alsharq

د. سعيد حارب

عدد المقالات 133

سنة أولى «تويتر»!!

30 يناير 2012 , 12:00ص

اليوم أكمل السنة الأولى منذ دخولي «عالم تويتر» هذا العالم الذي نشأ قبل ست سنوات في مدينة «سان فرانسيسكو» الأميركية، وبلغ عدد مستخدميه بنهاية عام 2011 مئة مليون مستخدم بينهم مليون ومئة ألف عربي، أرسلوا خلال العام الماضي ما يقرب من أربعة ملايين ومئة ألف مشاركة «تغريدة» عربية على هذه الشبكة مما يعطي للإنسان بعدا «عالميا» حين يشعر أنه يعيش عالما «افتراضيا» يضم هذا العدد من الناس في سابقة لم يشهدها التاريخ من قبل. وإذا كان تويتر قد بدأ موقعا للتواصل الاجتماعي فإنه تجاوز هذه الفكرة ليصبح موقعا مؤثرا في حياة الناس والمجتمعات، ويكفي أنه كان وسيلة التواصل الكبرى إلى جانب «شقيقيه» الفيس بوك « و «اليوتيوب» في أحداث الثورات العربية التي شهدها العرب خلال السنة المنصرمة وما زالت مستمرة تتكئ على هذه الوسيلة للوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من الناس - خاصة فئة الشباب- استخداما للتقنيات الحديثة وشبكات التواصل الاجتماعي، ويكفي أن نشير إلى أن هناك سبعة وعشرين مليون عربي تقريبا لديهم حساب على موقع «فيس بوك» %70 منهم تقريبا من الشباب أي ما بين سن 15-29 سنة، وقد تزايدوا في العام الماضي بنسبة %68، بينهم %32، من النساء والنسبة في ازدياد مع إشراقة شمس كل يوم، ومن هنا تأتي أهمية الحضور على هذه الشبكات التي تشكل عالما جديدا لجيل جديد لم يعد مقتنعا بأساليب الاتصال التقليدية بل ذهب يبحث في هذه الشبكات عن عالمه الذي يصوغه بنفسه بعيدا عن الرقابة والتأثير والمنع أو الحجب. فالمتتبع لعالم تويتر يجد أنه أصبح مصدر توعية وتوجيه لمعظم القضايا الحياتية التي يعيشها الإنسان في يومه بدءا بمعرفة غذائه وفوائده الصحية، وانتهاءً بالأحداث السياسية الكبرى، إذ يكفي أن يضع أحدهم سؤالا أو استفسارا عن أمر ما، فتنهال عليه المشاركات والإجابات من عالم لا يعرفه من قبل، لقد تجاوزت هذه الشبكات الوسائل التقليدية للاتصال كالتلفزيون والإذاعة والصحافة وغيرها، بل أصبحت هذه الشبكات وسائل «معيارية» لقياس مصداقية الوسائل التقليدية فإذا شك أحدهم في صدق معلومة أو خبر هرع لهذه الشبكات ليكتشف صدق ما سمعه أو قرأه، بل إن هذه الشبكات تجاوزت الأداء التقليدي لوسائل الإعلام، فأصبح هناك الإعلام الخاص الذي يمكن لشخص واحد أن ينشئه ويوجهه كيفما أراد وبأي محتوى رغب. ومن يتابع «إبداعات» عدد من الشباب العربي الذي أصبح يقدم مواد إعلامية إخبارية أو توجيهية أو ناقدة لأوضاع بلاده من خلال شبكات التواصل خاصة «اليوتيوب»، يدرك دور هذه الوسائل التي غدت عالما جديدا في الإنتاج المرئي، يملك من الحرية والقدرة على الوصول ما لا تملكه الوسائل التقليدية، لقد أسهمت هذه الوسائل في سرعة التغيير في بنية التفكير العربي الذي أصبح متابعا دقيقا لها يستقي منها معلوماته وأخباره إلى جانب أنها تيسر له تكوين المعارف والصداقات العابرة لحدود الجغرافيا واللغة والانتماء في عالم افتراضي يتحول إلى عالم حقيقي في بعض الأحيان، فقد أصبحت عبارة «صديقي الذي تعرفت عليه في تويتر» من العبارات الدارجة بين جيل الشباب، مما يعني أننا أمام عالم جديد يتشكل وعلينا دراسته والتعرف على محتواه لرسم سياساتنا العامة في مجتمعاتنا. إن المتتبع لهذه المواقع سيكتشف المجتمعات والأشخاص والهيئات على حقيقتها دون زيف أو أقنعة مصطنعة، سيكتشف العالم والمثقف والفقيه والأديب والكاتب دون النظر إلى أسمائهم أو أشخاصهم أو جنسياتهم، لأنه لا يهمه منهم سوى ما يقدمون، كما سيكتشف الشخصيات على حقيقتها، المبدع من المتصنع، والمهرج من المتمكن والسفيه من الوجيه والبذيء من العفيف وستتحطم أمامه شخصيات وترقى غيرها فهذه المواقع تتيح للإنسان أن يقدم نفسه بالصورة التي يريدها هو كما تتيح للآخرين أن «يروه» بالصورة التي يريدونها هم، إن جولة لساعة في عالم تويتر تكشف لك كيف يفكر هذا الجيل وما قضاياه واهتماماته وطموحاته، مما يستدعي أن يتحول راسمو السياسات في المجتمعات العربية عن طرائقهم التقليدية في معرفة الاتجاهات الاجتماعية والسياسية في أوطانهم ليكتشفوا كيف يفكر أبناؤهم وأجيالهم ويعملوا على تحقيق آمال هؤلاء الشباب حتى لا تتحول تلك الطموحات إلى خيبة أمل، أو إلى سلوك عنيف يودي بالمجتمعات، كما أن بإمكانهم أن يجعلوا من هذه الشبكات وسيلة تواصل مع شعوبهم من خلال إدارة حوار «افتراضي» يناقش هموم مجتمعاتهم ودولهم في عالم من الصراحة والشفافية غير خائفين من مواجهة الحقائق القائمة على الأرض في مجتمعاتهم والتي تبرز من خلال 140 حرفا على تويتر أو مشهد في اليوتيوب أو مقالة على الفيس بوك!! وإذا كانت هذه الوسائل قد أصبحت طريقة للتواصل بين الحكومات والشخصيات العامة في الغرب فإن العالم العربي ما زال يعيش معظمه «خارج التاريخ» إذ ما زالت البيانات والتقارير والأخبار والأوامر والنواهي والقرارات هي الوسيلة السائدة في التواصل مع الشعوب والأفراد، بينما يتواصل الساسة والزعماء والمفكرون والقياديون في الغرب مع العالم ومع شعوبهم من خلال هذه المواقع التي أصبحت مصدرا تستقي منه الوسائل التقليدية أخبارها، فكلمة يكتبها أوباما على تويتر أو موقعه في الفيس بوك أهم لدى الأميركيين من تصريحات الناطق الرسمي باسم الحكومة الأميركية، فهل نسأل بعد ذلك لماذا يتفوقون علينا؟ ضعوا هذا السؤال على «تويتر» واحسبوا كم إجابة ستتلقون!!

بين «داعش» ودايتون!!

هل تكون «داعش» أو ما يسمى بالدولة الإسلامية في العراق والشام، سبباً في حل المعضلة السورية؟ للإجابة على ذلك تذكروا اتفاق «دايتون» الذي أنهى الحرب في البوسنة والهرسك، فقد بدأ القتل في البوسنة في أبريل...

وجاء دور الإباضية

يبدو أن محرقة الصراعات الطائفية والمذهبية لن تدع أحدا في بلاد العرب والمسلمين، فهذه المحرقة التي تضم تشكيلة من الصراعات التي لم تشهد لها الأمة مثيلا إلا في عصور الانحطاط والتخلف عادت مرة أخرى تقذف...

محاكم التفتيش «الإسلامية»!!

تتوقف ثلاث شاحنات خالية، يتقدم أحدهم حاملا رشاشا بيده، يلتفت إلى الشاشة لتبدو هيئته المتجهمة التي يكاد الشرر يتطاير منها، وتلف وجهه لحية كثة كأنه أراد من هذه الالتفاتة أن يبرز هويته، ثم يتجه إلى...

عندما يصبح الإنسان رقماً!

تعودت أن أتصل به كلما احتجت لحجز تذكرة سفر، كان يبذل أقصى جهده من أجل الحصول على أفضل العروض بأقل الأسعار، وانقطع التواصل معه بعد دخول التكنولوجيا في حجز التذاكر، بل في كل إجراءات السفر،...

خطوة إلى المستقبل.. أيها العرب

ما هو مستقبل العرب؟ سؤال يبدو مشروعا ونحن ندخل عاما جديدا، حيت تتمثل الإجابة في أن الواقع الحالي لا يمثل النموذج الذي يصبو له العرب ولا يتناسب مع معطيات الحاضر، فإذا كان الأمر كذلك فلا...

هل ما زال «خليجنا واحداً»؟!

سيكون عام 2013م من أكثر الأعوام تأثيرا على الخليج العربي، فلأول مرة منذ إنشاء مجلس التعاون الخليجي، يشعر الخليجيون أن «خليجهم ليس واحدا»، فقد بدا واضحا حجم الخلافات بين دوله الأعضاء، فعلى الرغم من البيانات...

عام مضى.. عام أتى.. ما الجديد؟!

بعد أيام سندخل عاما جديدا وحالة العالم «لا تسر عدواً ولا صديقاً»، فقد ازداد فارق الفقر بين الدول، كما ازدادت مشكلاتها وحروبها، وتلويثها للبيئة، وقضائها على الطبيعة، وتقسم العالم إلى شرق وغرب وشمال وجنوب، بل...

رمح الأمة

«خلال حياتي نذرت نفسي لكفاح الشعب الإفريقي، لقد كافحت ضد سيطرة البيض وكافحت ضد سيطرة السود واعتززت دوماً بمثال لمجتمع ديمقراطي حر يعيش فيه كل الناس معاً في انسجام وفرص متساوية، إنه مثال آمل أن...

قمة الكويت.. وتطلعات الخليجيين

بدعوة كريمة من وزارة الإعلام بدولة الكويت الشقيقة، شاركت مع عدد من الزملاء في زيارة الكويت ولقاء بعض المسؤولين الكويتيين، حيث خرجت الكويت من قمة ناحجة هي القمة العربية الإفريقية، وهاهي تحتضن غدا القمة الخليجية...

البلد المجهول!

أشرت في مقال الأسبوع الماضي إلى أيام مجلس التعاون في السويد، ذلك البلد المجهول لكثير من سكان المنطقة رغم التواصل المبكر بين العرب والبلاد الإسكندنافية ومن بينها السويد التي وصلها الرحالة السفير ابن فضلان عام...

أيام التعاون في السويد

شهدت العاصمة السويدية –ستوكهولم- خلال الأسبوع الماضي حضورا خليجيا تمثل في أيام مجلس التعاون في السويد، حيث شارك مجموعة من الدبلوماسيين والباحثين والأكاديميين الخليجيين يرأسهم أمين عام مجلس التعاون الخليجي، في حوار مع نظرائهم السويديين،...

إكسبو

تستعد مدينة دبي بعد غد لتلقي نبأ مهما في مسيرة تطورها، إذ ستقرر اللجنة الخاصة بمعرض إكسبو الدولي، المدينة المؤهلة لاستضافة دورة المعرض المقررة عام 2020، حيث تتنافس أربع مدن على استضافة المعرض، وهي مدينة...