


عدد المقالات 198
في ذروة تعقيدات الحبكة الدرامية لفيلم «عنتر ولبلب» من إنتاج العام 1952، يصل لبلب إلى شفا الإفلاس، ويصبح مهدداً بضياع محله أو دكانه، والأخطر هو فقدان حبيبته -لوزة- التي تقوم بأداء دورها الممثلة المصرية حورية حسن، لصالح الغريب شمشون -سراج منير- الذي جاء إلى الحارة مدعوماً بالمال والقوة والسلاح والنفوذ السياسي من خارج الحارة. بل وتدعمه أيضاً «خيانات داخلية» من جانب والد محبوبته لوزة، مقابل المال الذي يفتقر إليه لبلب ابن البلد المصري الشهم، حيث يتفق عنتر أو شمشون مع والد لوزة على تزويجه إياها. إزاء هذا التحدي الوجودي، يقرّر لبلب أن يخوض معركة حتى لو انهزم فيها، فإنها سوف ترضي كبرياءه ونخوته التي تأبى الهزيمة والاستسلام بدون معركة، وتكون تلك المعركة على شكل رهان علني بين عنتر ولبلب، يتعهد فيه لبلب بأن يصفع عنتر 7 صفعات على وجهه ورأسه طوال أسبوع كامل وبواقع صفعة كل يوم، وإذا فشل فى توجيه تلك الصفعة ليوم واحد ينتهي الرهان ويخسر لبلب كل شيء، ويترك الحارة بلا قيد ولا شرط. وتتوالى الأحداث وينجح لبلب في هزيمة شمشون الذي يلجأ بعد الصفعة السادسة إلى المناورة، ويطالب بفتح باب المفاوضات، لكن أهل الحارة يدركون أنه يريد تمييع الموقف ليكسب الرهان، فيعلن لبلب أنه لا مفاوضة إلا بعد العزال، أي الجلاء، ويواصل المواجهة وينجح في شق جبهة شمشون الداخلية واستمالة رفيقته الراقصة بِبا إبراهيم إلى صفّه، ليتمكن من توجيه الصفعة الأخيرة، والفوز بالرهان. بعد أسابيع قليلة من عرض الفيلم تحت اسم «شمشون ولبلب»، تمّ سحبه من دور السينما المصرية دون سبب معروف، ليعود بعدها بـ 6 أشهر باسم «عنتر ولبلب»، وهو ما أثار شكوكاً في أن سبب سحب الفيلم من دور العرض لم يكن يتعلق فقط بتناوله للصراع بين المطالبين بتوقف المفاوضات وجلاء الإنجليز عن مصر، وإنما أيضاً لأن الفيلم -باسمه الأصلي- كان يحاول أن يربط بين القضية الوطنية المصرية، والقضية الوطنية الفلسطينية، وأن يوجه رسالة النشطاء على الصعيدين المصري والفلسطيني خلاصتها: «أن الضعف ليس مبرراً للنكوص عن استرداد الحقوق، وأننا إذا لم نكن نملك القوة، فباستطاعتنا أن نستخدم الذكاء والعقل». الزميل الصحافي مؤمن المحمدي رصد مجموعة من الأسباب التي أدت إلى تحويل اسم الفيلم من «شمشون ولبلب»، إلى «عنتر ولبلب»، وذلك فى كتابه: «ألف مشهد ومشهد»، من بينها اعتراض إسرائيل على الفيلم، وتهديدها برفع قضية دولية، الأمر الذى أجبر صنّاع الفيلم على تغيير الاسم، وكذلك اعتراض الحاخام الأكبر لليهود فى مصر حاييم ناحوم على اسم شمشون، لما له من دلالة فى العهد القديم، السبب الأخير من وجهة نظر المحمدي، هو أن ضباط يوليو والنظام الجديد رأوا ضرورة عدم الدخول فى صدامات مع إسرائيل في ذلك الوقت. وأمام تلك الدلالات التي حدثت فى العام 1952 مع بداية حكم العسكر المصريين، سألني صديق في الأسبوع الماضي: هل تعتقد أن الشاب والمقاول المصري محمد علي يستهدف زعامة الثائرين ضد نظام السيسي عام 2019؟ قلت: وما المانع؟ وهل موقع القيادة محجوز لأشخاص بعينهم؟ أجاب بسرعة: لا طبعاً. قلت: يا صديقي، الواقع الثوري يفرز رموزه يومياً، والثورة عندما تندلع سوف تفرض قادتها، وساعتها يجب علينا جميعاً -إذا كنا مخلصين للثورة وإصلاح أحوال بلدنا بجد، ومتجردين من الهوى والمصالح بجد- أن نساند هؤلاء القادة الحقيقيين على الأرض، ونشجعهم ونؤيدهم، لأن هؤلاء ببساطة هم القادة الطبيعيين لأي ثورة حقيقية!
اليوم نستكمل معكم بقية الحكاية التي بدأناها في خاتمة المقال السابق عن أطماع اليهود في سيناء منذ قرون طويلة، فهي بالنسبة لهم في قلب العقيدة الصهيونية، لدرجة أن تيودور هرتزل -مؤسِّس الصهيونية العالمية- أطلق عليها...
يبدو من المرجح حالياً أن أزمة سد النهضة لن تجد حلاً، وأن السد سيتم تشغيله، وأن ملء بحيرة السد سيحجب كمية كبيرة من حصة مصر في مياه النيل، لكن ماذا عن شبه جزيرة سيناء؟! يلاحظ...
السؤال الذي يتردد بكثافة في أوساط الأميركيين، وربما في أنحاء العالم في الوقت الحالي هو: هل يفوز الرئيس الجمهوري دونالد ترمب بقترة رئاسية ثانية تمتد حتى 2024؟ أم يتمكن غريمه الديمقراطي جو بايدن من هزيمته...
رغم مرور 4 أعوام ونصف العام على وفاة الباحث الإيطالي جوليو ريجيني الغامضة بالقاهرة، لا تزال ملابسات وظروف الوفاة غير معروفة، ويبدو أن صبر الحكومة الإيطالية نفد، وبدأت تطالب القاهرة بردود حاسمة وتوضيحات مقبولة، فقد...
من منّا لا يعرف قصة سندريلا والأقزام السبعة، كلّنا تربّينا عليها، وتعاطفنا مع السندريلا التي كان عليها أن تتقبّل قهر وظلم زوجة أبيها وبناتها المتعجرفات، حتى تأخذنا القصة للنهاية الجميلة حين تلتقي السندريلا بالأمير، فيقع...
أحد أصدقائي أوشك على الانتهاء من كتابة رواية طويلة عن أحوال المعارضة المصرية في الخارج منذ 2013م، وقد اقترحت عليه اسماً للبطل الرئيسي لروايته، وهو معارض ليبرالي يسحق الجميع من أجل مصالحه الشخصية الضيّقة. اقترحت...
عندما تغيب المنافسة العادلة أو تكون محدودة، هل يمكن أن تعرف الصحافي الجيد أو الكاتب الأكثر براعة أو الأجزل في العبارة، أو الأغزر إنتاجاً، أو الأعمق فكراً، أو الأفضل أسلوباً؟! كيف ستعرفه إذا لم تتوافر...
في جامعة القاهرة في منتصف ثمانينيات القرن الماضي، كنت مندفعاً في دراسة العلوم السياسية، وكنت قرأت كتاب «البرنس» لميكافيللي قبل دخول الجامعة، ولم يعجبني! دخلت في مناقشات جادة وأحياناً حادة مع أساتذة درسوا في الجامعات...
بعد المعركة الصحافية الشهيرة التي خاضتها صحيفة «بوسطن جلوب» خلال عامي 2001 و2002، والتي انتهت باستقالة الكاردينال لاو رأس الكنيسة الكاثوليكية في عموم أميركا، ترسخ اعتقاد لدى مواطني مدينة بوسطن من الكاثوليك، أن الصحيفة الأكبر...
ليالي زمن «كورونا» تمرّ بطيئة وطويلة، لكنها ليست كذلك لمن يقرأون طوال الوقت حتى يستطيعوا الكتابة الأديب المصري الفذّ مصطفى لطفي المنفلوطي، كتب في بداية القرن العشرين أن الكاتب يشبه «عربة الرشّ» وهي عربة كانت...
لا أخفي عليكم، أن الكتابة وفق مواعيد محددة مسألة مرهقة، في بعض الأحيان لا توجد فكرة واضحة للمقال، أو يصاب الكاتب بالحيرة في الاختيار بين أكثر من فكرة، وفي أحيان أخرى يقترب موعد تسليم المقال،...
الصحف الأميركية هي قلاع حقيقية تصون الحريات العامة فى البلاد، هذه حقيقة يفتخر بها الأميركيون على بقية أمم الأرض. في عالمنا العربي تختفي تلك القلاع، فيحدث أن تتجرأ النظم المستبدة على تلك الحريات، وتعصف بها...