alsharq

د. سعيد حارب

عدد المقالات 133

الخليج بين الأمن والاستقرار!!

23 يناير 2012 , 12:00ص

شاركت في الأسبوع الماضي في «مؤتمر الأمن الوطني والأمن الإقليمي.. رؤية من الداخل» الذي نظمه مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة بمدينة المنامة، وقد أحسن المركز حين جمع رجال السياسة والأمن إلى جانب عدد من الأكاديميين والإعلاميين ليتحاوروا في قضية من أهم القضايا التي تمر بها المنطقة ألا وهي قضية الأمن الوطني والأمن الإقليمي، فقد تعود كل طرف أن يحاور «نفسه!» في مثل هذه القضايا التي تحتاج إلى رؤية وطنية وإقليمية شاملة لا ينفرد بها طرف دون غيره فمسؤولية أمن المنطقة تهم كافة أبنائها، ولذا حين تطرح هذه القضية على أطراف عدة فإن الرؤى التي يمكن أن يتوصلوا لها تكون أكثر شمولية ووضوح. ورغم الضجيج الذي دار حول بعض أعمال المؤتمر إلا أن المحصلة النهائية تشير أن منطقة الخليج العربي تمر بهزات أمنية داخلية وخارجية فعلى المستوى الخارجي يشكل الخطاب العنيف المتبادل بين الغرب وإيران بشأن البرنامج النووي الإيراني ومحاولة فرض حصار على إيران بشأن هذا البرنامج، وما تهدد به من إغلاق مضيق هرمز، وضرب الدول المجاور في الخليج العربي، كل ذلك يدفع أبناء المنطقة للبحث عن موقف مشترك لمواجهة أخطار هذه «التهديدات» التي تحيط بمنطقتهم، خاصة أن أمن الخليج العربي لم يعد أمنا إقليميا -كما قال أحد المتحدثين- وإنما أصبح أمنا دوليا لما تحتضنه المنطقة من مخزون نفطي يحتاجه العالم لتسيير حياته اليومية، ولن يفرط العالم في هذه الحاجة ولذا فإنه يعتبر تدفق نفط المنطقة جزءا من استمرار حياته، وهو مستعد للتدخل لحماية هذا الشريان الحيوي المهم بالنسبة له، ورغم ذلك إلا أن مسؤولية الأمن تقع على أبناء المنطقة في المحافظة على أمنهم الإقليمي، وما لم يبادروا إلى تولي هذه المسؤولية فإن أطرافا أخرى قد تقدم نفسها للقيام بهذا الدور، لكن الملاحظ أن دول المنطقة لا تملك مشروعا مشتركا لمواجهة التهديدات التي تحيط بهم حيث تعمل كل دولة بصورة منفصلة سواء كان ذلك على المستوى الدبلوماسي أم العسكري، فدول الخليج العربي ليست سواء في علاقتها بإيران التي اعتبرها البعض «المؤجج» الأول للصراع في المنطقة، فموقف هذه الدول يتفاوت قربا أو بعدا من إيران مما لا يشكل موقفا موحدا، ورغم أن البعض ذهب إلى أن أميركا هي إحدى القوى الضامنة لأمن الخيلج العربي وأنه لا بد من تأكيد العلاقة معها ومع الدول الغربية بصفة عامة لتحقيق أمن المنطقة، إلا أن آخرين رأوا أن أميركا لم تعد حليفا بل «مخيفا!» وأنها تعمل على زعزعة الأنظمة في الخليج العربي مما يستدعى إعادة النظر في الموقف منها، لكن معظم الآراء اتجهت إلى أن على دول المنطقة أن تعتمد على قدراتها الذاتية في حماية منطقتها والدفاع عنها، فمهما كان للآخرين دور في دعم أمن المنطقة إلا أنه لا توجد أي ضمانات لاستمرار هذا الدعم، كما لا ينبغي على المنطقة أن ترهن مقدراتها ومستقبلها على مواقف خارجية، بل أن تبني قدراتها وتطورها حتى تحقق كفاءتها في الاعتماد على ذاتها. أما المحور الثاني الذي دار حوله الحوار فهو قضية الأمن الوطني إذ تراوح الموقف بين «التشدد» الأمني، وبين أهمية الربط بين الأمن والاستقرار، فالأمن لا يعني بالضرورة الاستقرار، فالاتحاد السوفيتي السابق كان مثقلا بالقدرات الأمنية والعسكرية، لكن كل تلك القوة لم تعصمه من الانهيار، كما أن أي قوة خارجية لا يمكن أن تحقق أمنا داخليا، الذي هو بالضرورة شأن داخلي صرف، ولذا لا بد من الأخذ بمقومات الاستقرار حتى يتحقق الأمن، ومن ذلك إدخال إصلاحات أساسية شاملة في المجتمع الخليجي، وليس المقصود هو بعض الإجراءات السياسية، إذ إن المنطقة العربية تمر بتحولات مهمة في ظل انهيار المحاور السابقة، وهي محور الاعتدال الذي كانت مصر تشكل رأس حربة فيه، ومحور الممانعة الذي كانت سوريا تقف على رأسه، وبداية تشكل محاور جديدة تقوم على معطيات جديدة أساسها الديمقراطية والحريات العامة والمشاركة، ودول الخليج العربي ليست معرضة لتلك التجارب العربية لطبيعة تركيبتها الاجتماعية، لكنها ليست معصومة من التأثر بها، ولذا فإن إدخال إصلاحات أساسية على المنظومة السياسية في كل دولة يشكل ضمانة بألا تعم الحالة العربية على بلدان المنطقة، خاصة أن الصراع المقبل سيكون بين مشروعيتين سياسيتن، إحداهما ثورية ديمقراطية، وأخرى قبلية تقليدية كما وصفها أحد المتحدثين، كما أن الإصلاحات التي تحتاجها المنطقة يجب ألا تتوقف على الجانب السياسي، فهناك حاجة لإدخال إصلاحات على البنية الاقتصادية والتعليمية وتحقيق العدالة الاجتماعية التي تشكل أساسا لأي عملية إصلاح في أي مجتمع، فالتحولات التي شهدتها بعض البلدان العربية لم تكن السياسة هي الدافع الأول لها بل كانت لها أسباب كثيرة لا بد من معالجتها، ولا يكفي في ذلك مقايضة هذه المطالب بالرفاه، فهذه المقايضة قد تؤتي ثمارها على المدى القصير لكنها على المدى البعيد تأتي بنتائج سلبية على المجتمعات الخليجية. ولعل من آليات مواجهة تحديات الأمن، خاصة في شقه الإقليمي هو الإسراع في التحول للكيان الخليجي المشترك من خلال العمل على إنجاز فكرة الاتحاد الذي دعت له القمة الخليجية الأخيرة، إن قضية الأمن الوطني والإقليمي ستبقى إحدى القضايا الشائكة في طرحها ومعالجاتها، فلم تعد فكرة الأمن قائمة على استخدام القوة في حل المشكلات، بل العمل على منع وجود المشكلات بمنع أسبابها.

بين «داعش» ودايتون!!

هل تكون «داعش» أو ما يسمى بالدولة الإسلامية في العراق والشام، سبباً في حل المعضلة السورية؟ للإجابة على ذلك تذكروا اتفاق «دايتون» الذي أنهى الحرب في البوسنة والهرسك، فقد بدأ القتل في البوسنة في أبريل...

وجاء دور الإباضية

يبدو أن محرقة الصراعات الطائفية والمذهبية لن تدع أحدا في بلاد العرب والمسلمين، فهذه المحرقة التي تضم تشكيلة من الصراعات التي لم تشهد لها الأمة مثيلا إلا في عصور الانحطاط والتخلف عادت مرة أخرى تقذف...

محاكم التفتيش «الإسلامية»!!

تتوقف ثلاث شاحنات خالية، يتقدم أحدهم حاملا رشاشا بيده، يلتفت إلى الشاشة لتبدو هيئته المتجهمة التي يكاد الشرر يتطاير منها، وتلف وجهه لحية كثة كأنه أراد من هذه الالتفاتة أن يبرز هويته، ثم يتجه إلى...

عندما يصبح الإنسان رقماً!

تعودت أن أتصل به كلما احتجت لحجز تذكرة سفر، كان يبذل أقصى جهده من أجل الحصول على أفضل العروض بأقل الأسعار، وانقطع التواصل معه بعد دخول التكنولوجيا في حجز التذاكر، بل في كل إجراءات السفر،...

خطوة إلى المستقبل.. أيها العرب

ما هو مستقبل العرب؟ سؤال يبدو مشروعا ونحن ندخل عاما جديدا، حيت تتمثل الإجابة في أن الواقع الحالي لا يمثل النموذج الذي يصبو له العرب ولا يتناسب مع معطيات الحاضر، فإذا كان الأمر كذلك فلا...

هل ما زال «خليجنا واحداً»؟!

سيكون عام 2013م من أكثر الأعوام تأثيرا على الخليج العربي، فلأول مرة منذ إنشاء مجلس التعاون الخليجي، يشعر الخليجيون أن «خليجهم ليس واحدا»، فقد بدا واضحا حجم الخلافات بين دوله الأعضاء، فعلى الرغم من البيانات...

عام مضى.. عام أتى.. ما الجديد؟!

بعد أيام سندخل عاما جديدا وحالة العالم «لا تسر عدواً ولا صديقاً»، فقد ازداد فارق الفقر بين الدول، كما ازدادت مشكلاتها وحروبها، وتلويثها للبيئة، وقضائها على الطبيعة، وتقسم العالم إلى شرق وغرب وشمال وجنوب، بل...

رمح الأمة

«خلال حياتي نذرت نفسي لكفاح الشعب الإفريقي، لقد كافحت ضد سيطرة البيض وكافحت ضد سيطرة السود واعتززت دوماً بمثال لمجتمع ديمقراطي حر يعيش فيه كل الناس معاً في انسجام وفرص متساوية، إنه مثال آمل أن...

قمة الكويت.. وتطلعات الخليجيين

بدعوة كريمة من وزارة الإعلام بدولة الكويت الشقيقة، شاركت مع عدد من الزملاء في زيارة الكويت ولقاء بعض المسؤولين الكويتيين، حيث خرجت الكويت من قمة ناحجة هي القمة العربية الإفريقية، وهاهي تحتضن غدا القمة الخليجية...

البلد المجهول!

أشرت في مقال الأسبوع الماضي إلى أيام مجلس التعاون في السويد، ذلك البلد المجهول لكثير من سكان المنطقة رغم التواصل المبكر بين العرب والبلاد الإسكندنافية ومن بينها السويد التي وصلها الرحالة السفير ابن فضلان عام...

أيام التعاون في السويد

شهدت العاصمة السويدية –ستوكهولم- خلال الأسبوع الماضي حضورا خليجيا تمثل في أيام مجلس التعاون في السويد، حيث شارك مجموعة من الدبلوماسيين والباحثين والأكاديميين الخليجيين يرأسهم أمين عام مجلس التعاون الخليجي، في حوار مع نظرائهم السويديين،...

إكسبو

تستعد مدينة دبي بعد غد لتلقي نبأ مهما في مسيرة تطورها، إذ ستقرر اللجنة الخاصة بمعرض إكسبو الدولي، المدينة المؤهلة لاستضافة دورة المعرض المقررة عام 2020، حيث تتنافس أربع مدن على استضافة المعرض، وهي مدينة...