


عدد المقالات 65
قبل أيام أجريت لقاءات مع بعض المواطنين السودانيين لاستطلاع آرائهم حول اتفاق سلام دارفور الذي وقعته حكومة الخرطوم وحركة العدالة والتحرير في الدوحة مؤخرا. كان الأمل الخيط الذي ينظم جميع وجهات النظر التي استمعت إليها. كلهم تمنوا أن يشكل الاتفاق بداية لاستقرار دارفور وازدهار السودان الغني بالزرع والضرع وبشعبه العظيم قبل كل الثروات والمقدرات. قال نفر من الذين تحدثت إليهم إن نسيان جراح الماضي والوحدة ضمانة لتنمية وازدهار السودان، وأوقف آخرون نهضة البلد على ترسيخ مبادئ العدل والحرية حيث طالبوا بأن تكون الديمقراطية أهم ملامح المرحلة المقبلة. لكن شيخا من الذين قابلتهم قلّل من كل هذا ما لم يف الغرب بوعوده. يقصد رفع العقوبات عن السودان وإخراجه من محور الشر وعباءة الإرهاب. يرى صاحبي مثل كثير من المراقبين أن السودان نفّذ كل التزاماته، فقد احترم إرادة الجنوب وكان أول دولة تعترف بانفصال جسم منها على مرّ التاريخ، ومد يده للحركات المتمردة في دارفور وسحب قواته من أبيي ولم يبق على المجتمع الدولي إلا أن يتخلى عن سياسة الإفقار والتهميش والتآمر التي تعامل بها مع الخرطوم منذ عدة عقود. ظاهرياً يبدو الكلام منطقيا، فمن واجب المجتمع الدولي أن يتعامل مع السودان كعضو موثوق به بعد أن امتثل كل الإملاءات، ويتعزز هذا الاتجاه إذا ما علمنا أن السودان يمتلك الكثير من الخيرات ومن صالح الغرب أن يطبّع مع حكومة الخرطوم حتى لا تنفرد الصين بكل خيرات البلد. لكن هذا الاستنتاج مبني على فهم غير دقيق لعلاقة السودان بالغرب من جهة، ويتجاهل قضية مهمة ما زالت عالقة من جهة أخرى. وللتوضيح، نقول إن استراتيجية الغرب تهتم بإطالة أمد التوتر في كل مناطق العالم خصوصا في إفريقيا لأنها سبيل لهيمنته على المقدرات وإمساكه بالملفات المهمة في المحافل الدولية. من شبه المستحيل أن يقبل الغرب عودة الهدوء لأي بلد إفريقي بعد أن أوقدت فيه نيران القبلية والطائفية الدينية، والأمثلة على هذا كثيرة في ساحل العاج والكونغو الديمقراطية وإفريقيا الوسطى. تعني الحرب في إفريقيا اقتتال أبناء البلد الواحد من أجل التفاهات والنعرات ليستولي الغربيون على الذهب والماس والنفط، والأهم من كل هذا ضمان سوق يفرغ فيها ما أنتجته مصانع الحرب في فرنسا والولايات المتحدة الأميركية. إذن كان ينبغي التساؤل عن الإقليم الذي سيعمل الغرب على «توتيره» من السودان بعد استقلال الجنوب وتماثل دارفور للسلام. لا يوجد في السياسة منطق الفضيلة والإحسان، لذلك أعتقد أنه من غير الوارد أن يصفح الغرب عن السودان، ولن تدخر واشنطن وباريس جهدا في دفع حكومة الخرطوم للعودة لعداء الغرب من جديد لإيجاد ذريعة للتدخل في الكثير من الأقاليم السودانية القابلة للانفجار. أما القضية العالقة فهي شخص فخامة الرئيس. تعلمون أن الغرب يطالب بجلب البشير للعدالة بعد أن أصدرت الجنائية مذكرة توقيف بحقه. إن المجتمع الدولي لن يتعامل بإيجابية مع سلطة يتزعمها هارب من العدالة، على الأقل في نظرهم. وفي حال ما إذا شهدت دارفور نوعا من الاستقرار، سيقول الغرب إن على الخرطوم تسليم البشير إذا ما كانت «جادة» في رفع العقوبات الاقتصادية وتطبيع العلاقات الدبلوماسية. وبما أنه ليس واردا -على الأقل في هذه الظروف- أن يستقيل الرئيس من منصبه تغليبا لصالح البلد حتى لا يكون مصيره بيد سلطة أخرى قد تسلمه في أول جولة مفاوضات، فإن تحسن العلاقات بين الجانبين سيبقى أمرا بعيد المنال. قدر السودان أن يظل خصيما للجبّارين.
حكومة رجب طيب أردوغان فوضها البرلمان التركي بأغلبية كبيرة لتحريك الجيش «للدفاع عن نفسه ضد الهجمات الموجهة إلى بلدنا من قبل مجموعات إرهابية في سوريا والعراق». والبرلمان البريطاني أذن لديفيد كاميرون في شن غارات جوية...
رغبة مختلف الفاعلين الدوليين والإقليميين في الاستفادة من التنظيمات المسلحة في سوريا والعراق كانت وراء نموها وتعاظم قوتها.. عول عليها الغرب في إيجاد ذريعة لمواصلة تكريس نفوذه بالمنطقة ورعى النظام السوري نشأتها لاستثمارها سياسيا في...
عندما سألت وزير خارجية البرازيل السابق سيلسو أموريوم قبل ثلاثة أعوام عما إذا كان نظراؤه العرب قد سعوا للاستفادة من تجربة بلاده الديمقراطية ونجاحها في الفصل بين السلطات والتخلص من إرث الاستبداد، أجاب بأن أياً...
قبل كل شيء، نستنكر قتل الأميركيين في بنغازي ومهاجمة سفاراتهم في معظم دول العالم الإسلامي. ولأعبّر بشكل قاطع عن معارضة هذه الأحداث، عدت لمعجم الإدانة بالجامعة العربية لأستعير منه كل مفردات الشجب والاستنكار والاستبشاع. حرية...
عندما بحثت عن الزواج من أقلية الروهينجا المسلمة المضطهدة، بدا الشيخ «جوجل» عاجزا حتى عن العثور على حالة واحدة رغم علمه بتفاصيل يوميات هذه الأقلية في مخيمات اللجوء، وما تتعرض له من اضطهاد وتشريد على...
لعل أبرز نتائج قمة حركة عدم الانحياز التي انعقدت في طهران مؤخرا هو أن النظام أكد للعالم أنه يعتنق عقيدة التحريف ويضيق بالآخر. في تاريخ الدبلوماسية الحديث وربما القديم أيضاً، لم تجرؤ أي دولة على...
في مقابلة أجرتها معه رويترز الأسبوع الماضي، أكد الرئيس المصري أن بلاده تعمل على خلق توازن في علاقاتها الإقليمية والدولية ولن تكون طرفا في أي مشكلة أو نزاع. يؤكد الرئيس بهذا التصريح أنه لا يزال...
عبور الخط الأحمر يعني احتمال وجود تهديد لأمن إسرائيل، بينما طحن عشرات الآلاف من السوريين بالأسلحة الثقيلة وصب الجحيم على رؤوسهم ممارسة داخل الخط الأخضر. هذا منطق الرئيس الأميركي باراك أوباما، الذي بدا مؤخرا حازما...
لعل أكثر الناس تفاؤلا لم يتوقع أن يستعجل الرئيس المصري خوض المعركة ضد العسكر -أحرى عن طردهم- من المشهد السياسي في غضون شهر من إمساكه بمقاليد الأمور. قرارات الرئيس إذن كذّبت نبوءات المراقبين بأن طنطاوي...
لم يعد وارداً الحديث عن بقاء الأسد سيداً على السوريين، فالوضع الميداني والسياسي هناك يؤكد أنه يلفظ نفسه الأخير.. يبلي الجيش الحر بلاء حسناً في حلب ويغزو دمشق المرة والمرتين في اليوم الواحد.. وفي دمشق...
يبدو أن الإيرانيين بصدد تفجير ثورة ثانية، بعد أن تأكد لملايين المهمشين والمحرومين أن الثورة الإسلامية لم تثمر سوى عن تعميق الفوارق الطبقية وسيطرة رجال الدين على السلطة والمال. تمتلك إيران ثالث أكبر احتياطي للنفط...
في أكتوبر من عام 2003 قصفت إسرائيل منطقة على بعد 15 كيلومترا من دمشق، وفي يونيو 2006 أخذت أربع طائرات إسرائيلية نزهة فوق قصر الرئيس الأسد في مدينة اللاذقية، كان ذلك في وضح النهار، وفي...