alsharq

محمد عيادي

عدد المقالات 105

د. هدى النعيمي 26 أكتوبر 2025
صدى روايات خالد حسيني.. تردده الأجيال
هند المهندي 26 أكتوبر 2025
ريادة قطرية في دبلوماسية السلام
سعد عبد الله الخرجي - المدير التنفيذي لمركز قطر للتطوير المهني 27 أكتوبر 2025
خطاب يرسم خريطة طريق

ربيع داخل الإسلاميين

22 سبتمبر 2011 , 12:00ص

أسقط ما يصطلح عليه بالربيع العربي فزَّاعة الإسلاميين التي كانت الأنظمة في تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا تبرر بها نهجها الاستبدادي في الحكم، وما إن تهاوى بعض تلك الأنظمة وسقطت رؤوسها وتصدع البعض الآخر، حتى ظهر للجميع حجم الفساد الشامل الذي تسببت فيه، وحالة الكساد التي أصابت تلك البلدان من جراء ذلك. لكن الربيع ذاته أسقط أيضا لدى جزء من الإسلاميين الذي يوصفون بالسلفيين -مع ضرورة الانتباه لوجود حساسيات مختلفة داخل هذا المسمى الكبير واختلافات لحد التناقض- عددا من المفاهيم والمواقف التي كانوا يتبنونها من قبيل الموقف من الديمقراطية, والعمل داخل المؤسسات، وسبيل التغيير، ذلك أن الربيع الديمقراطي أسقط خيار التغيير بالعنف أو ما يصطلح عليه بالخيار «الجهادي»، وكشف بوضوح أن الشارع العربي والإسلامي الذي خرج في مصر وتونس وليبيا وسوريا واليمن سلميّ، وعرف طريقه إلى التغيير بعيدا عن لغة العنف والدم والقوة. ويبدو أن التيارات والتنظيمات التي كانت تكفر بالديمقراطية، وتكفر أو على الأقل تسفه من يؤمن بها، وتعتبر الإسلاميين الذين دخلوا للانتخابات والمؤسسات خونه باعوا الدين وما إلى ذلك من التهم الغليظة التي بنيت على قاعدة ألا يسمح للإسلاميين بالمشاركة في الحياة السياسية والمؤسسات إلا بعد التنازل عن مبادئ وقيم يصعب التنازل عنها، يبدو أن تلك التيارات فهمت رسالة الشارع التي دفعتها وستدفعها لإحداث ثورة على ذاتها ومفاهيمها، والمثال الواضح ما حصل في مصر من مسارعة تيارات محسوبة سابقا على الخط «الجهادي» الذي كان رافضا للديمقراطية والمسار الانتخابي في مصر دفعها إلى تشكيل أحزاب سياسية من قبيل حزب البناء والتنمية، الذي أسسه ناشطون في تنظيم الجهاد والجماعة الإسلامية، أو الأحزاب التي أسسها سلفيون من قبيل حزب «النور» و «الفضيلة» و «الأصالة» وغيرها، هذا دون الحديث عن الأحزاب التي أسسها التيار الإسلامي الوسطي المعتدل وعلى رأسهم حزب «الحرية والعدالة» التابع لجماعة الإخوان المسلمين، وأحزاب أخرى يقال إنها قريبة من الإخوان أيضا وفكرهم. وكان من اللافت جدا حديث قيادات الأحزاب المحسوبة على السلفيين وتنظيم «الجهاد» والجماعة الإسلامية عن الديمقراطية والدولة الحديثة والمدنية, وعن إرادة الشعب والاحتكام للدستور والانفتاح على عضوية الأقباط، وهو الأمر الذي كان قبل شهور وتحديدا قبل ثورة 25 يناير يصنف كنوع من الشرك عندهم وعند قاعدتهم ومتعاطفيهم، أو جزء كبير منهم على الأقل. وبغض النظر عما إذا كان الاتجاه نحو العمل السياسي نابعا من قناعة راسخة أم مسايرة للأحداث والتطورات بعد الثورة، حتى لا يبقوا على الهامش مستقبلا ويظلوا معزولين عن المشهد المصري الجديد الذي بدأ يتشكل بعد سقوط حكم مبارك، فإن ما هو مؤكد أن الربيع الديمقراطي خلخل كثيرا من قناعاتهم السياسية, وأسقط عددا من مقولاتهم الأيديولوجية، وخلق تصدعا في جدار التشدد الديني والفكر، ومن الصعب النكوص للوراء، لأن الربيع الديمقراطي مكن بشكل كبير وواسع جدا لثقافة السلم والديمقراطية, وفرض على الجميع القبول بالتعدد والتنوع والتداول السلمي للسلطة, وبحكم صناديق الاقتراع والعمل السلمي المدني. وسيسهم هذا الأمر بالضرورة في تطوير خطاب هذه الأحزاب السياسية المنبثقة عن التيار «السلفي» والجماعة الإسلامية، وسيقربهم من الواقع وإشكالاته الحقيقية, مما سيفرض عليهم نمطا تفكيريا جديدا مطالبا بإبداع الحلول وليس بصياغة الخطب لوصف المشاكل والركوب السياسي عليها. ووارد أن تطرح الأحزاب المذكورة مستقبلا إشكالية تدبير الخلافات بين دائرة الإسلاميين (إخوان وسلفية وتنظيم جهاد وجماعة إسلامية وربما صوفية) في الساحة السياسية والحزبية، تضاف لإشكالية تدبير الخلاف بين العلمانيين والإسلاميين، وربما تكون الخلافات في الاجتهادات سواء بين الجبهة السلفية كما يسميها الإعلام المصري وحزب الحرية والعدالة الإخواني، خاصة في ظل انطلاق الجميع من المرجعية الإسلامية, وسيسعى العلمانيون لاستغلالها واللعب على التناقضات والقراءات المختلفة للمرجعية في الحياة السياسية، ودفع الإعلام لتضخيمها وتصويرها بشكل سلبي, وتوسيع شقة الخلاف والحيلولة دون تحالف الطرفين في المعارك السياسية القادمة.

هل هي نهاية التاريخ؟

«فيا ليت أمي لم تلدني، ويا ليتني مت قبل حدوثها وكنت نسياً منسياً»، هكذا تحدث المؤرخ ابن الأثير الجزري -بعد طول تردد- في كتابه «الكامل في التاريخ» من شدة صدمته من همجية التتار «المغول» وتنكيلهم...

العالم الإسلامي والحاجة لإيقاف النزيف

بعد أيام يودعنا عام 2016 وقد سقطت حلب الشرقية في الهيمنة الروسية الإيرانية بعد تدميرها وتهجير أهلها، واحتكار الروس والإيرانيين والأتراك والأمريكان الملف السوري وتراجع كبير للدور والتأثير العربي يكاد يصل لدرجة الغياب في المرحلة...

الآتي من الزمان أسوأ!

قرأت بالصدفة -وليس بالاختيار- كتابا مترجما للأديب والمفكر الإسباني رفائيل سانشيت فرلوسيو بهذا العنوان «الآتي من الزمان أسوأ»، وهو عبارة عن مجموعة تأملات ومقالات كتبها قبل عقود عديدة. قال فرلوسيو في إحدى تأملاته بعنوان «ناقوس...

الحب السائل

«الحب السائل» عنوان كتاب لزيجمونت باومان أحد علماء الاجتماع الذي اشتغل على نقد الحداثة الغربية باستخدام نظرية السيولة -إذا جاز تسميتها بالنظرية- والكتاب ضمن سلسلة كتب «الحداثة والهولوكست»، «الحداثة السائلة» و «الأزمنة السائلة»، «الخوف السائل»...

تأخر تشكيل الحكومة المغربية.. الوجه الآخر للصورة

لم تتضح بعد تشكيلة الحكومة المغربية الجديدة رغم مرور قرابة شهرين من إعلان نتائج الانتخابات التشريعية بالمغرب فجر الثامن من أكتوبر الماضي وتكليف الملك محمد السادس الأمينَ العام لحزب العدالة والتنمية عبدالإله بنكيران بتشكيل الحكومة...

كثرت المآسي.. هل تجمد الحس الاحتجاجي؟

تعيش الأمة العربية والإسلامية أسوء أحوالها منذ الاجتياح المغولي لبغداد قبل أكثر من ثمانية قرون تقريبا، فهولاكو روسيا يواصل مع طيران نظام الأسد تدمير سوريا وتحديدا حلب بدون أدنى رحمة في ظل تفرج العالم على...

ترامب.. هل هو خريف الديمقراطية الأميركية؟

«من الواضح أن انتصار دونالد ترامب هو لبنة إضافية في ظهور عالم جديد يهدف لاستبدال النظام القديم» هكذا قالت أمس زعيمة اليمين المتطرف بفرنسا عن نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية. وظهر جليا أن تداعيات فوز ترامب...

مخاض تشكيل الحكومة المغربية الجديدة

رغم مضي قرابة شهر على إعلان نتائج الانتخابات التشريعية المغربية التي توجت حزب العدالة والتنمية (إسلامي) بالمرتبة الأولى بـ125 مقعداً، وتكليف الملك محمد السادس عبد الإله بنكيران الأمين العام للحزب المذكور بتشكيل الحكومة، لم تظهر...

حرب التسطيح

ثمة حرب شرسة وخطيرة تجري، لكن من دون ضوضاء، لن تظهر كوارثها وخسائرها إلا بعد عقد أو عقدين من الزمن، وهي حرب التسطيح والضحالة الفكرية والثقافية، عبر استخدام غير رشيد للإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، وجعلهما...

لا نحتاج لديمقراطية مريضة

تنتقد جهات غربية العرب والمسلمين بشكل عام، بأنهم لا يعرفون للديمقراطية سبيلا، وحتى صنيعة الغرب؛ الكيان الإسرائيلي يتبجح بأنه ديمقراطي، وقال رئيس وزرائه بنيامين نتنياهو قبل أيام في الاحتفال بمرور67 سنة على تأسيس (الكنيست): إنه...

أوباما والعالم الإسلامي.. وعود لم تتحقق

شهور ويغادر باراك أوباما كرسي رئاسة الولايات المتحدة الأميركية دون أن يحقق وعوده للعالم الإسلامي، فالرجل كان مهموما بمصالح بلاده أولا وأخيرا. ومن أكبر الوعود التي أطلقها في خطابه بالبرلمان التركي في أبريل 2009، وخطابه...

لماذا يخاف الغرب من اللاجئين؟

خلق موضوع استقبال اللاجئين في الغرب نقاشات كبيرة، وخلافات عميقة، سواء داخل أوروبا أو الولايات المتحدة الأميركية، جعلتهم في تناقض مع المواثيق الدولية التي تنظم كيفية التعامل مع اللاجئين سبب الحروب والعنف. ورغم أن أزمة...