عدد المقالات 122
في التاريخ البشري وجدت أمثلة كثيرة لفئات من الناس وضعت مصلحتها الشخصية أو مصلحة حاكم مستبد أو كلاهما معاً فوق أي اعتبار وطني أو مصلحة عامة، وقد نستثني من ذلك تلك العهود الإسلامية الأولى، وفترات متقطعة من العصور اليونانية القديمة، والتي كانت تضع الفلسفة والعلم في المرتبة الأولى قبل أي نظام حاكم، ويجب أن لا ننسى العصور الرومانية كأولى الديمقراطيات التي عرفتها البشرية. وعلى العكس من ذلك نجد ممالك مصر الفرعونية والسابقة لعهد بطليموس كانت ترفع الفرعون فوق شعبه وتضعه على منصة الإله، وفي عهد الفراعنة كانت طبقة الكهنة التي تعزز فكرة التأليه هي الطبقة البرجوازية، فبرز منهم الكثير، أشهرهم هامان، وغيره ممن كانوا يسيطرون على مقدرات مصر القديمة. ونجد في صفحات الثورة الفرنسية الأولى، ورغم نبلها ووضعها في التاريخ كأعظم ثورة تعطي شعبها «نوعاً» من الحق في تقرير المصير بمفهومه المعاصر، نجد أنها كانت تشوبها الشوائب، لا سيما وجود تلك البطانة التي كانت بفسادها قد أدت إلى فساد وفشل تلك الثورة الأولى، ومن أبرز شخصيات هذه البطانة وبالتبعية برجوازية باريس آنذاك هو الوزير «شارل موريس تاليران»، والذي وعلى عكس حاكمه المتغير ظل ثابتاً لا يتغير فيه شيء سوى لون سياسته بحسب الحاكم، فقد كان مؤيداً للملكية عندما كان الوزير الأول للملك لويس السادس عشر، ومؤيداً للجمهورية عندما كان الوزير الأول لنابليون بونابارت، وعاد بعد ذلك ليكون في المنصب ذاته بعد فشل الثورة الأولى ورجوع الملكية. أما في النظم الرأسمالية فقد كان التجار هم أساس الطبقة المخملية فيها، فعلى سبيل المثال كان تاجر القطن الأميركي الشهير «جون هانكوك» من الطبقة البرجوازية الأميركية قبل الثورة الأميركية، وطلب منه الانضمام إلى الثورة الأميركية لما كان يملك من مقام اجتماعي في مجتمع يقدس الرأسمالية، وظل صاحب نفوذ بعد تحول المستعمرات الأميركية إلى جمهورية الولايات المتحدة الأميركية، وذلك رغم تجارته للرقيق وتعديه على الدستور الأميركي ذاته بأساليبه التجارية المخالفة، إلا أن كونه عضواً في تلك البطانة جعله صاحب حصانة وبعيداً عن أية عقوبة. وأما عن فرعون العصر وكلاب القصر، كما نراه ونراهم اليوم في العصر الحديث، فلا يمكننا أن نتجاهل مصر ما بعد الانقلاب وبعض الإعلاميين ممن تقمصوا دور كلاب القصر بكل جد واجتهاد، وذلك لإجادتهم «للنباح» لصالح فرعونهم، فمن الثورات المختطفة إلى المجازر التي نشاهدها يومياً عبر شاشاتنا، فقد أثبت فراعنة العصر الحديث في وطننا العربي أنهم على استعداد لاختطاف وقمع الثورات العربية وحريات شعوب هذا الوطن، وبالتبعية فقد كان لكلاب القصر أيضاً دور بارز في إعلامنا العربي في تمهيد الطريق ووضع دفاع مستميت لصالح هؤلاء أمام محكمة الرأي العام عل وعسى يستطيعون تغيير شيء ما، وذلك رغبة منهم بالانضمام والبقاء في طبقة برجوازية حديثة مخصصة «لبعض» من يقال عنهم إعلاميون أو مفكرون في وطننا العربي. الرأي الأخير... مع اختلاف العصور سنجد دائماً أمثلة لفرعون العصر وكلاب القصر ومن يؤيدونهم، ممن لا يرون سوى مصلحة النظام فوق مصلحة الشعوب، إلا أننا تعلمنا من التاريخ أنه -وبلا استثناء- ستكون نهايتهم واحدة ويبقى الوطن للشعب وإرادته. «لا تكتمل الديمقراطية دون إعلام حر» إلى اللقاء في رأي آخر
استكمالاً لمقالات سابقة كتبتها عبر السنوات الماضية عن «شوارع DC» و»شوارع باريس»، وأسرار تلك المدن التي زرعت فيها من خلال مصممي تلك المدن، اليوم أستكمل تلك السلسلة بمقالي عن «شوارع اسطنبول». اختار الإمبراطور قسطنطين عاصمته...
بدأت مع أداء الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترمب اليمين الدستورية، وتسلمه سدة الرئاسة في تمام الساعة 12 وخمس دقائق بتاريخ 20 يناير، وحتى كتابة هذا المقال، حالة من اليأس والفوضى تعمان مدناً كثيرة داخل الولايات...
في عالم العمليات العسكرية الحديثة لا يمكن لنا أن نتجاهل أهمية العمل المشترك لتحقيق الأهداف المرجوة، والتي تعتمد على المركزية في القرار، واللامركزية في صلاحيات التنفيذ وأدواته، أو بالمصطلح العسكري «قدرات التنفيذ»، ومن ضمن أسس...
لقد اعتدنا في تاريخ القتال عبر العصور على وجود ٣ ساحات للقتال فإما على الأرض أو في البحر أو في السماء، ما أوجد الأسلحة المقاتلة المعروفة لدينا بالقوات البرية والبحرية والجوية، ولقد تطورت الأمور في...
إن السباق الانتخابي الجاري حالياً في الولايات المتحدة الأميركية بين المرشح الجمهوري اليميني المتطرف دونالد ترامب والديمقراطية هيلاري كلينتون ستبدأ مراحله الأخيرة هذه الأيام، ولربما تكون أبرز علامات هذه المرحلة والتي تستمر لشهرين حتى يوم...
كانت صور الطفل عمران، كسابقاتها من صور القتل والدمار من حلب وشقيقاتها التي انتهك إنسانيتها النظام السوري المجرم، قد وضعت علامة جديدة على درب حرب الإبادة في بلاد الشام، علامة يظنها البعض فارقة وبخاصة بعد...
لقد قامت مؤسسات بحثية عالمية وجامعات مؤخراً بالنظر إلى مكافحة خطر داعش من خلال منظور تهديد دولة الخلافة على حد تعبيرهم، وأن وجود دولة «إرهابية» مسيطرة على مصادر دخل مثل النفط والضرائب، وباسطة «سيادتها» على...
في مقال لي منذ عدة سنوات وفي زمن «الريس مبارك» كتبت بأن الجامعة العربية أصبحت عبئاً على ذهن وضمير المواطن العربي السويّ وإن إصلاح الجامعة العربية هو السبيل الوحيد لإنقاذ هذه المنظمة وإلا ستستمر هذه...
تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي مؤخراً مستندات يدعي ناشرها أنها مستندات رسمية لدى جهات التحقيق بالدولة، وللأسف فلقد قام آخرون بإعادة النشر دون اهتمام أو مراعاة للقانون أو سمعة الوطن، نعم للأسف يوجد منا من هم...
لقد صدم العالم مؤخراً بالقرار الجريء الذي اتخذه شعب المملكة المتحدة من خلال أكبر استفتاء في تاريخ بريطانيا العظمى بالخروج من منظومة الاتحاد الأوروبي بشكل كامل وإلى الأبد في طلاق كاثوليكي لم تشهد بريطانيا طلاقاً...
في عالم السياسة الأميركية يوصف الرئيس الأميركي في شهوره الأخيرة بـ «البطة العرجاء» lame duck كناية عن عجزه عن التأثير في السياسات الهامة الأميركية والمبنية على المصالح المتبادلة لكونه في طريقه نحو بوابات البيت الأبيض...
استحوذ انتشار مقطع فيديو مصور لضباط أميركيين يتصرفون بشكل غير لائق أمام علم دولة قطر في معسكرهم، على اهتمام العالم في الأيام الماضية، وبالمقابل فإن ردة الفعل الوطنية كما أشار الأخ رئيس تحرير العرب في...