alsharq

أحمد حسن الشرقاوي

عدد المقالات 198

هل فشلت سياسة «حافة الهاوية» في الخليج؟!

03 أغسطس 2019 , 12:47ص

قبل أيام، فاز وزير الخارجية البريطاني السابق بوريس جونسون في انتخابات رئاسة حزب المحافظين، ليتأهل لرئاسة الوزراء، خلفاً لتيريزا ماي، ويواجه تحدي خروج بلاده من الاتحاد الأوروبي (بريكست) إضافة إلى تحدي الأزمة مع إيران. جونسون انخرط فور وصوله لرئاسة الوزراء البريطانية في التعامل مع هذين القضيتين، وبالنسبة لاتفاق «البريكست»، تعهد جونسون بتنفيذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في الموعد المحدد. كما تعهد بمراجعة العلاقة مع الشركاء الأوروبيين، وأكد أن بريطانيا سوف تخرج من الاتحاد الأوروبي باتفاق مع الأوروبيين أو بدونه، مطالباً بإعادة التفاوض مجدداً للتوصل إلى اتفاق جديد يتجنب ما يعرف بشبكة الأمان، وهي أحد أهم بؤر الخلاف بين الجانبين. وباختصار شديد، فإن البند المتعلق بتوفير شبكة أمان يستهدف العودة إلى وضع نقاط للحدود بين إقليم أيرلندا الشمالية، التابع لبريطانيا من جهة، ومناطق جمهورية أيرلندا التي ستستمر في عضوية الاتحاد الأوروبي من جهة أخرى، بما يعنيه ذلك من تعقيدات سياسية واقتصادية (جمركية وغيره)، إضافة إلى البعد الديني. المعروف أن إقليم شمال أيرلندا، ذي الغالبية البروتستانتية، اختار البقاء ضمن التاج البريطاني، بينما استقلت بقية أقاليم أيرلندا ذات الأغلبية الكاثوليكية، واختارت النظام الجمهوري كدولة مستقلة، عقب انتهاء ما عرف بالحرب الأهلية الأيرلندية في عام 1922. وفي رد فعل سريع على انتخاب بوريس جونسون، رفض الاتحاد الأوروبي، بشكل قاطع طلب رئيس الوزراء البريطاني إعادة التفاوض للتوصل إلى اتفاق جديد حول «بريكست»، ووصفه بأنه « مطلب غير مقبول». لكن يبدو أن جونسون، وهو من أهم الداعين لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، يمكن أن يقدم على مغامرة الخروج بدون اتفاق في الموعد المحدد في نهاية شهر أكتوبر المقبل، وهو ما يهدد بتفكيك المملكة المتحدة التي تتكون من أربعة أقاليم كبري هي: إنجلترا، وويلز، واسكتلندا، وأيرلندا الشمالية، بما يقود إلى تغييرات جيو- سياسية في قارة أوروبا. في تقديري أن التحدي الآخر الأكثر إلحاحاً على أجندة جونسون، هو إدارة التوتر المتصاعد مع طهران، والذي بلغ أوجه مع احتجاز إيران ناقلة نفط ترفع علم بريطانيا في مضيق هرمز. لندن ردت على الخطوة الإيرانية بالإعلان عن قرب تشكيل قوة للحماية في الخليج مع الأوروبيين، وبدأت بالفعل سفن البحرية الملكية البريطانية في مرافقة السفن والناقلات التي ترفع علم بريطانيا خلال مرورها بمضيق هرمز. وأعلنت بعض البلدان الأوروبية أن واشنطن طلبت منها الاشتراك في تأمين ناقلات النفط في مضيق هرمز. ولا تزال «المطاردة الخشنة» بين واشنطن وطهران تتواصل صعوداً وهبوطاً خلال الفترة الماضية، حيث طالبت الولايات المتحدة إيران بالإفراج فوراً عن سفينة بريطانية تحتجزها في الخليج مع أفراد طاقمها، ولم يكد الأسبوع ينقضي حتى أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو عن استعداده للذهاب إلى طهران للتفاوض معهم عن طيب خاطر! وما بين هذين الموقفين المتباعدين سياسياً، راوحت الأزمة في الخليج مكانها حيث تعد تلك الأزمة «أقل من الحرب وأكبر قليلاً من مجرد توتر محدود»، مما دفع روسيا للتحذير من مخاطر نشوب حرب واسعة النطاق في المنطقة في أي وقت. وإذا نجحت واشنطن في إخضاع إيران، أو إذا فشلت سياسة حافة الهاوية، فإن أموراً كثيرة وربما تغييرات أكبر سوف تقع في المنطقة. الخلاصة، «البريكست» وإيران ربما يمثلان أكبر التحديات التي تواجه رئيس الوزراء البريطاني الجديد بوريس جونسون، وقد يؤدي الإخفاق في التعامل معهما ليس فقط في الإطاحة بجونسون وحزب المحافظين من السلطة، ولكنها ستؤدي إلى تغييرات جيوسياسية في أوروبا وفي منطقة الخليج أيضاً، خصوصاً مع فشل سياسة «حافة الهاوية» التي تنتهجها واشنطن ضد طهران.

بعد النيل.. هل تذهب سيناء ؟!

اليوم نستكمل معكم بقية الحكاية التي بدأناها في خاتمة المقال السابق عن أطماع اليهود في سيناء منذ قرون طويلة، فهي بالنسبة لهم في قلب العقيدة الصهيونية، لدرجة أن تيودور هرتزل -مؤسِّس الصهيونية العالمية- أطلق عليها...

بعد النيل.. هل تذهب سيناء؟! (1-3)

يبدو من المرجح حالياً أن أزمة سد النهضة لن تجد حلاً، وأن السد سيتم تشغيله، وأن ملء بحيرة السد سيحجب كمية كبيرة من حصة مصر في مياه النيل، لكن ماذا عن شبه جزيرة سيناء؟! يلاحظ...

ترمب مجدّداً.. أم بايدن؟!

السؤال الذي يتردد بكثافة في أوساط الأميركيين، وربما في أنحاء العالم في الوقت الحالي هو: هل يفوز الرئيس الجمهوري دونالد ترمب بقترة رئاسية ثانية تمتد حتى 2024؟ أم يتمكن غريمه الديمقراطي جو بايدن من هزيمته...

شبح ريجيني في القاهرة!

رغم مرور 4 أعوام ونصف العام على وفاة الباحث الإيطالي جوليو ريجيني الغامضة بالقاهرة، لا تزال ملابسات وظروف الوفاة غير معروفة، ويبدو أن صبر الحكومة الإيطالية نفد، وبدأت تطالب القاهرة بردود حاسمة وتوضيحات مقبولة، فقد...

عندما تنظر أميركا في المرآة

من منّا لا يعرف قصة سندريلا والأقزام السبعة، كلّنا تربّينا عليها، وتعاطفنا مع السندريلا التي كان عليها أن تتقبّل قهر وظلم زوجة أبيها وبناتها المتعجرفات، حتى تأخذنا القصة للنهاية الجميلة حين تلتقي السندريلا بالأمير، فيقع...

أرض العميان (2-2)

أحد أصدقائي أوشك على الانتهاء من كتابة رواية طويلة عن أحوال المعارضة المصرية في الخارج منذ 2013م، وقد اقترحت عليه اسماً للبطل الرئيسي لروايته، وهو معارض ليبرالي يسحق الجميع من أجل مصالحه الشخصية الضيّقة. اقترحت...

أرض العميان (1-2)

عندما تغيب المنافسة العادلة أو تكون محدودة، هل يمكن أن تعرف الصحافي الجيد أو الكاتب الأكثر براعة أو الأجزل في العبارة، أو الأغزر إنتاجاً، أو الأعمق فكراً، أو الأفضل أسلوباً؟! كيف ستعرفه إذا لم تتوافر...

الميكافيلليون الجدد!!

في جامعة القاهرة في منتصف ثمانينيات القرن الماضي، كنت مندفعاً في دراسة العلوم السياسية، وكنت قرأت كتاب «البرنس» لميكافيللي قبل دخول الجامعة، ولم يعجبني! دخلت في مناقشات جادة وأحياناً حادة مع أساتذة درسوا في الجامعات...

حصن الحرية.. «بوسطن جلوب» نموذجاً (2-2)

بعد المعركة الصحافية الشهيرة التي خاضتها صحيفة «بوسطن جلوب» خلال عامي 2001 و2002، والتي انتهت باستقالة الكاردينال لاو رأس الكنيسة الكاثوليكية في عموم أميركا، ترسخ اعتقاد لدى مواطني مدينة بوسطن من الكاثوليك، أن الصحيفة الأكبر...

الصحافة والكتابة.. في زمن «كورونا» (2-3)

ليالي زمن «كورونا» تمرّ بطيئة وطويلة، لكنها ليست كذلك لمن يقرأون طوال الوقت حتى يستطيعوا الكتابة الأديب المصري الفذّ مصطفى لطفي المنفلوطي، كتب في بداية القرن العشرين أن الكاتب يشبه «عربة الرشّ» وهي عربة كانت...

الصحافة والكتابة.. في زمن «الكورونا» (1-3)

لا أخفي عليكم، أن الكتابة وفق مواعيد محددة مسألة مرهقة، في بعض الأحيان لا توجد فكرة واضحة للمقال، أو يصاب الكاتب بالحيرة في الاختيار بين أكثر من فكرة، وفي أحيان أخرى يقترب موعد تسليم المقال،...

قلاع الحريات الأميركية (2-3)

الصحف الأميركية هي قلاع حقيقية تصون الحريات العامة فى البلاد، هذه حقيقة يفتخر بها الأميركيون على بقية أمم الأرض. في عالمنا العربي تختفي تلك القلاع، فيحدث أن تتجرأ النظم المستبدة على تلك الحريات، وتعصف بها...