


عدد المقالات 133
«سيبقى بوتن في الحكم حتى 2030 على الأقل»، بوتن «سيحكم لست سنوات، ثم لست سنوات أخرى، ومن ثم سيضع رفيقه مكانه» هكذا توقع زعيم الحزب الليبرالي الديمقراطي الروسي فلاديمير جيرينوفسكي، ورغم طرافة هذا التوقع فإن أحدا لا يستبعد شيئا إذا ما بقي رئيس الوزراء الروسي والمرشح للرئاسة والرئيس السابق «بوتن» يمارس لعبته الذكية بتبادل «الكراسي» مع صديقه الرئيس الحالي «مدفيديف» ويبدو أن طرفة أخرى تؤكد هذا المشهد؛ إذ تشير الطرفة إلى أن أحد الرؤساء العرب المخلوعين اقترح على بوتن -عندما كان رئيسا- أن يعدل الدستور ليسمح له بالترشح للرئاسة لدورات مفتوحة، فرد بوتن بأنه يحترم الدستور ولن يقوم بأي خطوة غير دستورية!! لكن بوتن كان أذكى من صاحبه العربي فقد اخترع طريقة للبقاء في السلطة من خلال تبادل الأدوار، فتارة يكون رئيسا، وأخرى رئيسا للوزراء، وذلك لا يخالف الدستور!!، وعودة بوتن للرئاسة هذه المرة ستكون مختلفة عما كانت عليه في السابق، فروسيا اليوم ليست كما كانت عليه عندما «تبادل» الدور مع الرئيس مدفيديف، كما أن العالم اليوم يختلف عما كان عليه في الثامن من مايو عام 2008 عندما تحول لرئاسة الوزراء بعد ترك الرئاسة، فلم تعد أميركا بقوتها الاقتصادية والعسكرية التي كانت عليها، فقد أثخنتها الحربان في العراق وأفغانستان، كما أثخنتها الأزمة الاقتصادية الطاحنة، وأصبح الشأن الداخلي يطغى على إدارتها التي تواجه معركة داخلية شرسة مع الجمهوريين الذين يستعدون بقوة للانتخابات الرئاسية القادمة، كما أن أوروبا ليست أحسن حالا من أميركا فقد كشفت الأزمة الاقتصادية التي تمر بها المجموعة الأوروبية عن «هشاشة» البناء في هذه المجموعة التي تصارع من أجل المحافظة على تماسكها الاقتصادي، وهي ليست على استعداد للدخول في حرب باردة جديدة مع روسيا، التي نهضت من كبوتها بعد سقوط الاتحاد السوفيتي وضعف الإدارة التي تلت ذلك على يد الرئيس الأسبق «بوريس يلتسن» فقد استطاعت في عهد «بوتن» الرئيس و «بوتن» رئيس الوزراء أن تستعيد شيئا من بريقها «الإمبراطوري» وساعدها على ذلك تحسن وضعها الاقتصادي بسبب ارتفاع أسعار النفط واستفادة روسيا من الأوضاع الاقتصادية لجوارها كاليابان وأوروبا وأميركا لتعزز مكانتها على مستوى الاقتصادي، ورغم الأزمة الاقتصادية العالمية فإن تأثر روسيا بها كان أقل من تأثر الجيران المنافسين لها، كما أن ناتجها القومي لم يتأثر كثيرا بالأزمة فقد بلغ %4.3؛ حيث تأتي في المرتبة الثالثة بعد الصين والهند، وقد حققت روسيا تقدما في المجال الصناعي؛ إذ بلغ النمو فيه %4.7 أي في المرتبة الرابعة بعد الصين والهند وألمانيا بعد أن كانت الصناعة في روسيا مهددة بالانهيار في عهد «يلتسين»، ورغم أن التضخم لم ينخفض كثيرا في روسيا (%6) فإنه المعدل الأدنى خلال عشرين عاما الأخيرة، كما أن الدين العام لم يتجاوز %10 من الناتج القومي، بينما تملك روسيا ثالث احتياطي من الذهب والعملات الصعبة على مستوى العالم أي 500 مليار دولار، ما يعزز وضعها الاقتصادي، وقد أدى هذا الوضع والاستقرار الداخلي بعد القضاء على حركات الانفصال في الشيشان وبعض مناطق القوقاز إلى أن تتطلع روسيا لاستعادة دورها في السياسة العالمية فـ «بوتن» يعتبر أن اللحظة قد حانت لتعيد روسيا أمجادها الإمبراطورية وأمجادها السوفيتية، وأنه يمكن أن يكون «القيصر» الجديد لروسيا، أو الزعيم «السوفيتي» الذي يستطيع أن يقف أمام أميركا وأوروبا، ومن هنا يمكن فهم الأدوار التي بدأت تلعبها السياسة الخارجية الروسية في القضايا الدولية، ولعل الموقف من سوريا وإيران نموذجا لمحاولة استعادة ذلك «المجد» فرغم أن سوريا هي آخر «معاقل» المصالح الروسية في الشرق الأوسط؛ إذ تمثل لها السوق الأخيرة للسلاح في المنطقة، كما تمثل لها «آخر» موقع استراتيجي على الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط من خلال قاعدة «طرطوس» البحرية التي تحصل روسيا فيها على تسهيلات كبيرة، بعد أن فقدت تلك التسهيلات في ليبيا بسقوط القذافي، إضافة إلى أن سوريا هي «آخر» حليف لها في المنطقة، ومع كل «الأخريات» الروسية إلا أن ذلك ليس مبررا كافيا لهذا الموقف المتصلب والداعم للنظام السوري، فروسيا تعتبر الصراع في سوريا بداية لعودة جديدة لها على الساحة الدولية أو انطلاقة لـ «حرب باردة» غير تلك التي أنهاها آخر الرؤساء السوفيت (غورباتشوف) حين فكك الاتحاد السوفيتي السابق، فروسيا تشعر أنها كانت خارج اللعبة الدولية خلال السنوات العشرين الماضية، وأنها لم يكن لها دور مؤثر في الأحداث المهمة وهي التي كانت أحد أعمدة السياسة الدولية خلال السبعين سنة التي سبقت ذلك، وأن هذا الأمر أفقدها كثيرا من مصالحها وموقعها العالمي، وكان التحول الذي شهدته روسيا سببا في إضعاف موقفها، وتقدم خصومها ولذا فإن عودتها هذه المرة لن تكونه من خلال التهديدات النووية أو حرب النجوم أو الدروع الصاروخية، بل من خلال استثمار اللحظة التاريخية التي يمر بها العالم بسبب الوضع الاقتصادي وتراجع قوة التأثير للقوى الدولية الكبرى وصعود أعمدة منافسة جديدة تصب في صالح الصعود الروسي وهي الصين والهند، فهي تعتقد أنها بتحالفها مع هاتين الدولتين، وقوى أخرى كالبرازيل وإيران يمكن أن تشكل تكتلا يستطيع أن يقف أمام هيمنة القوى التقليدية الكبرى أي أميركا وأوروبا، لكن تلك «الأحلام» تتجاهل الظرف التاريخي، فرغم أن العالم يمر بوضع اقتصادي مضطرب فإن روسيا لن تستطيع أن تكون بديلا عن اقتصادات كبرى كالاقتصاد الأميركي أو الألماني أو الياباني، على الأقل في المنظور القريب، ما يعني أن روسيا ستبقى لسنوات قادمة في حاجة لإعادة بناء اقتصادها الذي أصبح مرتبطا بصورة مباشرة بالاقتصاد الغربي، إلى جانب أن الوضع العالمي قد تغير فلم يعد التهديد باستخدام القوة -كما كان يفعل الاتحاد السوفيتي القديم- هو الأسلوب الأمثل للعلاقات الدولية، إضافة إلى أن التحالفات الدولية القديمة قد تم تفكيكها فـ «أصابع» روسيا في بعض دول آسيا وإفريقيا وأميركا الجنوبية لم تعد قادرة على العمل، وحركات التحرر التي كانت تدعمها أصبحت حركات «رأسمالية»!!، ولذا فإن أحلام روسيا بالإمبراطورية، ستبقى شعارات يدغدغ بها «بوتن» الناخبين الروس الذي قد ينصبونه إمبراطورا، ولكن بلا إمبراطورية!!
هل تكون «داعش» أو ما يسمى بالدولة الإسلامية في العراق والشام، سبباً في حل المعضلة السورية؟ للإجابة على ذلك تذكروا اتفاق «دايتون» الذي أنهى الحرب في البوسنة والهرسك، فقد بدأ القتل في البوسنة في أبريل...
يبدو أن محرقة الصراعات الطائفية والمذهبية لن تدع أحدا في بلاد العرب والمسلمين، فهذه المحرقة التي تضم تشكيلة من الصراعات التي لم تشهد لها الأمة مثيلا إلا في عصور الانحطاط والتخلف عادت مرة أخرى تقذف...
تتوقف ثلاث شاحنات خالية، يتقدم أحدهم حاملا رشاشا بيده، يلتفت إلى الشاشة لتبدو هيئته المتجهمة التي يكاد الشرر يتطاير منها، وتلف وجهه لحية كثة كأنه أراد من هذه الالتفاتة أن يبرز هويته، ثم يتجه إلى...
تعودت أن أتصل به كلما احتجت لحجز تذكرة سفر، كان يبذل أقصى جهده من أجل الحصول على أفضل العروض بأقل الأسعار، وانقطع التواصل معه بعد دخول التكنولوجيا في حجز التذاكر، بل في كل إجراءات السفر،...
ما هو مستقبل العرب؟ سؤال يبدو مشروعا ونحن ندخل عاما جديدا، حيت تتمثل الإجابة في أن الواقع الحالي لا يمثل النموذج الذي يصبو له العرب ولا يتناسب مع معطيات الحاضر، فإذا كان الأمر كذلك فلا...
سيكون عام 2013م من أكثر الأعوام تأثيرا على الخليج العربي، فلأول مرة منذ إنشاء مجلس التعاون الخليجي، يشعر الخليجيون أن «خليجهم ليس واحدا»، فقد بدا واضحا حجم الخلافات بين دوله الأعضاء، فعلى الرغم من البيانات...
بعد أيام سندخل عاما جديدا وحالة العالم «لا تسر عدواً ولا صديقاً»، فقد ازداد فارق الفقر بين الدول، كما ازدادت مشكلاتها وحروبها، وتلويثها للبيئة، وقضائها على الطبيعة، وتقسم العالم إلى شرق وغرب وشمال وجنوب، بل...
«خلال حياتي نذرت نفسي لكفاح الشعب الإفريقي، لقد كافحت ضد سيطرة البيض وكافحت ضد سيطرة السود واعتززت دوماً بمثال لمجتمع ديمقراطي حر يعيش فيه كل الناس معاً في انسجام وفرص متساوية، إنه مثال آمل أن...
بدعوة كريمة من وزارة الإعلام بدولة الكويت الشقيقة، شاركت مع عدد من الزملاء في زيارة الكويت ولقاء بعض المسؤولين الكويتيين، حيث خرجت الكويت من قمة ناحجة هي القمة العربية الإفريقية، وهاهي تحتضن غدا القمة الخليجية...
أشرت في مقال الأسبوع الماضي إلى أيام مجلس التعاون في السويد، ذلك البلد المجهول لكثير من سكان المنطقة رغم التواصل المبكر بين العرب والبلاد الإسكندنافية ومن بينها السويد التي وصلها الرحالة السفير ابن فضلان عام...
شهدت العاصمة السويدية –ستوكهولم- خلال الأسبوع الماضي حضورا خليجيا تمثل في أيام مجلس التعاون في السويد، حيث شارك مجموعة من الدبلوماسيين والباحثين والأكاديميين الخليجيين يرأسهم أمين عام مجلس التعاون الخليجي، في حوار مع نظرائهم السويديين،...
تستعد مدينة دبي بعد غد لتلقي نبأ مهما في مسيرة تطورها، إذ ستقرر اللجنة الخاصة بمعرض إكسبو الدولي، المدينة المؤهلة لاستضافة دورة المعرض المقررة عام 2020، حيث تتنافس أربع مدن على استضافة المعرض، وهي مدينة...