alsharq

د. سعيد حارب

عدد المقالات 133

د. هدى النعيمي 26 أكتوبر 2025
صدى روايات خالد حسيني.. تردده الأجيال
مريم ياسين الحمادي 25 أكتوبر 2025
توجيهات القيادة
هند المهندي 26 أكتوبر 2025
ريادة قطرية في دبلوماسية السلام

المثقف والسلطة.. تجسير أم قطيعة؟

04 يوليو 2011 , 12:00ص

تشكل جدلية العلاقة بين المثقف العربي والسلطة أحد المفاصل المهمة في الحياة الثقافية العربية، فإذا كان التاريخ العربي قد شهد صوراً متعددة عن طبيعة هذه العلاقة التي لم تخرج عن الالتئام أو الانفصام، فإن مرحلة التاريخ العربي المتأخر، شهدت انحيازاً واضحاً من المثقف العربي لقضايا مجتمعه مقابل انحيازه للسلطة، إذ فرضت الأحداث التي مر بها العرب خلال هذه المرحلة حراكاً سياسياً دفع بالمثقف إلى هذه الساحة فقد فشلت كثير من حركات التحرر الوطنية في قيادة الإنسان العربي نحو التنمية والتطور، بعد أن نجحت في تخليصه من ربقة الاستعمار، وتحولت بعض تلك الحركات والدعوات إلى قيد يطوقه، ويحرمه من أبسط حقوقه الإنسانية في الحياة كحق التعبير والتفكير والتملك وغيرها من صور الحرية. ورغم انحياز بعض المثقفين العرب إلى السلطة في هذه المرحلة باعتبارها تمثل «منقذاً» يحمل غايات الأمة وأهدافها الكبرى فإن عقود التخلف والتراجع التي خلفتها تلك الدعوات جعلت هؤلاء المثقفين ينفضّون من حولها ولم يبق متعلقاً بها إلا من لم يجد له مكانا في قطار التغيير السريع!! كما أن نشوء أجيال جديدة منقطعة الصلة بتلك المرحلة وجهلها بمسار الأحداث والمتغيرات واعتبار تلك المرحلة جزءا من التاريخ لا يمكن أن يقيد الحاضر جعل هذه الفئة من المثقفين العرب في عزلة عن الواقع، كما أن بروز تيارات ثقافية وفكرية وسياسية جديدة أو متجددة يسترجع بعضها قيم ومعتقدات المجتمع كما هي في التيارات الإسلامية ويحاول توظيفها اجتماعيا وثقافياً وسياسياً وينطلق بعضها الآخر ليستلهم تجارب الأمم المتقدمة المعاصرة في الممارسات السياسية والفكرية، كما في التيارات العلمانية أو الليبرالية جعل الحياة الثقافية تعيد رسم صورتها بل تعيد رسم آليات تعاملها، وكان مما شملته هذه الإعادة: العلاقة مع السلطة، إذ اختارت بعض التيارات الفكرية المواجهة والصدام مع السلطة تارة ومع المجتمع تارة أخرى، كما في بعض الحركات المتشددة أو المتطرفة، واتجهت تيارات أخرى إلى انتهاج أسلوب آخر في العلاقة مع السلطة من خلال الدعوة إلى الأخذ بالنظم السياسية الحديثة والاندماج في المؤسسة السياسية، بل ذهب جزء من هذا التيار إلى ما هو أبعد، وذلك من خلال التغيير من الداخل، أي العمل من داخل المؤسسة الرسمية باعتبار أن ذلك يضفي عليهم الشرعية والقبول من السلطة والمجتمع، وشاع في السنوات الأخيرة مصطلح «تجسير الفجوة بين صانع القرار ومتخذ القرار»، لكن الواقع أن تأثير كلا التيارين ما زال محدوداً ولم يدفع بالمجتمع العربي إلى ما يتطلع إليه، ففي الوقت الذي عزلت تيارات العنف نفسها عن السلطة والمجتمع واختارت أسلوباً يرفضه الجميع نجد أن التيار الآخر وجد نفسه في عزلة عن المجتمع كذلك؛ إذ لم يستطع أن يحقق ما يتطلع إليه مجتمعه في تطويره وتقدمه، ولم يستطع كذلك أن يطور المؤسسة لتصل إلى النموذج الذي جاء للعمل من أجله، ووجد نفسه في كثير من الأحيان مطالباً بتبرير تقاعسه وتخلفه عن تحقيق الأهداف التي يعمل لها، فلا الديمقراطية تحققت على يديه، ولا المجتمع المدني أنشأ مؤسساته ولا التنمية المبتغاة بلغت أهدافها، بل وجد نفسه –أحياناً– متخلفاً عن السلطة ذاتها. لكن أخطر ما في جدلية العلاقة بين المثقف والسلطة هو استعداء الآخر على الآخر، إذ تذهب بعض التيارات الثقافية أو الفكرية أو السياسية إلى استعداء أحدهما أو استخدامه لضرب الآخر والإجهاز عليه، فكثيراً ما تعمد بعض السلطات إلى استغلال تيارات فكرية لتحطيم تيار معارض أو مناوئ خاصة مع اشتداد عود الآخر، ويجد ذلك التيار في هذا الأمر فرصة للتخلص من غريمه لينفرد بالساحة، فإذا قويت شوكته تم استغلال الآخر لتحطيمه وهكذا، ولقد برزت هذه الظاهرة في بعض المجتمعات العربية وكان سلاحها في ذلك أهل الثقافة والفكر، ويصل الأمر أن يستعدي بعض المثقفين السلطة على خصومهم مستثمرين «غضب» السلطة على أولئك الخصوم أو ذلك التيار اعتقاداً منهم أن السلطة أداة طوعية في أيديهم. لقد أدت هذه الحالة إلى تراجع دور المثقف العربي الذي يراد منه أن يكون ذا رسالة رائدة قائدة، وإذ به صاحب مصلحة مقودة، فهل ينتقل المثقف العربي من حالة التصادم أو التبرير إلى حالة جديدة يعود فيها ليكون فيها أداة تغيير لا أداة للتغيير، أي يصبح المثقف أداة تغيير نحو الأفضل دون أن يلعب دور المواجهة أو التبعية بل ينطلق من موقف مستقل حتى يستطيع أن يسهم في حل كثير من المعضلات والمشكلات التي تواجه مجتمعه ولعل في مقدمتها عملية التنمية الشاملة التي ما زالت المجتمعات العربية تسعى لها، وإلى جانب هذا تبدو حالة التشرذم والتمزق العربي، والتحول إلى القُطرية بعد انحسار القومية، بل أصبحنا نسمع ونقرأ عن «أمم عربية» بدل أمة عربية؟!، وعاد البعض للقطرية أو ما قبل القطرية، رغم أن أي سلطة سياسية عربية لم تقف من الانتماء العربي موقف العداء ولم تعلن ذلك بل هي كثيراً ما تجدد وتذكّر بذلك، إلا أن بعض المثقفين العرب صار قُطرياً وإقليمياً بل «جهوياً» أكثر من كثير من الساسة العرب الذين يتهمهم بالقطرية!! إذ نسمع ونقرأ لبعض هؤلاء وهم يتحدثون عن انتماء قومي مصري أو خليجي أو مغاربي أو شامي أو غير ذلك، بل يصل الأمر إلى تحديد هوية أو ثقافة إقليمية كأن تكون الثقافة المصرية أو الهوية الخليجية أو غيرها. إن هذه الحالة تشكل متغيراً أساسياً في الحالة الثقافية المعاصرة، فإذا كانت تلك الدعوات ارتفعت خلال حقب تاريخية متعددة فإنها لم تكن كما هي عليه الآن إذ تسندها رؤى وتنظيرات وأفكار، وتجد لها صوراً تطبيقية على المستوى السياسي والثقافي، وما لم يمارس المثقف العربي دوراً أساسياً في ذلك فإنه سيجد نفسه في جزيرة معزولة من الانتماءات التي قد لا يجد من يشاركه فيها إلا قبيلته أو طائفته أو قريته!! drhareb@gmail.com

بين «داعش» ودايتون!!

هل تكون «داعش» أو ما يسمى بالدولة الإسلامية في العراق والشام، سبباً في حل المعضلة السورية؟ للإجابة على ذلك تذكروا اتفاق «دايتون» الذي أنهى الحرب في البوسنة والهرسك، فقد بدأ القتل في البوسنة في أبريل...

وجاء دور الإباضية

يبدو أن محرقة الصراعات الطائفية والمذهبية لن تدع أحدا في بلاد العرب والمسلمين، فهذه المحرقة التي تضم تشكيلة من الصراعات التي لم تشهد لها الأمة مثيلا إلا في عصور الانحطاط والتخلف عادت مرة أخرى تقذف...

محاكم التفتيش «الإسلامية»!!

تتوقف ثلاث شاحنات خالية، يتقدم أحدهم حاملا رشاشا بيده، يلتفت إلى الشاشة لتبدو هيئته المتجهمة التي يكاد الشرر يتطاير منها، وتلف وجهه لحية كثة كأنه أراد من هذه الالتفاتة أن يبرز هويته، ثم يتجه إلى...

عندما يصبح الإنسان رقماً!

تعودت أن أتصل به كلما احتجت لحجز تذكرة سفر، كان يبذل أقصى جهده من أجل الحصول على أفضل العروض بأقل الأسعار، وانقطع التواصل معه بعد دخول التكنولوجيا في حجز التذاكر، بل في كل إجراءات السفر،...

خطوة إلى المستقبل.. أيها العرب

ما هو مستقبل العرب؟ سؤال يبدو مشروعا ونحن ندخل عاما جديدا، حيت تتمثل الإجابة في أن الواقع الحالي لا يمثل النموذج الذي يصبو له العرب ولا يتناسب مع معطيات الحاضر، فإذا كان الأمر كذلك فلا...

هل ما زال «خليجنا واحداً»؟!

سيكون عام 2013م من أكثر الأعوام تأثيرا على الخليج العربي، فلأول مرة منذ إنشاء مجلس التعاون الخليجي، يشعر الخليجيون أن «خليجهم ليس واحدا»، فقد بدا واضحا حجم الخلافات بين دوله الأعضاء، فعلى الرغم من البيانات...

عام مضى.. عام أتى.. ما الجديد؟!

بعد أيام سندخل عاما جديدا وحالة العالم «لا تسر عدواً ولا صديقاً»، فقد ازداد فارق الفقر بين الدول، كما ازدادت مشكلاتها وحروبها، وتلويثها للبيئة، وقضائها على الطبيعة، وتقسم العالم إلى شرق وغرب وشمال وجنوب، بل...

رمح الأمة

«خلال حياتي نذرت نفسي لكفاح الشعب الإفريقي، لقد كافحت ضد سيطرة البيض وكافحت ضد سيطرة السود واعتززت دوماً بمثال لمجتمع ديمقراطي حر يعيش فيه كل الناس معاً في انسجام وفرص متساوية، إنه مثال آمل أن...

قمة الكويت.. وتطلعات الخليجيين

بدعوة كريمة من وزارة الإعلام بدولة الكويت الشقيقة، شاركت مع عدد من الزملاء في زيارة الكويت ولقاء بعض المسؤولين الكويتيين، حيث خرجت الكويت من قمة ناحجة هي القمة العربية الإفريقية، وهاهي تحتضن غدا القمة الخليجية...

البلد المجهول!

أشرت في مقال الأسبوع الماضي إلى أيام مجلس التعاون في السويد، ذلك البلد المجهول لكثير من سكان المنطقة رغم التواصل المبكر بين العرب والبلاد الإسكندنافية ومن بينها السويد التي وصلها الرحالة السفير ابن فضلان عام...

أيام التعاون في السويد

شهدت العاصمة السويدية –ستوكهولم- خلال الأسبوع الماضي حضورا خليجيا تمثل في أيام مجلس التعاون في السويد، حيث شارك مجموعة من الدبلوماسيين والباحثين والأكاديميين الخليجيين يرأسهم أمين عام مجلس التعاون الخليجي، في حوار مع نظرائهم السويديين،...

إكسبو

تستعد مدينة دبي بعد غد لتلقي نبأ مهما في مسيرة تطورها، إذ ستقرر اللجنة الخاصة بمعرض إكسبو الدولي، المدينة المؤهلة لاستضافة دورة المعرض المقررة عام 2020، حيث تتنافس أربع مدن على استضافة المعرض، وهي مدينة...