


عدد المقالات 65
قبل أيام تابعت جلسات بمؤتمر «العرب والقرن الإفريقي جدليات الحوار والانتماء»، الذي انعقد في الدوحة، وشاركت فيه نخبة من خيرة الباحثين والأكاديميين. انتقد المؤتمر بشدة غياب العرب في منطقة القرن الإفريقي لإفساح المجال أمام لاعبين إقليميين مثل تركيا وإسرائيل وإيران، إلى جانب النفوذ الغربي هناك. وقد عاب المشاركون على صانع القرار العربي التغافل عن أهمية دول القرن الإفريقي في استراتيجية الأمن العربي. ولم يكتف المؤتمرون بهذا القدر، بل أكدوا أن الخطاب القومي العربي عجز عن استيعاب التعدد والتنوع، وأعْلى من شأن العرق على حساب المصالح، ما أدى إلى انشطار السودان وتمزق الصومال. رأى العديد من الأكاديميين والباحثين أن العرب يتحملون مسؤولية تاريخية حيال التردي الذي تقبع فيه دول القرن الإفريقي. وبات من الملح في نظر طيف واسع من المشاركين أن ينفتح العرب سياسياً وثقافياً وإعلامياً على إثيوبيا وكينيا وإريتريا. لقد كانت الدعوات والتوصيات التي تبناها المؤتمر تتأرجح بين الخطأ والصواب. فمن حيث التشخيص لواقع العلاقة بين العرب ودول القرن الإفريقي كان المؤتمرون على حق. إنها علاقة ترابط في الحضيض على صعد السياسة والإعلام والاقتصاد. وقد حالف السادة الأكابر الحظ عندما اتهموا الخطاب القومي بالتمترس خلف العرق وحده. فقد تجاهلت يافطات العروبة العمق التاريخي للأمة، وفشلت في استشراف الأخطار التي تحدق بها في المستقبل. وأعتقد أن أحدا لن يجد كبير مشقة في معرفة السبب الذي يقف خلف عوز هذا الخطاب، ما دمنا جميعا نعلم أن صياغته لم تتم في بحوث استراتيجية مرموقة، ولن يشارك في إعدادها أساتذة الجامعات والمفكرون. إن هي إلا أيام بائسة تفلتت فيها دبابات من عقلها، تحمل فتية من هامش العسكر إلى القصور، فولدت فجأة القومية العربية مصابة بتشوهات. لم تكن لدى هؤلاء العسكر الصغار فكرة ناضجة حتى عن معنى الحياة، فما بالك بالسياسة والثقافة والفكر والاقتصاد. كان من الطبيعي إذن فشل هذا الخطاب، ومن حق النخبة أن تلعنه بعد أن شيعه الحاضر إلى مزبلة التاريخ. أحسن المؤتمرون في تشخيص العلاقة والتذكير بمكانتها التاريخية وأهميتها في المستقبل. لكن تجاوز هذه النقطة لم يكن واقعيا على أحسن تقدير، فليس سكان الدول العربية يعيشون في سلام وانسجام حتى يتوجب على الأنظمة الانفتاح على الشعوب المجاورة، ومعالجة الأزمات العرقية والثقافية، التي تدفع باتجاه الصراعات والانقسامات. مؤتمر القرن الإفريقي هذا مثل المؤتمرات التي تعالج العلاقة مع تركيا وإيران والبلقان.. كلها تتحدث عن حقائق، لكنها ترف على الأقل في مثل هذه الظروف. قبل أن ننفتح على القوميات المجاورة يجب حل الإشكال العرقي والمذهبي الذي يهدد مستقبل كل الدول العربية من المحيط إلى الخليج. يجب أن تتركز الجهود البحثية والأكاديمية على توجيه صانع القرار إلى الانفتاح على الأقليات التي تعيش في الدول العربية، لتفادي مزيد من النزاعات والصراعات بين أبناء الوطن الواحد. لم يعالج المفكرون العرب مشكلات الأمازيغ في ليبيا والجزائر، والسود في موريتانيا، ولم ينعقد أي مؤتمر للبحث عن حل لقضية الصحراء التي تعطل التنمية في المغرب العربي الكبير. وفي دول الخليج توجد أقليات شيعية من الضروري أن تتوصل معها الحكومات إلى كلمة سواء، للحد من تغلغل إيران، وإفشاء السلام بين أطياف المجتمع. وحتى مصر التي هي مركز ثقل الأمة تغفو على صفيح ساخن من الطائفية، حيث لم تتحدد بعد معالم المواطنة، وما زال الأقباط يشكون الضيم والحيف. وليست الحال بأفضل في سوريا حيث يعاني الأكراد أبشع صنوف التهميش والاضطهاد. والأمر أدهى في العراق. إذن لدينا من المشاكل ما يشغلنا عن الجوار.
حكومة رجب طيب أردوغان فوضها البرلمان التركي بأغلبية كبيرة لتحريك الجيش «للدفاع عن نفسه ضد الهجمات الموجهة إلى بلدنا من قبل مجموعات إرهابية في سوريا والعراق». والبرلمان البريطاني أذن لديفيد كاميرون في شن غارات جوية...
رغبة مختلف الفاعلين الدوليين والإقليميين في الاستفادة من التنظيمات المسلحة في سوريا والعراق كانت وراء نموها وتعاظم قوتها.. عول عليها الغرب في إيجاد ذريعة لمواصلة تكريس نفوذه بالمنطقة ورعى النظام السوري نشأتها لاستثمارها سياسيا في...
عندما سألت وزير خارجية البرازيل السابق سيلسو أموريوم قبل ثلاثة أعوام عما إذا كان نظراؤه العرب قد سعوا للاستفادة من تجربة بلاده الديمقراطية ونجاحها في الفصل بين السلطات والتخلص من إرث الاستبداد، أجاب بأن أياً...
قبل كل شيء، نستنكر قتل الأميركيين في بنغازي ومهاجمة سفاراتهم في معظم دول العالم الإسلامي. ولأعبّر بشكل قاطع عن معارضة هذه الأحداث، عدت لمعجم الإدانة بالجامعة العربية لأستعير منه كل مفردات الشجب والاستنكار والاستبشاع. حرية...
عندما بحثت عن الزواج من أقلية الروهينجا المسلمة المضطهدة، بدا الشيخ «جوجل» عاجزا حتى عن العثور على حالة واحدة رغم علمه بتفاصيل يوميات هذه الأقلية في مخيمات اللجوء، وما تتعرض له من اضطهاد وتشريد على...
لعل أبرز نتائج قمة حركة عدم الانحياز التي انعقدت في طهران مؤخرا هو أن النظام أكد للعالم أنه يعتنق عقيدة التحريف ويضيق بالآخر. في تاريخ الدبلوماسية الحديث وربما القديم أيضاً، لم تجرؤ أي دولة على...
في مقابلة أجرتها معه رويترز الأسبوع الماضي، أكد الرئيس المصري أن بلاده تعمل على خلق توازن في علاقاتها الإقليمية والدولية ولن تكون طرفا في أي مشكلة أو نزاع. يؤكد الرئيس بهذا التصريح أنه لا يزال...
عبور الخط الأحمر يعني احتمال وجود تهديد لأمن إسرائيل، بينما طحن عشرات الآلاف من السوريين بالأسلحة الثقيلة وصب الجحيم على رؤوسهم ممارسة داخل الخط الأخضر. هذا منطق الرئيس الأميركي باراك أوباما، الذي بدا مؤخرا حازما...
لعل أكثر الناس تفاؤلا لم يتوقع أن يستعجل الرئيس المصري خوض المعركة ضد العسكر -أحرى عن طردهم- من المشهد السياسي في غضون شهر من إمساكه بمقاليد الأمور. قرارات الرئيس إذن كذّبت نبوءات المراقبين بأن طنطاوي...
لم يعد وارداً الحديث عن بقاء الأسد سيداً على السوريين، فالوضع الميداني والسياسي هناك يؤكد أنه يلفظ نفسه الأخير.. يبلي الجيش الحر بلاء حسناً في حلب ويغزو دمشق المرة والمرتين في اليوم الواحد.. وفي دمشق...
يبدو أن الإيرانيين بصدد تفجير ثورة ثانية، بعد أن تأكد لملايين المهمشين والمحرومين أن الثورة الإسلامية لم تثمر سوى عن تعميق الفوارق الطبقية وسيطرة رجال الدين على السلطة والمال. تمتلك إيران ثالث أكبر احتياطي للنفط...
في أكتوبر من عام 2003 قصفت إسرائيل منطقة على بعد 15 كيلومترا من دمشق، وفي يونيو 2006 أخذت أربع طائرات إسرائيلية نزهة فوق قصر الرئيس الأسد في مدينة اللاذقية، كان ذلك في وضح النهار، وفي...