عيون على قناة السويس

اليوم أرض الكنانة قطعة لحم بين أنياب الذئاب. كلّ عيون الذئاب تراقب بحذر أحداث مصر واقتصادها وسياستها، كل أفواه الذئاب متعطشة لاقتصاد مصر، وتتمنى أن تبسط نفوذها في إقليم المنطقة النشطة بالتجارة. بعض الدول الطامعة تسعى بكل ما تستطيع من قوة أن تهيمنَ على مصر. ألم نتساءل ما هو الكنز الثمين الذي تمتلكه مصر؟ ألم نتساءل لماذا بعض الذئاب تسعى إلى الآن أن تقمع الثورات في مصر؟ ولماذا بعض الذئاب الدكتاتورية لم يعجبها اختيار الثوار للرئيس مرسي؟ كل تلك الأسئلة تتمحور حول سياسة مصر القوية واقتصادها الثمين. تعلمون كل اقتصاد في العالم يتعرض للخسارة أو الربح، ورغم كل ذلك مصر تمتلك قوة اقتصادية لا تتزلزل، يبلغ إجمالي الإيرادات بسبب هذا المشروع الاقتصادي الهائل المليارات بل البليون. هل تعجبتم؟ وبدأتم تفكرون كيف لهذه الدولة الغنية أن يكون شعبها أغلبيته تحت خط الفقر. أم الدنيا بين ثناياها الألماس النقي الصافي كالماء الذي يعبر بين قناة السويس؟! نعم إن قناة السويس هي الممر المائي الذي تم تشيده منذ القرن الثامن عشر، وتأتي أهميته ضمن تسهيل عبور الملاحة البحرية التي تأتي من الشرق ومن الغرب. وكل سفينة تعبر هذه القناة تدفع ما يقارب الملايين لحمولتها ولعبورها. هنيئاً لبطون ذئاب مصر هذا الكنز الذي أنتج عن ارتفاع نسبة البطالة والفقر والمفترض العكس وللأسف. وماذا لو تم إغلاق القناة؟ بالطبع ستخسر مصر وستضرر التجارة البحرية التي ستجبر للعبور عبر رأس الرجاء الصالح، وبالإضافة إلى أن قراصنة البحار ينتشرون على تلك السواحل الإفريقية. بسبب قناة السويس تعرضت مصر للعديد من الحروب ونهب ثرواتها واستغلال مواردها ووقعت في فخ الاستعمار البريطاني. إن موقع قناة السويس الاستراتيجي في وسط القارات المتصلة بالبحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط يشكل حلقة وصل بين قارة أوروبا وقارة آسيا. إذاً بعض الذئاب من البلدان المجاورة يحاول أن يستثمر في قناة السويس بشتى الطرق. أما مصر عسكرياً في عيون الذئاب، فهي قوة عسكرية ويُعد جيشها من أقوى جيوش الوطن العربي. ولهذا يشكل لهم الرهبة الفظيعة، وخاصة إسرائيل، حيث تعتبرها جارة، إذ كان الرئيس صديقها ويوافق على مطالبها السياسية. نرى قبل الإطاحة بالرئيس الشرعي مرسي لم يكن صديقاً ودوداً لليهود، ولقد كانت من أهم إنجازاته: فتح معبر رفح الذي يربط بين حدود فلسطين البرية ومصر لتصل القوافل الإغاثية لأهالي غزة المستضعفين. لهذا مكروا وذاعت الإشاعات بتفسير هذا الإنجاز بأن مرسي يتخابر مع حركة حماس. ولهذا السبب نرى أن الذئاب تهتم بالسياسة المصرية، ومن سوف يتولى زمام الأمور وكرسي الحكم!! ولهذا تلهث وتصول في الشوارع المصرية، وتحاول أن تخمد ثورة الأحرار المشتعلة بالطريقة القمعية، وتجول في ميادين القصور، وتقلب الأوراق لصالحها، ترمي أصوات الشعب التي ساهمت بالانتخابات، ويُنصب الرئيس الذي ينصاع لأوامر الذئاب، ويطاع وينفذ ما يخدم مصالحهم على كافة الأصعدة. إلى اليوم الدستور المصري يُطبق حسب أهواء الذئاب الدكتاتورية اللاإنسانية. ودليل واقعي ما تم بثه بتبرئة قاتل المتظاهرين الرئيس المخلوع، والسماح له بالدفاع عن نفسه، والحكم بالسجن على الرئيس الشرعي وإدانته، وجعل قفص المحاكمة محاطاً بالزجاج لا يُسمع صوت الرئيس الشرعي!! ومضة انهض يا شعب مصر الأبي ستعيش مُعززاً بحقوقك وكرامتك إن لم تتخل عن ثورتك السلمية ومطالبك. قمُ ولبِّ نداء الأحرار واتبع ما قام به جمال عبدالناصر حرّر الأرض من الطغاة استعد الأمجاد واجعل مصر تعتلي عرش العزّ والكرامة كما كانت وأضل من ذي قبل.