


عدد المقالات 198
قبل أن تسألني عن هذا العنوان الغريب للمقال، وعمن هو «سيزيف» الذي أشرت إليه في العنوان، دعني أقول لك إن «المطرية»، ذلك الحي القابع في شرق القاهرة صار حاليا «عاصمة الثورة المصرية» ضد حكم العسكر. خرج ساكنوه في 52 يناير 5102 للاحتجاج على قتل أبنائهم وأخواتهم على يد سلطة الانقلاب العسكري. مع المطرية هناك أحياء فيصل والهرم وقرى دلجا وكرداسة وناهيا في محافظة الجيزة ومناطق أخرى على امتداد مساحة مصر البالغة نحو مليون كيلو متر مربع، تمثل عواصم جديدة للغضب حيث تنتشر ثورة في أرض الكنانة لم تتوقف جذوتها يوما منذ اندلعت شراراتها الأولى في 52 يناير 1102. استقبل مصريون الساعات الأولى من العام الخامس للثورة بانتفاضة عظيمة ذات ملامح مختلفة وبقوة دفع مختلفة. البعض -وكاتب هذه السطور واحد منهم- يرى الأمر على هذا النحو، فيما يرى بعض آخر أن شيئا لم يتغير وأن السلطة الموجودة في مصر لا تزال قوية ومتماسكة. وبعيدا عن الأحكام القاطعة المانعة، دعونا نتحدث عن المؤشرات بالإجابة عن التساؤلات الآتية: أولا: ألا تتفق معي أن خندق مؤيدي الانقلاب العسكري في الداخل والخارج يتقلص ويتراجع عدده يوما بعد يوم منذ 3 يوليو 2013 وحتى تلك اللحظة؟! ثانيا: هل تتفق معي أن مزاعم سلطة الانقلاب في مصر وادعاءاتها بتحسين مستوى معيشة المصريين والإيهام بحلم «مصر أم الدنيا، وستكون (قد) الدنيا»، تبخرت عند الكثيرين مع وطأة الواقع وعجز سلطة الانقلاب عن تحقيق ادعاء واحد فقط من ادعاءاتها بحيث يلمس نتيجته المواطن العادي بتحسن في دخله أو الخدمات التي تقدمها الدولة له؟ ثالثا: هل تثق في «إعلام البتوع» ورموزه في قنوات الانقلاب المختلفة؟! هل تصدق أيها المواطن المصري المظلوم الكادح الهارب من سجن العسكر في أي مكان على سطح الكرة الأرضية أن هؤلاء المرتزقة يقولون الصدق أو يستهدفون الوعي بعد أن كشفت التسريبات أنهم يتلقون التعليمات من مكتب السيسي؟!! رابعا: هل تصدق أن القضاء المصري يستهدف تحقيق العدل والمساواة بين المواطنين؟! هل تصدقني إذا قلت لك إن هذا القضاء لم يفصل في مظلمة طالبة متفوقة في كلية الطب منذ 20 عاما!! وحكايتها باختصار أن طالبة أخرى فاشلة حصلت على فرصتها عن طريق زواجها من رئيس القسم الذي أصبح بعد ذلك عميد الكلية، مما اضطرها للهروب من مصر والعمل بإحدي دول الخليج. حكاية الدكتورة خديجة متكررة في الكثير من المجالات: في القضاء والنيابة العامة، في المؤسسات الحكومية والوزارات وبالطبع في الجامعات المصرية! خامسا: هل تتصور أن هؤلاء الفاشلين يستطيعون أن يبنوا وطنا قويا مزدهرا بسواعد أبنائه النابهين؟!! سلطة الانقلاب العسكري تحافظ على كل هذا العفن وتتعهد لكم ليل نهار أنها ستبني وطنا قويا مزدهرا. فاقد الشيء لا يعطيه يا سادة. فقد نجح عبدالفتاح السيسي في الإطاحة بأول رئيس منتخب ديمقراطيا في مصر باستخدام السيف وبأساليب متنوعة من الزيف. لكن اقتران السيف والزيف في شخص واحد يذكرني بالتاريخ ودراما الملاحم الإغريقية ومن بينها أسطورة «سيزيف». كان سيزيف ملكا على إحدى مدن جبل الأولمب وكان ماكرا مخادعا شريرا تجرأ على الآلهة وأفشى أسرار غرام «زيوس» كبير الآلهة بابنة إله النهر، فأوكل زيوس لاثنين من الآلهة هما هادس وثانتوس أن يقوما بتصفيد وتقييد سيزيف وإلقائه في الجحيم، وعندما هما بالقيام بذلك أقنع سيزيف ثانتوس بأن يجرب الأصفاد على نفسه ليعرف مدى كفاءتها، وعندما فعل، قام بإحكام الأصفاد عليه، وتوعد هادس وفر هاربا، وجن جنون زيوس، وبدأ يفقد المتعة لأن خصومه لا يموتون، فقام بفك أصفاد (ملك الموت) ثانتوس وبدأ بنفسه البحث عن سيزيف في العالم الأرضي. عندما شعر سيزيف بدنو أجله، أمر زوجته بألا تقدم أضحيتها المعتادة عندما ينتقل للعالم السفلي، وبالفعل عثر زيوس على سيزيف في أحد الكهوف وألقاه في الجحيم، وظن أنه استراح من شروره، غير أن سيزيف استطاع إقناع «برسيفوني» ملكة العالم السفلي بأن زوجته تهمله وتهجره وتمتنع عن تقديم الأضحية المعتادة له كزوج مخلص صالح، فتركته «برسيفوني» يصعد من العالم السفلي بعد أن أقنعها بأن زيوس ألقى به في الجحيم ظلما وحرمه من قربان زوجته الذي يخفف عذابه في العالم السفلي، مما أغضب زيوس مجددا، وتعجب من قدرة هذا الإنسان البشري الماكر على التلاعب بعقول الآلهة!! فقرر أن يعذبه عذابا أبديا سرمديا تحت إشرافه مباشرة بأن يجعله يحمل حجرا ثقيلا كل صباح من سفح جبل الأولمب إلى قمته، وعندما يكاد يصل لنهاية المهمة عند الغروب يتدحرج الحجر ليهوي إلى السفح مجددا، فيقوم برفعه مرة أخرى وهكذا يوميا إلى الأبد ليقتنع سيزيف أثناء قيامه بهذه «المهمة المستحيلة» أنه ليس سوى بشر ضعيف محدود العقل لا يمكن مهما بلغ ذكاؤه وشره وتوسعت حيلته، أن يضاهي مكر الآلهة. عبد الفتاح السيسي هو «سيزيف العصر الحديث» في مصر. والتاريخ يحذرنا من مصير حكام يتلاعبون بـ «السيف» و «الزيف» فيصيرون مثل «سيزيف» في الأساطير اليونانية يعانون من معاناة عبثية سرمدية لا نهاية لها سوى بموتهم وانتهاء حياتهم. • Sharkawi.ahmed@gmail.com
اليوم نستكمل معكم بقية الحكاية التي بدأناها في خاتمة المقال السابق عن أطماع اليهود في سيناء منذ قرون طويلة، فهي بالنسبة لهم في قلب العقيدة الصهيونية، لدرجة أن تيودور هرتزل -مؤسِّس الصهيونية العالمية- أطلق عليها...
يبدو من المرجح حالياً أن أزمة سد النهضة لن تجد حلاً، وأن السد سيتم تشغيله، وأن ملء بحيرة السد سيحجب كمية كبيرة من حصة مصر في مياه النيل، لكن ماذا عن شبه جزيرة سيناء؟! يلاحظ...
السؤال الذي يتردد بكثافة في أوساط الأميركيين، وربما في أنحاء العالم في الوقت الحالي هو: هل يفوز الرئيس الجمهوري دونالد ترمب بقترة رئاسية ثانية تمتد حتى 2024؟ أم يتمكن غريمه الديمقراطي جو بايدن من هزيمته...
رغم مرور 4 أعوام ونصف العام على وفاة الباحث الإيطالي جوليو ريجيني الغامضة بالقاهرة، لا تزال ملابسات وظروف الوفاة غير معروفة، ويبدو أن صبر الحكومة الإيطالية نفد، وبدأت تطالب القاهرة بردود حاسمة وتوضيحات مقبولة، فقد...
من منّا لا يعرف قصة سندريلا والأقزام السبعة، كلّنا تربّينا عليها، وتعاطفنا مع السندريلا التي كان عليها أن تتقبّل قهر وظلم زوجة أبيها وبناتها المتعجرفات، حتى تأخذنا القصة للنهاية الجميلة حين تلتقي السندريلا بالأمير، فيقع...
أحد أصدقائي أوشك على الانتهاء من كتابة رواية طويلة عن أحوال المعارضة المصرية في الخارج منذ 2013م، وقد اقترحت عليه اسماً للبطل الرئيسي لروايته، وهو معارض ليبرالي يسحق الجميع من أجل مصالحه الشخصية الضيّقة. اقترحت...
عندما تغيب المنافسة العادلة أو تكون محدودة، هل يمكن أن تعرف الصحافي الجيد أو الكاتب الأكثر براعة أو الأجزل في العبارة، أو الأغزر إنتاجاً، أو الأعمق فكراً، أو الأفضل أسلوباً؟! كيف ستعرفه إذا لم تتوافر...
في جامعة القاهرة في منتصف ثمانينيات القرن الماضي، كنت مندفعاً في دراسة العلوم السياسية، وكنت قرأت كتاب «البرنس» لميكافيللي قبل دخول الجامعة، ولم يعجبني! دخلت في مناقشات جادة وأحياناً حادة مع أساتذة درسوا في الجامعات...
بعد المعركة الصحافية الشهيرة التي خاضتها صحيفة «بوسطن جلوب» خلال عامي 2001 و2002، والتي انتهت باستقالة الكاردينال لاو رأس الكنيسة الكاثوليكية في عموم أميركا، ترسخ اعتقاد لدى مواطني مدينة بوسطن من الكاثوليك، أن الصحيفة الأكبر...
ليالي زمن «كورونا» تمرّ بطيئة وطويلة، لكنها ليست كذلك لمن يقرأون طوال الوقت حتى يستطيعوا الكتابة الأديب المصري الفذّ مصطفى لطفي المنفلوطي، كتب في بداية القرن العشرين أن الكاتب يشبه «عربة الرشّ» وهي عربة كانت...
لا أخفي عليكم، أن الكتابة وفق مواعيد محددة مسألة مرهقة، في بعض الأحيان لا توجد فكرة واضحة للمقال، أو يصاب الكاتب بالحيرة في الاختيار بين أكثر من فكرة، وفي أحيان أخرى يقترب موعد تسليم المقال،...
الصحف الأميركية هي قلاع حقيقية تصون الحريات العامة فى البلاد، هذه حقيقة يفتخر بها الأميركيون على بقية أمم الأرض. في عالمنا العربي تختفي تلك القلاع، فيحدث أن تتجرأ النظم المستبدة على تلك الحريات، وتعصف بها...