alsharq

منبر الحرية

عدد المقالات 129

فاطمة الدوسري 12 نوفمبر 2025
تربية حريم
ناصر جاسم المالكي 12 نوفمبر 2025
أصعب أنواع الجهاد
رأي العرب 13 نوفمبر 2025
تعزيز الهوية العربية والإسلامية
رأي العرب 12 نوفمبر 2025
مسيرة حافلة لـ «حقوق الإنسان»

في الثورة السورية.. النظام لا يساعد نفسه

29 يوليو 2012 , 12:00ص

من المعلوم أن علم الاجتماع السياسي يرى في الإصلاحات التي يقوم بها أي نظام إنما هي عبارة عن ترقيعات يستند إليها لتصحيح مساره من أجل إطالة عمره، وليس شرطاً أن تكون للشعوب مصلحة في هذه الإصلاحات، بينما تكون للأنظمة مصلحة أساسيّة فيها، وفي الوقت الذي يرى فيه، هذا العلم، أن الثورة هي العلاج الناجع لأجل استعادة حقوق الناس، فإنه يرى أن الإصلاح عملية إجرائية لحظية لا تعتبر مفصلا تاريخيا في حياة الدول، إنما ترى فيه عبرة في حياة الأنظمة بعد أن تتعرض هذه الأنظمة إلى انزلاقات ومهاوٍ جسيمة، وتالياً حتى إن قام النظام بإصلاحات فلا تعتبر إنجازاً عظيماً كونها لا تفي بما يتطلع إليه المجتمع إنما تُجرى إصلاحات من قبل الأنظمة لضمان بقائها في السلطة أي العملية الانتخابية والدستورية في المراحل الأخرى. لذلك فإن علم الاجتماع السياسي يميل إلى الثورة أكثر من الإصلاحات، بل يقف أصحاب هذا العلم إلى جانب ثورات الشعوب (على عكس بعض الدكاترة في العلوم السياسية الذين يدافعون عن الإصلاح) فيما الواقع السياسي وفي ظل غياب المساواة سواء بين الشعب نفسه أو بينه وبين الشريحة الموالية لدعم النظام يفرض واقعاً مفاده: أن من مصلحة الدولة والمجتمع أن تنجح الثورة وتحقق أهداف المجتمع في الحرية والكرامة، حيث إن الثورة، وكون تراكم المشاكل لدى النظام القديم وهو تراكم ناتج عن ثقافة الاستبداد والفساد، هي الوحيدة القادرة على تحقيق مرام الشعب وتحقيق تطلعاته في العدالة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية. في المسألة السورية، لو أسقطنا هذا الفهم واعتبرنا أن الإصلاحات التي ادعى النظام إجراءها، وتطلب المهل من الثوار والشعب (ومن الدول الإقليمية والدولية والعربية) حتى ينجزها، لا تُصلح للوضع المأزوم سياسياً ومجتمعياً الذي نراه اليوم في بلدنا سوريا، ولعل آخر معالم الإصلاح التي رأيناها هي في انتخابات مجلس الشعب حيث ظهر النظام وكأنها أجريت في ظل دستور يتيح للتعددية إلا أنه كرس نفس الثقافة، وهذا ما أفصح عنه حتى المقربون للنظام أنفسهم. وبدا واضحاً أن النظام الحالي وحتى لو شكل حكومة جديدة واستبدل الإداريين القدامى بالجدد، وأجريت تعديلات في آلية تشكيل الحكومات وغير ذلك فإن ما أفرزته الثورة من حالة جديدة في مقاربة المجتمع والسلطة، ونوع العلاقة بينهما أصبح نظاماً من الطراز القديم. والحال أن الأمر الوحيد الذي يكفل خروج هذا البلد من الأزمة الوطنية والسياسية هو الثورة، وهي العلاج الوحيد، وهي التي تمتلك مقومات فعالة لنقل الناس ومطالبهم من الخانة التي كان الناس فيها مهمشين إلى خانة أكثر انتعاشاً تحقق للناس حريتهم والشعور بكرامتهم. ولا نستغرب حتى أن الإصلاحات التي تدعي السلطة أنها ستنجزها، أو هي في طريقها إلى إنجازها ليست هي الإصلاحات الجدية التي تخلص النظام وتحافظ على بقائه لحين انتهاء فترته الانتخابية (إن كان هذا في الأصل جوهر الانتخابات) إنما هذه الإصلاحات صارت حمالة أوجه يعلق النظام عجزه عليها. وهي باتت أمراً مكشوفاً ولا يوجد أحد في سوريا (على الأقل) يصدقه. فلو كانت السلطة جادة في إجراء إصلاحاتها لكانت وضعت في أولوياتها فك ارتباط النظام بالدولة لا أن تبقى الدولة أسيرة في يد النظام. وحتى الآن يتم استغلال الدولة وإمكاناتها من قبل طرف ضد طرف آخر. فلو فعل النظام هذا لكان ساعد نفسه في تمديد فترة بقائه لفترة أخرى دون نزيف دم، ودون هذه التضحيات الجمة. إلا أن النظام لم يفعل، وبقي يختزل الدولة في نفسه إلى درجة ارتبط رحيله برحيل الدولة, ولذلك سمعنا ولعدد من المرات الناطقين بلسان النظام يقولون إن معركة استعادة الدولة انتصرت ولم يبق وقت طويل حتى نستعيد كل شيء. ثمة من يقول إن النظام لا يستطيع العيش من دون إمكانات الدولة وهذا التصور معقول إلى حد كبير، لأنه حتى هذه اللحظة فإن حزب البعث ما زال يعيش بإمكانات الدولة، ولعل النظام استثمر كل إمكانات الدولة لأجل الدعاية له رغم أن «الدستور الجديد» يفصل الدولة عن حزب البعث، وهنا يمكن أن نستفيد من هذه المعلومة من جهتين، الجهة الأولى: أن النظام ما زال يرى أن حزب البعث قائد الدولة والمجتمع ومن جهة ثانية يقول للسوريين من يكون معي سأكرس كل ما بيدي لأجله. ولعلنا رأينا قبل أكثر من شهر كيف أن التلفزيونات السورية احتفلت بحزب البعث، في حين أن أحد مطالب المعارضة السورية في الأيام والأشهر الأولى كانت تطالب بحيادية الإعلام الوطني على أن يكون الإعلام لها ولهم. ثانيا: المؤسسة الدفاعية والأمنية كانت حريصة كل الحرص على كل الاحتفالات البعثية بل كانت مساندة لها. ساحات المدن كانت متاحة للبعثيين في حين بقيت هذه الساحات خطا أحمر أو دائرة النار بالنسبة للمعارضة. والحال أن هذا السرد أعلاه يشكل اليوم ورقة رابحة للمعارضة وهي بهذه الأوراق بقيت قوية ولذلك تقول للرأي العام العالمي والعربي إننا ملتزمون بمهلة كوفي عنان (90 يوماً) إلا أن النظام لا نعرف كم من الوقت سيدعي بأنه ملتزم بها. بعيداً عن هذه الأوراق إن النظام نفسه يريد الإيحاء للعالم بأنه ليس مؤمناً بهذه المهلة وقبوله لهذه الخطة بالأساس هو نابع عن عدم إحراج حلفائه الروس وغيرها. والحق أن موالي النظام الآن يتباهون بالانتصار خصوصا بعد أن تُرك ملف المسألة السورية بيد روسيا التي ترى سقوط النظام من سقوطها في الشرق الأوسط! ينشر بالتعاون مع مشروع «منبر الحرية»

مشروع فلسطيني جديد يواجه المشروع الصهيوني

مر على النكبة 66 عاماً، اختلطت فيها آلام اللجوء مع الكفاح والثورات وأحلام العودة. فالنكبة بصفتها عملية اقتلاع شملت مصادرة الأراضي والمنازل واحتلال المدن وتدمير مئات القرى وسط مجازر وتهجير جماعي ومنع السكان المواطنين من...

سيكولوجية الهدر عربياً

كان الهدر بجميع جوانبه المادية والزمنية والنفسية سمة من سمات حقبة الاستبداد العربي طيلة أكثر من أربعين عاما، سحق المواطن سحقا ثقيلا وكبتت أنفاسه وتحول إلى جثة متحركة بجسم لا روح فيه، في عملية تشيؤ...

سوريا إلى أين؟ بين إنكار السلطة الديكتاتورية.. وفشل المعارضة السورية (1/2)

درج النظام السوري على تأخير وتأجيل (بهدف إلغاء) استحقاقات الإصلاح السياسي، وكل ما يتصل به ويترتب عليه من متعلقات ومتطلبات اجتماعية واقتصادية ومؤسساتية إدارية، وما يترتب عليه من تنمية إنسانية حقيقية تتحقق من خلالها تجسيد...

أي مجتمع مدني في ظل الحراك العربي؟

لقد أفرز الحراك العربي نقاشات عميقة حول مجموعة من المواضيع التي كانت تستهلك بشكل سطحي وبدون غوص في حيثياتها وأبعادها. ويعد من بينها المجتمع المدني كمفهوم متجدر في الغرب، فقد عرفه «توماس هوبز» في منتصف...

روحاني والسياسات الإيرانية القادمة

بعد أحداث طهران 2009 الدامية على إثر الانتخابات الإيرانية التي اتهم فيها المحافظون بالتزوير، وصعد الإصلاحيون -بقيادة حسين موسوي وكروبي- احتجاجاتهم مطالبين بإعادة الانتخابات التي قوبلت بالرفض القاطع من المحافظين الأمر الذي أثار شكوك الإصلاحيين...

مبادرة النيروز: درس تركي جديد للعرب

قدم أحفاد كمال أتاتورك – مرة أخرى – درسا جديدا من دروسهم للعرب، فبعد أن نجحوا في إرساء دعائم دولة الحق والقانون، وبناء المؤسسات التي أهلت دولة تركيا للالتحاق بنادي الديمقراطيات ( معدل دخل الفرد...

سوريا الحرية ستنهض من جديد (3/3)

.. شعب سوريا كما قلنا حضاري منفتح على الحياة والعصر، وعرف عنه تاريخياً وحضارياً، عشقه للعمل والإنتاج والتجارة والصناعة وغيرها من الأعمال.. وحضارة هذا البلد العريقة -وعمرها أكثر من7000 سنة- ضاربة الجذور في العمق التاريخي...

سوريا الحرية ستنهض من جديد (2)

باعتقادي أن التسوية السياسية الكبرى المتوازنة المنتظرة على طريق المؤتمرات والتفاوضات المرتقبة عاجلاً أم آجلاً (مع الأمل أن يكون للسوريين أنفسهم الدور الرئيسي في بنائها والوصول إليها) التي تحفظ حياة وكرامة المواطن-الفرد السوري، وتعيد أمن...

سوريا الحرية ستنهض من جديد(1)

لاشك بأن التغيير البناء والهادف هو من سمات وخصائص الأمم الناهضة التي تريد أن تتقدم وتتطور حياتها العمرانية البشرية والمجتمعية..وفي مجتمعاتنا ودولنا العربية والإسلامية عموماً المحمّلة بحمولات فكرية ومعرفية تاريخية شديدة الحضور والتأثير في الحاضر...

موقع المثقف العربي من «الربيع»

في خضم الثورات العربية أو ما يسمى بالربيع العربي يمكن القول إن صوت المثقف العربي خافت من جوانب عدة فبعد مرور حوالي سنتين على بدء هذا الربيع يحتاج المشاهد والقارئ وبالتالي المواطن العادي إلى تحليلات...

التجربة الثورية العربية الجديدة (1/2)

يسهل نسبياً الانتقال من حكومة ديمقراطية إلى أخرى ديمقراطية بواسطة الانتخاب، كما يسهل الانتقال من حكم ديكتاتوري إلى آخر مثله من خلال الانقلاب، إلا أن الثورات الشعبية التي لا تتضمن سيطرة جناح محدد على بقية...

التحول الديمقراطي التركي رؤية من الداخل

هبت رياح التغيير على بعض الأقطار العربية منذ ما يربو عن سنتين من الآن، فصار مطلب الحرية والديمقراطية ودولة القانون يتردد على أكثر من لسان، وأضحى الالتحاق بنادي الديمقراطيات حلم الشعوب المنعتقة من نير النظم...