أجمل هدية للمربيات الفاضلات.. ميري وجوزفين

الاحتفاء بيوم الأم ليس عيداً، فالأعياد عندنا عيدان «عيد الفطر وعيد الأضحى المباركان». هذي خالصين منها ولا جدال فيها. ولكنه قد يكون كالعرف أو بعض المناسبات السعيدة التي نحتفل فيها بأمنا التي تستحق منا كل خير، الأم الحقيقية اللي مهما سوينا لها أو عطيناها ما راح نوفيها حقها. ولكني في هذا الاحتفال سأوجّه كلامي لبعض أكرر «بعض» وليس كل الأمهات، قلة قليلة من الأمهات التي تستحق أن تسمع أو تقرأ هذا الكلام، يا ترى أيها الأم.. من فيكم الأم الحقيقية التي تستحق لقب أمي أو ماما.. أنتِ أم البيبي سيتر أو العاملة؟ في السابق الأم هي التي تقوم بالاعتناء بأطفالها.. هي من تقوم بترتيب ملابسهم وهندامهم وإفطارهم وترافقهم للمدرسة، الأم التي كانت تجلس مع أطفالها معظم الوقت، وتسهر على راحتهم متى مرضوا.. يا ترى أيتها الأم من يستحق هدية يوم الأم؟ أنت أم ميري الهندية وجوزفين الفلبينية؟ (مع كامل احترامي وتقديري لهما). فالواجبات الحقيقية للأم –للأسف- هما من تقومان بها، أنت وظيفتك الولادة وتجهيز غرفة الولادة، ومن بعد «الإنفاس» أنت مشغولة بجولاتك وطلعاتك وأزيائك، وبمراقبة زوجك، وأوقات التنكيد عليه. وحتى لا أهضم حقك، ومشغولة أيضاً بالتسوق ليلاً نهاراً لملابس الطفل المدلل حمودي، مسكين حمودي ما يدري أن أمه مشغولة بالتسوق من أجل أن يلبس أفضل الماركات، وثم ماذا؟ ترمي الملابس على ميري أو جوزفين، وتعود لحياتها بين قهوة وحفلة وسفرة. والمشكلة الكبرى إذا رافقها طفلها راح تصاب بالصداع منذ الدقائق الأولى، وراح يسمع جميع أنواع السب والألفاظ من فمها مع اللعن بلحظات زواجها وحملها، وإذا كبر الولد قام يسب ويتلفظ بألفاظ بذيئة في المدرسة، أو مع أصحابه «لتستغرب الأم وتقول مدري من وين تعلم هذي الألفاظ؟!». من ميري يا مدام.. والآن من يستحق هدية يوم الأم.. الأم المسجلة في شهادة الميلاد أم ميري وجوزفين؟ هل تعلمين أيتها السيدة أن ما تزرعينه ستحصدينه في النهاية؟ ببعدك عن أبنائك في الصغر ستغرسين فيهم القساوة في الكبر؟ ومع أني متأسف لما سأقوله، ولكن لا تستغربين، وأنت عجوز أن يقوم ابنك برميك في دار العجزة!! أليس أنت من بدأت برميه في حضن مربية غريبة عنه؟ وهنا المشكلة زيادة العقوق عند الأبناء؛ لأن من رباهم للأسف لم يغرس فيهم بر الوالدين. عزيزي الرجل، إن كانت زوجتك تعتمد على ميري وجوزفين أنصحك بشراء الهدية لهما، وإهدائهما أمام عين زوجتك، وقل لها هذا ما صنعت يداك يا زوجتي العزيزة. ورسالتي الأخيرة للشباب المقبلين على الزواج: من البداية احرص على أن تقوم زوجتك بواجباتها المنزلية، وفي فترة الخطوبة وضّح مطالبك الحقيقية لا الشكلية. من الأفضل مناقشة طريقة التربية بدل مناقشة من راح يصمم الحفل، ومن المطرب اللي راح يغني، والكوشه من وين؟! احرص على أن تكون هي المربية الحقيقية لطفلك، وليس ميري وجوزفين. وفي النهاية كامل اعتزازي وتقديري لميري وجوزفين، فأنا من الناس الذين لا يستغنون عنهما في بيته، وأحتاج لوجودهما.. نعم نحتاج لهم جميعاً، ولكن ليس في دور الأم. نقطة أخيرة: لماذا لم أوجّه كلامي للرجل؟ لأنه لم يطلب هدية في يوم الأب؛ ولأن المناسبة خاصة بالأم. حفظ الله أمهاتنا من كل شر (ورحم الله من ربياني صغيراً).