alsharq

خلود عبدالله الخميس

عدد المقالات 170

الدولة الـ «مـ» دينية»!

19 أبريل 2012 , 12:00ص

وكأن الربيع العربي قد جاء بغتةً للجماعات الإسلامية «بمختلف توجهاتها ومسمياتها» لدولٍ كانت تعيش تطرفاً مدنياً بحتاً! فصارت أمام أمرين واقعين لا مناص، الأول: هو أن النظام «العلمادني» (العلماني–المدني) استشرى في تلك المجتمعات «حتى من تظن أنها ذات جذور دينية» فبات حقيقة لنموذج المعيشة اليومية، ويتطلب قوى جبارة وسنين عدة لتمام إحلاله. والثاني: أن الجماعات الدينية هي المنجى المنتظَر للمجتمعات «المحافظة–الدينية» التي تقبع تحت الأنظمة المدنية راغمة، ومن فرط اندماجها صار التعايش إقراراً في ظاهره، وفي باطنه السخط والرفض! التحديان السابقان ليسا إلا وصفاً لحالة الدول التي تحكمها الآن جماعات كانت إما مسجونة أومنفية أو مدموغة بالإرهاب. وقد فوجئتْ بنصرٍ أقرب مما تحتمل. وفتحٍ أوسع مما ترجو بتمكين للحكم. فآل الأمر إلى شغور كرسي حكم مستعد لقيادة تجربة إسلامية بعد عقود من تجربة علمانية مرهِقة، ووجود حكام ذوي توجهات إسلامية مقبولين شعبياً. ولكن النظام المؤسسي هالك، وأعمدة الدولة منخورة، والتطبيق المعادي لكل مظهر إسلامي صُبغ بلون مُغبش اسمه «الدستور» ودُمغ عليه «كتاب الدولة المدنية». فصار لا بد من صيغة تجمع بين حلم الشعوب المتطلع للحكام الجدد بأنهم قادرون على تأسيس دولة دينية. وأن يكون تحقيقه عبر الواقع وهو الدولة المدنية. وفي هذه الفوضى لضبابية المنهجية، رغم وضوح المنهج، يجب أن يتبنى القادة الإسلاميون الذين وجدوا أنفسهم في سدة الحكم فجأة. فكرة الدولة المـ «دينية» حتى حين. وهي الدولة التي تُرسي الإسلام كدينٍ للدولة في دساتيرها. وتستخدم القوانين المدنية «القائمة وإن خالفت الشريعة الإسلامية» لأسلمة التشريعات. ولفعل ما سبق يجب أولاً: تفكيك أعمدة النظام المحتمي بالدستور والحرس القديم، ثم، وبالتوازي، وضع نظام متكامل وتعيين حرس جديد له يقومون بإرسائه تباعاً حتى يبلغ أشده. وذلك يتطلب منهجية للتنفيذ وجداول زمنية للخطط الإجرائية، وفريقا مؤمنا بتلك المنهجية، مشاركا بوضعها، موافقا على طرق التنفيذ، خصوصاً أن الحكام يملكون الشرعية الشعبية للإحلال، والفرصة الذهبية للقرار دون مقاومة، والبيئة الدولية المواتية. حقيقة، إن الربيع العربي إسلامي. وهذا بحد ذاته فرصة ذهبية لتحقيق الدولة المـ «دينية» مستفيدة من تاريخ الإسلام السياسي وتطبيقات السياسة الشرعية التي انتهجها المسلمون في دولهم. منذ دولة المدينة في القرن الأول الهجري وحتى القرن الرابع عشر الهجري «حالياً» لتجمع، بعد ملحمة صبر ونضال ومراحل من التجربة والخطأ، بين رضا الله جل وعلا ورضا الشعب. وأخيراً، ما فتئ السؤال التالي يراودني: ما المانع أن يأتي حاكم مجاهد في نفسه وماله، ويضع القرآن الكريم، ويقول هذا دين الدولة وشريعتها، ويتحمل نتائج نصرة كتاب الله؟ twitter: @kholoudalkhames

الشيخ المغامسي.. وفرقة «حَسَب الله»

اشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي، وإن أحببتُ تسميتها وسائل التقاطع أدق وصفاً، بمقابلة الشيخ صالح المغامسي التلفزيونية، التي قال فيها أكثر من جملة مثيرة للجدل، ولا أحبذ إطلاق كلمة «فتوى» على كلامه، لأنه ليس كذلك. إن...

تحول «النهضة» للمدنية وأزمة المصطلحات

جانب من نهضة الفكر الغربي تعود للتوصل لاتفاق حول معاني المفاهيم للمصطلحات التي يستخدمونها، وأحد أوسع أزمات الفكر العربي أنه لا اتفاق على مرامي المصطلحات ولا تعريف متفق عليه.. عليها. والمصطلحات بين الساسة أزمة بحد...

على تركيا رفض دخول «نادي» الاتحاد الأوروبي

رئيس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك لا يستطيع أن يبقى صامتاً إزاء قول عمدة لندن السابق بوريس جونسون بأن الاتحاد يسير على خطى هتلر؛ لأنه «وصف تعدي النقد السياسي»! دماء أطفال العالم العربي والإسلامي ونسائه وشيبته...

اليهود الطيبون و«الإخوان» الأشرار!

عرض في رمضان الماضي، أي هو إنتاج ما بعد ثورة 25 يناير, معلومة توفر الكثير من التفسير والتحليل لعدائية الخطاب ضد الإخوان المسلمين، وتقربه وحماسه لليهود وعدم الاقتراب إلى فكرة الصهيونية بتاتاً! حارة اليهود، جعل...

مجلس التعاون والتعليم والمعلم!

سألته أمه: كيف كان تقديمك في الاختبار؟ فأجاب: أنا أجدت الإجابة، لكن لا أعلم رأي الأستاذ! الإجابة تعكس فقدان أصل العلاقة بين المعلم والطالب، الثقة بعدالة الأول في تقييم فهم الثاني للمادة العلمية، لكن هل...

دستور تركيا الجديد إسلامي

في سابقة هي الأولى من نوعها أعلن رئيس البرلمان التركي إسماعيل كهرمان بألفاظ صريحة ضرورة تضمن دستور تركيا الجديد قيم الإسلام لا القيم العلمانية. والبطل، وهي الترجمة العربية لكلمة كهرمان، يستحق أن نرفع له «العقال»...

إضرابات الكويت ومثلث برمودا!

تعتبر الكويت من أوائل الدول في الخليج التي تتميز بوجود «العقد الاجتماعي» أو كما يسمى «الدستور». وأول دستور في الكويت كان في العام 1921 والثاني العام 1938 والثالث 1961 والرابع وهو الحالي صدر في الحادي...

سلمان وأردوغان.. وتطلعات المسلمين

لماذا تتطلع الشعوب المسلمة إلى زيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز، ملك المملكة العربية السعودية، إلى أخيه رجب طيب أردوغان رئيس جمهورية تركيا؟ ثم لماذا تتابع وسائل الإعلام تفاصيل جدول أعمال الزيارة على صدر أولوياتها رغم...

الزواج بين الريف والمدن

قرأتُ بالأمس خبراً ظريفاً مفاده أن مجموعة من شباب قرية «أوزوملو» في ولاية «مرسين» التركية تظاهروا في قراهم رافعين لافتات تضم مطالباتهم وهي واحدة لا غير: الرغبة في الزواج من الفتيات التركيات. ويرجع ذلك لهجرة...

ترامب و«الترامبولين»..!

غريب أمر دونالد ترامب، هل هو فعلاً يعني ما يتبناه في حملاته الانتخابية؟! وهل الحزب الجمهوري موافق على تلك الحملة اللاأخلاقية؟! وما الخلفية داخل مؤسسة الحزب الجمهوري تجاه صعوده المرافق لاستهتاره بعراقة الحزب وتبني خطاباً...

أب يجلد طفله ووزير تربية طائفي!

انتشر في وسائل التواصل الاجتماعي تصوير منزلي لا يتعدى العشرين ثانية لأب كبل يدي وقدمي ابنه الذي لم يتعد الخامسة من عمره، ودأب يجلده بسوط ويعذبه وكأنه ليس ابنه بل حبسه وجوّعه! الحقيقة لم أعتد...

هل ينجح الإرهاب الدولي بخلع «طيب تركيا»؟

يسبق كل إعلان في وسائل الإعلام عن تفجير في ولاية من ولايات تركيا إعلان نية توجه رئيس الدولة رجب طيب أردوغان أو رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو إلى دول صديقة وجارة في زيارات رسمية بغرض...