alsharq

محمد عيادي

عدد المقالات 105

د. هدى النعيمي 26 أكتوبر 2025
صدى روايات خالد حسيني.. تردده الأجيال
مريم ياسين الحمادي 25 أكتوبر 2025
توجيهات القيادة
هند المهندي 26 أكتوبر 2025
ريادة قطرية في دبلوماسية السلام

ناقوس الخطر

30 يوليو 2011 , 12:00ص

دق الهجوم الإرهابي الذي استهدف النرويج مؤخرا ناقوس الخطر في أوروبا وربما الغرب كله، بأن سكوته غير المفهوم على ثقافة الكراهية ضد الأجانب والمهاجرين خاصة المسلمين -التي تكرسها الأحزاب اليمينية المتطرفة ووسائل الإعلام المناصرة له والمؤججة لنظرية صراع الحضارات والديانات- له عواقب وخيمة. أندرس بيرنيغ بريفيك الذي لم يجرأ الإعلام الغربي على وصفه وتسميته صراحة بالإرهابي رغم فظاعة الجريمة التي ارتكبها وهي الأكثر دموية في البلد منذ الحرب العالمية الثانية لفداحة الخسائر البشرية التي خلفتها في بلد مسالم وشعب هادئ متسامح ولا يبدو أننا أمام حالة معزولة، فهناك معطيات متوالية سواء التي ترشح عن التحقيق في الجريمة أو التحليلات التي تتداول في الصحافة الغربية، تشير إلى أننا أمام تيار معاد للأجانب والمسلمين تحديدا، بنى أركانه على كراهية الآخر وإلغائه من منطق ديني أحيانا (صليبي ومسيحي أصولي) أو من منطق سياسي شعبوي كما هو حال جل الأحزاب السياسية اليمينية المتطرفة في أوروبا التي بنت برامجها السياسية على معاداة المهاجرين والمطالبة برحيلهم، وربما يخرج خط المطالبة عن السكة السياسية «السلمية» إلى خط عنفي كآلية لإثارة الانتباه وتسجيل الحضور بقوة من طرف أشخاص بلغ بهم العداء للأجانب إلى مستوى جعلهم يضيقون بالعمل الحزبي، ويغادرونه ويخططون لتنفيذ أفكارهم بطريقة إرهابية كما هي الحال لبريفيك الذي كان حتى سنة 2006 عضوا في الحزب اليميني المتطرف (حزب التقدم) ثاني أكبر الأحزاب في البرلمان النرويجي المعروف بمناهضته للمهاجرين. الضربة الإرهابية لقلب النرويج ستحدث بكل تأكيد -أو هكذا يفترض- صدمة لدى عموم الأوروبيين وربما الغرب كله وستفك أسرهم من إعلام ربط دائما بين الأعمال الإرهابية والإسلام، وسيضع الجماعات اليمينية المتطرفة سواء منها المغلفة بالدين المسيحي أو بالفكر النازي أو المعادي للأجانب الميالة للصدام مع الآخر الرافضة للتعايش والتسامح المتخوفة من التعدد الثقافي تحت المجهر بعدما كانت التقارير الأمنية تستهين بأمرها ولم تكن تتوقع أن تصبح دموية ووحشية بالشكل الذي جرى بالنرويج. وفي هذا السياق لم يعتبر تقرير الأمن الداخلي حول تقييم المخاطر بالنرويج في فبراير الماضي اليمين المتطرف مصدر تهديد خطير. ورغم أن الشرطة النرويجية سجلت في العام الحالي تزايد نشاطه وتوقعت ارتفاع وتيرته، محذرة من تزايد العداء للإسلام واستخدام العنف، إلا أنها اعتبرت أن المتطرفين الإسلاميين يبقون الخطر الأكبر. لكن الضربة الإرهابية لبريفيك، ستدفع المسؤولين الأمنيين في النرويج وغيرها لإعادة النظر في تقييمهم لمخاطر اليمين المتطرف خاصة بعدما باتت له أحزاب سياسية تدافع عن أفكاره المعادية للمهاجرين وللإسلام والمسلمين كما هي الحال في هولندا وسويسرا وغيرهما. وأتوقع أن يحدث ما حصل بالنرويج صدمة لدى الوعي المجتمعي الأوروبي في اتجاه التراجع عن دعم الأحزاب اليمينية والتصويت لصالحها بشكل مكنها من مواقع مهمة في أكثر من بلد أوروبي، وأسهم في رفع رصيدها داخل البرلمان الأوروبي كذلك، الأمر الذي يشكل خطرا على القيم الإنسانية النبيلة التي ترفعها الدول الأوروبية من قبيل التسامح والتعايش والحوار الحضاري. اليوم أوروبا والغرب بشكل عام أمام امتحان محاربة كراهية المهاجرين بشكل عام والمسلمين بشكل خاص، ومحاربة أسبابها السياسية والدينية والإعلامية والاقتصادية، ورفض استغلال قضايا المهاجرين والهوية وقودا للحملات الانتخابية والاستغلال السياسي لأن له انعكاسات سلبية على الجميع. نعم الحاجة ماسة في الغرب للانفكاك من الإعلام الموجه وعواقبه السلبية، خاصة أن العالم والعربي والإسلامي يدخل مرحلة جديدة مع الربيع الديمقراطي بما يعنيه ذلك من اندحار نظرية التغيير بالعنف التي تتبناها جماعات إسلامية متشددة، بل واندحار «ثقافة» العنف لصالح الثقافة الديمقراطية وقيم الحوار والتعددية والقبول بالاختلاف وإدارته بالطرق السلمية، ولصالح ثقافة الاعتدال والوسطية كما ينص على ذلك الإسلام في قوله تعالى بسورة البقرة (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً).

هل هي نهاية التاريخ؟

«فيا ليت أمي لم تلدني، ويا ليتني مت قبل حدوثها وكنت نسياً منسياً»، هكذا تحدث المؤرخ ابن الأثير الجزري -بعد طول تردد- في كتابه «الكامل في التاريخ» من شدة صدمته من همجية التتار «المغول» وتنكيلهم...

العالم الإسلامي والحاجة لإيقاف النزيف

بعد أيام يودعنا عام 2016 وقد سقطت حلب الشرقية في الهيمنة الروسية الإيرانية بعد تدميرها وتهجير أهلها، واحتكار الروس والإيرانيين والأتراك والأمريكان الملف السوري وتراجع كبير للدور والتأثير العربي يكاد يصل لدرجة الغياب في المرحلة...

الآتي من الزمان أسوأ!

قرأت بالصدفة -وليس بالاختيار- كتابا مترجما للأديب والمفكر الإسباني رفائيل سانشيت فرلوسيو بهذا العنوان «الآتي من الزمان أسوأ»، وهو عبارة عن مجموعة تأملات ومقالات كتبها قبل عقود عديدة. قال فرلوسيو في إحدى تأملاته بعنوان «ناقوس...

الحب السائل

«الحب السائل» عنوان كتاب لزيجمونت باومان أحد علماء الاجتماع الذي اشتغل على نقد الحداثة الغربية باستخدام نظرية السيولة -إذا جاز تسميتها بالنظرية- والكتاب ضمن سلسلة كتب «الحداثة والهولوكست»، «الحداثة السائلة» و «الأزمنة السائلة»، «الخوف السائل»...

تأخر تشكيل الحكومة المغربية.. الوجه الآخر للصورة

لم تتضح بعد تشكيلة الحكومة المغربية الجديدة رغم مرور قرابة شهرين من إعلان نتائج الانتخابات التشريعية بالمغرب فجر الثامن من أكتوبر الماضي وتكليف الملك محمد السادس الأمينَ العام لحزب العدالة والتنمية عبدالإله بنكيران بتشكيل الحكومة...

كثرت المآسي.. هل تجمد الحس الاحتجاجي؟

تعيش الأمة العربية والإسلامية أسوء أحوالها منذ الاجتياح المغولي لبغداد قبل أكثر من ثمانية قرون تقريبا، فهولاكو روسيا يواصل مع طيران نظام الأسد تدمير سوريا وتحديدا حلب بدون أدنى رحمة في ظل تفرج العالم على...

ترامب.. هل هو خريف الديمقراطية الأميركية؟

«من الواضح أن انتصار دونالد ترامب هو لبنة إضافية في ظهور عالم جديد يهدف لاستبدال النظام القديم» هكذا قالت أمس زعيمة اليمين المتطرف بفرنسا عن نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية. وظهر جليا أن تداعيات فوز ترامب...

مخاض تشكيل الحكومة المغربية الجديدة

رغم مضي قرابة شهر على إعلان نتائج الانتخابات التشريعية المغربية التي توجت حزب العدالة والتنمية (إسلامي) بالمرتبة الأولى بـ125 مقعداً، وتكليف الملك محمد السادس عبد الإله بنكيران الأمين العام للحزب المذكور بتشكيل الحكومة، لم تظهر...

حرب التسطيح

ثمة حرب شرسة وخطيرة تجري، لكن من دون ضوضاء، لن تظهر كوارثها وخسائرها إلا بعد عقد أو عقدين من الزمن، وهي حرب التسطيح والضحالة الفكرية والثقافية، عبر استخدام غير رشيد للإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، وجعلهما...

لا نحتاج لديمقراطية مريضة

تنتقد جهات غربية العرب والمسلمين بشكل عام، بأنهم لا يعرفون للديمقراطية سبيلا، وحتى صنيعة الغرب؛ الكيان الإسرائيلي يتبجح بأنه ديمقراطي، وقال رئيس وزرائه بنيامين نتنياهو قبل أيام في الاحتفال بمرور67 سنة على تأسيس (الكنيست): إنه...

أوباما والعالم الإسلامي.. وعود لم تتحقق

شهور ويغادر باراك أوباما كرسي رئاسة الولايات المتحدة الأميركية دون أن يحقق وعوده للعالم الإسلامي، فالرجل كان مهموما بمصالح بلاده أولا وأخيرا. ومن أكبر الوعود التي أطلقها في خطابه بالبرلمان التركي في أبريل 2009، وخطابه...

لماذا يخاف الغرب من اللاجئين؟

خلق موضوع استقبال اللاجئين في الغرب نقاشات كبيرة، وخلافات عميقة، سواء داخل أوروبا أو الولايات المتحدة الأميركية، جعلتهم في تناقض مع المواثيق الدولية التي تنظم كيفية التعامل مع اللاجئين سبب الحروب والعنف. ورغم أن أزمة...