


عدد المقالات 198
شاهدت الأسبوع الماضي، فيلم «ذا بوست» للمخرج ستيفن سبيلبرج، وسيناريو ليز هانا، وهو العمل الهوليوودي الكبير الذي تم إطلاقه في دور العرض الأميركية في ديسمبر من العام 2017. يجسّد الفيلم معركة الصحيفة الأميركية الشهيرة «واشنطن بوست» في العام 1971، لنشر أوراق وزارة الدفاع «البنتاجون» المسرّبة، والتي توضح تورط أميركا في حرب فيتنام، وتسرد الصورة المضللة التي حاولت روايتها للأميركيين بشأن تلك الحرب، والتي حصلت عليها من داخل مبنى وزارة الدفاع. اشتهرت هذه التقارير المسرّبة باسم «أوراق البنتاجون»، ورغم أن الحكومة أصدرت قراراً يمنع نشر تلك الوثائق خوفاً من إثارة الرأي العام، فإن مسؤولي «واشنطن بوست» خرقوا قرار حظر النشر في تحدٍّ صارخ للسلطات. جسّد الممثل توم هانكس في الفيلم دور رئيس تحرير «واشنطن بوست» بن برادلي، كما قدمت الرائعة ميريل ستريب دور كاثرين جراهام مالكة الصحيفة وناشرها، واستطاع الفيلم أن يجسّد بشكل جيد شعور القلق والضغوط الكبيرة، التي يتعرض لها الصحافيون في محراب صاحبة الجلالة، بما يمكن أن نصفه بأن تلك الصحيفة تعتبر نفسها «القلعة الأخيرة للحريات»، وأنها إذا تخلت عن هذا الدور فسوف تتم استباحة هذه الحريات التي ناضل من أجلها الأميركيون منذ عشرات السنين، والتي تُعد مثار فخرهم واعتزازهم في مواجهة الأمم الأخرى في الشرق والغرب. فكرة الكتابة عن «قلاع الحريات العامة» في المجتمع الأميركي تراودني منذ فترة، لكن بعد مشاهدتي لفيلم «ذا بوست» مجدداً، استفزني صديقي المثقف عندما تلفظت أمامه بعبارة «قلاع الحريات» للإشارة إلى «واشنطن بوست»! تنهّد تنهيدة حسرة وألم، وقال: نعم، تلك صحيفة قلعة، بينما صحفنا في مصر «قالعة»، ونطق اللفظ الأخير باللهجة المصرية الدارجة!! والتعبير هنا مفهوم للمصريين، ويقصد صديقي منه أن الصحف المصرية في الداخل تحديداً، لا ترغب حتى في أن تواري عورتها بورقة توت واحدة، فهي «قالعة» أو عارية طوال الوقت، ومفضوحة في دفاعها عن الظلم والاستبداد والديكتاتورية، لدرجة أنها لا تراعي حتى ستر عوراتها تجاه تلك المواقف المنحازة للمستبدين والطغاة. لن أكتب هنا عن مثالب وإخفاقات الصحف المصرية، لكنني أريد الكتابة عن الوجه الآخر للصحف الأميركية، فالشيء بضده يُعرف! صحيفة «واشنطن بوست» أو «ذا بوست» كما يطلق عليها الأميركيون، لم تستمد شهرتها ونفوذها وانتشارها بسبب عراقتها فقط، ولم تستند لتلك العراقة مثل صحيفة الأهرام مثلاً، كما أنها لم تستمد نفوذها وشهرتها من تواجد مقرها في العاصمة واشنطن فقط، حيث مقر الحكم في البيت الأبيض والكونجرس وغيرها من المؤسسات، لكن في تقديري لأن «ذا بوست» استطاعت أن توجد لها طريقاً متفرداً في عالم الصحافة، يتمتع بالمصداقية والتفاعل مع القضايا المحيطة بها. توصف «واشنطن بوست» بأنها صحيفة «حيادية» شعارها «الحقيقة تموت في الظلام»، لكنها تعتبر ليبرالية متحررة من الناحية السياسية، خصوصاً فيما يتعلق بصفحة الرأي، والتي يستشهد بها النقاد والمتخصصون في الإعلام مع صحيفة «نيويورك تايمز»، باعتبارهما يمثلان ما يعرف في أميركا حالياً باسم «الإعلام الليبرالي». تصنف «واشنطن بوست» بأنها أقرب إلى دوائر الحزب الديمقراطي منها إلى الجمهوريين، وتجلى ذلك في تأييدها عام 2000 لحملة المرشح الديمقراطي آل جور للانتخابات الرئاسية، التي خسرها أمام جورج بوش الابن، وأيضاً حملة باراك أوباما الرئاسية خلال حملته عام 2008. على مستوى السياسة الداخلية، عرفت «واشنطن بوست» بتبنيها قضايا الأقليات المهاجرة وحقوق الإنسان والحريات، ورفضت في المقابل «قانون باتريوت» الذي أتاح إمكانية التنصت على المكالمات الهاتفية ومراقبة مواقع الإنترنت والتحويلات البنكية داخل الولايات المتحدة، وللحديث بقية.
اليوم نستكمل معكم بقية الحكاية التي بدأناها في خاتمة المقال السابق عن أطماع اليهود في سيناء منذ قرون طويلة، فهي بالنسبة لهم في قلب العقيدة الصهيونية، لدرجة أن تيودور هرتزل -مؤسِّس الصهيونية العالمية- أطلق عليها...
يبدو من المرجح حالياً أن أزمة سد النهضة لن تجد حلاً، وأن السد سيتم تشغيله، وأن ملء بحيرة السد سيحجب كمية كبيرة من حصة مصر في مياه النيل، لكن ماذا عن شبه جزيرة سيناء؟! يلاحظ...
السؤال الذي يتردد بكثافة في أوساط الأميركيين، وربما في أنحاء العالم في الوقت الحالي هو: هل يفوز الرئيس الجمهوري دونالد ترمب بقترة رئاسية ثانية تمتد حتى 2024؟ أم يتمكن غريمه الديمقراطي جو بايدن من هزيمته...
رغم مرور 4 أعوام ونصف العام على وفاة الباحث الإيطالي جوليو ريجيني الغامضة بالقاهرة، لا تزال ملابسات وظروف الوفاة غير معروفة، ويبدو أن صبر الحكومة الإيطالية نفد، وبدأت تطالب القاهرة بردود حاسمة وتوضيحات مقبولة، فقد...
من منّا لا يعرف قصة سندريلا والأقزام السبعة، كلّنا تربّينا عليها، وتعاطفنا مع السندريلا التي كان عليها أن تتقبّل قهر وظلم زوجة أبيها وبناتها المتعجرفات، حتى تأخذنا القصة للنهاية الجميلة حين تلتقي السندريلا بالأمير، فيقع...
أحد أصدقائي أوشك على الانتهاء من كتابة رواية طويلة عن أحوال المعارضة المصرية في الخارج منذ 2013م، وقد اقترحت عليه اسماً للبطل الرئيسي لروايته، وهو معارض ليبرالي يسحق الجميع من أجل مصالحه الشخصية الضيّقة. اقترحت...
عندما تغيب المنافسة العادلة أو تكون محدودة، هل يمكن أن تعرف الصحافي الجيد أو الكاتب الأكثر براعة أو الأجزل في العبارة، أو الأغزر إنتاجاً، أو الأعمق فكراً، أو الأفضل أسلوباً؟! كيف ستعرفه إذا لم تتوافر...
في جامعة القاهرة في منتصف ثمانينيات القرن الماضي، كنت مندفعاً في دراسة العلوم السياسية، وكنت قرأت كتاب «البرنس» لميكافيللي قبل دخول الجامعة، ولم يعجبني! دخلت في مناقشات جادة وأحياناً حادة مع أساتذة درسوا في الجامعات...
بعد المعركة الصحافية الشهيرة التي خاضتها صحيفة «بوسطن جلوب» خلال عامي 2001 و2002، والتي انتهت باستقالة الكاردينال لاو رأس الكنيسة الكاثوليكية في عموم أميركا، ترسخ اعتقاد لدى مواطني مدينة بوسطن من الكاثوليك، أن الصحيفة الأكبر...
ليالي زمن «كورونا» تمرّ بطيئة وطويلة، لكنها ليست كذلك لمن يقرأون طوال الوقت حتى يستطيعوا الكتابة الأديب المصري الفذّ مصطفى لطفي المنفلوطي، كتب في بداية القرن العشرين أن الكاتب يشبه «عربة الرشّ» وهي عربة كانت...
لا أخفي عليكم، أن الكتابة وفق مواعيد محددة مسألة مرهقة، في بعض الأحيان لا توجد فكرة واضحة للمقال، أو يصاب الكاتب بالحيرة في الاختيار بين أكثر من فكرة، وفي أحيان أخرى يقترب موعد تسليم المقال،...
الصحف الأميركية هي قلاع حقيقية تصون الحريات العامة فى البلاد، هذه حقيقة يفتخر بها الأميركيون على بقية أمم الأرض. في عالمنا العربي تختفي تلك القلاع، فيحدث أن تتجرأ النظم المستبدة على تلك الحريات، وتعصف بها...