alsharq

محمد عيادي

عدد المقالات 105

نخبة صامتة أو أسيرة

30 نوفمبر 2014 , 07:13ص

في غمرة الردة الديمقراطية بعدد من دول الربيع العربي، توالت مشاريع القوانين في الكيان الإسرائيلي في السنوات الثلاث الأخيرة لطمس الهوية العربية للقدس وفلسطين المحتلة، منها مشروع قانون لمنع الآذان في القدس والضفة الغربية الذي قدمه حزب «إسرائيل بيتنا» بدعوى أن «صوت الاذان مزعج ويشكل خطراً على البيئة»، وقانون أملاك الغائبين على سكان القدس الذي فصل لمصادرة عقارات المقدسيين وتسليمها للمستوطنين، وبالتالي إفراغ القدس من سكانها الأصليين بعد أن تسحب منهم هويتهم. ولأن الاعتداء على المسجد الأقصى في الأسابيع والشهور الأخيرة، ومسار تهويد القدس لم يلقَ من العالم العربي والإسلامي وأحرار العالم ما يستحقه من قوة الاحتجاج والرفض والضغط لإيقافه، مر الكيان الإسرائيلي للسرعة النهائية -كما يقال- وأقرت حكومته قبل أيام مشروع قانون الدولة القومية اليهودية، أي يهودية الدولة العبرية في ظل صمت غريب. مشروع القانون الصهيوني المذكور، يتناغم مع مشروع قانون قدمه سيناتور أميركي يدعى ستيف ستوكمان، للجنة الشؤون الخارجية في الكونجرس يطالب الإدارة الأميركية بالسماح للكيان الإسرائيلي ببسط سيادته على الضفة الغربية وقطاع غزة وترحيل الفلسطينيين إلى الأردن ومنحهم جنسيته، وكمقدمة لذلك يطالب المشروع بوقف التمويل الأميركي للفلسطينيين (السلطة) ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا). ربما تصمت الدول العربية والإسلامية وحتى الغربية على المستوى الرسمي، ولا تعلن موقفاً لأن الأمر يتعلق بمجرد شروع قانون سيعرض في الأيام المقبلة على الكنيست (البرلمان) وربما يرفض وربما يتم إقراره، فالأمر يحتاج تريثاً ومالا إلى ذلك من الكلام الدبلوماسي، والاعتبارات السياسية. لكن أن تصمت النخبة الفكرية والسياسية والمجتمع المدني في العالم العربي والإسلامي، أمر غريب جداً وغير مفهوم، كان المفروض أن تتم توعية الشعوب العربية والإسلامية والعالم عبر وسائل الإعلام والمنتديات وغيرها بمخاطر هذا المشروع الصهيوني العنصري المذكور بغض النظر عن اعتماده في الكنيست من عدمه، لأنه بدأ تنزيل مضامينه من مدة وبالتقسيط. ولمن لا يعرف حقيقة هذا المشروع، فملخصه باختصار الاستيلاء على كامل القدس، وطرد الفلسطينيين من كل الأراضي المحتلة وطمس أي هوية عربية أو إسلامية، لأن دولة الكيان الإسرائيلي ستصبح خاصة بـ «الشعب اليهودي» أو من أعلن ولاءه الكامل لها وخضوعه لأحكام النص التوراتي -الذي سيصبح مصدر التشريعات والقوانين- وما خفي أعظم. لست أدري لماذا صمتت النخبة العربية بشكل عام والنخبة العلمانية الليبرالية بشكل خاص عن هذا المشروع العنصري ولم نسمع لها صوتاً ولا ركزاً، لست أدري أين اختفت هذه النخبة وهي التي ملأت الدنيا كتابة وصياحاً و «نضالا» في وسائل الإعلام لأجل فصل الدين عن الدولة، ومخاطر الدولة الدينية في العالم العربي والإسلامي؟ لماذا صمتت ولم تتحدث عن دولة دينية احتلالية موجودة في الواقع وتسعى لشرعنة هذا الواقع لتشرد وتطرد أصحاب الأرض وتمحو تاريخهم، مستغلة فترة تعتبرها تاريخية تمر فيها بلدان المنطقة العربية بحالة تفكك وارتباك واضطراب، ونجاح الثورة المضادة في أكثر من بلد من بلدان الربيع العربي وعودة الاستبداد إلى مواقعه. لقد قدم جزء كبير من النخبة العربية العلمانية خدماته للاستبداد في أكثر من بلد عربي كمصر وتونس حتى لا يصل التيار الديني –كما يسمونه- للحكم أو يشارك فيه، لكنه يتفرج على قيام دولة دينية عنصرية في قلب العالم العربي والإسلامي، ربما يكون مغلوباً على أمره فقد بات أسيراً لدى من دعمهم وقدم لهم خدماته. • el3yadi@gmail.com

هل هي نهاية التاريخ؟

«فيا ليت أمي لم تلدني، ويا ليتني مت قبل حدوثها وكنت نسياً منسياً»، هكذا تحدث المؤرخ ابن الأثير الجزري -بعد طول تردد- في كتابه «الكامل في التاريخ» من شدة صدمته من همجية التتار «المغول» وتنكيلهم...

العالم الإسلامي والحاجة لإيقاف النزيف

بعد أيام يودعنا عام 2016 وقد سقطت حلب الشرقية في الهيمنة الروسية الإيرانية بعد تدميرها وتهجير أهلها، واحتكار الروس والإيرانيين والأتراك والأمريكان الملف السوري وتراجع كبير للدور والتأثير العربي يكاد يصل لدرجة الغياب في المرحلة...

الآتي من الزمان أسوأ!

قرأت بالصدفة -وليس بالاختيار- كتابا مترجما للأديب والمفكر الإسباني رفائيل سانشيت فرلوسيو بهذا العنوان «الآتي من الزمان أسوأ»، وهو عبارة عن مجموعة تأملات ومقالات كتبها قبل عقود عديدة. قال فرلوسيو في إحدى تأملاته بعنوان «ناقوس...

الحب السائل

«الحب السائل» عنوان كتاب لزيجمونت باومان أحد علماء الاجتماع الذي اشتغل على نقد الحداثة الغربية باستخدام نظرية السيولة -إذا جاز تسميتها بالنظرية- والكتاب ضمن سلسلة كتب «الحداثة والهولوكست»، «الحداثة السائلة» و «الأزمنة السائلة»، «الخوف السائل»...

تأخر تشكيل الحكومة المغربية.. الوجه الآخر للصورة

لم تتضح بعد تشكيلة الحكومة المغربية الجديدة رغم مرور قرابة شهرين من إعلان نتائج الانتخابات التشريعية بالمغرب فجر الثامن من أكتوبر الماضي وتكليف الملك محمد السادس الأمينَ العام لحزب العدالة والتنمية عبدالإله بنكيران بتشكيل الحكومة...

كثرت المآسي.. هل تجمد الحس الاحتجاجي؟

تعيش الأمة العربية والإسلامية أسوء أحوالها منذ الاجتياح المغولي لبغداد قبل أكثر من ثمانية قرون تقريبا، فهولاكو روسيا يواصل مع طيران نظام الأسد تدمير سوريا وتحديدا حلب بدون أدنى رحمة في ظل تفرج العالم على...

ترامب.. هل هو خريف الديمقراطية الأميركية؟

«من الواضح أن انتصار دونالد ترامب هو لبنة إضافية في ظهور عالم جديد يهدف لاستبدال النظام القديم» هكذا قالت أمس زعيمة اليمين المتطرف بفرنسا عن نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية. وظهر جليا أن تداعيات فوز ترامب...

مخاض تشكيل الحكومة المغربية الجديدة

رغم مضي قرابة شهر على إعلان نتائج الانتخابات التشريعية المغربية التي توجت حزب العدالة والتنمية (إسلامي) بالمرتبة الأولى بـ125 مقعداً، وتكليف الملك محمد السادس عبد الإله بنكيران الأمين العام للحزب المذكور بتشكيل الحكومة، لم تظهر...

حرب التسطيح

ثمة حرب شرسة وخطيرة تجري، لكن من دون ضوضاء، لن تظهر كوارثها وخسائرها إلا بعد عقد أو عقدين من الزمن، وهي حرب التسطيح والضحالة الفكرية والثقافية، عبر استخدام غير رشيد للإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، وجعلهما...

لا نحتاج لديمقراطية مريضة

تنتقد جهات غربية العرب والمسلمين بشكل عام، بأنهم لا يعرفون للديمقراطية سبيلا، وحتى صنيعة الغرب؛ الكيان الإسرائيلي يتبجح بأنه ديمقراطي، وقال رئيس وزرائه بنيامين نتنياهو قبل أيام في الاحتفال بمرور67 سنة على تأسيس (الكنيست): إنه...

أوباما والعالم الإسلامي.. وعود لم تتحقق

شهور ويغادر باراك أوباما كرسي رئاسة الولايات المتحدة الأميركية دون أن يحقق وعوده للعالم الإسلامي، فالرجل كان مهموما بمصالح بلاده أولا وأخيرا. ومن أكبر الوعود التي أطلقها في خطابه بالبرلمان التركي في أبريل 2009، وخطابه...

لماذا يخاف الغرب من اللاجئين؟

خلق موضوع استقبال اللاجئين في الغرب نقاشات كبيرة، وخلافات عميقة، سواء داخل أوروبا أو الولايات المتحدة الأميركية، جعلتهم في تناقض مع المواثيق الدولية التي تنظم كيفية التعامل مع اللاجئين سبب الحروب والعنف. ورغم أن أزمة...