عدد المقالات 58
النفس البشرية تتوق دائماً إلى المعرفة، والمعرفة ليس لها وجه واحد نتعرف على ملامحه، بل على العكس كلما دققت في تلك الملامح ازدادت حيرتك. وأنت بين كل معرفة وأخرى تقطع مسافات ولكنك قد تعود إلى الصفر، ويظل التساؤل الكبير لماذا؟ هناك الكثير من القضايا التي شدتني إليها، وكنت أبحث فيها عن إجابة لتساؤلات تدور داخل نفسي، وعلى رأسها متى يجب أن يعاقب الكاتب على فكرته أو صاحب الرأي على مقولته؟ وهل يمكن أن تكون هذه الفكرة من الخطورة التي تؤدي إلى إهدار دمه؟ ومن الذي يجب أن يعاقبه؟ لماذا عوقب بعض الكُتاب؟ ولماذا لم يعاقب الآخرون؟!! ولماذا انتشرت بعض الآراء والأفكار وطمس البعض الآخر منها، ووصل الأمر فيها إلى حرقها وحرق أصحابها!! الخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- مدرسة فكرية وعقلية لم يعرف الإسلام لها مثيلاً، عاقب رجلاً يدعى الأصيبيغ يثير الفتنة بالدين.. أمر عمر فأتي بالناس والعلماء أمام أمير المؤمنين، وسأل الأصيبيغ أمام الناس جميعاً عما يسأل، فقال له الأصيبيغ كل الأسئلة التي تثير الفتنة وتحيره، وقال: أتجيبني يا أمير المؤمنين؟ قال: نعم، يا جلاد اجلد. فأخذ الجلاد في جلد الأصيبيغ حتى اهترى ظهره، فقال عمر: خذوه فطببوه، وبعد مدة أخبر الطبيب عمر بشفاء الأصيبيغ، فقال عمر: ائتوني به، فقال له عمر: أشفيتَ؟ قال الأصيبيغ: نعم. فقال: يا جلاد اجلد. فجلده حتى تقطع ظهره. فقال: خذوه فطببوه. وبعد مدة أخبر الطبيب عمر بشفاء الأصيبيغ، فقال عمر: ائتوني به، فقال له عمر: أشفيت؟ قال الأصيبيغ: نعم. فقال: يا جلاد اجلد. فجلده حتى كاد يموت، فقال عمر: خذه فطببوه، وبعد مدة أخبر الطبيب عمر بشفاء الأصيبيغ، فقال عمر: ائتوني به. فقال له عمر: أشفيت؟ قال الأصيبيغ: نعم. فقال عمر: يا جلاد، فقال الأصيبيغ: يا أمير المؤمنين إن كنت تريد أن تقتلني فاقتلني. قال: أتسأل عن هذه الأمور مرة أخرى؟ قال: لا. قال: فاذهب إلى الكوفة. فقال الأصيبيغ: ولمَ الكوفة. قال عمر: لأن بها أميراً لو ظهرت عنده فتنة لقتل صاحبها. ومرت السنون ومات عمر، ثم مات عثمان، وتولى علي بن أبي طالب، وظهرت فتنة الخوارج، فقال واحد من أصحاب الأصيبيغ له: هؤلاء يسألون عن الذي كنت تسأل عنه زمان، فأشار بيده إلى ظهره، وقال: «أدبني الرجل الصالح». بينما لم يعاقب الخليفة عثمان -رضي الله عنه- أهل الفتنة على آرائهم الضالة، فانتشرت بين المسلمين وشوشت أفكارهم، فكانت نهاية المطاف مقتل الخليفة، ولعل الذي دفع الخليفة عثمان إلى عدم معاقبتهم خوفه على الأمة من أن يتفرق أمرها، فرجل مثله اشترى الجنة مرتين مرة بماله ومرة بنفسه، ينادي الكثير من أرباب الفكر بإعطاء حرية مفتوحة مطلقة لكل الكتاب والأدباء والشعراء، وإذا كانت هناك خطوط حمراء فهي متعلقة إما بالذات الإلهية، أو الأنبياء، أو أرباب السلطة، أما باقي الأفكار، فلا يوجد حد فاصل فيها، فتثار بين وقت ووقت، ويصاحبها الكثير من الجدل، ولا يجرم أصحابها، وأشهرها قضية خلق القرآن، والتي راح ضحيتها عالم علماء المسلمين الإمام أحمد بن حنبل. والسؤال لماذا لم يعاقب المتنبي وأبو العلاء المعري ونجيب محفوظ وطه حسين وابن سينا وهدى شعراوي وغيرهم كثير، بينما عوقب ابن رشد وعبد الله بن المقفع وبشار بن برد؟ هل هذا الأمر متعلق بالظروف السياسية أكثر مما هو متعلق بالقضاء الإسلامي؟ هل أهل السلطة هم من يشكلون الحماية لبعض الأشخاص فلا يستطيع العلماء تجريمهم؟ بينما إذا غضب عليهم أهل السلطة كان هناك دافع قوي لعقوبتهم!! هذا السؤال الكبير أنتظر فيه إجابة، ولعلي أطرحه والأمة تعج بكثير من الأفكار وبكثير من المتطاولين، وكلهم يحتمي تحت شعار حقوق الإنسان وحرية الرأي التي تستبيح كل شيء في الحياة، دون التقيد بقاعدة واضحة، قبلتهم في ذلك الغرب الجريء، وهو ضالتهم المنشودة «ألا ساء ما يحكمون». تحياتي لكل الذين نوروا دروبنا بفكرهم العظيم المستقيم. وقفة: في الوقت الذي يعيرنا العالم بالخيمة نقول لهم إن هذه الخيمة هي التي أوت الفاتحين في أثناء الفتوح الإسلامية، ومنها انتشر نور الرسالة للعالم، وأما العنزة فنذكر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يرعى الغنم، وما من نبي إلا ورعاها، وأما الحفاة العراة فهم نواة الإسلام، وأرضهم معقل الرسالة، وفضلهم لا ينكره التاريخ.
«سارة الدريس» اسم تداوله الكثيرُ من الأوساط الثقافية، وتناقلته الوسائط الإعلامية، وذلك بسبب أنها تناولت، أو علَّقت على ما تمتلئ به كتب الدين من موضوعات وعبارات وتعليقات تحتاج منَّا إعادة قراءة، وبالتالي إعادة صياغة الأحداث...
«إثر حادث أليم».. إنها العبارة الأكثر دموية وتداولاً في الواقع القطري اليوم، أصبحت رائحة الموت تزكم الأنوف، وتفتت القلوب، وتعلن انتصارها على كل أسباب الحياة، وذلك لأننا ما استطعنا أن نفكر، بل وربما فكرنا ولكننا...
السلوك المتطرف للإنسان يفسره الكثير من المحللين النفسيين أنه نتيجة الظروف القاهرة والتهميش الاجتماعي والضغط المادي والمعنوي الذي تعرض له الإنسان. لا شك أن هذا الكلام صحيح، وتؤيده الكثير من البراهين والأدلة التاريخية. ولكني أتساءل...
بطلها التاريخي إبليس، ولكنها أثبتت أنها أكثر الخطط على مر التاريخ إحكاماً وأطولها نفساً وأبعدها نظرة تجنح إلى الخبث والدهاء، وتنسج خيوطها حول فريستها بالغواية، وتبث سمها فيه بدعوى «إني لك ناصح أمين»، ولها رسلها...
إن من أعمق الفلسفات وأعقد الأفكار هي حقيقة الحياة والموت، وإن كانت هذه الفكرة تفوق تصوراتنا. وذلك لأنك تتعامل فيها مع العالم اللامرئي في تنظيم العالم المرئي، فكان أهم وسيط لتبسيط الفكرة أو بيان كل...
الفيلم العالمي للبطل الشهير كيفن كوستنر، والذي حصل على جوائز الأوسكار، يلخص فكرة ضابط أميركي كان يعتقد بوحشية الهنود الحمر، ولكنه ذهل عندما أجبرته الظروف أن يتعايش معهم، فوجدهم على نقيض ما كان يعرفه عنهم،...
يتناقل الناس عبر وسائل التواصل الاجتماعي وخاصة «الواتس آب» الكثير من المعلومات العلمية والفيديوهات التي تروج لفكرة ما أو محاضرة أو تعليق.... إلخ، والمشكلة الكبرى أن الناس بدؤوا يتداولون المعلومات دون تدقيق أو تمحيص، أو...
تفاجأت الأوساط المجتمعية كلها، أو ربما صدمت، عندما أعلن عن تلك المرأة قائداً لسرب الطائرات التي تقصف مقر الدولة الإسلامية (داعش) كما يقولون! العجب ليس من كونها امرأة، ولكن العجب كل العجب ممن عرضها لهذه...
المسلسل ذو الميزانية الضخمة التي تعدت إلى ملايين الدولارات، وهو يستعرض التاريخ المصري في عهد الخديوي إسماعيل، سليل أسرة محمد علي باشا، باني نهضة مصر الحديثة. لم أتابع المسلسل، ولكن ربما تسنى لي مشاهدة بعض...
الخليفة العثماني السلطان سليمان القانوني كان ينتظر من المسلمين على مر العصور أن يترحموا عليه، وذلك نظراً للخدمات الجليلة والفتوحات العظيمة التي تحققت للمسلمين في عصره، ربما عندما تقرأ عنه تعتقد أنك أمام رجل من...
في الأيام القليلة الماضية ودعت قطر رجلاً من أبرز رجالها، وقيمة عظيمة من أجمل قيمها، ونهراً من العطاء الذي لا ينضب، إنه الوجيه الكبير خالد بن عبدالله العطية، فقد كان رجلاً من رجالات الزمن الجميل...
ما عرفت البشرية رجلاً مثل الرسول محمد (عليه الصلاة والسلام)، ولا الطريقة التي كان يفكر بها، ولعلي أقول إن كل القادة العظام في العالم كانوا يتجهون إلى الحزم والتشدد في فرض سلطتهم وإراداتهم إلا الرسول...