alsharq

ماجد محمد الأنصاري

عدد المقالات 269

هل لإيران مستقبل معنا؟

23 فبراير 2017 , 01:12ص

على إثر تهديدات الإدارة الأمريكية الجديدة لإيران والخلاف المتصاعد تدريجياً مع روسيا في الملف السوري، يقوم النظام الإيراني بمحاولات هزيلة لتحييد بعض الملفات مع دول المنطقة، ومن الممكن أن يستشف ذلك من خلال الزيارات الأخيرة التي قام بها الرئيس الإيراني للكويت وعمان، ويترقب، وخاصة إذا تزايد الضغط الأمريكي، أن نشاهد المزيد من هذه المحاولات وخاصة مع دول الخليج التي تمثل رأس الحربة في مقاومة النفوذ الإيراني في المنطقة، ولكن السؤال هنا، هل يمكن أن يكون هناك مستقبل مع إيران يتجاوز خصومة اليوم؟ العلاقة مع إيران كانت دائماً وبشكل أو بآخر ندية، وليس ذلك في إطار الثورة الإيرانية فقط بل يمتد لما قبلها مع دولة الشاه حين كانت إيران تمارس نفوذاً من نوع آخر متسلحة بالدعم الأمريكي حينها، وربما يمكن العودة إلى ما قبل ذلك والأطماع الإيرانية المختلفة في نفوذ على الخليج العربي يعود إلى أعماق التاريخ، ولكن لا يجب أن يستحضر هذا النموذج التاريخي كلما دار الحديث حول إيران اليوم حتى وإن كان له دلالات واضحة على واقعها الحالي، صحيح أن حاضر إيران التوسعي يستوحي من ماضيها الإمبراطوري إلا أنه يرتبط كذلك بعوامل واقعية سياسية مرتبطة بالنموذج الذي رسمته الثورة وفرضته طبيعة التحالفات والتقلبات السياسية. حتى نعرف إذا ما كان هناك أمل لمستقبل خال من الصراع مع إيران أم لا، لا بد من التعرف على حقيقة الخلاف معها، الخلاف مع إيران قائم على أساسين رئيسيين، الأول سياسي بحت وهو تضارب مشاريع في المنطقة منطلق من سياسة التدخل الإيرانية والتي، كما يؤكد الخبير في الشئون الإيرانية الدكتور محجوب الزويري، تهدف إلى إيجاد حالة فوضى في المنطقة تكون لها القدرة على بسط نفوذها من خلالها وتؤسس لكيانات ضعيفة سياسياً لا يمكنها تحدي إيران مستقبلاً، وبذلك لا يهمها بشكل كبير التوسع الجسدي إذا صح التعبير ولكنها معنية بالتوسع المعنوي من خلال إيجاد أجسام تدين لها بالولاء المصلحي على الأقل في المنطقة تحركها في الفراغات التي تحدثها الفوضى. الأساس الثاني للخلاف هو صراع هوية، هذا الصراع ينطلق من ثوابت أساسية دينية واجتماعية بين الطرفين، البناء الطائفي المذهبي لإيران والبعد العرقي الذي يجعل النظام الإيراني ينظر بدونية للعرب يقف خلف الكثير من سياسات إيران المعادية للمذهب السني داخلها ابتداءً وللعرب وغيرهم، ولكن من الممكن أن نقول إن هذا الموقف الطائفي العرقي هو حالة اجتماعية يتم استغلالها من قبل النظام لإكساب نفسه الشرعية أمام قواعده التقليدية ولدى المكونات المذهبية المتوافقة معه عبر العالم، ولكن حتى لو قلنا ذلك فلا يمكن إغفال أهمية هذا البعد في التركيبة العقلية لشخوص النظام وقياداته. الآن التفكير في مستقبل لا يكون لإيران فيه طموح توسعي ويكون نظامها متحرراً من عصبية الطائفة والعرق ليس سهلاً، النظام والمجتمع مركبان بطريقة معقدة على هذين الأساسين والتحلل منهما لن يكون سهلاً وربما يكون غير ممكن، السيناريو الأقرب هو انهيار النظام الإيراني لصالح نظام آخر مغاير في الشكل والمضمون، ولكن هذا ليس مستقبلاً مشرقاً للمنطقة لأنه لا يمكن أن يتصور معه أن تبقى إيران متماسكة سياسياً وحالة فوضى في إيران مماثلة لتلك القائمة في سوريا أو اليمن سيكون لها انعكاس خطير جداً على المنطقة، النظام الحالي على الأقل يوفر حالة من الاستقرار في دولة متعددة الأعراق والانتماءات ومن الممكن أن تتحول إلى جحيم إذا لم يوجد نظام يضبط الإيقاع. المصير الوحيد المشرق في المنطقة هو حالة تعايش مصلحي وتوازن قوة يكون من خلالها النظام الإيراني مضطراً للالتزام بحدوده وكف اليد عن الآخر بقوة الواقع السياسي والسلاح، وهذا يستلزم تحالفاً حقيقياً في البيت العربي يقف في مواجهة النظام الإيراني ويحشد ضده عالمياً، وهذا مع الأسف غير وارد حسب المعطيات الحالية، إيران مستفيدة بشكل كبير من الانقسام العربي ومن المواقف المتعددة فيه، وحتى هذا الموقف الأمريكي المؤقت المعادي لإيران لن ينجح في حلحلة الوضع وكبح جماح الإيرانيين ما لم يوافقه فعل عربي حقيقي يقوده طرف قادر على ضبط الصف. ربما يرسم المستقبل صورة تكون فيها إيران شريكاً لا عدواً، تلتزم فيها إيران بمصالح مشتركة مع المنطقة عوض التدافع مع جيرانها في مغامرات هوجاء، ولكن الواقع الذي نراه أمامنا اليوم لا تتوفر من خلاله معطيات تشير إلى ذلك، الواقع اليوم يقول إن الخلاف مع إيران مستمر ويتعزز، ولن يخفف منه إلا هزيمة حقيقية لإيران في الميدان تضطرها إلى إعادة حساباتها.

تجربة التحليل السياسي

منذ عام 2006 بدأت في مجال التحليل السياسي، من خلال صفحات الجرائد المحلية المختلفة، ومنذ ذلك الحين التزمت بمقال أسبوعي يركز غالباً على التعليق على الأحداث الراهنة، أو مناقشة موضوع سياسي عام، مرت هذه التجربة...

تركيا.. الخطوة القادمة

بنجاح أكبر من الذي توقعته استطلاعات الرأي، عبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الاستحقاق الانتخابي الرئاسي، ليقطع الطريق على من أراد أن يشكك في استمرار شعبيته في بلاده. وعلى الرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة والتلاعب...

في القدس.. مَن في القدس؟

مذ عرّفني أحد الأصدقاء على قصيدة تميم البرغوثي عن القدس، دأبت على الاستماع إليها بين الفينة والأخرى، لا شك لجمالها أولاً، ولكن كذلك لأنها تنقلني إلى حالة شعورية مختلفة حول المدينة القديمة، أشعر وكأنني أمشي...

أطفال بألعاب

في الإنجليزية، إذا أردت أن تصف أشخاصاً يتقاتلون بطريقة صبيانية، فبإمكانك استخدام مصطلح «أطفال بألعاب»، في إشارة إلى أن أولئك الذين تتحدث عنهم يتصرفون كأطفال يتنازعون ألعاباً لا كأشخاص ناضجين.. العالم اليوم يكثر فيه من...

بين الخامس من يونيو والثامن عشر من ديسمبر

ستة أشهر كانت كفيلة ببث روح جديدة في الجسد القطري بعثها التحدي الأكبر الذي واجه البلاد في تاريخها، في هذه الأشهر الستة انطلقت قطر نحو المستقبل بخطى ثابتة والتحم الشعبي مع الرسمي لرسم لوحة مشرقة...

سيناريوهات واشنطن

آلة السياسة في واشنطن شديدة التعقيد، من حيث التركيب والأنظمة، فنظام التوازن والرقابة الذي يعطي كل سلطة صلاحية رقابية على الأخرى، ويجعل الصلاحيات متوازنة بينها، أورث نظاماً معقداً، ولكنه يعمل بكفاءة عالية، هذا النظام تعرّض...

حمقى بأسلحة نووية

أثارت كوريا الشمالية الرعب في محيطها الإقليمي والعالم أجمع بتصعيد تجاربها النووية والصاروخية، وحسب الخبراء العسكريين يمكن أن تصبح قريباً «الدولة المارقة»، كما يسميها ترمب، قادرة على تركيب رأس نووي على صاروخ متجه إلى الساحل...

مبادرات الرحمة

الأنشطة الثقافية للمؤسسات الخيرية هنا في قطر كانت وما زالت أكثر قدرة على جذب الجماهير من مثيلاتها الرسمية، ويعود ذلك لمجموعة من الأسباب، أهمها الطبيعة التطوعية لهذه الأنشطة، وما يحققه ذلك من إبداع ومرونة وحماس،...

ثالوث ترمب المقدس

حطت طائرة الرئيس الأميركي على أرض فلسطين ليكون أول مؤتمر صحافي له بجوار طائرته مناسبة جديدة يذكر فيها بالتزامه التام بأمن الكيان الصهيوني، بعد أن أمضى الأيام الماضية في التأكيد على رؤيته حيال «الإرهاب الإسلامي»...

الطريق والحزام والطموح الصيني

الثورة الاقتصادية الصينية التي دفعت بالصين من دولة مقسمة محتلة إلى أحد أقوى اقتصادات العالم استفادت بشكل كبير من المبدأ الذي وضعه باني نهضة الصين الاقتصادية الحديثة شياوبنج وهو رئيس الصين الثاني بعد ماو تسي...

مهب الرياح الغربية

احتفل قطاع كبير من الفرنسيين، ومعهم المعتدلون في أوروبا، والعالم الغربي بخسارة لوبين، وفوز ماكرون خلال الأيام الماضية، متجاوزين تهديداً آخر من اليمين المتطرف الأوروبي، وبذلك تتبدد أحلام اليمين المتطرف في القارة العجوز في أن...

المنطقة بين تركيا وإيران

خلال الشهور القليلة الماضية تغيرت الأوضاع في قطبين من أهم الأقطاب السياسية في المنطقة بشكل كامل، خلال الأعوام الماضية بدا أن النظام الإيراني يحكم قبضته على محيطه الداخلي والخارجي، وفي مقابل ذلك بدا أن الإدارة...