alsharq

ياسر سعد الدين

عدد المقالات 52

د. هدى النعيمي 26 أكتوبر 2025
صدى روايات خالد حسيني.. تردده الأجيال
مريم ياسين الحمادي 25 أكتوبر 2025
توجيهات القيادة
هند المهندي 26 أكتوبر 2025
ريادة قطرية في دبلوماسية السلام

المجلس الوطني السوري.. حتى لا تتبدد الآمال

27 نوفمبر 2011 , 12:00ص

جاءت ولادة المجلس الوطني السوري بعد مخاض عسير عقب طول انتظار، رافقته ضغوطات شعبية كبيرة من الناشطين على الأرض ومن أطراف عدة مشاركة للحراك ومناصرة له لحاجة الثورة لغطاء سياسي يتحدث باسمها ويدافع عنها في المحافل الدولية والعربية. ورغم أن أسلوب تشكيل المجلس والمفاوضات التي أفضت إليه أصابت كثيرين بإحباط من ناحية المحاصصة وحرص بعض الأطراف المبالغ فيه على الصعود سياسيا والحصول على الحصة الأكبر من النفوذ والحضور، غير أن ولادة المجلس لاقت ترحيبا كبيرا على مستوى الشعبي والنخبوي للحاجة الماسة له وللتخبط السياسي الذي سبقه والذي استمر عدة شهور. كما يحسب للمجلس الوطني انضمام جماعات معارضة له لها تاريخ وباع طويل في مقارعة دكتاتورية الأسد وشخصيات نشطة لها حضور في نفس الإطار وفي ساحات متنوعة، كما كان المجلس فرصة لشخصيات مغمورة لتجد لها مكان ضمن تحالفات وأسماء ظهرت فجأة خارج الوطن كنتاج للحراك الثوري على الأرض واستجابة له. اعترض البعض على طريقة اختيار الأسماء في المجلس وعدم وجود معايير واضحة وشفافة في هذه المسألة مما أدى لظهور شخصيات على وسائل الإعلام تنتمي للمجلس تفتقد الحضور الإعلامي وتفتقر للمفاهيم السياسية في حدها الأدنى لتمثل سياسيا ثورة من أعظم وأرقي وأنقى الثورات في العصر الحديث. ولغياب الشفافية والوضوح تسربت إشاعات عن وجود عنصر غير سوري بالمجلس باسم مستعار، كما لوحظ حضور العائلية السياسية في المجلس بطريقة عجيبة. وإذا كان من المفهوم أن لا يستطيع مجلس شكل في أوضاع صعبة في أجوائها وأوقاتها أن يلتزم ويحترم الأسس الديمقراطية، والتي قامت الثورة لأجل ترسيخها، فلا أقل من لا يناقضها وبشكل فاقع، فالمجلس والذي تشكل بأسلوب المحاصصة لم يدع أعضاؤه للاجتماع ولو مرة واحدة وتم تسمية أمانته العامة ومكتبه التنفيذي بطريقة فوقية وبأسلوب المحاصصة من جديد من غير عملية انتخابية ولو شكلية وكان ينبغي في أضعف الإيمان أن يكون لأعضائه دور في هذه التسمية حتى لو باقتراح عدة أسماء من التشكيلات التي دخلت في المجلس ليختار الأعضاء اسما من بين تلك الأسماء. كما أن مواقف المجلس عبر أعضاء مكتبه التنفيذي غير المنتخب شهدت تضاربا وتعارضا في بداياتها، وهو أمر قد يكون مفهوما، كما غاب عنها استراتيجية العمل وافتقدنا البعد الإنساني في نشاطات المجلس المعلنة –بحسب علمنا- على عمق النزيف والمعاناة الإنسانية للثورة وكان النشاط الملحوظ والواضح للمجلس في اللقاءات بالمسؤولين العرب والأجانب وهي أمور مهمة لكنها لا ينبغي لها أن تتفوق أو تنسي البعد الداخلي والحاجة الماسة لاستراتيجية واضحة في التعامل مع الثورة على الأرض والسعي لتطوير أدوات صراعها مع نظام دموي إجرامي. كل هذه الأمور سالفة الذكر يمكن تجاوزها واعتبارها حالة مؤقتة إذا ما قبل أعضاء المجلس ممن تصدوا وتصدروا للعمل خصوصا أعضاء الأمانة العامة والمكتب التنفيذي التعهد وبشكل صريح بعدم الدخول في المعترك السياسي في المرحلة الأولى بعد سقوط الأسد والاكتفاء بقيادة المرحلة الانتقالية والإشراف على العملية الانتخابية. فالتصدي للعمل السياسي والتقدم إليه خدمة للثوار وتأسيا بالتضحيات الكبيرة والتي يقدمها أهلنا في الداخل يعتبر وساما لمن يفعله، غير أن الطموح السياسي في الثورات النازفة –المشروع في الأوضاع الاعتيادية- يعد نقيصة وطعنا بمن يحمله إذا ما كان يعتبر دماء الشهداء وتضحياتهم سلما لمجد شخصي أو زعامة سياسية. هناك أيضا أمور عدة تجعل من شرط التعهد أمرا لازما وضمانة هامة لنجاح المسار السياسي للثورة منها: 1 - المنطق والعدالة تفترض فيمن يقود المرحلة الانتقالية عدم خوض المعترك السياسي، وهو يحوز أدوات سياسية وإعلامية امتلكها بفضل الثورة فيما تغيب تلك الأدوات عمن دفع ثمنا باهظا في الداخل في مواجهة الدكتاتورية، وقضى أوقاتا في غياهب السجون يواجه الموت ويجابه القمع. 2 - السياسي الذي يقود الفترة الانتقالية وبشكل مؤقت يتخذ مواقفه السياسية وتصريحاته لمصلحة الثورة خصوصا بتضحيته بطموحه السياسي، أما ذلك الذي يفكر في مستقبله السياسي فإن تصريحاته وتحركاته ترتبط بذلك المستقبل وإن كان في مؤشرات عقله الباطني. 3 - حين يلتقي السياسي مع الجهات الأجنبية والتي بطبيعة الحال تحاول أن تجد لها حلفاء وأصدقاء في نظام سياسي مستقبلي من خلال الأطروحات والمفاوضات، يقف التعهد حاجزا أمام أي محاولة لإقامة علاقات تحت الطاولة وبأي صيغة. 4 - قد يتلكأ المعارض والذي يطمح لمستقبل سياسي شخصي من اتخاذ مواقف وإن كانت في صالح الثورة خشية من إغضاب جهات دولية وعربية وخوفا على تأثير ذلك على حظوظه السياسية المستقبلية وفرصه في تلقي أشكال الدعم. المجلس الوطني واحد من نتاج ونتائج ثورة الحرية في سوريا والتي غيرت المشهد وأعادت رسم خريطة سياسية اعتقد كثيرون أنها محنطة، وغير قابلة للتعديل. على أعضائه الكرام أن يتعالوا، كما الثورة على الشخصنة والمحاصصة وأن يقدموا نموذجا في العطاء والتضحية معلنين وبشكل لا غموض ولا لبس أنهم ممن يخدمون الثورة لا ممن يستخدمونها وأنهم يتعهدون بأنهم لن يكونوا جزءا من المشهد السياسي السوري في مرحلته الأولى... عندها سيرى المراقبون أخطاءهم اجتهادات مخلصة وتكون خطواتهم محل دعم وإسناد حتى إن تعثرت.

واشنطن ودستور السيسي

لا يترك الغرب بشكل عام وواشنطن بشكل خاص حدثا سياسيا في المنطقة خصوصا ما يتعلق بالحريات والديمقراطية إلا وعلقوا عليه ليعطونا المواعظ والتوجيهات والدروس عن حقوق الإنسان واحترام العملية الديمقراطية والانتخابات وحكم الصندوق، غير أننا...

مؤتمر جنيف 2 ماذا يراد له ومنه؟

جاء الإعلان عن موعد جنيف 2 سوريا بعد يوم واحد من إتمام مراسم» نكاح المتعة» في جنيف إيران النووي، ما بين دولة الشر والشيطان الأكبر ومعه اللاعبون الدوليين الكبار. هل ثمة علاقة بين الأمرين؟ بشكل...

محاولات محمومة لإعادة تأهيل الأسد سياسياً

ثمة محاولات واضحة وفاضحة لإعادة تأهيل الأسد سياسياً والاعتراف بدوره ومكانته في المنطقة ضمن سياق جديد يطيح بالإسلاميين وبمبادئهم وثوابتهم خصوصاً فيما يتعلق بقضية فلسطين والقدس، ويعيد رسم خريطة المنطقة السياسي بدور رئيس لإسرائيل وبارز...

خطاب أوباما نموذج صارخ للازدواجية

في بدايات الثورة المصرية دعمت هيلاري كلينتون نظام مبارك في مواجهة نذر التغيير الشعبي بقولها إن نظامه مستقر، ثم ما لبثت واشنطن أن غيرت موقفها لتساير الثورة وتطلب من مبارك التنحي، منتهجة سياسة ركوب موجة...

الإخوان والمحنة الأكبر

في الأفق وفي مصر ومنها المنطلق، محنة للإخوان والإسلاميين لم يروا لها مثيلا في تاريخهم حتى ولا في عهد عبدالناصر حيث علقت المشانق وفتحت الزنازين لأبشع أنواع التعذيب الجسدي والنفسي وحتى الاستهزاء بالمعتقدات الإسلامية. في...

أيها السنة هذا بلاغ وبيان

تشتعل في المنطقة حروب طائفية أججتها واشنطن منذ دخولها للعراق, وتحريضها للشيعة, مع التزوير الكبير والذي تم في مسألة التعداد, وإظهار العرب السنة كأقلية في العراق, واعتبار صدام حاكما سنيا, رغم أن أكثر من 39...

على ماذا ولماذا يتنافس المعارضون؟

فيما تشتد المجازر ضراوة ووحشية، وتتضح أبعاد الصراع بدخول حزب حسن الضاحية بصفاقة ووقاحة على خط القتل والتدمير، وتبدي موسكو شراسة في مساندتها للقتل وحرب الإبادة بحق الشعب السوري، يتصارع المعارضون في اسطنبول، وتتكرر مأسأة...

تعليقات مختصرة على أحداث متسارعة

في الإسلام يباح أكل الميتة وشرب الخمر إنقاذا لروح بشرية حالة الاضطرار، فما بال أقوام يريدون باسم الإسلام إشعال الحرائق في مجتمعاتنا وسفك دماء الأبرياء وإثارة الفتن؟ • باسم تحرير فلسطين سلموا الجولان وحرسوا العدو،...

علامات استفهام دامية حول شهادة كارلا بونتي

موقف مستهجن بذاته وتوقيته الذي أعلنته السيدة بونتي لتقدم هدية جديدة لنظام الأسد مع هدايا متعددة من جهات غربية بين حين وآخر، إما تتحدث عن استبعاد التدخل العسكري أو حتمية الحل السياسي أو مبالغات في...

ضربات إسرائيل.. هل ثمة تنسيق مع الأسد؟؟

تتشارك قوات الأسد والاحتلال –كل على حدة- بضرب أهداف سورية وباستكمال تدمير البلد وتحطيم مقوماته، وإذا كانت الأهداف الإسرائيلية العسكرية والسياسية للضربات الأخيرة قابلة للتفسير من عدة زوايا مختلفة ورؤى متباينة، فإن قراءة المصالح المشتركة...

تعليقات موجزة في قضايا مؤلمة

* القاعدة: استخدمتها القوى العالمية للتدخل والعربدة والهيمنة، والأنظمة الشمولية للتحذير من التغيير، وإيران لضرب مشروع المقاومة في العراق والثورة في سوريا. * إسرائيل تعلن بصفاقة قصف هدف على أراض سوريا من لبنان؟ أين الممانعة؟...

الدم والنفط السوري.. والاتحاد الأوروبي!

الاتحاد الأوروبي والذي يشارك بشكل غير مباشر بإطالة الصراع في سوريا ويتحمل مسؤولية أخلاقية كبيرة في سفك الدماء فيها، إن كان من خلال حظره السلاح عن الضحية أو من خلال مسيرة تاريخية طويلة في دعم...