


عدد المقالات 19
جاءت الشريعة الإسلامية الغراء ساعية في مصالح العباد ومنافعهم ودرء المفاسد والأضرار عنهم، وهذا الشيء يعلمه كل من له أدنى مطالعة لأصلي التشريع في الإسلام، الكتاب والسنة، فالله –جل وعلا– يحب المحسنين ويبغض المسيئين والمفسدين، ويدعو سبحانه إلى التآزر والتعاضد في فعل الخير والمصلحة وينهى عن الشر والمفسدة، قال تعالى: (وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَان)، كما بين سبحانه أن شريعته المحكمة ليس المراد منها تعذيب الناس وثمنيتهم أو جلب الحرج لهم، بل على العكس من ذلك جاءت التشريعات للتيسير ورفع الحرج والمشقة، قال جل شأنه: (يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ)، وقال أيضاً: (وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ). والآيات في هذا المعنى كثيرة جداً، كما أن السنة النبوية أولت هذا الموضوع اهتمامها حتى غدت الدعوة الصريحة إلى فعل الصالحات النافعات ومجانبة السيئات المفسدات المرتكز الأوفر حظاً في التوجيهات النبوية الكريمة، وما حوته دواوين السنة المطهرة خير شاهد على ما نقول، ولا شك أن رجحان المصالح على المفاسد أو العكس يوفر الكثير من الجهد والوقت إذ يقبل الناس على المصلحة ويدعون المفسدة، ولكن قد يحدث أن تتقارب الآثار المترتبة على كل من المصلحة والمفسدة في أمر ما، وعندئذ يكون الأمر في حاجة إلى موازنة راشدة تأخذ في اعتبارها ملابسات ومآلات لا يمكن بحال الترجيح والتغليب من دون استصحابها في أثناء النظر، وأصل ذلك المنهج الداعي إلى الموازنة بين المصالح والمفاسد حدد لنا أطره ورسم معالمه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم في مواضع شتى من سنته منها ما رواه البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا عائشة لولا أن قومك حديثو عهد بشرك لهدمت الكعبة فألزقتها بالأرض وجعلت لها بابين، باباً شرقياً وباباً غربياً وزدت فيها ستة أذرع من الحجر، فإن قريشاً اقتصرتها حيث بنت الكعبة). قال الحافظ بن حجر في فتح الباري «ويستفاد منه ترك المصلحة لأمن الوقوع في المفسدة، ومنه ترك إنكار المنكر خشية الوقوع في أنكر منه». وأن الإمام يسوس رعيته بما فيه صلاحهم ولو كان مفضولا ما لم يكن محرماً، وعلى هذا فالضرر لا يزال بضرر منه أو أكبر منه، وإذا كان لا بد من ارتكاب أحد الضررين فيرتكب أخف الضررين وأهون الشرين، ويحتمل الضرر الأدنى لدفع الضرر الأكبر، ويحتمل الخاص لدفع الضرر العام، وكذلك تقدم المصلحة الكبيرة على المصلحة الصغيرة، وتقدم مصلحة الأمة على مصلحة الفرد، وتقدم المصلحة المتيقنة على المصلحة المظنونة أو المتوهمة، وتقدم المصلحة الدائمة على المصلحة العارضة أو المنقطعة. من كل ما تقدم –على وجازته– يتبين لنا أن الفتوى تغيرت حسب الأزمنة والأمكنة والأحوال والنيات والعوائد طلباً للمصلحة ودرءاً للمفسدة، فإن الشريعة كما يقول ابن القيم في إعلام الموقعين: مبناها وأساسها على الحكم ومصالح العباد في المعاش والمعاد، وهي عدل كلها، ورحمة كلها، ومصالح كلها، وحكمة كلها. فكل مسألة خرجت عن العدل إلى الجور، وعن الرحمة إلى ضدها، وعن المصلحة إلى المفسدة، وعن الحكمة إلى العبث، فليس من الشريعة وإن أدخلت فيها بالتأويل.
رمضان فرصة مناسبة للصادقين في التغيير، ووقت لن تجد أفضل منه للإصلاح، وأول إصلاح وتغيير لمن يرومه هو إصلاح الذات والنفس، فرمضان يعلمنا أن في نفوسنا قدرة وقوة، لا تقف في وجهها صعاب، ولا تعوقها...
إن من السنن التي ينبغي تذكير الناس بها وتعليمهم إياها، إنما هي ما كان من السنن المدروسة التي أصبحت عند كثير من الناس نسياً منسياً، وكأنما رسولنا صلى الله عليه وسلم لم يكن يعلمها الناس...
مما لا شك فيه أن أعظم زينة يتزين بها المرء في حياته بعد الإيمان بالله هي زينة الصدق، فالصدق أساس الإيمان كما إن الكذب أساس النفاق، فلا يجتمع كذب وإيمان إلا وأحدهما يحارب الآخر. الصدق...
إن الهوية الثقافية والحضارية لأمة من الأمم هي القدر الثابت والجوهر المشترك من السمات والقسمات العامة التي تميز حضارة هذه الأمة عن غيرها من الحضارات، والتي تجعل للشخصية طابعاً تتميز به عن الشخصيات الأخرى. وفي...
ها هو الشهر الكريم يطل علينا من جديد إطلالة المحب الحاني على محبيه الأوفياء بعد ما طال اشتياقهم إليه وعظمت لهفتهم عليه، وكيف لا تكتنفهم هذه المشاعر وتلك الأحاسيس وهم يعلمون أن رمضان هو شهر...
جاءت الشريعة الإسلامية الغراء ساعية في مصالح العباد ومنافعهم، ودرء المفاسد والأضرار عنهم، وهذا الشيء يعلمه كل من له أدنى مطالعة لأصلي التشريع في الإسلام (الكتاب والسنة)، فالله جل وعلا يحب المحسنين ويبغض المسيئين والمفسدين،...
رمضان فرصة مناسبة للصادقين في التغيير، ووقت لن تجد أفضل منه للإصلاح، وأول إصلاح وتغيير لمن يرومه هو إصلاح الذات والنفس، فرمضان يعلمنا أن في نفوسنا قدرة وقوة، لا تقف في وجهها صعاب، ولا يعوقها...
تستمر الأحداث داخل الوطن العربي، وتتوالى التطورات ضمن مسيرة طويلة اختارتها الشعوب العربية لنفسها، رغبة منها في تحقيق الكرامة الآدمية والعدالة الاجتماعية، وأمام هذا التحول الاستراتيجي فإن دولة قطر بقيادة أميرها المفدى اختارت أن تصطف...
لقد أثرى الإسلام حياة الناس بمصطلحات ومفاهيم وخلال ساميات كريمات كان لها بالغ الأثر في اعتدال البشرية جمعاء، نهجاً جديداً ونظاماً فريدا يدعم مسيرتهم ويحفظ هويتهم، وهذه المصطلحات والمفاهيم وتلك الخلال منها ما كان قائما...
هناك مشكلة في العالم الإسلامي هي مشكلة زواج الشباب, فالشباب قنبلة موقوتة، فإما أن نرعاه ونحقق طموحه وفق منهج الله، فيسلم هو ونسلم نحن معه وإما أن نهمله ونتغافل عن تلبية وتحقيق تلك الطموحات له،...
إن المسجد الأقصى المبارك بصفة خاصة ومدينة القدس بصفة عامة في التصور الإسلامي صورة سامية المكانة عالية المنزلة عزيزة الحمى، الأمر الذي يستوجب على المسلمين جميعا الغيرة عليها من أن يدنسها اليهود والذود عنها من...
رمضان فرصة مناسبة للصادقين في التغيير، ووقت لن تجد أفضل منه للإصلاح، وأول إصلاح وتغيير لمن يرومه هو إصلاح الذات والنفس، فرمضان يعلمنا أن في نفوسنا قدرة وقوة، لا تقف في وجهها صعاب، ولا تعوقها...