alsharq

سلطان بن عبدالرحمن العثيم

عدد المقالات 73

تعلمت من الطفولة!!

19 يناير 2014 , 12:00ص

في أزقة الحياة وتحت سمائها شاع في بيئتنا أن نتعلم ممن يكبروننا عمراً ويتجاوزوننا خبرةً وتجارب، وظل هذا العرف يلمع في الأذهان دوماً دون مراجعة أو تبيان. هذه القواعد التي يعتبرها البعض من المسلمات يعتبرها البعض الآخر محل نظر وتفحص جعلتني أسأل سؤالاً حول هذه الفكرة الشيقة وهي هل جربت أن تتعلم من الأطفال؟ إجابة السؤال تفتح لنا منطقة قد تكون معتمة في عقولنا، فالبعض لا يرى الأطفال شيئا بل يحتقر آراءهم وأفكارهم وكأنه هو من جاء بنظرية نسبية جديدة تنقض نظرية إينشتاين!! لقد جربت أن أتعلم من الأطفال صفاء السريرة والاستمتاع باللحظة والابتسامة من الأعماق، تعلمت منهم وهم أصغر مني بكثير كيف يتخاصمون في اللعب وتعلو الأصوات وربما تصاعد غبار المعركة، لكنهم يعودون بعد قليل إلى واحة الحُب واللعب والتصالح من جديد، بلا حقد أو أنفس سوداء ودون غل أو رغبة في الانتقام!! الأطفال يعلموننا الكثير لكن البعض لا يرى هذه الرسائل العميقة والسلوكيات الجديرة بالملاحظة من أشخاص تجربتهم في الحياة هي عُشر معشار تجربته لكن ربما البعض أصيب بداء البارانويا (داء العظمة) ودخل الغرور إلى روحه فأرهقها وإلى عقله فعطله!! ما أجمل تلقائية الأطفال حيث تنتقل المشاعر بانسياب والكلمات برشاقة والتصرفات بعفوية. لقد تعلمت منهم درساً كبير اسمه البساطة التي تخطف القلوب وتأسر العقول، فلا تكلف ولا تزلف ولا رسمية تزيد من حجم الفجوة بيني وبين الناس. لم يتجاوز رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك الصبي بالشراب الذي كانت يدور على الصحابة رضوان الله عليهم لأنه قدر أنه صاحب الحق به حسب الدور وأنه هو قائد المستقبل كذلك، ولقد تنبأ عمر بن الخطاب رضي الله عنه بمستقبل كبير لعبدالله بن الزبير رضي الله عنه من منطقه الكبير وهو يلعب مع الصبية في الطريق حينما هربوا جميعاً وبقي هو في مواجهة هيبة عمر!! هاهم الأطفال يشاركون توليد الأفكار وفي بعض ورش العمل وحلقات النقاش المهمة في دول كثيرة للاستماع إلى ما يطرحون فخلف تلك التئتئة الكثير من الرؤى والإبداع والتصورات التي توزن بالذهب وأكثر. عتبي هنا على بعض من نُحب، حيث لا يزال يحتقر الطفولة ويأسرها في ألفاظ دونية مثل «بزر، أو جاهل» «صغير ما يفهم» أو غيرها من معاني التحقير والتصغير التي تدل على مستوى التهميش الذي يراد من ذلك وبعد زمن يتساءل لماذا أبنائي يعانون من الارتباك أو ضعف الثقة أو التعثر الدراسي ولماذا أبناء فلان هم قادة ومبدعون والجواب بطبيعة الحال في ماضي التربية والمعاملة التي كانت تعتمد على العنف والتهميش والإقصاء!! جرب أن تتعلم من الأساتذة الجدد فلديهم الكثير وإن لم يكونوا قادرين على إيصاله ولكنك تفهم من عيونهم وسلامة صدروهم وسعادة اللحظة التي يعيشونها ولمساتهم الحانية وخيالهم الواسع الجميل الذي يعتبره البعض هرطقة وهو لا يعلم أنه لولا الخيال لما اخترع الكثير مما حولنا الآن. سوف أظل أتعلم من الأطفال فلديهم الكثير من المعاني والقيم والصور وردود الأفعال التي ربما افتقدها بعض من هم من أكثر الناس علماً أو أكبرهم منصباً أو أكثرهم جاهاً ومالا. سوف أعكف قدمي مجدداً تحت كرسي أستاذي الجديد وأتعلم منه بُعداً جديداً من الجمال والمتعة والفائدة ودروساً جديدة في الحياة، فهل تشاركوني هذه الرحلة الشيقة مع الطفل الأستاذ؟ - محبرة الحكيم ما أجمل تلقائية الأطفال حيث تنتقل المشاعر بانسياب والكلمات برشاقة والتصرفات بعفوية. • مدرب ومستشار معتمد في التنمية البشرية وتطوير الذات CCT وعضو الجمعية الأميركية للتدريب والتطوير ASTD.

لهيب الغضب..

نيران تصول وتجول في أعماقه أطفأت العقل وعطلت الحكمة وحجبت البصر والبصيرة. أصبح ذاك الإنسان الوادع والمهذب وحشا كاسرا استبدل الهدوء بالغضب والعقل بالانفلات والحكمة وبالانتقام وأصبح إنسانا آخر لا يعرف مدى نقمته وحدود عدوانيته...

طاقية الإخفاء!!

يبحر كثيراً مع رياح الماضي وانكساراته وانتصاراته وآهاته وتعقيداته وأمجاده. فالمتعة العظيمة في مخيلته هي العودة للماضي أو الهروب للمستقبل. وبين هذا وذاك ضيع الحاضر الذي ينتظر منه الكثير من العمل والتركيز والمبادرات والمشاريع. والحاضر...

مهندس أو طبيب!!

في يرعان الشباب وعلى أعتاب المرحلة الثانوية وسؤال الوجهة والتخصص والمسار هو السؤال الأبرز على طاولة حياته. الكل حوله يوجهونه ويقترحون عليه لكن حسب ما يردون هم وليس حسب ما يريد هو!! أحس بالممل من...

يا سعدهم

لطالما أمعن النظر في أحوال الناس من حوله وكان يركز على جانب السعادة لديهم. نظرات الغبطة تخرج من عينه والكثير من الأسئلة يطرحها عقله حيث ظل يردد «يا سعدهم». على الضفة الأخرى كان يقارن أفضل...

نيران صديقة!!

كان يُشاهد نشرة الأخبار وحيث السياق في تلك النشرات عن الحروب والدمار. فرئة الإعلام لا تتنفس إلا من خلال الإثارة التي لا تتوفر إلا في مواطن الصراع أو التنافس. كان المذيع يصف حالة الحرب حيث...

عساك راضياً!!

عينه دائماً في أعينهم, يرقب ردود الأفعال ويتأمل الوجنات والإيماءات, حريص جداً على رضاهم مهما كلف الأمر. قبل أن ينام يبدأ بعد الأشخاص ويتساءل هل فلان راض علي؟ ويعتقد أنه سوف يحصل رضا كامل الدسم...

فيني عين..!!

وجد ضالته بها؛ فأصبح يستخدم هذه الكلمات لتبرير الكثير من الأحداث من حوله. تعثره الدراسي وانعزاله الاجتماعي وفشل تجارته وأعماله وتأخر الكثير من ملفات حياته. بدأت اللعبة تكون أكثر إغراء ومتعة!! فبدأ الأصدقاء والأقارب من...

مستعجل بلا قضية!!

تعرفه من قيادته للسيارة، فهو في عجلة دائماً، يصيبه الاكتئاب من منظر الإشارة الحمراء، ويشعر بالضيق عندما يرى السيارات تمشي ببطء من الزحمة! يقود السيارة بتهور لا محدود، وفي النهاية المشوار الذي يذهب إليه هو...

أنا أبخص!!

يبهرني مشهد رسول عظيم عليه الصلاة والسلام وهو المعصوم عن الخطأ والمسدد بالوحي يُلح على أصحابه قائلاً «أشيروا عليّ». وعمر رضي الله عنه يدين لأحد الصحابة لأنه أنقذه من قرار خاطئ ويقول «لولى معاذ لهلك...

وين فلوسي؟!

خرج من منزله وفي جيبه العلوي 500 ريال تدفي قلبه وتحسسه بالأمان المالي على الأقل لفترة قصيرة.. لكن بعد أن عاد إلى المنزل في نهاية اليوم, صاح يردد وعلامات التعجب تملئ وجهه «وين فلوسي وين...

كل الناس..!!

بعد زيارته لتلك المدينة سألته عن انطباعاته عنها. فقال لي: جميلة بس كل أهلها بخلاء. وعندما انعطف بنا الحديث لسؤاله عن إحدى الشركات قال: شركة ممتازة لكن القائمين عليها كلهم فاسدون!! استمر الحديث حول مرئياته...

بتاع كله!!

تجده يعمل في كل صنعة ويهتم بكل خبر، في الحوار مع الآخرين يفتي في كل شيء ولن تجد لكلمة «لا أعلم» أي تواجد في قاموسه. متعة في العمل التجريب الدائم والانتقال المستمر، فاليوم في وظيفة...