


عدد المقالات 73
كان في حديثه من أولاده وأصدقائه يصف المال بأقذع الأوصاف، ويتهم كل من يهتم بالملف المالي في حياته ويعمل على تكوين وضع مالي جيد بأنه مسكين، وأنه عبد للمال، وأنه يلهث، وأن هذه الدنيا دار ممر وليست دار مستقر. وكان شعار المال «وسخ دنيا» شعاره الأول بلا منازع. على مستوى حياته يعيش حالة من الارتباك المالي والديون والمشاكل والضغوط المالية بسبب نظرته السلبية للمال، وكان يردد حديث «إن الفقراء يدخلون الجنة قبل الأغنياء بخمسمائة عام» دون التوقف عند معناه ومغزاه. ونسي أو تناسى الكثير من الأحاديث «الصحيحة» التي تتكلم عن المؤمن القوي وعن اليد العليا وغيرها. كثير من هذه القيم السلبية التي تنتشر عند البعض ويروجون لها ويبرمجون أهلهم ومحيطهم عليها تفتقد إلى التأصيل العلمي والشرعي، بل هي أقرب إلى الخرافة والهرطقة!! قضية المال قضية مهمة تحتاج إلى تأمل عميق، حيث نجد الناس في مفاهيمهم ينقسمون إلى أكثر من فريق: 1 الأول يعيش حالة من العداء مع المال ولا يرى أن من حقه أن يحلم بالثروة والرخاء وأن يترك أسرته في وضع مالي ممتاز. 2 والثاني يعيش حالة من عبودية المال فهو يوالي على المال ويعادي عليه. 3 والثالث هو المتوازن فهو لم يهمل الموضوع المالي ولكنه لم يُفتن به. ويديره برشد وتعقل ومسؤولية وتوازن في طفولتي كان البعض يروجون إلى أن من أصول التدين والزهد ومحبة الله الانصراف عن المال، وأنه من زخرف الحياة الزائل وكان الجهد منصبا لديهم على تكريس فكرة الدروشة والضعف والاستكانة. وعندما كبرت بدأت أتأمل هذه الأفكار التي انتشرت، وفعلاً كان سقوطها أقرب من دوامها. والعجيب أن هذا الأمر كان بالأدلة الشرعية قبل الأدلة العقلية والمنطقية، وهذا من عظمة هذا الدين الذي جاء ليواكب فطرة الإنسان ورغبته بالعيش الكريم «ولقد كرمنا بني آدم» وليس العكس!! كان ستة من العشرة المبشرين بالجنة أثرياء وكان أبوحنيفة النعمان صاحب مدرسة الرأي في الفقه وصاحب أول المذاهب تاجراً، وكان سفيان الثوري وهو صاحب مذهب مندثر تاجراً، ولقد فتح الله الشرق الآسيوي وأدخله الإسلام على يد التجار الحضارم والفرس. القرآن يصف المال بأنه زينة الحياة الدنيا وأيضا يحذر من الافتتان به. ولم يوصف المال بأنه «وسخ» بل «نعمة» إذا وضعت موضعها المناسب حيث تنمي زرع الدنيا وثمار الآخرة. من يؤمنون بقانون الندرة والفرص القليلة والدخل المحدود والسقف المنخفض من التوقعات في مربع المال هم من أخرجوا خرافة «وسخ دنيا». ومن آمنوا بقانون الوفرة حيث وفرة الفرص وإمكانية وأهمية وجود أكثر من مصدر للدخل والطموح بسقف عال من التوقعات المالية يسندها عمل وجهد ومثابرة هم الذي لا يمكن أن تعيش أوهام المال «وسخ دنيا» في عقولهم. * محبرة الحكيم من يؤمنون بقانون الندرة والفرص القليلة والدخل المحدود والسقف المنخفض من التوقعات في مربع المال هم من أخرجوا خرافة «وسخ دنيا». • مدرب ومستشار معتمد في التنمية البشرية وتطوير الذات CCT وعضو الجمعية الأميركية للتدريب والتطوير
نيران تصول وتجول في أعماقه أطفأت العقل وعطلت الحكمة وحجبت البصر والبصيرة. أصبح ذاك الإنسان الوادع والمهذب وحشا كاسرا استبدل الهدوء بالغضب والعقل بالانفلات والحكمة وبالانتقام وأصبح إنسانا آخر لا يعرف مدى نقمته وحدود عدوانيته...
يبحر كثيراً مع رياح الماضي وانكساراته وانتصاراته وآهاته وتعقيداته وأمجاده. فالمتعة العظيمة في مخيلته هي العودة للماضي أو الهروب للمستقبل. وبين هذا وذاك ضيع الحاضر الذي ينتظر منه الكثير من العمل والتركيز والمبادرات والمشاريع. والحاضر...
في يرعان الشباب وعلى أعتاب المرحلة الثانوية وسؤال الوجهة والتخصص والمسار هو السؤال الأبرز على طاولة حياته. الكل حوله يوجهونه ويقترحون عليه لكن حسب ما يردون هم وليس حسب ما يريد هو!! أحس بالممل من...
لطالما أمعن النظر في أحوال الناس من حوله وكان يركز على جانب السعادة لديهم. نظرات الغبطة تخرج من عينه والكثير من الأسئلة يطرحها عقله حيث ظل يردد «يا سعدهم». على الضفة الأخرى كان يقارن أفضل...
كان يُشاهد نشرة الأخبار وحيث السياق في تلك النشرات عن الحروب والدمار. فرئة الإعلام لا تتنفس إلا من خلال الإثارة التي لا تتوفر إلا في مواطن الصراع أو التنافس. كان المذيع يصف حالة الحرب حيث...
عينه دائماً في أعينهم, يرقب ردود الأفعال ويتأمل الوجنات والإيماءات, حريص جداً على رضاهم مهما كلف الأمر. قبل أن ينام يبدأ بعد الأشخاص ويتساءل هل فلان راض علي؟ ويعتقد أنه سوف يحصل رضا كامل الدسم...
وجد ضالته بها؛ فأصبح يستخدم هذه الكلمات لتبرير الكثير من الأحداث من حوله. تعثره الدراسي وانعزاله الاجتماعي وفشل تجارته وأعماله وتأخر الكثير من ملفات حياته. بدأت اللعبة تكون أكثر إغراء ومتعة!! فبدأ الأصدقاء والأقارب من...
تعرفه من قيادته للسيارة، فهو في عجلة دائماً، يصيبه الاكتئاب من منظر الإشارة الحمراء، ويشعر بالضيق عندما يرى السيارات تمشي ببطء من الزحمة! يقود السيارة بتهور لا محدود، وفي النهاية المشوار الذي يذهب إليه هو...
يبهرني مشهد رسول عظيم عليه الصلاة والسلام وهو المعصوم عن الخطأ والمسدد بالوحي يُلح على أصحابه قائلاً «أشيروا عليّ». وعمر رضي الله عنه يدين لأحد الصحابة لأنه أنقذه من قرار خاطئ ويقول «لولى معاذ لهلك...
خرج من منزله وفي جيبه العلوي 500 ريال تدفي قلبه وتحسسه بالأمان المالي على الأقل لفترة قصيرة.. لكن بعد أن عاد إلى المنزل في نهاية اليوم, صاح يردد وعلامات التعجب تملئ وجهه «وين فلوسي وين...
بعد زيارته لتلك المدينة سألته عن انطباعاته عنها. فقال لي: جميلة بس كل أهلها بخلاء. وعندما انعطف بنا الحديث لسؤاله عن إحدى الشركات قال: شركة ممتازة لكن القائمين عليها كلهم فاسدون!! استمر الحديث حول مرئياته...
تجده يعمل في كل صنعة ويهتم بكل خبر، في الحوار مع الآخرين يفتي في كل شيء ولن تجد لكلمة «لا أعلم» أي تواجد في قاموسه. متعة في العمل التجريب الدائم والانتقال المستمر، فاليوم في وظيفة...