


عدد المقالات 52
لا يترك الغرب بشكل عام وواشنطن بشكل خاص حدثا سياسيا في المنطقة خصوصا ما يتعلق بالحريات والديمقراطية إلا وعلقوا عليه ليعطونا المواعظ والتوجيهات والدروس عن حقوق الإنسان واحترام العملية الديمقراطية والانتخابات وحكم الصندوق، غير أننا شاهدنا صمتا غريبا عما جرى في مصر من مهزلة الاستفتاء على دستور كتبته لجنة عينها الانقلابيون، لا من ناحية الشكل ولا المضمون ولا الأرقام المثيرة للشفقة والسخرية المرة، الصامتون صمت الأموات هم أنفسهم من استفزتهم خراطيم مياه تركية في التقسيم باسطنبول وأقلقهم استدعاء باسم يوسف للتحقيق في عهد مرسي بعد إساءاته الشخصية وغير الأخلاقية لرئيس البلاد في حينها. واشنطن هي على الأرجح مهندسة انقلاب السيسي بالتنسيق مع تل أبيب وأدواتها السياسية في المنطقة، وهي وإن كانت محكومة بمواقف إعلامية وسياسية في الغرب قد تعرضها للمساءلة والتشهير وبالتالي فهي لم تدعم الانقلاب بصراحة كما لم تدنه بوضوح حفاظا على مصداقيتها الزائفة ومكانتها في تقويم وتقييم الدول والأمم. انتقلت واشنطن والدول الغربية من القلق على الأوضاع في مصر بعد الانقلاب العسكري مباشرة إلى التشديد على سرعة ومصداقية مرحلة السيسي الانتقالية للانتقال إلى حكم ديمقراطي موهوم، وهي بالتالي تعترف بالانقلاب ونتائجه تحت ذريعة الأمر الواقع وعدم الانفصال عن الواقع. الإخراج الهزلي لدستور مجموعة الخمسين والتي شاركت بسرقة خيار الشعب المصري وأصواته في استحقاقات نزيهة ومتعددة بمرحلة ما قبل انقلاب السيسي إضافة لغياب مراقبة دولية أو محايدة لمهزلة الاستفتاء وضعت واشنطن وحلفاءها في موقف محرج، فهم إن امتدحوا مسرحية الاستفتاء وأثنوا عليها وضعوا مصداقيتهم في الهاوية أمام منافسيهم السياسيين في بلادهم وأمام إعلام يمتلك الحرية في الانتقاد والتعليق، وهم إن عبروا عن حقيقة الموقف نزعوا من حلفائهم السياسيين في مصر السيسي المصداقية وعروهم وأفسدوا عليهم عرسهم الديمقراطي الزائف، من هنا رأينا وزير الخارجية الأميركي جون كيري يعلق على نتائج الاستفتاء بشكل رمادي بلا لون ولا طعم ولا نكهة بعدما تجنب التعليق على مجريات الاستفتاء، ففي بيان صدر بعد يوم من إعلان نتائج مهزلة الاستفتاء قال كيري: «في الوقت الذي تمر فيه مصر بعملية انتقال سياسي، فإن الولايات المتحدة تدعو الحكومة المصرية المؤقتة إلى أن تطبق بالكامل الحقوق والحريات التي يضمنها الدستور الجديد للشعب المصري، والتقدم باتجاه المصالحة»، بلغة غير مباشرة وإن كانت واضحة فإن واشنطن تعترف بالاستفتاء المسرحي الهزيل وما نتج عنه!! غير أن كيري تجاوز الرمادية إلى صفاقة سياسية منقطعة النظير حين قال: «التجربة المصرية المضطربة في الديمقراطية، خلال السنوات الثلاث الماضية، أوضحت للجميع أن التصويت في الانتخابات ليس المحدد الوحيد للديمقراطية»، موضحا أن الأهم هي الخطوات التي تتبع عملية التصويت، هنا التصويت النزيه ما قبل الانقلاب ليس المحدد للديمقراطية بالنسبة لنا نحن العرب، فما هي محدداتها؟ أحذية العسكر ونهبهم للثروات واغتيالهم للثورات واعتدائهم على النساء والأطفال واقترافهم المجازر في رابعة النهار في النهضة ورابعة وغيرهما. كيري شدد في بيانه على أن الديمقراطية هي أكبر من أي استفتاء أو انتخابات، مشيراً إلى أنها تعني المساواة في الحقوق وتوفير الحماية بموجب القانون لجميع المصريين، بغض النظر عن جنسهم، أو دينهم، أو العرق، أو الانتماء السياسي، وقال: إن بلاده عبرت باستمرار عن قلقها الشديد، إزاء القيود المفروضة على حرية التجمع السلمي والتعبير في مصر، خاصة تلك التي سبقت الاستفتاء، وأضاف: «الولايات المتحدة تحث مرة أخرى جميع الأطراف على إدانة ومنع العنف والتحرك، نحو عملية سياسية شاملة، تقوم على سيادة القانون واحترام الحريات الأساسية لجميع المصريين». لاحظ الرمادية والازدواجية ودعم الانقلاب وإن كان بشكل غير مباشر ولكنه واضح وصريح، أليس من المعيب على الغرب وواشنطن أن يمتدحوا طوال عقود ما يسمى بديمقراطية إسرائيل ويعيروننا بدكتاتوريات هم صنعوها أو على أضعف الإيمان ساندوها ودعموها؟!!
جاء الإعلان عن موعد جنيف 2 سوريا بعد يوم واحد من إتمام مراسم» نكاح المتعة» في جنيف إيران النووي، ما بين دولة الشر والشيطان الأكبر ومعه اللاعبون الدوليين الكبار. هل ثمة علاقة بين الأمرين؟ بشكل...
ثمة محاولات واضحة وفاضحة لإعادة تأهيل الأسد سياسياً والاعتراف بدوره ومكانته في المنطقة ضمن سياق جديد يطيح بالإسلاميين وبمبادئهم وثوابتهم خصوصاً فيما يتعلق بقضية فلسطين والقدس، ويعيد رسم خريطة المنطقة السياسي بدور رئيس لإسرائيل وبارز...
في بدايات الثورة المصرية دعمت هيلاري كلينتون نظام مبارك في مواجهة نذر التغيير الشعبي بقولها إن نظامه مستقر، ثم ما لبثت واشنطن أن غيرت موقفها لتساير الثورة وتطلب من مبارك التنحي، منتهجة سياسة ركوب موجة...
في الأفق وفي مصر ومنها المنطلق، محنة للإخوان والإسلاميين لم يروا لها مثيلا في تاريخهم حتى ولا في عهد عبدالناصر حيث علقت المشانق وفتحت الزنازين لأبشع أنواع التعذيب الجسدي والنفسي وحتى الاستهزاء بالمعتقدات الإسلامية. في...
تشتعل في المنطقة حروب طائفية أججتها واشنطن منذ دخولها للعراق, وتحريضها للشيعة, مع التزوير الكبير والذي تم في مسألة التعداد, وإظهار العرب السنة كأقلية في العراق, واعتبار صدام حاكما سنيا, رغم أن أكثر من 39...
فيما تشتد المجازر ضراوة ووحشية، وتتضح أبعاد الصراع بدخول حزب حسن الضاحية بصفاقة ووقاحة على خط القتل والتدمير، وتبدي موسكو شراسة في مساندتها للقتل وحرب الإبادة بحق الشعب السوري، يتصارع المعارضون في اسطنبول، وتتكرر مأسأة...
في الإسلام يباح أكل الميتة وشرب الخمر إنقاذا لروح بشرية حالة الاضطرار، فما بال أقوام يريدون باسم الإسلام إشعال الحرائق في مجتمعاتنا وسفك دماء الأبرياء وإثارة الفتن؟ • باسم تحرير فلسطين سلموا الجولان وحرسوا العدو،...
موقف مستهجن بذاته وتوقيته الذي أعلنته السيدة بونتي لتقدم هدية جديدة لنظام الأسد مع هدايا متعددة من جهات غربية بين حين وآخر، إما تتحدث عن استبعاد التدخل العسكري أو حتمية الحل السياسي أو مبالغات في...
تتشارك قوات الأسد والاحتلال –كل على حدة- بضرب أهداف سورية وباستكمال تدمير البلد وتحطيم مقوماته، وإذا كانت الأهداف الإسرائيلية العسكرية والسياسية للضربات الأخيرة قابلة للتفسير من عدة زوايا مختلفة ورؤى متباينة، فإن قراءة المصالح المشتركة...
* القاعدة: استخدمتها القوى العالمية للتدخل والعربدة والهيمنة، والأنظمة الشمولية للتحذير من التغيير، وإيران لضرب مشروع المقاومة في العراق والثورة في سوريا. * إسرائيل تعلن بصفاقة قصف هدف على أراض سوريا من لبنان؟ أين الممانعة؟...
الاتحاد الأوروبي والذي يشارك بشكل غير مباشر بإطالة الصراع في سوريا ويتحمل مسؤولية أخلاقية كبيرة في سفك الدماء فيها، إن كان من خلال حظره السلاح عن الضحية أو من خلال مسيرة تاريخية طويلة في دعم...
• بدا بشار الأسد في مقابلته مع القناة التركية متعباً ومرهقاً وكأنه تقدم عقداً في العمر، حرك يديه وأصابعه بتوتر وتلفظ بألفاظ نابية بحق أردوغان وأوغلو. • الدكتاتور الأسد يتحدث عن شعبية أردوغان ويشكك فيها...