عدد المقالات 58
إنه المكان الذي أصبح يهدد به الناس بعضهم بعضاً، وقفت في يوم من الأيام لأسمع جدالاً عنيفاً بين طرفين في ساحة المدرسة، كل منهما يشير إلى الآخر أنه سيشتكيه إلى مركز الشرطة، وبالتأكيد تدخلت الإدارة لفض النزاع ولإفهام الجميع أن هذا لا يليق!! ولكن الأمر الذي يثير استغرابي لماذا يهدد الطالبات بعضهن بقسم الشرطة، أو يهددن معلماتهن بقسم الشرطة، والأدهى والأمرّ عندما يتوجه أولياء الأمور لتحرير شكوى ضد أقران الطالب أو الطالبة أو معلميهم في قسم الشرطة!! من المأساة أن يتصل بك رجل الشرطة ليبلغك أن ولي أمر اشتكى على المعلم الفلاني والمعلمة الفلانية، لأن هذا المعلم اعتدى على ابنه أو ابنته بسوء، وهناك بلاغ محرر في القسم ضده. بالتأكيد من حق ولي الأمر أن يشتكي، خاصة أن الضرب والشتيمة أمر غير مقبول على جميع الأصعدة، فليس منا كأولياء أمور من يرضى بأن يتعرض أبناؤه لمثل هذه التجاوزات، ولكن هل الأمر جرى حقيقة كما روى ولي الأمر؟ خاصة أن الطلاب والطالبات في المرحلة الثانوية يعرف عنهم الحساسية المفرطة والانفعال المبالغ فيه، وإضافة كثير من البهارات للقصة المروية، وعليك أن تخبر المعلمة أن هناك محضراً حُرر ضدها في قسم الشرطة وأنت واثق كل الثقة أن هذه المعلمة لم ترتكب أي خطأ، ولم تسئ للطالبة، ولكن هناك إجراء ومحضر، ولا بد من التحقيق معها، لأن القانون لا بد أن يأخذ مجراه، وعليك أن ترى اندهاشها، وربما بكاؤها فالموضوع متعلق بقسم الشرطة، والإنسان بطبعه يخاف أن يرى رجل الشرطة في الشارع فكيف في تحقيق؟! وفي كل الأحوال ضاعت هيبة المعلم وأتلفت أعصابه، ووصل إلى يقين أن عليه فقط أن يلقي بالمعلومة التي عنده لطلابه ولا شأن له بتوجيههم. والأمر الأشد وقعاً عندما تتخالف المعلمات بين بعضهن البعض، وتذهب إحداهن لتشتكي زميلة لها في قسم الشرطة!! هل هذا يعقل؟ وهل يمكن أن تحل الأمور بهذه الطريقة؟ نحن نعلم القانون جيداً، ونعلم أن السلطة القضائية أعطت صلاحيات لأقسام الشرطة بتحرير أي قضية ضرب أو سب أو شكوى دون الفصل فيها ثم إحالتها للنيابة، ولكن حتى تحرير القضية في القسم يعد أمراً لا يستهان به، فالمكان له هيبته، ثم إن أعرافنا الاجتماعية ومستوى التفكير دائماً يقودنا إلى أنه مكان يصعب التواجد به، فكيف إذا كان هذا المتواجد هو المعلمة لا لشيء إلا لأنها ربما فقدت أعصابها وأجبرتها التي أمامها على التلفظ بكلمة غير لائقة. كل هذا وارد، ونحن لا ندافع عن المعلمة هنا بقدر ما نشير إلى أن هناك إجراءات لا بد أن تتخذ، ولكن ليس في قسم الشرطة!! يمكننا أن نوجد لائحة جزاءات مقررة من المجلس الأعلى، أو مكتب يضم مختصين من المجلس الأعلى ومختصين لهم سلطة قضائية، ويسمى بمكتب للفصل في الشكاوى التعليمية، ولكن محضر تحقيق في قسم الشرطة فإنه لا يليق بالمعلمة ويفقدها الكثير من مكانتها لدى طالباتها، والطامة عندما تفتخر هذه الطالبة بشكواها أمام زميلاتها. وأتساءل هل يملكون في قسم الشرطة النفس الطويل للاستماع إلى شكاوى النساء التي لا تنتهي؟ أم يملكون الوقت لسماع قصص ملفقة واهية!! وحتى إن كانت حقيقية فمن وجهة نظري ليس هذا هو المكان المناسب لمناقشة القضية. وإذا كانت الدول تمنح دبلوماسييها حصانة، فعلينا أن نمنح معلمينا حصانة تعيد لهم مكانتهم وقدسيتهم. تحياتي لكل المعلمين والمعلمات ولرجال الشرطة ولكن بعيداً عن أقسامهم. وقفة: جميلة هي الأناشيد الدينية وكم أميل إلى سماعها، ولكن دائماً يداخلني سؤال هل هي نهج صوفي لعبادة الله والصوفية هم أشهر من تغزل بالذات الإلهية؟ أم إنه واقع دَرس حب الناس للغناء فقدّم لهم الدين بطريقة موسيقية، غنى مسعود كورتيز أبياتاً للبوصيري من أجمل الأبيات: مولاي صلي وسلم دائماً أبداً على حبيبك خير الخلق كلهم محمد سيد الكونين والثقلين والفريقين من عرب ومن عجم لا أميل إلى الفتاوى المتساهلة أو حتى المتشددة والتي حرمت أو أطلقت إباحتها، ولكن علينا أن نحذر من المبالغة في إقامة المهرجانات للأناشيد الدينية حتى لا نصل إلى مرحلة «الله حي».
«سارة الدريس» اسم تداوله الكثيرُ من الأوساط الثقافية، وتناقلته الوسائط الإعلامية، وذلك بسبب أنها تناولت، أو علَّقت على ما تمتلئ به كتب الدين من موضوعات وعبارات وتعليقات تحتاج منَّا إعادة قراءة، وبالتالي إعادة صياغة الأحداث...
«إثر حادث أليم».. إنها العبارة الأكثر دموية وتداولاً في الواقع القطري اليوم، أصبحت رائحة الموت تزكم الأنوف، وتفتت القلوب، وتعلن انتصارها على كل أسباب الحياة، وذلك لأننا ما استطعنا أن نفكر، بل وربما فكرنا ولكننا...
السلوك المتطرف للإنسان يفسره الكثير من المحللين النفسيين أنه نتيجة الظروف القاهرة والتهميش الاجتماعي والضغط المادي والمعنوي الذي تعرض له الإنسان. لا شك أن هذا الكلام صحيح، وتؤيده الكثير من البراهين والأدلة التاريخية. ولكني أتساءل...
بطلها التاريخي إبليس، ولكنها أثبتت أنها أكثر الخطط على مر التاريخ إحكاماً وأطولها نفساً وأبعدها نظرة تجنح إلى الخبث والدهاء، وتنسج خيوطها حول فريستها بالغواية، وتبث سمها فيه بدعوى «إني لك ناصح أمين»، ولها رسلها...
إن من أعمق الفلسفات وأعقد الأفكار هي حقيقة الحياة والموت، وإن كانت هذه الفكرة تفوق تصوراتنا. وذلك لأنك تتعامل فيها مع العالم اللامرئي في تنظيم العالم المرئي، فكان أهم وسيط لتبسيط الفكرة أو بيان كل...
الفيلم العالمي للبطل الشهير كيفن كوستنر، والذي حصل على جوائز الأوسكار، يلخص فكرة ضابط أميركي كان يعتقد بوحشية الهنود الحمر، ولكنه ذهل عندما أجبرته الظروف أن يتعايش معهم، فوجدهم على نقيض ما كان يعرفه عنهم،...
يتناقل الناس عبر وسائل التواصل الاجتماعي وخاصة «الواتس آب» الكثير من المعلومات العلمية والفيديوهات التي تروج لفكرة ما أو محاضرة أو تعليق.... إلخ، والمشكلة الكبرى أن الناس بدؤوا يتداولون المعلومات دون تدقيق أو تمحيص، أو...
تفاجأت الأوساط المجتمعية كلها، أو ربما صدمت، عندما أعلن عن تلك المرأة قائداً لسرب الطائرات التي تقصف مقر الدولة الإسلامية (داعش) كما يقولون! العجب ليس من كونها امرأة، ولكن العجب كل العجب ممن عرضها لهذه...
المسلسل ذو الميزانية الضخمة التي تعدت إلى ملايين الدولارات، وهو يستعرض التاريخ المصري في عهد الخديوي إسماعيل، سليل أسرة محمد علي باشا، باني نهضة مصر الحديثة. لم أتابع المسلسل، ولكن ربما تسنى لي مشاهدة بعض...
الخليفة العثماني السلطان سليمان القانوني كان ينتظر من المسلمين على مر العصور أن يترحموا عليه، وذلك نظراً للخدمات الجليلة والفتوحات العظيمة التي تحققت للمسلمين في عصره، ربما عندما تقرأ عنه تعتقد أنك أمام رجل من...
في الأيام القليلة الماضية ودعت قطر رجلاً من أبرز رجالها، وقيمة عظيمة من أجمل قيمها، ونهراً من العطاء الذي لا ينضب، إنه الوجيه الكبير خالد بن عبدالله العطية، فقد كان رجلاً من رجالات الزمن الجميل...
ما عرفت البشرية رجلاً مثل الرسول محمد (عليه الصلاة والسلام)، ولا الطريقة التي كان يفكر بها، ولعلي أقول إن كل القادة العظام في العالم كانوا يتجهون إلى الحزم والتشدد في فرض سلطتهم وإراداتهم إلا الرسول...