


عدد المقالات 65
نهاية مخيبة تلك التي آلت إليها ثورة اليمن السعيد، فبعد عام من الاحتجاجات السلمية والتضحيات الجسيمة تبخرت أحلام الديمقراطية والتغيير ومكافحة الفساد. لقد أذعنت الأطراف السياسية المحلية والإقليمية والدولية على حد السواء لإرادة ومراوغة الرئيس علي عبدالله صالح، فأجهضت ثورة برهنت على تحضرها وجدارتها بصنع التغيير السلمي، رغم مناخ القبيلة والطائفة والإرهاب. للأسف لم ينجز أي شيء يذكر في اليمن، فحتى الانتخابات الرئاسية كانت عبارة عن استفتاء على نائب الرئيس الذي تقدم للمنصب وحيداً. وكأنّ الثورة أعادت اليمن قرناً إلى الوراء، حيث كانت المنافسة متاحة على منصب الرئيس على الأقل من الناحية الشكلية. غير صحيح أن الثورة أطاحت بعلي عبدالله صالح، ما دام المنصب آل إلى نائبه ورفيقه المخلص. بالعودة إلى تاريخ عبدربه منصور هادي، نجد أنه كان أحد قادة الجيش في عهد صالح وتولى منصب وزير الدفاع وأمانة الحزب الحاكم، قبل أن يعين نائباً للرئيس. ليس هناك من شخص يمكن الوثوق فيه في تمييع الثورة وصيانة مصالح صالح سوى هادي، الذي رفض طيلة الفترة الماضية الاعتراف بشرعية مطالب المحتجين. طبعاً من المهم تفادي التصعيد وإراقة الدماء، ولكن ليس من خلال خطف طموح الشعب وتحطيم أحلامه. إن الشباب اليمني لم يقدم الشهداء ولم يعتصم مئات الأيام من أجل تبادل الأدوار بين الرئيس ونائبه. وليس من المقنع التذرع بأهمية التدرج في التغيير في اليمن بالذات، لأن الفكرة تنطوي على وصاية لا مبرر لها إزاء شعب كامل الرشد. كذلك لا يمكن الوثوق أصلاً في أن التغيير سيحصل لأن وعود الإصلاح كثيراً ما تخلف في العالم العربي. بدأت إذن مرحلة إجهاض الثورات، عبر حلول شكلية تزيح الرأس وتبقي كامل الجسد العفن في قمرة القيادة، فالتغيير الذي لا يطال طبيعة النظام وأهم المتنفذين فيه هو محض انقلاب فقط وإن أخذ منحى سلمياً. كل الانقلابات التي حصلت في المنطقة كانت تبشر بالتغيير والديمقراطية مع التدرج، لكن ما حصل هو تكريس الاستبداد وتوريث السلطة، ما يعني أن العقلية العربية شبت وشابت على الاستبداد ولا يمكن إصلاحها إلا بالثورة. ولعل من المهم التنبه إلى أن الحديث عن خصوصية اليمن وأهمية تجنب انزلاقه نحو الفشل ليس هو الدافع إلى إجهاض ثورته والجنوح إلى الصفقات والتسويات، بدليل أن هذا الحل الشكلي يراد له أن يتحقق في سوريا أيضاً. ما الفائدة من رحيل الأسد وبقاء فاروق الشرع الذي صنع على عين والده؟ القوى الإقليمية والدولية إذن استوعبت الصدمة الثورية، وبدأت تمسك بمجريات الأحداث وتوجيهها. إن الثورة -أي ثورة- لا تهدف للإطاحة بشخص الرأس بقدر ما تسعى للقطيعة مع عهد الفساد والاستبداد. هذا العهد الذي لا يتصور أفوله في ظل بقاء نواب الرؤساء وضمان إفلات المجرمين من العقاب. لقد فاجأ اليمنيون العالم بتجاوز عصر القبيلة الحالي واستحضار تاريخ مدنيتهم الضاربة في الجذور. ومن الوارد، بل من الواجب عليهم صيانة ثورتهم من العبث. لقد قال المصريون: لا لمبارك ولا لسليمان. وليس الشباب اليمني بعاجز عن رفض صالح ونائبه والعودة إلى الميادين والساحات لأن أي شيء من مطالبه لم يتحقق. إنّ حصول التغيير الجذري في كل من مصر وتونس يعود لأن الثورة لم تختطف من قبل المتسيسين من معارضي النظام الذين يبحثون عن مصالح وبإمكانهم التنازل عن كل شيء. ولعل هذه الحقيقة تستدعي من السوريين التنبه إلى أن المجلس الوطني هو الآخر مستعد للتفريط في الثورة وقبول حلول جزئية يرضي العرب ويزكيها الغرب.
حكومة رجب طيب أردوغان فوضها البرلمان التركي بأغلبية كبيرة لتحريك الجيش «للدفاع عن نفسه ضد الهجمات الموجهة إلى بلدنا من قبل مجموعات إرهابية في سوريا والعراق». والبرلمان البريطاني أذن لديفيد كاميرون في شن غارات جوية...
رغبة مختلف الفاعلين الدوليين والإقليميين في الاستفادة من التنظيمات المسلحة في سوريا والعراق كانت وراء نموها وتعاظم قوتها.. عول عليها الغرب في إيجاد ذريعة لمواصلة تكريس نفوذه بالمنطقة ورعى النظام السوري نشأتها لاستثمارها سياسيا في...
عندما سألت وزير خارجية البرازيل السابق سيلسو أموريوم قبل ثلاثة أعوام عما إذا كان نظراؤه العرب قد سعوا للاستفادة من تجربة بلاده الديمقراطية ونجاحها في الفصل بين السلطات والتخلص من إرث الاستبداد، أجاب بأن أياً...
قبل كل شيء، نستنكر قتل الأميركيين في بنغازي ومهاجمة سفاراتهم في معظم دول العالم الإسلامي. ولأعبّر بشكل قاطع عن معارضة هذه الأحداث، عدت لمعجم الإدانة بالجامعة العربية لأستعير منه كل مفردات الشجب والاستنكار والاستبشاع. حرية...
عندما بحثت عن الزواج من أقلية الروهينجا المسلمة المضطهدة، بدا الشيخ «جوجل» عاجزا حتى عن العثور على حالة واحدة رغم علمه بتفاصيل يوميات هذه الأقلية في مخيمات اللجوء، وما تتعرض له من اضطهاد وتشريد على...
لعل أبرز نتائج قمة حركة عدم الانحياز التي انعقدت في طهران مؤخرا هو أن النظام أكد للعالم أنه يعتنق عقيدة التحريف ويضيق بالآخر. في تاريخ الدبلوماسية الحديث وربما القديم أيضاً، لم تجرؤ أي دولة على...
في مقابلة أجرتها معه رويترز الأسبوع الماضي، أكد الرئيس المصري أن بلاده تعمل على خلق توازن في علاقاتها الإقليمية والدولية ولن تكون طرفا في أي مشكلة أو نزاع. يؤكد الرئيس بهذا التصريح أنه لا يزال...
عبور الخط الأحمر يعني احتمال وجود تهديد لأمن إسرائيل، بينما طحن عشرات الآلاف من السوريين بالأسلحة الثقيلة وصب الجحيم على رؤوسهم ممارسة داخل الخط الأخضر. هذا منطق الرئيس الأميركي باراك أوباما، الذي بدا مؤخرا حازما...
لعل أكثر الناس تفاؤلا لم يتوقع أن يستعجل الرئيس المصري خوض المعركة ضد العسكر -أحرى عن طردهم- من المشهد السياسي في غضون شهر من إمساكه بمقاليد الأمور. قرارات الرئيس إذن كذّبت نبوءات المراقبين بأن طنطاوي...
لم يعد وارداً الحديث عن بقاء الأسد سيداً على السوريين، فالوضع الميداني والسياسي هناك يؤكد أنه يلفظ نفسه الأخير.. يبلي الجيش الحر بلاء حسناً في حلب ويغزو دمشق المرة والمرتين في اليوم الواحد.. وفي دمشق...
يبدو أن الإيرانيين بصدد تفجير ثورة ثانية، بعد أن تأكد لملايين المهمشين والمحرومين أن الثورة الإسلامية لم تثمر سوى عن تعميق الفوارق الطبقية وسيطرة رجال الدين على السلطة والمال. تمتلك إيران ثالث أكبر احتياطي للنفط...
في أكتوبر من عام 2003 قصفت إسرائيل منطقة على بعد 15 كيلومترا من دمشق، وفي يونيو 2006 أخذت أربع طائرات إسرائيلية نزهة فوق قصر الرئيس الأسد في مدينة اللاذقية، كان ذلك في وضح النهار، وفي...