قصة شخص كان من الخاطئين، من الذين اتبعوا شهواتهم وملذاتهم وتمنى على الله الأماني، حيث لم يترك هذا الشخص بلداً يُعرف بالمجون وكثرة اللهو والمراقص إلا وكانت له صولات فيه وجولات عبثية، ارتكب فيها كل الموبقات والمحرمات، وكأنه في أرض غير أرض الله تعالى، وهذا الشخص ذاته حين يعود لبلده كان يلتزم بالظهور بصورة الشخص المحافظ الذي يتجنب ارتكاب الموبقات التي يمارسها في سفراته، وكان عندما يُسأل عن أحواله يقول (والله أنا الحمد لله طيب، ومن البيت إلى الشغل إلى المسجد ومن المسجد إلى البيت) كان لا يريد أن يراه أحد ممن يعرفهم وهو في مواقع الشبهات، لذا أبقى أعماله الخبيثة تلك بعيدة عن بلده وأسرته، متناسياً أن الله الخالق العظيم عالم الغيب والشهادة يطلع عليه وعلى أفعاله، وأنه مجازيه عليها وإن لم يعلم بها الناس ولم تعلم بها زوجته المسكينة من خياناته التي لا تحصى، وقد استمر هذا الشخص بممارسة عاداته السيئة حتى دارت الأيام والسنون، وكبر أبناؤه فتعرفت ابنته على شاب لا يخاف الله (مثل أبيها في الماضي) ونشأت بين الطرفين علاقة غرامية محرمة، وتم كشف تلك العلاقة، وبعدها بفترة قليلة تم ضبط ابنه الأكبر مع الخادمة في وضعية مخلة بالأدب، وتبيّن أن العلاقة بينهما مستمرة منذ أكثر من سنتين، ثم توالت المصائب حين أخبره صديقه بأن زوجته تربطها علاقة غرامية مع أحد الأشخاص منذ سنوات، وكانت تلتقي به سراً، حينها لم يتمالك هذا الشخص نفسه من الصدمة، حيث لم يتوقع أن يؤخذ منه الدين بعد كل هذه السنوات الطويلة، وأن يكون عقابه بأبنائه وزوجته، والذين حرص أن يمارس ملذاته ومعاصيه بعيداً عنهم، ورغم أن الصدمة أفقدته توازنه وجعلت منه شخصاً مسلوب الإحساس لفترة طويلة منعته من إدراك الموقف، ولم يصدق ما جرى، وكلما أراد أن يفعل شيئاً شعر أن هناك قوة تصرف تفكيره وتمنعه من القيام بأي فعل، خشية السجن أو أن يدمر بيته، ليرى شريطاً طويلاً لكل الأفعال السيئة التي قام بها من انتهاك الحرمات عبر السنوات الطويلة من حياته، وكلما أراد أن يهم بعقاب زوجته أو أحد أبنائه الخاطئين وجد أنه هو المخطئ وأن ما يجري له هو رد الدين الذي أخذه من الناس، وأن تنوّع الناس الذين غدر بأهلهم وبناتهم لم يمنع ذلك من استرجاع الدين بالقدر الذي يساويه، وحينها فقط أدرك أنه هو من أجرم في حق زوجته وأبنائه، وأنه حين هتك حرمات الآخرين كان قد وقّع بيده على صك السداد من أهله ومن فلذات كبده، ولو كان ذلك بعد سنوات طويلة، وأن مقولة (كما تدين تدان) واقعة فعلاً، وأن ما يقوم به الإنسان من خير أو شر سوف يلاقيه عاجلاً، عندها يتمنى لو أن الزمن يرحل به بعيداً، أو أن يرجع به ليكون إنساناً مستقيماً غير خائن لزوجته ولأهله ولا يعتدي على حرمات الناس، ويرضى بما قسمه الله تعالى له.

قصة وطن

عندما تشاهد الاحتفال والفرح من كل الزوايا تتجسد الوطنية والولاء والمحبة لهذه الأرض ومن فوقها ومن تحت ترابها. قصة وطن.. تتأمل كل تفاصيل هذه الأيام.. تتأمل الحب بين كل من يعيش على هذه الأرض المباركة.....

النذير المشؤوم وبرابرة الشاحنات

عمليات إعدام علنية.. قد لا يعرف الضحايا أنهم سيعدمون.. إنه الموت الصامت.. موت مفاجئ في الشارع لا يركز على وقت أو زمن معين.. وضحاياه دائما يشعرون بالهلع والذعر قبل الموت.. معظم الضحايا لا حول لهم...

من فينا الحرامي

يقول أحدهم إن ترجيحات نتائج مباريات كرة القدم بأن الفريق الزائر يفوز غالباً. إنها إحدى القضايا التي لا تفك خيوطها أبداً!. عندما تفكر في كل نوع من "الحرامية" ومستغلي الوظيفة العامة من اللي "كل يحوز...

رسائل قد تغيّر حياتك

من الصور الإيجابية لوسائل التواصل الاجتماعي الحديثة رغم مساوئها وسوء استخدامها من قبل البعض أو عدم معرفتهم بمميزاتها الحقيقية أنها أصبحت أقرب إلى الإنسان من أي وسيلة أخرى، بل وأصبح باستطاعة من يريد أن يوصل...

عاصفة الحزم لا بد أن تنتهي بمعركة الحسم

مع مرور الأيام تتكشف المزيد من الحقائق التي تبين لمن لم يكن يعرف حقيقة النوايا التي كان ولا يزال يبيتها ويخفيها أعداء الأمة المتسترون بأشكال متعددة وأساليب متنوعة، أملا في عدم انكشاف تلك المخططات حتى...

قبل سماع شهادة الشهود

معذرة.. ما هذا الاندفاع؟ هل تسعى لتكون أسعد إنسان؟ هل تظن أن بقاءك يطول؟ ربما أنت الآن تسعد بإنجازاتك؟! يا لك من طموح.. لقد عملت أعمالاً ناجحة في حياتك.. ما زلت تتألق.. تأثير الدنيا عليك...

رحلة الحوثي إلى المجهول

تنقسم القردة عادة إلى «اجتماعية» تدافع عن منطقة معينة كحدود لها ضد الفرق الأخرى، ويختلف الأمر بتاتاً على ظهر السفينة، فيستحيل على القردة اتخاذ حدود معينة، لذلك ترى بعض «القردة» لديها فقدان كلي للقيم الخلقية...

كم أنت بارع أيها الحرامي

هل ما زلت تمعن التأمل في حياتك وتوّلد الأفكار؟ هل تحاول أن تكسب لك طريقاً خالداً مميزاً في هذه الدنيا؟ يا لك من بارع!! ربما أحلامك وأمانيك أصبحت أعز عليك من حقيقة وجودك! يبدو أن...

هناك بدأت الحكاية

طفل.. بداية حلم، ثم أحلام متوالية.. هل تشعر أن الوقت يمر بطيئاً؟ إنها أحلام ليست فارغة بالتأكيد، هل هي بعيدة عن الواقع؟ ربما؟ قد تكون الأمل؟ لا توجد صعوبات إلى الآن، ما زلنا في بداية...

سياسة البقرة متعددة الألوان

عندما تنهض في الصباح الباكر وأنت ذاهب إلى عملك ثم تكتشف أثناء وصولك للعمل بأنك نسيت قلمك أو محفظتك، أو أياً من متعلقاتك الشخصية، والتي عادة ما تحمل، فإن الأمر يبدو عادياً، ولا تنقصك أية...

حال الشباب المسلم اليوم

زادت في الآونة الأخيرة ظاهرة غريبة يمكن أن نطلق عليها صناعة النجوم من العدم، حيث أصبح أكثر الناس شهرة على شبكة الإنترنت أشخاص غالبيتهم من غير المؤهلين أو الأكفاء، ولا يقدمون أي شيء يمكن أن...

«ولقد جئتمونا فرادى»

قال صلى الله عليه وسلم «الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني».. لذلك ترى دائماً النفوس الراكدة والقلوب الغافلة وإن كانوا أصحاب مال وجاه وصحة،...