alsharq

خلود عبدالله الخميس

عدد المقالات 170

تمجيد «التواريخ» ومشاعر التطرف

21 يناير 2016 , 01:11ص

البعض تشغلهم التواريخ، بل تعدى الأمر من الانشغال إلى الاهتمام، وأظنه أيضاً قطع شوطاً أبعد من الاهتمام إلى الهوَس! فتجد حياته تتمحور حول تاريخ ميلاده، تخرجه، تعيينه، زواجه، وفاة أعزاء، تحولات شخصية، تحولات عالمية، عام جديد، مناسبة حزينة، أخرى سعيدة، التواريخ هي العمود الفقاري الذي لا يستقيم ترتيب حياته إلا بها! التاريخ ليس إلا توثيق زمني لأحداث، مجرد رقم بات رمزاً لاستجلاب مشاعر مضت، التواريخ هي أطر لصورة نحن نقررها، فصارت تقرر من نحن! ماذا تعني التواريخ للإنسان؟ هي موعد لذكرى ميتة لشيء صار في طي الوقت، وتتحكم فيه المشاعر المتطرفة فقط: فرح حزن. أما الذكريات المتعادلة المشاعر فلا يستذكر الشخص تاريخها؛ ذلك رغم أننا نعيش في هذه المنطقة أطول أعمارنا، المنطقة الوسطى، الرمادية، اللاوضوح في المشاعر، وهي أكثر الذكريات المنسية غير المعتنى بها؛ لهذا تتشكل لدينا شخصيات متطرفة، التطرف منظومة فكرية، أي منظومة فكرية متزنة تعني التحكم في المشاعر، والتطرف هو تسليم الزمام للمشاعر لتقرر هي السلوك البشري بناء على استدعاء الحزن والفرح. لاحظ عزيزي القارئ أن السلوك المتطرف للحزن مثله عند الفرح، تأجيج «مشاعري» ينفلت من سيطرتك. أن تحتفل برحيل عام من عمرك أليس من المبكي المضحك؟! أن تحتفل بمرور عام من عمرك، هو السعادة بنقص عدادك، لتفيق يوماً وأنت لا إنجاز لك إلا احتفالات «راتبة»! وهناك من يعيش حياة من الفشل الباذخ، في منظومة شاملة من التردي والتراجع، وما زال يحتفل، أظن عليه أن يراجع مفاهيمه للاحتفال! التطرف في المشاعر يؤدي إلى هشاشة في الإحساس تصيب الوسطية، وتلغيها لصالح الحزن والفرح فقط. وقد تسيطر مشاعر الحزن، وهذا يغلب على الإنسان من منطلق الإيمان لدى العامة بأن الخير يخص والشر يعم، فيتحول لتجنب ينحى للعزلة والاحتجاج بنصوص شرعية لتبرير «دروشته» لينسحب من الحياة، فيصير مفارق للجماعة بالمعنى الإنساني. أسألت نفسك ما هي الجماعة؟ أنت جماعة بحد ذاتك، أنت جسد وعقل وروح ونفس، أنت سمع وبصر ولسان، فيك جماعة تحتاج أن تحتوي شعثها عند نوازل التناقضات البشرية بين ضعف وقوة لا أن تعقها وتفارقها فتفرق بين الجسد والروح والعقل والنفس، وكل جوارحك تتصرف بلا ربان يعرف حركة الرياح وعلو الموج ومكان المرفأ فتتيه. لتعرف نفسك عليك أن تتعرف عليها، ولتتعرف عليها يجب أن تلقي لذكريات المنطقة الرمادية اهتماماً أكبر من تلك التي تفرحك حد الاحتفال وتؤلمك حد الاحتفال أيضاً. الأماكن التي نقضي فيها السواد الأعظم من أعمارنا هي التي نتشكل فيها، أما اللحظات المفرطة السعادة أو الألم، من تفوز بتاريخ يستحق تدوينه كذكرى كلما مر عليها عام فهي ليست إلا استثناء، وفرد يعيش حياته بأسرها يجتر مشاعر أحداث «استثنائية» هل سيكون ممن يعتمد عليه في الحياة النظامية؟! ما سبق كانت سطور طرحت من خلالها اختصار لمبحث طويل أجريته عن تجارب حقيقية لمحيطين وأغراب من دول وبيئات مختلفة، المبحث ليس دراسة علمية ولكنه استطلاع شخصي. خلصتُ إلى العديد من النتائج منها وأهمها برأيي أن التطرف منظومة فكرية ويمكن علاجها عبر التعرف على مدى الارتباط بتواريخ ما في حياة الإنسان. وفي ذكرى تلك التواريخ تستخدم المشاعر التي تضخها لضبطها ووضعها في دائرة الاعتدال، ولدى المختصين في التنويم الإيحائي والبرمجة الذهنية القدرة على التعامل مع حالات التطرف بهذا «التكنيك». ولعلها نتائج تضيف إلى البشرية للحد من التطرف «المشاعري» وهو سبب أي سلوك تطرفي.

الشيخ المغامسي.. وفرقة «حَسَب الله»

اشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي، وإن أحببتُ تسميتها وسائل التقاطع أدق وصفاً، بمقابلة الشيخ صالح المغامسي التلفزيونية، التي قال فيها أكثر من جملة مثيرة للجدل، ولا أحبذ إطلاق كلمة «فتوى» على كلامه، لأنه ليس كذلك. إن...

تحول «النهضة» للمدنية وأزمة المصطلحات

جانب من نهضة الفكر الغربي تعود للتوصل لاتفاق حول معاني المفاهيم للمصطلحات التي يستخدمونها، وأحد أوسع أزمات الفكر العربي أنه لا اتفاق على مرامي المصطلحات ولا تعريف متفق عليه.. عليها. والمصطلحات بين الساسة أزمة بحد...

على تركيا رفض دخول «نادي» الاتحاد الأوروبي

رئيس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك لا يستطيع أن يبقى صامتاً إزاء قول عمدة لندن السابق بوريس جونسون بأن الاتحاد يسير على خطى هتلر؛ لأنه «وصف تعدي النقد السياسي»! دماء أطفال العالم العربي والإسلامي ونسائه وشيبته...

اليهود الطيبون و«الإخوان» الأشرار!

عرض في رمضان الماضي، أي هو إنتاج ما بعد ثورة 25 يناير, معلومة توفر الكثير من التفسير والتحليل لعدائية الخطاب ضد الإخوان المسلمين، وتقربه وحماسه لليهود وعدم الاقتراب إلى فكرة الصهيونية بتاتاً! حارة اليهود، جعل...

مجلس التعاون والتعليم والمعلم!

سألته أمه: كيف كان تقديمك في الاختبار؟ فأجاب: أنا أجدت الإجابة، لكن لا أعلم رأي الأستاذ! الإجابة تعكس فقدان أصل العلاقة بين المعلم والطالب، الثقة بعدالة الأول في تقييم فهم الثاني للمادة العلمية، لكن هل...

دستور تركيا الجديد إسلامي

في سابقة هي الأولى من نوعها أعلن رئيس البرلمان التركي إسماعيل كهرمان بألفاظ صريحة ضرورة تضمن دستور تركيا الجديد قيم الإسلام لا القيم العلمانية. والبطل، وهي الترجمة العربية لكلمة كهرمان، يستحق أن نرفع له «العقال»...

إضرابات الكويت ومثلث برمودا!

تعتبر الكويت من أوائل الدول في الخليج التي تتميز بوجود «العقد الاجتماعي» أو كما يسمى «الدستور». وأول دستور في الكويت كان في العام 1921 والثاني العام 1938 والثالث 1961 والرابع وهو الحالي صدر في الحادي...

سلمان وأردوغان.. وتطلعات المسلمين

لماذا تتطلع الشعوب المسلمة إلى زيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز، ملك المملكة العربية السعودية، إلى أخيه رجب طيب أردوغان رئيس جمهورية تركيا؟ ثم لماذا تتابع وسائل الإعلام تفاصيل جدول أعمال الزيارة على صدر أولوياتها رغم...

الزواج بين الريف والمدن

قرأتُ بالأمس خبراً ظريفاً مفاده أن مجموعة من شباب قرية «أوزوملو» في ولاية «مرسين» التركية تظاهروا في قراهم رافعين لافتات تضم مطالباتهم وهي واحدة لا غير: الرغبة في الزواج من الفتيات التركيات. ويرجع ذلك لهجرة...

ترامب و«الترامبولين»..!

غريب أمر دونالد ترامب، هل هو فعلاً يعني ما يتبناه في حملاته الانتخابية؟! وهل الحزب الجمهوري موافق على تلك الحملة اللاأخلاقية؟! وما الخلفية داخل مؤسسة الحزب الجمهوري تجاه صعوده المرافق لاستهتاره بعراقة الحزب وتبني خطاباً...

أب يجلد طفله ووزير تربية طائفي!

انتشر في وسائل التواصل الاجتماعي تصوير منزلي لا يتعدى العشرين ثانية لأب كبل يدي وقدمي ابنه الذي لم يتعد الخامسة من عمره، ودأب يجلده بسوط ويعذبه وكأنه ليس ابنه بل حبسه وجوّعه! الحقيقة لم أعتد...

هل ينجح الإرهاب الدولي بخلع «طيب تركيا»؟

يسبق كل إعلان في وسائل الإعلام عن تفجير في ولاية من ولايات تركيا إعلان نية توجه رئيس الدولة رجب طيب أردوغان أو رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو إلى دول صديقة وجارة في زيارات رسمية بغرض...