عدد المقالات 58
إن الحالة العامة التي يعيشها الكتاب في الخليج العربي هي حالة أشبه بالهذيان، وخاصة بعض الكتاب الذين يتشدقون بالألفاظ السياسية الكبيرة، وينظّرون الواقع على حسب ما تشتهي أنفسهم، والأدهى والأمر أنهم يدعمون أدلتهم من القرآن أو من السنة النبوية!!! الكل يُقبل بطريقة غير عادية على القراءة، وخاصة للمقالات السياسية، ولكن الملاحظ أن الخط العام للجميع تسويغ قرارات حكوماتهم وتلميعها حتى وصلت الحالة بهم إلى مطالبة أولى الأمر منهم بتصعيد الأمر واتخاذ بعض الإجراءات العقابية ضد جيرانهم، وقام بعض الكتاب أو المغردين بتجاوز كل الخطوط الدينية والرجولية للحديث عن النساء وإقحامهن في الشأن السياسي، والتعدي والتطاول غير المبرر وغير المشروع. في الأصل أنك تعلن رأيك، وعلى هذا الرأي أن يمر بمجموعة من المحطات حتى يخرج للناس:- 1) أن يكون مجرداً من كل مصلحة أو منفعة، لأنك ستقابل به الله، وربما هناك من يؤمن بفكرك وعقليتك فيعتنق هذا الرأي. 2) أن يكون هذا الرأي نابعاً من قراءات تاريخية وسياسية تدعم ما تقول، لا من سفاهات وطيش وتطاول، لأن هذا أكبر دليل على سوء دينك وعقليتك. 3) أن يبتعد عن أسلوب الجرائد الصفراء التي تعتمد على القذارة والسفالة لجلب أكبر عدد من القراء. ويتجه إلى المنهجية الفكرية التي تتناول الحدث بتفكير وتحليل عميقين. في قرارة نفسي أعلم أن الجميع في هذه الأحداث سينحاز إلى بلاده، وسيبرر تصرفاتها وأحكامها، ولا ننسى أيضاً العاطفة الجياشة تجاه الوطن وأولي الأمر، وهذا ليس مرفوضاً إذا كانت هناك حجة عقلية أو سياسية أو دينية، ولكن المرفوض الابتعاد عن المحاور الحقيقية والتوجه إلى كيل الشتائم والإهانات، وإلصاق التهم كأننا نتعامل مع مافيا إعلامية، حتى صرت أفكر هل لقطر دخل في أحداث أوكرانيا وروسيا؟! أم أنها من أشعلت نار الفتيل بين الكوريتين؟! وربما أجبرت ملكة هولندا للتنازل عن العرش لابنها؟! ليكن ما يكون.. وربما أشرت في مقالات سابقة وقلت "لعلهم يرون ما لا نرى"، السياسة لعبة كبيرة وعميقة تتجاوز حد تصوراتنا، ولكن ما يهمني فعلاً أن لا نصل إلى مرحلة الغوغائية الفكرية، واستباحة مفاهيمنا بجيش تتاري يسفك كل المبادئ والقيم التي تربينا عليها. منذ متى كنا نتطاول على النساء؟! منذ متى كنا نستبيح الحرمات؟! أي مبرر لذكر الأسرار الشخصية لولي الأمر؟! من قال إن حياتهم الشخصية ملكية عامة لشعوبهم؟ لك من ولي الأمر أمران:- 1 - أن تأمن على دينك. 2 - أن تأمن على رزقك. وهذا الأسلوب ليس أسلوباً ينتهجه المسلمون الشرفاء، بل قلدوا به الغرب، واعتنقه الكثير من الكتاب، ويحققون من ورائه بطولات وهمية بكشف الستار عن الحياة الخاصة، وتأليب الناس على سلطاتهم، وأن هناك بدائل ستحقق للشعوب الإنصاف؟! أي زمان هذا؟! لنرى إنصافهم فيكم حتى نقتنع نحن؟! ولتعلموا أن ولاءنا لقادتنا كبير، وحبنا لهم عظيم، فهم منا ونحن منهم، لن نرتضي سواهم، ليس لأننا لا حول لنا ولا قوة، بل لأننا ما مسنا منهم سوء، ولن أقول لكم إنهم نزلوا لمستوى شعبهم، لا بل على العكس، قلبنا كل الموازين التاريخية، فما كان منهم إلا أن ارتفعوا بمستوى شعبهم حتى قارب مستواهم. واعلموا أن في أعناقنا بيعة لهم، لن نتحلل منها، بل نجددها لهم، ويكفينا أن التاريخ سيسجل لنا حكومة وشعباً أننا لا نطيل لساناً، ولا نقذف جاراً، ولا نثير فتنة، وفينا يصدق قول الشاعر:- تعيّرنا بأن قليل عديدنا * فقلت لها إن الكرام قليل تحياتي لكل الكتاب المنصفين، حتى وإن انحازوا لدولهم، ولكن راعوا حرمة أقلامهم، وصانوا شرفهم التاريخي. وقفة: ربما الكثير يحضرهم في هذا الوقت سيرة ملوك الطوائف الأندلسية، وكيف انفرط عقد دولتهم بتفككهم وانشغالهم بأمورهم، نرجو من الله أن لا تكون ريح صرصر عاتية للأمة بدعم عالمي وبغباء عربي تاريخي.
«سارة الدريس» اسم تداوله الكثيرُ من الأوساط الثقافية، وتناقلته الوسائط الإعلامية، وذلك بسبب أنها تناولت، أو علَّقت على ما تمتلئ به كتب الدين من موضوعات وعبارات وتعليقات تحتاج منَّا إعادة قراءة، وبالتالي إعادة صياغة الأحداث...
«إثر حادث أليم».. إنها العبارة الأكثر دموية وتداولاً في الواقع القطري اليوم، أصبحت رائحة الموت تزكم الأنوف، وتفتت القلوب، وتعلن انتصارها على كل أسباب الحياة، وذلك لأننا ما استطعنا أن نفكر، بل وربما فكرنا ولكننا...
السلوك المتطرف للإنسان يفسره الكثير من المحللين النفسيين أنه نتيجة الظروف القاهرة والتهميش الاجتماعي والضغط المادي والمعنوي الذي تعرض له الإنسان. لا شك أن هذا الكلام صحيح، وتؤيده الكثير من البراهين والأدلة التاريخية. ولكني أتساءل...
بطلها التاريخي إبليس، ولكنها أثبتت أنها أكثر الخطط على مر التاريخ إحكاماً وأطولها نفساً وأبعدها نظرة تجنح إلى الخبث والدهاء، وتنسج خيوطها حول فريستها بالغواية، وتبث سمها فيه بدعوى «إني لك ناصح أمين»، ولها رسلها...
إن من أعمق الفلسفات وأعقد الأفكار هي حقيقة الحياة والموت، وإن كانت هذه الفكرة تفوق تصوراتنا. وذلك لأنك تتعامل فيها مع العالم اللامرئي في تنظيم العالم المرئي، فكان أهم وسيط لتبسيط الفكرة أو بيان كل...
الفيلم العالمي للبطل الشهير كيفن كوستنر، والذي حصل على جوائز الأوسكار، يلخص فكرة ضابط أميركي كان يعتقد بوحشية الهنود الحمر، ولكنه ذهل عندما أجبرته الظروف أن يتعايش معهم، فوجدهم على نقيض ما كان يعرفه عنهم،...
يتناقل الناس عبر وسائل التواصل الاجتماعي وخاصة «الواتس آب» الكثير من المعلومات العلمية والفيديوهات التي تروج لفكرة ما أو محاضرة أو تعليق.... إلخ، والمشكلة الكبرى أن الناس بدؤوا يتداولون المعلومات دون تدقيق أو تمحيص، أو...
تفاجأت الأوساط المجتمعية كلها، أو ربما صدمت، عندما أعلن عن تلك المرأة قائداً لسرب الطائرات التي تقصف مقر الدولة الإسلامية (داعش) كما يقولون! العجب ليس من كونها امرأة، ولكن العجب كل العجب ممن عرضها لهذه...
المسلسل ذو الميزانية الضخمة التي تعدت إلى ملايين الدولارات، وهو يستعرض التاريخ المصري في عهد الخديوي إسماعيل، سليل أسرة محمد علي باشا، باني نهضة مصر الحديثة. لم أتابع المسلسل، ولكن ربما تسنى لي مشاهدة بعض...
الخليفة العثماني السلطان سليمان القانوني كان ينتظر من المسلمين على مر العصور أن يترحموا عليه، وذلك نظراً للخدمات الجليلة والفتوحات العظيمة التي تحققت للمسلمين في عصره، ربما عندما تقرأ عنه تعتقد أنك أمام رجل من...
في الأيام القليلة الماضية ودعت قطر رجلاً من أبرز رجالها، وقيمة عظيمة من أجمل قيمها، ونهراً من العطاء الذي لا ينضب، إنه الوجيه الكبير خالد بن عبدالله العطية، فقد كان رجلاً من رجالات الزمن الجميل...
ما عرفت البشرية رجلاً مثل الرسول محمد (عليه الصلاة والسلام)، ولا الطريقة التي كان يفكر بها، ولعلي أقول إن كل القادة العظام في العالم كانوا يتجهون إلى الحزم والتشدد في فرض سلطتهم وإراداتهم إلا الرسول...