alsharq

محمد عيادي

عدد المقالات 105

وا قراءتااااه

20 ديسمبر 2011 , 12:00ص

بين الفينة والأخرى تصدر دراسات وتقارير وإحصاءات عن مستوى القراءة وإصدار الكتب بالعالم العربي مخجلة للغاية بالمقارنة ببقية دول العالم الأخرى. وكشف آخر تقرير صدر عن مؤسسة الفكر العربي حول التنمية الثقافية التدهور الكبير في نسبة القراءة في الدول العربية بالمقارنة مع دول الغرب، إذ لا يتجاوز متوسط الزمن الذي يخصصه العربي للقراءة 6 دقائق في السنة مقابل متوسط قراءة عند الغربي يتجاوز 20 ساعة سنويا (12 ألف دقيقة). والفارق الشاسع نفسه نجده في عالم إصدار المجلات والدراسات والكتب، حيث يصدر في العالم العربي كله 1650 كتابا في السنة مقابل 85 ألف كتاب في أميركا وحدها. ويكبر حجم المأساة والمصيبة عندما نجد مقارنات بين العالم العربي (أكثر من 300 مليون نسمة) حيث يصدر كتاب لكل خمسة آلاف نسمة، وبين الكيان الإسرائيلي (حوالي أربعة ملايين نسمة) حيث يصدر كتاب لكل ألف نسمة. أما عند المقارنة مع ألمانيا أو بريطانيا أو أميركا فستكون الفضيحة بـ «جلاجل»، كما يقول إخواننا المصريون. وطبعا سنجد فروقا شاسعة إذا ما فتحتا ملف المقارنة على مستوى الالتحاق بالتعليم ومستوى الطلبة والأساتذة في التعليم العالي ومستوى القنوات والإذاعات المهتمة بالثقافة والعلوم وعددها و... والسؤال الذي يفرض نفسه في هذا الوضع هو: ما الأسباب التي جعلت أمة «اقرأ» لا تقرأ ولا تعمل بقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم) «اقرأ وارتق» أو كما قال، وتصل لهذا الحال المزري بين الأمم مع أن المفروض فيها أن تمارس شهودا حضاريا (وكذلك جعلناكم أمة وسطة لتكونوا شهداء على الناس). كثيرون سيرجعون للغة الأرقام لتبرير هذا الواقع بالفقر ونسبة الأمية الكبيرة التي تضرب العالم العربي (ما بين 47 و%60)، وقصور المناهج الدراسية على بناء ثقافة القراءة وصناعة بيئة مشجعة على القراءة والتأليف، وما إلى ذلك، والحقيقة أن هذه ليست أسبابا بل مظاهر ونتائج لسبب رئيسي جوهري هو أن أغلبية الأنظمة العربية التي تولت الحكم بعد خروج الاستعمار لم تهتم بنهضة الشعوب وتحررها من المستعمر وأغلاله، إنما كرست كل جهودها للتمكين للسلطة فوجهت كل شيء لخدمة هذا الهدف بما فيه الإعلام والتعليم وجعلتهما مطيتها لنشر أيديولوجيتها القومية أو الاشتراكية أو الشيوعية وحتى «الإسلامية»، فتحكمت في دور النشر ووسائل الإعلام ومارست عليها رقابة شديدة، وخصصت نسبة هزيلة من الناتج الوطني الخام للتعليم والبحث العلمي، مما اضطر طاقات علمية وفكرية وأدبية للهجرة، وما إن جاء عصر العولمة والانفجار المعلوماتي حتى وجدنا أنفسنا خارج التاريخ وفي مؤخرة الترتيب في العلوم والتأليف والقراءة. صحيح أن الدول العربية ليست على حال واحد وأن هناك تفاوتا في المستويات وأن هناك دولا -وهي قليلة- قامت بجهد كبير في دعم التعليم والنهوض به والاستثمار في المعرفة وتشجيع العلماء والمفكرين ودعمهم، لكن المشهد العام للعالم العربي محزن على هذا المستوى، ويبقى الأمل في أن يكون من بركات الربيع الديمقراطي العربي إفراز حكومات تعطي الأولوية لكرامة الإنسان العربي وتعبر عن إرادته، وتعمل على الرقي به وتنميته علميا ومعرفيا لأن المعرفة هي رأسمال المستقبل وسلاحه.

هل هي نهاية التاريخ؟

«فيا ليت أمي لم تلدني، ويا ليتني مت قبل حدوثها وكنت نسياً منسياً»، هكذا تحدث المؤرخ ابن الأثير الجزري -بعد طول تردد- في كتابه «الكامل في التاريخ» من شدة صدمته من همجية التتار «المغول» وتنكيلهم...

العالم الإسلامي والحاجة لإيقاف النزيف

بعد أيام يودعنا عام 2016 وقد سقطت حلب الشرقية في الهيمنة الروسية الإيرانية بعد تدميرها وتهجير أهلها، واحتكار الروس والإيرانيين والأتراك والأمريكان الملف السوري وتراجع كبير للدور والتأثير العربي يكاد يصل لدرجة الغياب في المرحلة...

الآتي من الزمان أسوأ!

قرأت بالصدفة -وليس بالاختيار- كتابا مترجما للأديب والمفكر الإسباني رفائيل سانشيت فرلوسيو بهذا العنوان «الآتي من الزمان أسوأ»، وهو عبارة عن مجموعة تأملات ومقالات كتبها قبل عقود عديدة. قال فرلوسيو في إحدى تأملاته بعنوان «ناقوس...

الحب السائل

«الحب السائل» عنوان كتاب لزيجمونت باومان أحد علماء الاجتماع الذي اشتغل على نقد الحداثة الغربية باستخدام نظرية السيولة -إذا جاز تسميتها بالنظرية- والكتاب ضمن سلسلة كتب «الحداثة والهولوكست»، «الحداثة السائلة» و «الأزمنة السائلة»، «الخوف السائل»...

تأخر تشكيل الحكومة المغربية.. الوجه الآخر للصورة

لم تتضح بعد تشكيلة الحكومة المغربية الجديدة رغم مرور قرابة شهرين من إعلان نتائج الانتخابات التشريعية بالمغرب فجر الثامن من أكتوبر الماضي وتكليف الملك محمد السادس الأمينَ العام لحزب العدالة والتنمية عبدالإله بنكيران بتشكيل الحكومة...

كثرت المآسي.. هل تجمد الحس الاحتجاجي؟

تعيش الأمة العربية والإسلامية أسوء أحوالها منذ الاجتياح المغولي لبغداد قبل أكثر من ثمانية قرون تقريبا، فهولاكو روسيا يواصل مع طيران نظام الأسد تدمير سوريا وتحديدا حلب بدون أدنى رحمة في ظل تفرج العالم على...

ترامب.. هل هو خريف الديمقراطية الأميركية؟

«من الواضح أن انتصار دونالد ترامب هو لبنة إضافية في ظهور عالم جديد يهدف لاستبدال النظام القديم» هكذا قالت أمس زعيمة اليمين المتطرف بفرنسا عن نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية. وظهر جليا أن تداعيات فوز ترامب...

مخاض تشكيل الحكومة المغربية الجديدة

رغم مضي قرابة شهر على إعلان نتائج الانتخابات التشريعية المغربية التي توجت حزب العدالة والتنمية (إسلامي) بالمرتبة الأولى بـ125 مقعداً، وتكليف الملك محمد السادس عبد الإله بنكيران الأمين العام للحزب المذكور بتشكيل الحكومة، لم تظهر...

حرب التسطيح

ثمة حرب شرسة وخطيرة تجري، لكن من دون ضوضاء، لن تظهر كوارثها وخسائرها إلا بعد عقد أو عقدين من الزمن، وهي حرب التسطيح والضحالة الفكرية والثقافية، عبر استخدام غير رشيد للإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، وجعلهما...

لا نحتاج لديمقراطية مريضة

تنتقد جهات غربية العرب والمسلمين بشكل عام، بأنهم لا يعرفون للديمقراطية سبيلا، وحتى صنيعة الغرب؛ الكيان الإسرائيلي يتبجح بأنه ديمقراطي، وقال رئيس وزرائه بنيامين نتنياهو قبل أيام في الاحتفال بمرور67 سنة على تأسيس (الكنيست): إنه...

أوباما والعالم الإسلامي.. وعود لم تتحقق

شهور ويغادر باراك أوباما كرسي رئاسة الولايات المتحدة الأميركية دون أن يحقق وعوده للعالم الإسلامي، فالرجل كان مهموما بمصالح بلاده أولا وأخيرا. ومن أكبر الوعود التي أطلقها في خطابه بالبرلمان التركي في أبريل 2009، وخطابه...

لماذا يخاف الغرب من اللاجئين؟

خلق موضوع استقبال اللاجئين في الغرب نقاشات كبيرة، وخلافات عميقة، سواء داخل أوروبا أو الولايات المتحدة الأميركية، جعلتهم في تناقض مع المواثيق الدولية التي تنظم كيفية التعامل مع اللاجئين سبب الحروب والعنف. ورغم أن أزمة...