


عدد المقالات 269
منذ عام 2006 بدأت في مجال التحليل السياسي، من خلال صفحات الجرائد المحلية المختلفة، ومنذ ذلك الحين التزمت بمقال أسبوعي يركز غالباً على التعليق على الأحداث الراهنة، أو مناقشة موضوع سياسي عام، مرت هذه التجربة بمراحل عديدة، في البدايات حين كنت خريجاً حديثاً من قسم العلوم السياسية في جامعة ليدز البريطانية، ركزت على المثل التي تعلمتها في الجامعة، ولو عدت لمقالاتي في ذلك الحين لوجدت شخصاً أكثر مثالية وأقل مرونة، كان الطرح بعيداً عن معوقات الواقع وتحدياته، كان الحل لكل أزمة جاهزاً، ومع مرور الزمن تغيرت اللغة وتعدل الخطاب، فالمثل السياسية تكسرت على صخور الأزمات المتكررة، وتكونت قناعات جديدة منطلقة من إكراهات الواقع، أصبح التفاؤل حذراً والمثل غدت لوحات جميلة نتأملها تقود الواقع، لكنها ليست بالضرورة التعبير الأفضل عنه. في مشوار التحليل السياسي أكثر ما تتعلم منه هو تحليلاتك الخاطئة، فالمحلل السياسي يعتمد مناهج ونماذج تحليلية مختلفة، كلها تشترك في شيء واحد وهو أنها «تحليل» للواقع و»استشراف» للمستقبل، وبالتالي لا يمكن لتحليلاتنا أن تكون يوماً حتمية، ولكن مع الممارسة ينخفض تدريجياً هامش الخطأ، ليس لأن التوقعات تصبح أكثر صواباً فحسب، بل لأن المحلل السياسي يصبح أكثر حذراً في إطلاق توقعاته، وأقل إقداماً على الاستنتاجات الحاسمة، ومن أهم ما تصل إليه بعد سنوات من الممارسة أنك ليس مطلوباً منك التعليق على كل حدث، خاصة حين تكون المعطيات ناقصة، في كثير من الأحيان يسألك أحدهم عن رأيك في حدث ما، فترد بأن المعطيات الموجودة لا تسمح لك بتحليل الموقف، تقابلك طبعاً تعبيرات الاستنكار، ولكن مواجهتها أفضل بمراحل من تحليل ناقص يفتقر إلى ما يكفي من المعطيات لتجعله صلباً. وبالانتقال من الكتابة إلى الحديث عبر الوسائل المرئية والمسموعة، تبرز تحديات جديدة، التحليل الذي تكتبه ثم تراجعه، ثم ربما تشاور فيه مختصاً قبل نشره أصبح أحياناً مطلوباً منك بشكل فوري استجابة لسؤال هنا أو تطور هناك، لذلك يفشل بعض الأكاديميين الذين اعتادوا الكتابة في التصدي لهذا النوع من التحليل، لأن مساحة الخطأ فيه أكبر بكثير، والفرصة المتاحة أمامك لمراجعة أفكارك محدودة، ومن أخطر ما يصاب به المحلل السياسي في فترة الأزمات ما يمكن أن نسميه الإرهاق التحليلي، فمع تسارع الأحداث وكثرة الظهور تصبح كمن يحاول أن يلعب بكرات متعددة في آن واحد، ولا شك أن بعض هذه الكرات بعد فترة سيقع على رأسك، لذلك على من يتصدى للتحليل بهذا الشكل أن يعرف حدوده الذهنية ولا يتجاوزها كماً وكيفاً، حتى يضمن المحافظة على جودة تحليلاته. أخيراً مع انغماسك في تحليل الأحداث الراهنة تفقد أحياناً النظرة الشاملة الاستراتيجية للأمور، مما يجعلك تدور في حلقة الأحداث غير منتبه لارتباطها بأنماط ممتدة مكانياً وزمانياً، ولذلك من المهم في كل فترة أن تعيد النظر وتوسع دائرة القراءة والمتابعة خارج نطاق الأحداث الراهنة، حتى يبقى خط تفكيرك مرتبطاً بالسياق الأعم والأشمل، وبذلك لا تكون تحليلاتك معزولة عن المحيط. ختاماً.. أحببت أن يكون هذا المقال الذي يستعرض تجربة متواضعة في مجال التحليل السياسي هو ختام تجربتي الجميلة مع أقدم الصحف القطرية، فبعد سنوات مميزة قضيتها أطل عليكم من على صفحات «العرب» أنتقل إلى تجربة جديدة، كل الشكر للزملاء في «العرب» رؤساء التحرير أحمد بن سعيد الرميحي وعبدالله بن حمد العذبة، ومدير التحرير جابر بن ناصر المري، وأخص بالتحية والشكر من قضى الساعات الطوال ينتظر مقالاً أسبوعياً من كاتب امتهن الإرسال بعد اللحظة الأخيرة، الأخ سعيد دهري، مسؤول الصفحة، الذي كان لا يسمح لكاتب هذه السطور أن يتغيب، ولا أن يذعن للكسل، وشكراً لكم جميعاً على متابعتكم واهتمامكم وتعليقاتكم، وإلى اللقاء.
بنجاح أكبر من الذي توقعته استطلاعات الرأي، عبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الاستحقاق الانتخابي الرئاسي، ليقطع الطريق على من أراد أن يشكك في استمرار شعبيته في بلاده. وعلى الرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة والتلاعب...
مذ عرّفني أحد الأصدقاء على قصيدة تميم البرغوثي عن القدس، دأبت على الاستماع إليها بين الفينة والأخرى، لا شك لجمالها أولاً، ولكن كذلك لأنها تنقلني إلى حالة شعورية مختلفة حول المدينة القديمة، أشعر وكأنني أمشي...
في الإنجليزية، إذا أردت أن تصف أشخاصاً يتقاتلون بطريقة صبيانية، فبإمكانك استخدام مصطلح «أطفال بألعاب»، في إشارة إلى أن أولئك الذين تتحدث عنهم يتصرفون كأطفال يتنازعون ألعاباً لا كأشخاص ناضجين.. العالم اليوم يكثر فيه من...
ستة أشهر كانت كفيلة ببث روح جديدة في الجسد القطري بعثها التحدي الأكبر الذي واجه البلاد في تاريخها، في هذه الأشهر الستة انطلقت قطر نحو المستقبل بخطى ثابتة والتحم الشعبي مع الرسمي لرسم لوحة مشرقة...
آلة السياسة في واشنطن شديدة التعقيد، من حيث التركيب والأنظمة، فنظام التوازن والرقابة الذي يعطي كل سلطة صلاحية رقابية على الأخرى، ويجعل الصلاحيات متوازنة بينها، أورث نظاماً معقداً، ولكنه يعمل بكفاءة عالية، هذا النظام تعرّض...
أثارت كوريا الشمالية الرعب في محيطها الإقليمي والعالم أجمع بتصعيد تجاربها النووية والصاروخية، وحسب الخبراء العسكريين يمكن أن تصبح قريباً «الدولة المارقة»، كما يسميها ترمب، قادرة على تركيب رأس نووي على صاروخ متجه إلى الساحل...
الأنشطة الثقافية للمؤسسات الخيرية هنا في قطر كانت وما زالت أكثر قدرة على جذب الجماهير من مثيلاتها الرسمية، ويعود ذلك لمجموعة من الأسباب، أهمها الطبيعة التطوعية لهذه الأنشطة، وما يحققه ذلك من إبداع ومرونة وحماس،...
حطت طائرة الرئيس الأميركي على أرض فلسطين ليكون أول مؤتمر صحافي له بجوار طائرته مناسبة جديدة يذكر فيها بالتزامه التام بأمن الكيان الصهيوني، بعد أن أمضى الأيام الماضية في التأكيد على رؤيته حيال «الإرهاب الإسلامي»...
الثورة الاقتصادية الصينية التي دفعت بالصين من دولة مقسمة محتلة إلى أحد أقوى اقتصادات العالم استفادت بشكل كبير من المبدأ الذي وضعه باني نهضة الصين الاقتصادية الحديثة شياوبنج وهو رئيس الصين الثاني بعد ماو تسي...
احتفل قطاع كبير من الفرنسيين، ومعهم المعتدلون في أوروبا، والعالم الغربي بخسارة لوبين، وفوز ماكرون خلال الأيام الماضية، متجاوزين تهديداً آخر من اليمين المتطرف الأوروبي، وبذلك تتبدد أحلام اليمين المتطرف في القارة العجوز في أن...
خلال الشهور القليلة الماضية تغيرت الأوضاع في قطبين من أهم الأقطاب السياسية في المنطقة بشكل كامل، خلال الأعوام الماضية بدا أن النظام الإيراني يحكم قبضته على محيطه الداخلي والخارجي، وفي مقابل ذلك بدا أن الإدارة...
في إطار الانتخابات المتلاحقة هذا العام أوروبياً، تأتي الانتخابات الفرنسية متسقة مع السياق اليميني العام، اليسار يكاد يكون خارج المعادلة، اليمين الأوروبي يستفيد من ظروف متنوعة أدت لوصوله، تبدأ هذه الظروف من فشل حكومات يسارية...