


عدد المقالات 105
تعبر المعارضة بالمغرب عن رأيها على شاشة القناتين الأولى والثانية وعلى أمواج الإذاعة الوطنية وفي الصحف وفي الندوات، حول مشروع الدستور المعروض على الاستفتاء يوم فاتح يوليو القادم، منها من يدعو للمقاطعة ومنها من يدعو للتصويت عليه بـ «لا»، ومع ذلك تتكلم عن عدم تغير أي شيء في المغرب. تطالب المعارضة بالديمقراطية واحترام الرأي الآخر ولكنها تصف مخالفيها في الرأي -وهم الأغلبية- بأنهم «مخزنيون» فقط لأنهم اختاروا قول «نعم» لمشروع دستور 2011. تُزايد المعارضة على أحزاب وطنية أفنت عمرا في المعارضة والنضال الديمقراطي، وأسهمت فيما يعرفه المغرب من انفتاح ديمقراطي وسياسي وهامش معتبر من حرية الرأي والتعبير لا تخطئه العين الموضوعية. تمارس المعارضة الأقلية الوصاية على الناس، وتصور مخالفيها على أنهم قاصرون ليست لهم القدرة على التحليل، وتأخذ عليهم الاعتراف بوجود إيجابيات في مشروع دستور 2011 ووضعه المغرب على بوابة عهد جديد، وكانوا يودون لو لبس المغاربة مثلهم نظارات سوداء ليروا محيطهم أسود، ويغمضوها عن كل تقدم وتحسن وإذا رأوها قالوا إنه مجرد تزيين للواجهة و... غير هذا من الكلام الخشبي والمكرور منذ سنوات. وكانت هذه العدمية في موقف المعارضة مفهومة في عهد سابق لم يكن يسمح لها بالتعبير عن رأيها بالقنوات الرسمية والنقاشات العامة المتلفزة، أما اليوم فالأمر مختلف ومغاير، وبدا واضحا أن بعض مكوناتها تتمترس وراء مواقفها التي لا تتبدل رغم تبدل الواقع، لأنها عاجزة عن النزول للميدان والمنافسة الديمقراطية وإعادة النظر في قناعاتها. لا أحد قال إن المغرب قد تحول إلى جنة للديمقراطية، ولكن ليس من المعقول إنكار ما حصل من تقدم كبير يميزه في محيطه العربي والإسلامي، ويؤكد الاستثناء المغربي على حد تعبير الكاتب والروائي المغربي الطاهر بن جلون، ولا أحد قال إن مشروع دستور 2011 لبى كل طموحات المغاربة، ولكن ليس من المعقول إنكار التطور اللافت الذي حصل في الوثيقة الدستورية في عدد من الأبواب -وليس هذا مجال التفصيل فيه- وهو ما اعترف به محللون وأكاديميون ومتابعون من خارج المغرب. ولئن كانت المعارضة في المغرب ليست على قلب واحد، وتختلف بين معارضة من أجل المعارضة لأنها حرفة تاريخية لا تتطلب مجهودا كبيرا على المستوى السياسي والفكري والنضالي، ومعارضة إيديولوجية لا تربط التقدم والتطور بتحسن أوضاع المغاربة معنويا وماديا، بل بما يتحقق من الأهداف التي يسعون لها، من قبيل محاصرة الإسلام في المساجد وإقصائه من الحياة العامة، وجعل الأولوية للقوانين الدولية على القوانين الوطنية، والاحتكام للمرجعية الكونية بدل المرجعية الإسلامية، والدفاع عن الحريات الفردية من قبيل حرية المعتقد وحرية إفطار رمضان وبيع الخمور في أحياء المسلمين و... ولئن كان أغلبية المغاربة يعارضون تلك المساعي، فإن أصحابها يختارون في الغالب اللغة الحربائية للتغطية على نواياهم. باختصار، لقد كشف النقاش حول التعديلات الدستورية منذ ثلاثة أشهر وإلى اللحظات الأخيرة للمصادقة على مشروع دستور 2011 وعرضه على المغاربة ليقولوا رأيهم فيه، أن المغرب يعرف صراعا حقيقيا بين تيارين: الأول وطني إسلامي ديمقراطي يدعو لمحاربة الفساد بكل أنواعه ويدعو لتنمية وديمقراطية وإصلاح وحداثة لا تتعارض مع خصوصيات المغرب والمغاربة الحضارية كمسلمين، والثاني علماني يصف نفسه بالحداثي يريد ديمقراطية وحداثة تسلخ المغرب عن هويته وجلده بدعوى مواكبة العصر وكونية القيم. وما دام التعبير عن هذا الاختلاف يتم في إطار حضاري وديمقراطي، فهو أمر صحي شريطة الاحتكام لرأي المغاربة ووضوح المواقف، وهو ما يقتضي من الدعاة إلى مقاطعة مشروع الدستور أن يحددوا بدقة موقفهم، لأن المقاطعة لا توضح الصورة بالشكل المطلوب، فإما «نعم» لمشروع دستور 2011 وإما «لا»، لأن هذا التصويت الواضح سيكشف من هي الأغلبية ومن هي الأقلية. وأعتقد أن من اختاروا المقاطعة يعرفون جيدا أن قول «لا» سيظهر حجمهم وسيكشف أنهم أقلية في المجتمع المغربي، لأن الأحزاب السياسية المغربية الوازنة التي لا يمكن أن يزايد عليها أحد في نضالها قالت «نعم»، ولأن قوى المجتمع المدني الفاعلة في الواقع قالت «نعم»، ولذلك تحاشوا قول «لا» وفضلوا توزيع التهم الجاهزة على من يقول «نعم»، واختاروا موقف المقاطعة ليصوروا أنفسهم كما شاؤوا، ويقولوا إن الأغلبية لم تصوت، ولو كانوا يؤمنون بالديمقراطية حقا لاحتكموا لصناديق الاقتراع، وطالبوا باستفتاء ديمقراطي لتتضح الأغلبية من الأقلية. لكنهم لم يفعلوا لأنهم يعرفون أنهم أقلية.
«فيا ليت أمي لم تلدني، ويا ليتني مت قبل حدوثها وكنت نسياً منسياً»، هكذا تحدث المؤرخ ابن الأثير الجزري -بعد طول تردد- في كتابه «الكامل في التاريخ» من شدة صدمته من همجية التتار «المغول» وتنكيلهم...
بعد أيام يودعنا عام 2016 وقد سقطت حلب الشرقية في الهيمنة الروسية الإيرانية بعد تدميرها وتهجير أهلها، واحتكار الروس والإيرانيين والأتراك والأمريكان الملف السوري وتراجع كبير للدور والتأثير العربي يكاد يصل لدرجة الغياب في المرحلة...
قرأت بالصدفة -وليس بالاختيار- كتابا مترجما للأديب والمفكر الإسباني رفائيل سانشيت فرلوسيو بهذا العنوان «الآتي من الزمان أسوأ»، وهو عبارة عن مجموعة تأملات ومقالات كتبها قبل عقود عديدة. قال فرلوسيو في إحدى تأملاته بعنوان «ناقوس...
«الحب السائل» عنوان كتاب لزيجمونت باومان أحد علماء الاجتماع الذي اشتغل على نقد الحداثة الغربية باستخدام نظرية السيولة -إذا جاز تسميتها بالنظرية- والكتاب ضمن سلسلة كتب «الحداثة والهولوكست»، «الحداثة السائلة» و «الأزمنة السائلة»، «الخوف السائل»...
لم تتضح بعد تشكيلة الحكومة المغربية الجديدة رغم مرور قرابة شهرين من إعلان نتائج الانتخابات التشريعية بالمغرب فجر الثامن من أكتوبر الماضي وتكليف الملك محمد السادس الأمينَ العام لحزب العدالة والتنمية عبدالإله بنكيران بتشكيل الحكومة...
تعيش الأمة العربية والإسلامية أسوء أحوالها منذ الاجتياح المغولي لبغداد قبل أكثر من ثمانية قرون تقريبا، فهولاكو روسيا يواصل مع طيران نظام الأسد تدمير سوريا وتحديدا حلب بدون أدنى رحمة في ظل تفرج العالم على...
«من الواضح أن انتصار دونالد ترامب هو لبنة إضافية في ظهور عالم جديد يهدف لاستبدال النظام القديم» هكذا قالت أمس زعيمة اليمين المتطرف بفرنسا عن نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية. وظهر جليا أن تداعيات فوز ترامب...
رغم مضي قرابة شهر على إعلان نتائج الانتخابات التشريعية المغربية التي توجت حزب العدالة والتنمية (إسلامي) بالمرتبة الأولى بـ125 مقعداً، وتكليف الملك محمد السادس عبد الإله بنكيران الأمين العام للحزب المذكور بتشكيل الحكومة، لم تظهر...
ثمة حرب شرسة وخطيرة تجري، لكن من دون ضوضاء، لن تظهر كوارثها وخسائرها إلا بعد عقد أو عقدين من الزمن، وهي حرب التسطيح والضحالة الفكرية والثقافية، عبر استخدام غير رشيد للإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، وجعلهما...
تنتقد جهات غربية العرب والمسلمين بشكل عام، بأنهم لا يعرفون للديمقراطية سبيلا، وحتى صنيعة الغرب؛ الكيان الإسرائيلي يتبجح بأنه ديمقراطي، وقال رئيس وزرائه بنيامين نتنياهو قبل أيام في الاحتفال بمرور67 سنة على تأسيس (الكنيست): إنه...
شهور ويغادر باراك أوباما كرسي رئاسة الولايات المتحدة الأميركية دون أن يحقق وعوده للعالم الإسلامي، فالرجل كان مهموما بمصالح بلاده أولا وأخيرا. ومن أكبر الوعود التي أطلقها في خطابه بالبرلمان التركي في أبريل 2009، وخطابه...
خلق موضوع استقبال اللاجئين في الغرب نقاشات كبيرة، وخلافات عميقة، سواء داخل أوروبا أو الولايات المتحدة الأميركية، جعلتهم في تناقض مع المواثيق الدولية التي تنظم كيفية التعامل مع اللاجئين سبب الحروب والعنف. ورغم أن أزمة...