


عدد المقالات 188
مرة أخرى يمر الانتحاري في بغداد من عدة نقاط تفتيش ويذهب مباشرة إلى هدفه ويفجر وسط المصلين عقب صلاة التراويح في مسجد أم القرى، مرة أخرى ينجح هذا الانتحاري الشبح في زيادة عدد الأيتام والثكالى وينكب أهالي بغداد قبيل أيام من العيد، دون أن نجد أية إجابة عن الكيفية التي وصل إليها هذا الانتحاري إلى حرم الجامع المحصن وفعل فعلته دون أن تتمكن قوات الحكومة التي صرف عليها مليارات الدولارات من إلقاء القبض عليه. يذهب المشهد الدامي في العراق إلى أبعد من ذلك، فسيارات مفخخة تستهدف في وقت واحد وفي أماكن يبعد بينها أكثر من 200 كلم، دون أن نجد أية إجابة شافية وافية عن الكيفية التي حصل فيها ما حصل، فقط اتهامات، اتهامات لم يعد المتابع للشأن العراقي يقنع بها، فهي في المحصلة عبارة عن اتهامات واتهامات فقط. في خلفية مشهد التفجير الذي استهدف جامع أم القرى يوم الأحد الماضي نجد أن الجامع الكبير الذي بناه الرئيس الراحل صدام حسين وأطلق عليه أمس أم المعارك تيمنا بمعركته عام 1991، محاط بثلاث نقاط تفتيش تابعة للفرقة الثالثة للجيش العراقي التي تتبع بدورها لمكتب رئيس الوزراء نوري المالكي مباشرة، ويقال إنها مجهزة بأحدث الأجهزة والأسلحة بل إن ما يصرف عليها ماديا كل عام يعادل ما يصرف على ثلاث فرق من الجيش العراقي. تشير رواية رئيس ديوان الوقف السني أحمد عبدالغفور السامرائي إلى أن الانتحاري كان يلف يده بجبيرة «جبس» كالتي يضعها مكسور اليد، وكانت الشحنة التفجيرية موجودة بين هذه اللفافة الكبيرة، وأنه حاول أن يفجر نفسه قرب السامرائي إلا أن شيئا دفع السامرائي إلى الدخول ثانية للمسجد بعيدا عن الانتحاري، الذي فجر نفسه بعد ذلك ليوقع نحو 33 قتيلا وعشرات الجرحى. وفي خلفية المشهد أيضاً نجد أن السامرائي هاجم وبشدة في خطبه مؤخرا النظام السوري وانتقد أسلوب القمع ودعا على النظام السوري للزوال، داعيا العراقيين إلى مساندة إخوانهم في سوريا. لعل من المفيد الإشارة هنا إلى أن القاعدة في العراق المتهمة في مثل هذه التفجيرات، تحولت عقب مقتل أبومصعب الزرقاوي عام 2006 إلى ثلة من المرتزقة تسيرهم المخابرات الإيرانية والسورية بل حتى بعض الأجنحة المتنفذة داخل الحكومة العراقية الحالية، وهذا ليس اختراعا أو ابتداعا بقدر ما هو حقائق يعرف أكثر المقربين من الحركات المسلحة في العراق، فهل تمكن شبيحة الأسد من الانتقام لرئيس نظامهم بهذه الطريقة البشعة؟ لا أريد أن أنفي تهمة التفجير الذي وقع في جامع أم القرى عن القاعدة، فهم كما عرفهم البعض «خوارج العصر» ولكن أريد أن أتساءل كيف لهذا التنظيم أن يعيش كل هذه الفترة الطويلة في ظل عدم وجود أية قاعدة شعبية له؟ المسألة ببساطة أن هذا التنظيم وهذا الانتحاري تحولا إلى أدوات بيد جهات مستفيدة بعضها داخلي وآخر خارجي، جهات تسمح لمثل هؤلاء بالتغلغل والدخول في المكان الذي تريد تلك الجهات، وهو ما يعني ببساطة أن هذا الانتحاري الشبح سيبقى موجودا ما وجدت تلك الجهات الداخلية والخارجية التي تستفيد من وجوده. ليس من المعقول أن يخرج علينا الإعلام الرسمي العراقي بشكل شبه يومي ليبشر العراقيين بإلقاء القبض على مجموعة من هذا التنظيم طيلة السنوات الخمس الماضية ولا ينتهي هذا التنظيم أو يفقد قوته؟ نعرف جيدا أن الحكومة عجزت عن مصالحة خصومها السياسيين وبالتالي فإنها أعجز عن مصالحة خصومها المعارضين والرافضين لعمليتها السياسية، ونعرف جيدا أن الأمن وتحقيق الأمن ما هو إلا منظومة متكاملة أبعد بكثير عن الإجراءات والتجهيزات الأمنية التي تفاخر بها حكومة المالكي، ومتأكدون أيضاً أن هذه الحكومة جزء من الفعل الدموي في شوارع بغداد، فقوات هذه الحكومة ما هي إلا مجموعة من الميلشيات التي أدمجت بقرار جائر لتشكل النواة الأساسية للقوات العسكرية الجديدة، فهل بعد ذلك يمكن لنا أن نقول إن هناك إمكانية لتحقيق الأمن في العراق؟ سيبقى هذا الانتحاري الشبح يتسلل ويتوغل في الأماكن التي يريد، متى ما أرادت الجهات التي تسيره، الجهات التي تمسك بعضها بتلابيب الأمن والقوات المسلحة، الجهات التي وجدت ضالتها في فكر تكفيري لا يرعى إلاًّ ولا ذمة. سيبقى هذا الانتحاري الشبح وسيارته المفخخة يصل إلى من يريد وفي أي وقت يريد ما دامت الحكومة عاجزة عن إقناع خصومها في العملية السياسية أنها جادة في الإصلاح والمصالحة. ومرة أخرى ستعزف كلماتنا سيمفونية العزاء والترحم لأرواح الشهداء وتدعو بالصبر والسلوان لأهاليهم، مرة أخرى سنعيد تكرار عبارات الرحمة والشفقة لبغداد التي صارت ثكنة للموت والإرهاب والقتل والدم.
في خبر ربما لم يتوقف عنده الكثيرون، أكد مصدر من ميليشيا «السلام» التابعة لمقتدى الصدر توصلهم إلى اتفاق مع «وزارة الدفاع» العراقية يقتضي بتمويل نشاطاتهم ودفع رواتب مقاتليهم عن طريق غنائمهم من المناطق الحاضنة لتنظيم...
لا يبدو من المنطقي والمبرر والواقعي أن تحشد أميركا 40 دولة معها من أجل ضرب مجموعة مقاتلة تنتشر بين العراق وسوريا، تحت أي مبرر أو مسوغ، فعدد المقاتلين وفقا لتقديرات الاستخبارات الأميركية لا يصل بأحسن...
نعم ضاعت صنعاء، ووصلت اليد الإيرانية الفارسية التي تحسن التخطيط إلى اليمن، واستولت جماعة الحوثي على اليمن، وباتت خاصرة شبه الجزيرة العربية وجنوبها بيد أنصار الله، أتباع الولي الفقيه في طهران، وصحا الخليج العربي على...
هاج العالم وماج وهو يسعى لتعزيز صفوفه في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، ولم يعد هناك من شغل يشغل وسائل إعلامه، سوى هذا الاسم المرعب الذي بث الخوف والهلع في نفوس قادة المجتمع...
هاج العالم وماج وهو يسعى لتعزيز صفوفه في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، ولم يعد هناك من شغل يشغل وسائل إعلامه، سوى هذا الاسم المرعب الذي بث الخوف والهلع في نفوس قادة المجتمع...
في زمن قياسي، أعلن حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي المكلف ليلة الاثنين، حكومته التي لم يطل انتظارها، كما كان الحال مع حكومة نوري المالكي السابقة التي احتاجت إلى عشرة أشهر وولدت بعد مخاض عسير وبولادة...
ربما لم يمر سُنة العراق بحالة من الحيرة والضيق السياسي كما يعيشونها اليوم، فهم ما بين مطرقة الموت الإيرانية ممثلة بحكومة بغداد وميلشياتها، وما بين سكين الضغوط الدولية التي تمارسها عليهم أطراف دولية بغية المشاركة...
انتفض العالم وتعالى صراخه بعد أن وزع تنظيم ما يعرف بالدولة الإسلامية منشورات طالب فيها مسيحيي مدينة الموصل بمغادرة المدينة بعد أن رفضوا اعتناق الإسـلام أو دفع الجزية البالغة 80 دولارا للفرد البالغ سنويا، مع...
أشبه ما يكون بالمسرحية، دخل نواب الكتل البرلمانية، مع غيابات هنا أو هناك، إلى قبة برلمان لم يكن في يوم من الأيام فاعلا أو مؤثرا بقدر ما كان سببا للمشاكل والأزمات، وبعد شد وجذب، مع...
تتناول العديد من التقارير الغربية والعربية مآلات الأزمة العراقية وتضع العديد من السيناريوهات للأزمة والتي لا يصح بأي حال من ربطها بما جرى في العاشر من يونيو الماضي بعد أن سيطر مسلحون على العديد من...
لا يبدو أن الأزمة العراقية الأخيرة عقب سيطرة المسلحين على أجزاء واسعة من البلاد ستجد لها حلا قريباً في الأفق، فهي وإن كان البعض يعتقد بأنها ستنتهي فور الانتهاء من تسمية رئيس جديد للحكومة خلفاً...
نحو أسبوعين منذ أن اندلعت الثورة العراقية الكبرى والتي بدأت بمحافظة الموصل شمال العراق، ووصلت لتقف عند أبواب العاصمة بغداد في حركة يمكن قراءتها على أنها محاولة من قبل الثوار لإعطاء الحل السياسي فرصة للتحرك،...