


عدد المقالات 105
كاد النسيان يطوي القضية الفلسطينية على المستوى الدولي، وانفرد الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني بالفلسطينيين سواء في غزة أو القدس وواصل الاستيطان وسياسة الترحيل وغير ذلك، مستغلا انشغال العالم العربي والإسلامي بمآلات دول الربيع العربي خاصة ما جرى في مصر من انقلاب عسكري دموي على الإرادة الشعبية، وفتح السجون للمعارضين، وما زال يجري بها من قهر للحريات وحقوق الإنسان وغير ذلك مما يطول ذكره والتفصيل فيه، مع صمت دولي خاصة من العالم الذي يصف نفسه بالحر وصل لدرجة التواطؤ. استغل الاحتلال الإسرائيلي انشغال العالم العربي والإسلامي بالمكر والمؤامرات -التي كان طرفاً فيها خاصة بمصر- للعودة بدول الربيع العربي للوراء والانقلاب على إرادة الشعوب سواء في اليمن أو ليبيا أو تونس، وواصل مخططه الصهيوني بدعم غربي غير خفي. ورغم أن الإدارة الأميركية حاولت قبل أشهر ومن باب تحسين صورتها في العالم العربي، تحريك مياه راكدة وإعادة الروح لمفاوضات عقيمة بين الاحتلال الإسرائيلي وسلطة عباس أبومازن، لكنها فشلت لأن الاحتلال اعتقد أنه مع العبث الذي طال الربيع العربي والسعي لتحويله لخريف، واكتسابه لحليف وداعم تولى رئاسة مصر، سيتقدم في مخططه الصهيوني أكثر من خلال السعي للقضاء على قطاع غزة والمقاومة، خاصة لما رأى «إعلاميين» عرب يتهجمون على غزة والفلسطينيين أكثر من الصهاينة. ولأجل ذلك استغل الاحتلال الإسرائيلي حادثة اختطاف مقتل ثلاثة مستوطنين لإعـلان الحرب على قطاع غزة بدعوى أن المقاومة من فعلت ذلـك، وقامت حكومته بحملة دعائية كبيرة في الداخل والخارج لتبرر إطلاق حملة عسكرية عدوانية ثالثة على القطاع بعنوان «الجرف الصامت». لكن بسالة المقاومة وصمودها وإصرارها على تحقيق مطالبها رغم فداحة الخسائر البشرية (الشهداء) والمادية في البنى التحتية، جعلت مخطط الاحتلال ينقلب عليه وكانت نتائج عدوانه الوحشي على غزة عكسية تماماً يمكن إجمالها وبتلخيص فيما يلي: - إعــادة الحياة للقضية الفلسطينية واستعادة زخمها بعدما كــادت مسرحية المفاوضات العبثية والعقيمة تقتلها في نفوس الشعوب العربية وكل أحرار العالم. وفي هذا السياق تكتسي مبادرة ثمانية قنوات فضائية لبنانية متصارعة سياسياً وإعلامياً و «طائفياً» إلى تقديم نشرة موحدة بشعار «فلسطين لست وحدك» دلالة مهمة. - انكشاف أكثر للوجه القبيح للاحتلال أمام الشعوب الغربية، خاصة بعدما كشف تقرير بعنوان «الهجوم الإسرائيلي على غزّة: انتقام أم خطة مسبوقة؟» ضمن حلقة في برنامج «المجلة الدولية» على قناة «تــســي.دي.أف» الألمانية (ZDF)، أن حكومة الاحتلال قدمت رواية مخدومة غير حقيقية عن حادثة اختطاف ومقتل المستوطنين الثلاثة شمال الخليل في نهاية يونيو الماضي، ولم تقدم أي دليل على اتهاماتها وكل ذلك لتبرير عدوانها الجديد على الفلسطينيين، بعدما هيأت شعب الاحتلال لذلك حيث قال أحدهم في التقرير المذكور «لقد جرى قتل يهود هنا، لماذا لا يقوم رئيس وزرائنا بتسوية غزّة بالأرض! أنا فعلا غاضب جداً». - دفعت الفصائل الفلسطينية للوحدة أكثر، وجعلت رئيس السلطة الفلسطينية عباس أبو مازن يغير خطابه ويقول: إن مطالب غزة بوقف العدوان ورفع الحصار بكل أشكاله هي مطالب الشعب الفلسطيني بـأسـره، وجعلت منظمة التحرير الفلسطينية فتح تصدر بياناً تشيد بـ «المقاومة الباسلة ضد جيش الاحتلال الذي يرتكب المذابح والجرائم المتواصلة، وإن فلسطين بأسرها داخل الوطن وخارجه يقف بصلابة جنباً إلى جنب مع غزة هاشم وشعبها المقدام الذي ينزف في كل ساعة دفاعاً عن الوطن الفلسطيني وحقوق الشعب والمشروع الوطني الفلسطيني». - إن الاحتلال الإسرائيلي ودولته بات بفعل المقاومة محاصراً يسعى بطريقة غير مباشرة في اتجاه هدنة، فضلا عن اتساع دائرة عزلته والنفور منه وسط الشعوب الغربية التي يعد الإعلام الموجّه قادراً على تغطية الوجه القبيح الوحشي للاحتلال، وترجم ذلك بوضوح في التظاهرات التي خرجت في جل الدول الغربية. باختصار لقد تحول الجرف الصامت إلى جرف هارٍ ، وتكسر الطغيان الصهيوني على صخرة صمود أهل غزة والشعب الفلسطيني ومقاومته، وهذه بداية الطريق لخلق شروط مفاوضات حقيقية لسلام حقيقي.
«فيا ليت أمي لم تلدني، ويا ليتني مت قبل حدوثها وكنت نسياً منسياً»، هكذا تحدث المؤرخ ابن الأثير الجزري -بعد طول تردد- في كتابه «الكامل في التاريخ» من شدة صدمته من همجية التتار «المغول» وتنكيلهم...
بعد أيام يودعنا عام 2016 وقد سقطت حلب الشرقية في الهيمنة الروسية الإيرانية بعد تدميرها وتهجير أهلها، واحتكار الروس والإيرانيين والأتراك والأمريكان الملف السوري وتراجع كبير للدور والتأثير العربي يكاد يصل لدرجة الغياب في المرحلة...
قرأت بالصدفة -وليس بالاختيار- كتابا مترجما للأديب والمفكر الإسباني رفائيل سانشيت فرلوسيو بهذا العنوان «الآتي من الزمان أسوأ»، وهو عبارة عن مجموعة تأملات ومقالات كتبها قبل عقود عديدة. قال فرلوسيو في إحدى تأملاته بعنوان «ناقوس...
«الحب السائل» عنوان كتاب لزيجمونت باومان أحد علماء الاجتماع الذي اشتغل على نقد الحداثة الغربية باستخدام نظرية السيولة -إذا جاز تسميتها بالنظرية- والكتاب ضمن سلسلة كتب «الحداثة والهولوكست»، «الحداثة السائلة» و «الأزمنة السائلة»، «الخوف السائل»...
لم تتضح بعد تشكيلة الحكومة المغربية الجديدة رغم مرور قرابة شهرين من إعلان نتائج الانتخابات التشريعية بالمغرب فجر الثامن من أكتوبر الماضي وتكليف الملك محمد السادس الأمينَ العام لحزب العدالة والتنمية عبدالإله بنكيران بتشكيل الحكومة...
تعيش الأمة العربية والإسلامية أسوء أحوالها منذ الاجتياح المغولي لبغداد قبل أكثر من ثمانية قرون تقريبا، فهولاكو روسيا يواصل مع طيران نظام الأسد تدمير سوريا وتحديدا حلب بدون أدنى رحمة في ظل تفرج العالم على...
«من الواضح أن انتصار دونالد ترامب هو لبنة إضافية في ظهور عالم جديد يهدف لاستبدال النظام القديم» هكذا قالت أمس زعيمة اليمين المتطرف بفرنسا عن نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية. وظهر جليا أن تداعيات فوز ترامب...
رغم مضي قرابة شهر على إعلان نتائج الانتخابات التشريعية المغربية التي توجت حزب العدالة والتنمية (إسلامي) بالمرتبة الأولى بـ125 مقعداً، وتكليف الملك محمد السادس عبد الإله بنكيران الأمين العام للحزب المذكور بتشكيل الحكومة، لم تظهر...
ثمة حرب شرسة وخطيرة تجري، لكن من دون ضوضاء، لن تظهر كوارثها وخسائرها إلا بعد عقد أو عقدين من الزمن، وهي حرب التسطيح والضحالة الفكرية والثقافية، عبر استخدام غير رشيد للإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، وجعلهما...
تنتقد جهات غربية العرب والمسلمين بشكل عام، بأنهم لا يعرفون للديمقراطية سبيلا، وحتى صنيعة الغرب؛ الكيان الإسرائيلي يتبجح بأنه ديمقراطي، وقال رئيس وزرائه بنيامين نتنياهو قبل أيام في الاحتفال بمرور67 سنة على تأسيس (الكنيست): إنه...
شهور ويغادر باراك أوباما كرسي رئاسة الولايات المتحدة الأميركية دون أن يحقق وعوده للعالم الإسلامي، فالرجل كان مهموما بمصالح بلاده أولا وأخيرا. ومن أكبر الوعود التي أطلقها في خطابه بالبرلمان التركي في أبريل 2009، وخطابه...
خلق موضوع استقبال اللاجئين في الغرب نقاشات كبيرة، وخلافات عميقة، سواء داخل أوروبا أو الولايات المتحدة الأميركية، جعلتهم في تناقض مع المواثيق الدولية التي تنظم كيفية التعامل مع اللاجئين سبب الحروب والعنف. ورغم أن أزمة...