alsharq

د. سعيد حارب

عدد المقالات 133

العرب والاتفاقيات الدولية

01 يوليو 2013 , 12:00ص

وضع العالم مجموعة من الاتفاقيات والمعاهدات الدولية كمعيار لحقوق الإنسان يقيس بها تصرف الدول تجاه رعاياها والمقيمين على أرضها من خلال تطبيق هذه الاتفاقيات، ومدى التزامها بذلك وهذه الاتفاقيات تتعلق بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية كما يتعلق بعضها بالحقوق المدنية والسياسية وحماية اللاجئين والقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري، وكذلك التمييز ضد المرأة ومنع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها كما تبحث بعض الاتفاقيات الدولية المناهضة للمعاملة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة ثم اتفاقية حقوق الطفل، وقد اختلفت مواقف العرب من هذه الاتفاقيات، سواء كانت هذه المواقف انضماما والتزاما بنصوص الاتفاقيات أو توقيعا لم يعقبه تصديق والتزام بالتطبيق، أو لا هذا ولا ذاك، أي لا توقيع ولا تصديق، فعدد من الدول العربية -كما تشير تقارير الأمم المتحدة- فالاتفاقية الدولية لمنع جريمة الإبادة الجماعية انضمت لها (139) مئة وتسع وثلاثون دولة من دول العالم وامتنعت (61) واحد وستون دولة، بينما وقع عليها بصفة مبدئية ثلاث دول، وكان نصيب العرب منها (13) ثلاث عشرة دولة، أما الاتفاقية الدولية المتعلقة بوضع اللاجئين فقد انضمت إليها وقامت بالتوقيع والتصديق عليها (133) مئة وثلاث وثلاثون دولة، ولم يصدق عليها حتى الآن ستون دولة -هذه الاتفاقية- لم يوقع عليها من العرب سوى تسع دول عربية، أما الاتفاقية الدولية الخاصة بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتي ينطوي تحت لوائها (141) مئة وواحد وأربعون دولة، وبقى (47) سبع وأربعون دولة لم تلتحق بها، وكان نصيب العرب منها عشر دول، أما الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري، وكذلك التمييز ضد المرأة ومنع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، والاتفاقية المناهضة للمعاملة القاسية، والتي شاركت فيها (144) مئة وأربع وأربعون دولة من دول العالم، وامتنعت (46) ست وأربعون دولة وما زالت ثلاث دول موقعة عليها، لكنها لم تستكمل إجراءات التصديق، فإن عدداً من العرب ما زالوا ضمن الدول التي لم تنضم بعد إلى هذه المعاهدة أو الاتفاقية، إذ لم يوقع من العرب على الانضمام لهذه المعاهدة عدا الدول الخمس التي وقعت على جميع المعاهدات، ثماني دول هي نفس الدول التي وقعت على الاتفاقية السابقة في حين يرتفع عدد الدول الموقعة على اتفاقية القضاء على كل أشكال التمييز العنصري إلى ثماني عشرة دولة، علماً بأن هناك (153) مئة وثلاث وخمسين دولة في العالم انضمت لهذه الاتفاقية، ولم يبق سوى (35) خمس وثلاثين دولة لم تنضم بعد، في حين وقعت خمس دول بصفة مبدئية، أما الاتفاقية المتعلق بالقضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، فقد كانت من الاتفاقيات التي انضم إليها عدد كبير من الدول بلغ (163) مئة وثلاث وستون دولة، بينما امتنع عن ذلك (27) سبع وعشرون دولة، وكان هناك ثلاث دول وقعت على المعاهدة دون أن تنضم لها بصفة كاملة، فقد كان نصيب العرب من المنضمين لهذه الاتفاقية أو المعاهدة (12)، أما نصيب العرب من الاتفاقية الدولية لمناهضة التمييز وغيره من ضروب المعاملة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة، فقد بلغ إحدى عشرة دولة، علماً بأن (111) مئة وإحدى عشرة دولة في العالم وقعت على هذه الاتفاقية وامتنع عن ذلك (72) اثنتان وسبعون دولة، ووقعت (10) عشر دول دون أن نستكمل متطلبات الانضمام والتصديق، وإذا كان هذا هو حال الاتفاقيات السابقة، فإن الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل تعد أكثر الاتفاقيات المتعلقة بحقوق الإنسان انضماماً للدول فيها إذ بلغ مجموع الدول المنضوية تحت لوائها (191) مئة وواحد وتسعين دولة، بينما لم تنضم دولة واحدة لهذه الاتفاقية وهي الصومال، وبذلك يكون العرب قد اتفقوا جميعاً –تقريبا- على حقوق الطفل، بينما اختلفت مواقفهم من الحقوق المدنية أو السياسية أو حقوق المرأة، ولقد أبدى العرب رغبة في أن يصبحوا جزءا من المشروعية الدولية، إذ انضمت معظم الدول العربية إلى الاتفاقيات الأخرى خاصة ما يتعلق بحقوق الدبلوماسيين، وكذلك مكافحة الجريمة والإرهاب، وخطف الطائرات، إضافة إلى الاتفاقيات الاقتصادية التي تأتي اتفاقية التجارة العالمية في مقدمتها، إلا أن موقفهم من الاتفاقيات المتعلقة بحقوق الإنسان ما زال متردداً، فهناك اتفاقيات مر عليها أكثر من خمسة وستين عاما كاتفاقية منع الإبادة الجماعية (1948)، وما زالت بعض الدول لم توقع عليها حتى الآن، مما يشير إلى أن موضوع حقوق الإنسان لا يحظى بتلك الأهمية كاتفاقية التجارة العالمية أو غيرها!! وهذا يفسر موقف بعض العرب ورؤيتهم لحقوق الإنسان في المعتقد والتعبير والتملك وغيرها من الحقوق المدنية والسياسية، ولقد انعكس ذلك على رؤية العالم لبعض الدول العربية التي يصفها بالتخلف عن مواكبة ركب الحضارة الإنسانية المعاصرة، أو وصفهم لممارسات دول أخرى بالإرهاب والقمع أو وضعها في قوائم، خاصة بذلك مما يتطلب معه عملاً كثيراً لتغيير هذه الرؤية، ولا يتأتى ذلك إلا بوضع تشريعات داخلية تنظم حقوق الإنسان وفق ما نصت عليه الاتفاقيات الدولية التي يتطلب الأمر التصديق عليها جميعاً مع احتفاظ الدول بحقها فيما يخالف دينها أو قيمها، لكن المهم في الاتفاقيات الدولية ليس الانضمام لها، بل الممارسة الواقعية لهذه الحقوق، إذ لا يكفي أن تكون الدولة قد انضمت إلى المعاهدات المنظمة لحقوق الإنسان، كما لا يكفي أن تصدر التشريعات الداخلية الخاصة بذلك، بل لا بد من تحويل النصوص القانونية إلى واقع عملي وهذا ما يحتاجه العرب.

بين «داعش» ودايتون!!

هل تكون «داعش» أو ما يسمى بالدولة الإسلامية في العراق والشام، سبباً في حل المعضلة السورية؟ للإجابة على ذلك تذكروا اتفاق «دايتون» الذي أنهى الحرب في البوسنة والهرسك، فقد بدأ القتل في البوسنة في أبريل...

وجاء دور الإباضية

يبدو أن محرقة الصراعات الطائفية والمذهبية لن تدع أحدا في بلاد العرب والمسلمين، فهذه المحرقة التي تضم تشكيلة من الصراعات التي لم تشهد لها الأمة مثيلا إلا في عصور الانحطاط والتخلف عادت مرة أخرى تقذف...

محاكم التفتيش «الإسلامية»!!

تتوقف ثلاث شاحنات خالية، يتقدم أحدهم حاملا رشاشا بيده، يلتفت إلى الشاشة لتبدو هيئته المتجهمة التي يكاد الشرر يتطاير منها، وتلف وجهه لحية كثة كأنه أراد من هذه الالتفاتة أن يبرز هويته، ثم يتجه إلى...

عندما يصبح الإنسان رقماً!

تعودت أن أتصل به كلما احتجت لحجز تذكرة سفر، كان يبذل أقصى جهده من أجل الحصول على أفضل العروض بأقل الأسعار، وانقطع التواصل معه بعد دخول التكنولوجيا في حجز التذاكر، بل في كل إجراءات السفر،...

خطوة إلى المستقبل.. أيها العرب

ما هو مستقبل العرب؟ سؤال يبدو مشروعا ونحن ندخل عاما جديدا، حيت تتمثل الإجابة في أن الواقع الحالي لا يمثل النموذج الذي يصبو له العرب ولا يتناسب مع معطيات الحاضر، فإذا كان الأمر كذلك فلا...

هل ما زال «خليجنا واحداً»؟!

سيكون عام 2013م من أكثر الأعوام تأثيرا على الخليج العربي، فلأول مرة منذ إنشاء مجلس التعاون الخليجي، يشعر الخليجيون أن «خليجهم ليس واحدا»، فقد بدا واضحا حجم الخلافات بين دوله الأعضاء، فعلى الرغم من البيانات...

عام مضى.. عام أتى.. ما الجديد؟!

بعد أيام سندخل عاما جديدا وحالة العالم «لا تسر عدواً ولا صديقاً»، فقد ازداد فارق الفقر بين الدول، كما ازدادت مشكلاتها وحروبها، وتلويثها للبيئة، وقضائها على الطبيعة، وتقسم العالم إلى شرق وغرب وشمال وجنوب، بل...

رمح الأمة

«خلال حياتي نذرت نفسي لكفاح الشعب الإفريقي، لقد كافحت ضد سيطرة البيض وكافحت ضد سيطرة السود واعتززت دوماً بمثال لمجتمع ديمقراطي حر يعيش فيه كل الناس معاً في انسجام وفرص متساوية، إنه مثال آمل أن...

قمة الكويت.. وتطلعات الخليجيين

بدعوة كريمة من وزارة الإعلام بدولة الكويت الشقيقة، شاركت مع عدد من الزملاء في زيارة الكويت ولقاء بعض المسؤولين الكويتيين، حيث خرجت الكويت من قمة ناحجة هي القمة العربية الإفريقية، وهاهي تحتضن غدا القمة الخليجية...

البلد المجهول!

أشرت في مقال الأسبوع الماضي إلى أيام مجلس التعاون في السويد، ذلك البلد المجهول لكثير من سكان المنطقة رغم التواصل المبكر بين العرب والبلاد الإسكندنافية ومن بينها السويد التي وصلها الرحالة السفير ابن فضلان عام...

أيام التعاون في السويد

شهدت العاصمة السويدية –ستوكهولم- خلال الأسبوع الماضي حضورا خليجيا تمثل في أيام مجلس التعاون في السويد، حيث شارك مجموعة من الدبلوماسيين والباحثين والأكاديميين الخليجيين يرأسهم أمين عام مجلس التعاون الخليجي، في حوار مع نظرائهم السويديين،...

إكسبو

تستعد مدينة دبي بعد غد لتلقي نبأ مهما في مسيرة تطورها، إذ ستقرر اللجنة الخاصة بمعرض إكسبو الدولي، المدينة المؤهلة لاستضافة دورة المعرض المقررة عام 2020، حيث تتنافس أربع مدن على استضافة المعرض، وهي مدينة...