


عدد المقالات 105
نحتاج أحياناً لقلب الصورة لفهم حقيقة ما يحصل في مصر وخلفياته، فلو أن حمدين صباحي أو عمرو موسى أو البرادعي كان رئيساً لجمهورية مصر العربية، وكانت لكتلتهم الأغلبية في البرلمان، وقام الإسلاميون بمختلف تلاوينهم بافتعال الاحتجاجات وإحراق مقرات هذا الحزب أو ذاك في عدد المحافظات وحاصروا القصر الجمهوري ورموه بزجاجات الملوتوف الحارقة لقامت الدنيا ولم تقعد، ولكانت الإدارة الأميركية وجل الدول الغربية دبجت بيانات إدانة واعتبرت ما يحصل إرهاباً وعدواناً على الإرادة الشعبية، ورفضاً للديمقراطية وتكريساً للاستبداد و... لكنها لم تفعل وبلعت لسانها وجلست متفرجة لأن الرئيس من الإسلاميين من جماعة "الإخوان المسلمين" ولأن الأحزاب التي حصلت على الأغلبية في الانتخابات التشريعية أحزاب "إسلامية" من الإخوان والسلفيين في انتخابات شهد الجميع بأنها كانت نزيهة لأول مرة في تاريخ البلد. ولم تبلع الدول التي صدعت رؤوسنا بأنها تدافع عن الديمقراطية واحترام إرادة الشعوب لسانها احتراماً للشأن المصري الداخلي بل مساندة لما يسمى جبهة الإنقاذ الوطني بزعامة الثلاثي (البرادعي وصباحي وعمرو موسى) وما يؤكد هذا ما نسب لمتحدثة باسم الخارجية الأميركية تفسيرها لما يجري بالشارع المصري على أنه تعبير عن إحباط بقولها: "هناك عدد كبير من المصريين الذين يشعرون بالإحباط فيما يتعلق بالإصلاح السياسي، فضلا عن وتيرة الإصلاح الاقتصادي". ولم تستنكر المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند العنف إلا في الأسبوع الأخير لما قالت: "شارك المصريون في ثورتهم من أجل تحقيق الديمقراطية من أجل سيادة حكم القانون والحرية للجميع لا لمزيد من العنف ولا للاعتداءات الجنسية ولا لأعمال النهب والسلب". لكن السؤال المطروح هنا الذي لم تطرحه نولاند وغيرها، هو من يعيق الإصلاح السياسي ووتيرة الإصلاح؟ من يقف وراء أعمال العنف وإحراق المقرات وتأجيج التظاهرات واستعمال العنف؟ من يقف وراء الاعتداءات الجنسية؟ لأن الجواب واضح هم من لم يقبلوا بحكم الصناديق وبقواعد الديمقراطية، ومن يدفعهم من وراء الستار. ولست هنا متحمساً ولا داعياً لأن تتدخل الدول الغربية في الشأن الداخلي المصري، بل على العكس من ذلك عليها أن تقف على الحياد وتنتصر لمبادئ الديمقراطية واحترام المؤسسات وكلمة الصناديق، وأن يفسح الباب لمن تحمل المسؤولية أن يعمل من دون عراقيل، والشعب المصري وحده من له حق التقييم والمعاقبة في الانتخابات القادمة، أليس هذا ما "تعلمنا" إياه تلك الدول؟ أليس هذا ما هو ممارس عندها، أم هو حلال عليها حرام على مصر؟ تتحدث عدد من المواقع الصحافية عن مخططات أجنبية وأيادٍ خفية خارجية لها يد في ما يحصل في مصر في أفق إسقاط الرئيس مرسي والحد من نفوذ الإسلاميين، لكن بغض النظر عن صحة ذلك أو عدمه، فإن نجاح هذا المسعى والانقلاب على المؤسسات وقواعد الديمقراطية قد تكون له كلفة، لأن تدهور الوضع الاقتصادي والاجتماعي بمصر، وانسداد أفاق حل سياسي قد يفتح الباب لاحتمالات سيئة تحدث عنها محللون سياسيون من قبيل قيام ثورة جياع تخلط كل الأوراق أو قيام ما سماه قيدوم الصحافيين المصريين حسنين هيكل في أحد البرامج التلفزيونية ثورة "إسلامية" على الشاكلة الإيرانية، لأن الأجواء بمصر تعطي لعموم الناس خاصة من الفئات الشعبية انطباعاً أن الإسلاميين ممنوعون من الحكم، وأن العلمانيين والليبراليين مدعومون من الخارج و... وساعتها وداعاً للديمقراطية والاختلاف والتنوع، لأن التيارات العلمانية والليبرالية ليس لها شعبية ولا قدرة الحشد الجماهيري ورسبت في امتحانات ديمقراطية. وهذا لا يعني أن الإسلاميين من جماعة الإخوان وحزب "الحرية والعدالة" لم يرتكبوا أخطاء في تدبير المرحلة، ولا يعني أن السلفيين بمجرد تأسيس حزب سياسي صاروا ديمقراطيين -لأن تحول قناعاتهم وانقلابها بـ180 درجة حول الانتخابات والأحزاب وما إلى ذلك يطرح أكثر من سؤال- بالإضافة لعدم تمييز شعارات الإسلاميين في كثير من تظاهراتهم بين الديني والسياسي، مما يسهم في مزيد من الاحتقان من خلال تصوير ما يحصل بأنه صراع بين الحق والباطل، وأن خروجها خروج لنصرة الإسلام وما إلى ذلك مما يوسع شقة الخلاف ولا يضيقها. لكن ما سبق لا يبرر ما قامت به "جبهة الإنقاذ الوطني" المذكورة وسعيها للانقلاب بكل الوسائل بما فيها البلطجة على الديمقراطية وفرض ديكتاتورية الأقلية مستعينة في ذلك بآلة إعلامية جهنمية بينها وبين المهنية ما بين الأرض والسماء. ويبقى الأمل في انتصار لغة الحوار والعقل والحكمة حتى لا يتحول ربيع المصريين إلى خريف.
«فيا ليت أمي لم تلدني، ويا ليتني مت قبل حدوثها وكنت نسياً منسياً»، هكذا تحدث المؤرخ ابن الأثير الجزري -بعد طول تردد- في كتابه «الكامل في التاريخ» من شدة صدمته من همجية التتار «المغول» وتنكيلهم...
بعد أيام يودعنا عام 2016 وقد سقطت حلب الشرقية في الهيمنة الروسية الإيرانية بعد تدميرها وتهجير أهلها، واحتكار الروس والإيرانيين والأتراك والأمريكان الملف السوري وتراجع كبير للدور والتأثير العربي يكاد يصل لدرجة الغياب في المرحلة...
قرأت بالصدفة -وليس بالاختيار- كتابا مترجما للأديب والمفكر الإسباني رفائيل سانشيت فرلوسيو بهذا العنوان «الآتي من الزمان أسوأ»، وهو عبارة عن مجموعة تأملات ومقالات كتبها قبل عقود عديدة. قال فرلوسيو في إحدى تأملاته بعنوان «ناقوس...
«الحب السائل» عنوان كتاب لزيجمونت باومان أحد علماء الاجتماع الذي اشتغل على نقد الحداثة الغربية باستخدام نظرية السيولة -إذا جاز تسميتها بالنظرية- والكتاب ضمن سلسلة كتب «الحداثة والهولوكست»، «الحداثة السائلة» و «الأزمنة السائلة»، «الخوف السائل»...
لم تتضح بعد تشكيلة الحكومة المغربية الجديدة رغم مرور قرابة شهرين من إعلان نتائج الانتخابات التشريعية بالمغرب فجر الثامن من أكتوبر الماضي وتكليف الملك محمد السادس الأمينَ العام لحزب العدالة والتنمية عبدالإله بنكيران بتشكيل الحكومة...
تعيش الأمة العربية والإسلامية أسوء أحوالها منذ الاجتياح المغولي لبغداد قبل أكثر من ثمانية قرون تقريبا، فهولاكو روسيا يواصل مع طيران نظام الأسد تدمير سوريا وتحديدا حلب بدون أدنى رحمة في ظل تفرج العالم على...
«من الواضح أن انتصار دونالد ترامب هو لبنة إضافية في ظهور عالم جديد يهدف لاستبدال النظام القديم» هكذا قالت أمس زعيمة اليمين المتطرف بفرنسا عن نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية. وظهر جليا أن تداعيات فوز ترامب...
رغم مضي قرابة شهر على إعلان نتائج الانتخابات التشريعية المغربية التي توجت حزب العدالة والتنمية (إسلامي) بالمرتبة الأولى بـ125 مقعداً، وتكليف الملك محمد السادس عبد الإله بنكيران الأمين العام للحزب المذكور بتشكيل الحكومة، لم تظهر...
ثمة حرب شرسة وخطيرة تجري، لكن من دون ضوضاء، لن تظهر كوارثها وخسائرها إلا بعد عقد أو عقدين من الزمن، وهي حرب التسطيح والضحالة الفكرية والثقافية، عبر استخدام غير رشيد للإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، وجعلهما...
تنتقد جهات غربية العرب والمسلمين بشكل عام، بأنهم لا يعرفون للديمقراطية سبيلا، وحتى صنيعة الغرب؛ الكيان الإسرائيلي يتبجح بأنه ديمقراطي، وقال رئيس وزرائه بنيامين نتنياهو قبل أيام في الاحتفال بمرور67 سنة على تأسيس (الكنيست): إنه...
شهور ويغادر باراك أوباما كرسي رئاسة الولايات المتحدة الأميركية دون أن يحقق وعوده للعالم الإسلامي، فالرجل كان مهموما بمصالح بلاده أولا وأخيرا. ومن أكبر الوعود التي أطلقها في خطابه بالبرلمان التركي في أبريل 2009، وخطابه...
خلق موضوع استقبال اللاجئين في الغرب نقاشات كبيرة، وخلافات عميقة، سواء داخل أوروبا أو الولايات المتحدة الأميركية، جعلتهم في تناقض مع المواثيق الدولية التي تنظم كيفية التعامل مع اللاجئين سبب الحروب والعنف. ورغم أن أزمة...