alsharq

عايض القحطاني

عدد المقالات 19

الوقت: حجة لك أو عليك

25 يوليو 2012 , 12:00ص

للوقت أهمية كبيرة في حياة الفرد والجماعة على حد سواء، وقد عرفه الفيروز آبادي بأنه: «المقدار من الدهر»، وهو بهذا يشير إلى أن الوقت هو ذلك الكم المنقطع من الزمن، سواء كان هذا الكم قصيرا أو طويلا. ونظرا للأهمية البالغة التي يمثلها هذا العنصر من عناصر وجودنا، فقد أولته نصوص الكتاب العزيز والسنة المطهرة عناية خاصة من حيث إبراز مكانته والتنبيه إلى قيمته، ومن ذلك قوله تعالى: (وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ). وقوله جل وعلا: (وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ).(27) سورة فاطر. فهؤلاء ظلموا أنفسهم عندما فرطوا وأهملوا في هذه النعمة التي أنعم الله بها عليهم, وهي أن أمهلهم وقتا طويلا يكفيهم ليصلحوا من شؤونهم بفعل الطاعات والقربات، ولكنهم حولوا هذه النعمة إلى نقمة بهذا التفريط، وصيروها وبالا عليهم بذلك الإهمال. من جهتها تتابعت التنبيهات النبوية مؤكدة على ما للوقت من أهمية، ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: (لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيما أفناه...) الحديث. رواه الترمذي وصححه. وقوله صلى الله عليه وسلم: (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ). قال الطيبي رحمه الله: «ضرب النبي صلى الله عليه وسلم للمكلف مثلا بالتاجر الذي له رأسمال، فهو يبتغي الربح مع سلامة رأس المال، فطريقه في ذلك أن يتحرى فيمن يعامله ويلزم الصدق والحذق لئلا يغبن. فالصحة والفراغ رأس المال، وينبغي له أن يعامل الله بالإيمان ومجاهدة النفس ليربح خيري الدنيا والآخرة». ويقول ابن الجوزي رحمه الله: «من استعمل فراغه وصحته في طاعة الله فهو المغبوط، ومن استعملها في معصية الله فهو المغبون». وثمة بون شاسع وفرق كبير -إخوتي- بين الرابح الذي تكبره أنفس وأعين من حوله، والخاسر الذي ينفض الناس عنه ولا يأبهون به. ولا يخفاكم -قرائي الكرام- أننا على موعد مع وقت شريف ومدة مليئة بمنن الله ومنحه، ألا وهو شهر رمضان. فالبدار البدار إلى اهتبال هذه الفرصة، والإفادة من تلك المدة. ولقد طبق مفهوم أهمية الوقت في صدر الإسلام. ومن ذلك: ذكر الطبراني في الجامع الكبير: عن عمارة بن خزيمة بن ثابت قال سمعت عمر بن الخطاب يقول لأبي: ما يمنعك أن تغرس أرضك؟ فقال له أبي: أنا شيخ كبير أموت غدا فقال له عمر: أعزم عليك لتغرسنها. فقال عمارة: فلقد رأيت عمر بن الخطاب يغرسها بيده مع أبي، وقال ابن عبدالبر في جامع بيان العلم: عن نعيم بن حماد قال: قيل لابن مبارك: «إلى متى تتطلب العلم؟ قال: حتى الممات إن شاء الله»، وقال سيدنا عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: «إني لأمقت الرجل أن أراه فارغا ليس في شيء من عمل الدنيا ولا عمل الآخرة». وروي أن أبا الدرداء رضي الله عنه وقف ذات يوم أمام الكعبة ثم قال لأصحابه: «أليس إذا أراد أحدكم سفرا يستعد له بزاد؟ قالوا: نعم. قال: فسفر الآخرة أبعد مما تسافرون! فقالوا: دلنا على زاده؟ فقال: «حجوا حجة لعظائم الأمور, وصلوا ركعتين في ظلمة الليل لوحشة القبور, وصوموا يوما شديدا حره لطول يوم نشوره»، ويقول عبدالرحمن ابن الأمام أبي حاتم الرازي «ربما كان يأكل وأقرأ عليه ويمشي وأقرأ عليه ويدخل الخلاء وأقرأ عليه ويدخل البيت في طلب شيء وأقرأ عليه» فكانت ثمرة هذا المجهود وهذا الحرص على استغلال الوقت كتاب الجرح والتعديل في تسعة مجلدات, وكتاب التفسير في مجلدات عدة, وكتاب السند في ألف جزء. وتدبر أخي المسلم معي ما قاله هذا الحكيم «من أمضى يوما من عمره في غير حق قضاه, أو فرض أداه, أو مجد أثله, أو حمد حصله, أو خير أسسه, أو علم اقتبسه فقد عقَّ يومَه وظلم نفسَه». لذلك علينا أن نستغل الأوقات وأن نجعل حياتنا كلها لله فلا نضيع من أوقاتنا ما نتحسر عليه يوم القيامة فالوقت سريع الانقضاء فهو يمر مر السحاب وفي ذلك قيل: مرت سنين بالوصال وبالهنا *** فكأنها من قصرها أيام ثم انثنت أيام هجر بعدها *** فكأنها من طولها أعوام ثم انقضت تلك السنون وأهلها *** فكأنها وكأنهم أحلام فلتحسن أخي المسلم استغلال وقتك فيما يعود عليك وعلى أمتك بالنفع في الدنيا والآخرة, فما أحوج الأمة إلى رجال ونساء يعرفون قيمة الوقت ويطبقون ذلك في الحياة. وفق الله الجميع إلى ما يحب ويرضى.

سهم الإيمان في رمضان

رمضان فرصة مناسبة للصادقين في التغيير، ووقت لن تجد أفضل منه للإصلاح، وأول إصلاح وتغيير لمن يرومه هو إصلاح الذات والنفس، فرمضان يعلمنا أن في نفوسنا قدرة وقوة، لا تقف في وجهها صعاب، ولا تعوقها...

السنن المنسية

إن من السنن التي ينبغي تذكير الناس بها وتعليمهم إياها، إنما هي ما كان من السنن المدروسة التي أصبحت عند كثير من الناس نسياً منسياً، وكأنما رسولنا صلى الله عليه وسلم لم يكن يعلمها الناس...

زينة الصدق

مما لا شك فيه أن أعظم زينة يتزين بها المرء في حياته بعد الإيمان بالله هي زينة ‏الصدق، فالصدق أساس الإيمان كما إن الكذب أساس النفاق، فلا يجتمع كذب وإيمان ‏إلا وأحدهما يحارب الآخر. ‏الصدق...

الهوية الإسلامية

إن الهوية الثقافية والحضارية لأمة من الأمم هي القدر الثابت والجوهر المشترك من السمات والقسمات العامة التي تميز حضارة هذه الأمة عن غيرها من الحضارات، والتي تجعل للشخصية طابعاً تتميز به عن الشخصيات الأخرى. وفي...

خطتك في رمضان

ها هو الشهر الكريم يطل علينا من جديد إطلالة المحب الحاني على محبيه الأوفياء بعد ما طال اشتياقهم إليه وعظمت لهفتهم عليه، وكيف لا تكتنفهم هذه المشاعر وتلك الأحاسيس وهم يعلمون أن رمضان هو شهر...

المصالح والمفاسد

جاءت الشريعة الإسلامية الغراء ساعية في مصالح العباد ومنافعهم، ودرء المفاسد والأضرار عنهم، وهذا الشيء يعلمه كل من له أدنى مطالعة لأصلي التشريع في الإسلام (الكتاب والسنة)، فالله جل وعلا يحب المحسنين ويبغض المسيئين والمفسدين،...

رمضان واغتنام الفرصة

رمضان فرصة مناسبة للصادقين في التغيير، ووقت لن تجد أفضل منه للإصلاح، وأول إصلاح وتغيير لمن يرومه هو إصلاح الذات والنفس، فرمضان يعلمنا أن في نفوسنا قدرة وقوة، لا تقف في وجهها صعاب، ولا يعوقها...

رجل المواقف.. مشاعر بين يدي تبرعات سمو الأمير للشعب السوري

تستمر الأحداث داخل الوطن العربي، وتتوالى التطورات ضمن مسيرة طويلة اختارتها الشعوب العربية لنفسها، رغبة منها في تحقيق الكرامة الآدمية والعدالة الاجتماعية، وأمام هذا التحول الاستراتيجي فإن دولة قطر بقيادة أميرها المفدى اختارت أن تصطف...

فلنكن كذلك إذاً

لقد أثرى الإسلام حياة الناس بمصطلحات ومفاهيم وخلال ساميات كريمات كان لها بالغ الأثر في اعتدال البشرية جمعاء، نهجاً جديداً ونظاماً فريدا يدعم مسيرتهم ويحفظ هويتهم، وهذه المصطلحات والمفاهيم وتلك الخلال منها ما كان قائما...

المصالح والمفاسد

جاءت الشريعة الإسلامية الغراء ساعية في مصالح العباد ومنافعهم ودرء المفاسد والأضرار عنهم، وهذا الشيء يعلمه كل من له أدنى مطالعة لأصلي التشريع في الإسلام، الكتاب والسنة، فالله –جل وعلا– يحب المحسنين ويبغض المسيئين والمفسدين،...

معاً لإعفاف الشباب

هناك مشكلة في العالم الإسلامي هي مشكلة زواج الشباب, فالشباب قنبلة موقوتة، فإما أن نرعاه ونحقق طموحه وفق منهج الله، فيسلم هو ونسلم نحن معه وإما أن نهمله ونتغافل عن تلبية وتحقيق تلك الطموحات له،...

دورنا في نصرة المسجد الأقصى

إن المسجد الأقصى المبارك بصفة خاصة ومدينة القدس بصفة عامة في التصور الإسلامي صورة سامية المكانة عالية المنزلة عزيزة الحمى، الأمر الذي يستوجب على المسلمين جميعا الغيرة عليها من أن يدنسها اليهود والذود عنها من...