alsharq

عبير الدوسري

عدد المقالات 142

التسامح الديني

05 فبراير 2018 , 12:55ص

بأحد الأيام، وعندما كنت في خارج أحد المجمعات التجارية بانتظار سيارتي لتقلّني إلى المنزل، وإذا بسيارة أخرى يظهر على سائقها أنه من دولة آسيوية، وقد علّق الصليب قريباً من مرآته الأمامية، لم أعر هذا المنظر أي اهتمام، وكان عادياً جداً بالنسبة لي، بينما استفزت نفس هذه الصورة عائلة عربية كانت واقفة بالقرب مني، إذ صاح ربّ أسرتها بالسائق واستغرب جرأته بالتعدي على الإسلام في دولة إسلامية، فما كان من السائق الغريب إلا أن قام بإنزال الصليب مؤقتاً لكي يهدّئ الرجل من روعه، وليخفض صوته، الذي أمسى مدوياً عند مدخل البوابة. تأثرت جداً بما حدث، وجعلني أفكر مليّاً بعظمة ديننا الحنيف، وكيف أنه يدعو إلى السلام ونبذ التعصب. فمنذ بدء الرسالة كان وما زال ديننا دين الإقناع لا دين الغصب أو السيف، دين دعا قرآنه إلى مجادلة الآخرين بالتي هي أحسن، ومحاولة إقناعهم بالحكمة والموعظة الحسنة، دين رباني قام على مبدأ عدم الإكراه. فالتسامح نابع من السماحة في جميع أشكالها من حرية ومساواة من دون أي تمييز عنصري أو تفوق جنسي، وإن ديننا يلزمنا بالاعتقاد بجميع الديانات، مما بعث الله من رسل وأنزل من كتب، وأنها كلام الله أوحاه إلى رسله ليبلغوا عنه شرعه ودينه، كما في الآية الكريمة رقم 285 من سورة البقرة «آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ». ولا أعني هنا بالتسامح إهمال الحقوق أو تركها أو السلبية، إنما أقصد الاحترام المتبادل، والاعتراف بالحقوق العالمية للشخص، وبالحريات الأساسية للآخرين، وإنه وحده الكفيل بتحقيق العيش المشترك بين شعوب مختلفة ومتنوعة، إذ يمنح ديننا حرية ممارسة الشعائر الدينية، ويدعونا إلى التعايش بين الأديان المختلفة، وأن ينبع هذا التسامح الديني من نفس النهج الذي سلكه السلف الصالح، وأن ينطلق من موقف القوة والاعتزاز، لا من موقف الضعف والاستسلام.

شؤون المرأة القطرية

من الأمثال الرائجة في منطقة الخليج العربي «حلاوة الثوب رقعته منه وفيه»، والتي تلامس طبيعة المثل القائل: «ما حكّ جلدك مثل ظفرك». وواقع الحال يحتّم علينا تولي زمام أمورنا بأنفسنا بدل انتظار غيرنا، الذي قد...

تناتيف

يتبادر لذهن أي قطري عند سماع كلمة «تناتيف» اسم المسلسل المشهور للممثل المتميز غانم السليطي، ولكن وللتوضيح «تناتيف» تعني متفرقات أو القطع الصغيرة وهي من النُتَف والنتفة في الفصحى أي الشيء القليل. فتناتيف مقالي لهذا...

ما في قطريين!

تستفزني عبارة «ما في قطريين» أو «مش محصلين قطريين»! وهنا لا بدّ من التفسير للقراء العرب والذين لا يدركون اللهجة القطرية أو الخليجية بشكل عام، أنه لا يوجد قطريون، بمعنى يصعب أو يستحيل أن يكون...

المسح والصلح

تتمتع أجهزتنا الإلكترونية وهواتفنا المحمولة بخاصية المسح «wipe»، حيث يقوم هذا الأمر بمسح جميع المعلومات المخزنة على الجهاز، ويجعله كما لو كان في حالة الشراء، إذ يقوم باسترجاع وضع المصنع الذي كان عليه مجدداً من...

فضولي

يحمل عنوان مقالي لهذا الأسبوع اسم شخصية مشهورة اشتهرت من خلال مجلة ماجد للأطفال، عبر مسابقة «ابحث عن فضولي» في أحد صفحاتها، وتتمحور حول إيجاد هذه الشخصية في زخم الرسومات أو التشكيل الكرتوني في مكان...

سنة وعام جديد

تحرص فئة كبيرة من الناس على اقتناء مفكرة للعام الجديد، إذ يهمون بتدوين خططهم ومشاريعهم المستقبلية وأفكارهم خوفاً من التشتت والضياع، كذلك يستخدمونها لتسجيل التواريخ المهمة توجساً من النسيان، فالمفكرة الجديدة تكون كما الأداة التفاؤلية...

اليوم الوطني القطري 2020

كالعادة احتفلت دولتنا الحبيبة قطر في الـ 18 من ديسمبر من كل عام بعرسها الوطني، ولكن وبلا شك أن الاحتفالات كانت مختلفة هذه السنة، وذلك لما فرضته الظروف الصحية علينا من الاستمرار بالحدّ من التجمعات...

حبّ الناس

ثبت في الحديث الصحيح عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إن الله إذا أحبّ عبداً دعا جبريل فقال: إني أحبّ فلاناً فأحبّه، قال: فيحبّه جبريل، ثم...

الرقابة الشخصية

ضجّت وسائل التواصل الاجتماعي الأسبوع الماضي بحادثتين مختلفتين، ولكنهما ذاتا قواسم مشتركة، وأهمها هو انعدام أو تدني مستوى تحمّل الأفراد مسؤولية أفعالهم، أو من هم تحت رعايتهم، ورغبتهم الشديدة والملحّة في تولي الجهات المختصة بالحكومة...

قيمة العطاء

من الأمثال الشعبية القديمة «سوّ خير وقطّه بحر»، بمعنى اعمل الخير ولا تنتظر شكراً من أحد، ولعل في هذا المثل تجلياً واضحاً لقيمة العطاء من غير مقابل، ومدى استشعار المجتمع لقيمة العطاء. بالفعل إن العطاء...

الصحة النفسية

نعلم جميعاً أن جائحة كورونا لم تنتهِ بعد، بالرغم من زعم بعض الدول اكتشاف اللقاح، ولكننا ندرك أنه ليس الدواء الآمن، وأنه ما زال قيد التحضير، وإلى ذلك الوقت ما زلنا نمارس الاحترازات والاحتياطات الواجبة،...

وزارة التجارة والصناعة

دائماً ما أطّلع على شكاوى بعض المترددين على وزارة ما في وسائل التواصل الاجتماعي، وأحياناً أستنكر ما يقولون أو يدّعون من بطء الإجراءات وتنفيذها من قبل الموظفين، ولكن عندما تعرّضت شخصياً لموقف مماثل عرفت مدى...