


عدد المقالات 52
في صفحتها الأولى يوم الثلاثاء 17/4/2012 وتحت عنوان «الأردن تعتقل موظفين بـ «الجزيرة» يهربون الأسلحة»، كتبت صحيفة «الوطن» السورية: «في تطور لافت على الحدود الأردنية مع سوريا، تمكنت قوات الأمن الأردنية من ضبط 3 أشخاص من الموظفين في قناة «الجزيرة» القطرية وكانوا يحملون بطاقات عمل من القناة، وكانوا داخل سيارة تحمل لوحة سورية». يأتي نشر وإبراز هذا الخبر بعد أيام معدودات من قرار مجلس الأمن 2042 حول إرسال مراقبين دوليين لسوريا للإشراف على ما سمي وقف إطلاق النار طبقا لخطة كوفي عنان والتي تشمل «ضمان حرية التنقل في جميع أنحاء البلاد للصحافيين، وضمان عدم ممارسة سياسة تمييزية في منح التأشيرات لهم». من السهولة بمكان التأكد من صحة الخبر خصوصا أنه مرتبط بأجهزة الدولة الأردنية والتي لم تعلن عن شيء من هذا القبيل على الإطلاق. ليست المسألة هنا في الحديث عن واحدة من مغالطات النظام وأكاذيبه والتي تكاد تصبح عصية على الحصر خصوصا من جهة تضارب الروايات في المسبب الرئيس للأحداث في بدايتها أو عن السيارات المفخخة والأسلوب الفاضح في التعامل مع ما وثقته الصور الثابتة والمتحركة، ولكن القضية تحمل بعدين رئيسيين خصوصا فيما يتعلق بالتطورات السياسية المتلاحقة في القضية السورية. فالإعلان المخادع يكشف نوايا النظام الحقيقية في التعامل مع خطة عنان للمكابرين ممن يزعمون حرصهم على سوريا دولة ووحدة وسيادة، وهو يقع ضمن سياق سيل من الأخبار الكاذبة والتي تنسب للمعارضة والثوار انتهاكات مزعومة لوقف إطلاق النار في محاولة من النظام للتحلل من التزاماته فيما يتعلق بخطة عنان بحجج أن الطرف الآخر هو من أفشلها. البعد الثاني يحمل تهديدا للإعلاميين والصحافيين ممن يفترض أن تفتح لهم خطة عنان أبوابا مشرعة، بأنهم مستهدفون إذا ما حاولوا نشر الحقائق كما يرونها، وما أيسر أن يتهم النظام المعارضين باستهداف الصحافيين كما حصل مع الفرنسي جيل جاكييه، أو أن يتهم الإعلاميين بتهريب الأسلحة والتعاون مع «المتطرفين» كما حدث مع الصحافيين البريطانيين من أصل جزائري وليد بودينة ووسيم لعزايزية واللذين كانا في مهمة لإنجاز برامج وثائقية عن الأحداث في سوريا، وعاد إعلام النظام بعد نفي استهدافهم ليؤكد أنهم من العناصر المتطرفة وليسوا صحافيين. نظام الأسد يبغض الصحافيين والإعلاميين لأنه يريد ممارسة جرائمه في الخفاء وفي الظلام، بل إن أكثر النشطاء استهدافا منه هم أولئك الذين كانوا يوثقون الأحداث متابعة وتصويرا مثل المصور فرزات جربان والذي قلع النظام عينيه من شدة حقده على «جريمته» في نقل ونشر الحقيقة. وفي حين يستهدف النظام الإعلاميين كما جرى في بابا عمرو حين قتل الصحافية الأميركية ماري كلفن والمصور الفرنسي رماي أوشليك، وأصاب المصور البريطاني بول كونروي ومراسلة «لو فيجارو» الفرنسية اديت بوفييه، نجد أن الثوار يدفعون حياة أكثر من عشر من أبطالهم في سبيل إنقاذ ونقل نفس الإعلاميين الجرحى للبنان؛ لأنهم يعتبرون الإعلام الحيادي والمنصف هو أكبر حليف لهم في مواجهتهم لإرهاب النظام. النظام السوري ومن أيام الثورة الأولى ولحد الآن يحمّل المسؤولية الكبرى فيما يجري بالبلاد للإعلام وتحريضه وكأن الشعب كتلة صماء يسهل توجيهها وإدارتها ومن بعد، وهي مغالطة تشير إلى استخفاف كبير بوعي السوريين وفطنتهم ووطنيتهم. في خطابه الأول في مجلس الشعب في مارس 2011 تحدث بشار عن تحريض إعلامي بدأ قبل أسابيع من الثورة، وفي خطابه الثاني بجامعة دمشق 20/6/2011 تحدث عدة مرات عن الإعلام فقال: «وماذا نقول عن الضغط الإعلامي وماذا نقول عن الهواتف المتطورة التي بدأنا نجدها في سوريا تنتشر بين أيدي المخربين»، وقال: «فهناك أشخاص تدفع لهم أموال ليقوموا بعمليات التصوير والتعامل مع الإعلام والبعض تدفع له أموال ليشارك في مظاهرات لمدة دقائق ويتم تصويرها». النظام ومن الأيام الأولى اعتبر الكاميرا والإعلام والهواتف المتطورة والقنوات الإخبارية أسلحة فتاكة يجب إرهاب أصحابها وإرعابهم وتصفيتهم جسديا أو تشويه سمعتهم الأخلاقية والمهنية. لم يتحمل النظام المصور علي شعبان المحسوب على حليفه الأوثق في لبنان حزب الله والذي كان يقف على الحدود اللبنانية لتصوير الأحداث فأرداه قتيلا، فكيف سيتحمل إعلاما حرا وإعلاميين يمتلكون حرية الحركة والتعبير؟ سيتعامل معهم بمنطق الإفساد أو التصفية أو تشويه سمعتهم والكيد لهم وتصنيفهم في عداد الإرهابيين.
لا يترك الغرب بشكل عام وواشنطن بشكل خاص حدثا سياسيا في المنطقة خصوصا ما يتعلق بالحريات والديمقراطية إلا وعلقوا عليه ليعطونا المواعظ والتوجيهات والدروس عن حقوق الإنسان واحترام العملية الديمقراطية والانتخابات وحكم الصندوق، غير أننا...
جاء الإعلان عن موعد جنيف 2 سوريا بعد يوم واحد من إتمام مراسم» نكاح المتعة» في جنيف إيران النووي، ما بين دولة الشر والشيطان الأكبر ومعه اللاعبون الدوليين الكبار. هل ثمة علاقة بين الأمرين؟ بشكل...
ثمة محاولات واضحة وفاضحة لإعادة تأهيل الأسد سياسياً والاعتراف بدوره ومكانته في المنطقة ضمن سياق جديد يطيح بالإسلاميين وبمبادئهم وثوابتهم خصوصاً فيما يتعلق بقضية فلسطين والقدس، ويعيد رسم خريطة المنطقة السياسي بدور رئيس لإسرائيل وبارز...
في بدايات الثورة المصرية دعمت هيلاري كلينتون نظام مبارك في مواجهة نذر التغيير الشعبي بقولها إن نظامه مستقر، ثم ما لبثت واشنطن أن غيرت موقفها لتساير الثورة وتطلب من مبارك التنحي، منتهجة سياسة ركوب موجة...
في الأفق وفي مصر ومنها المنطلق، محنة للإخوان والإسلاميين لم يروا لها مثيلا في تاريخهم حتى ولا في عهد عبدالناصر حيث علقت المشانق وفتحت الزنازين لأبشع أنواع التعذيب الجسدي والنفسي وحتى الاستهزاء بالمعتقدات الإسلامية. في...
تشتعل في المنطقة حروب طائفية أججتها واشنطن منذ دخولها للعراق, وتحريضها للشيعة, مع التزوير الكبير والذي تم في مسألة التعداد, وإظهار العرب السنة كأقلية في العراق, واعتبار صدام حاكما سنيا, رغم أن أكثر من 39...
فيما تشتد المجازر ضراوة ووحشية، وتتضح أبعاد الصراع بدخول حزب حسن الضاحية بصفاقة ووقاحة على خط القتل والتدمير، وتبدي موسكو شراسة في مساندتها للقتل وحرب الإبادة بحق الشعب السوري، يتصارع المعارضون في اسطنبول، وتتكرر مأسأة...
في الإسلام يباح أكل الميتة وشرب الخمر إنقاذا لروح بشرية حالة الاضطرار، فما بال أقوام يريدون باسم الإسلام إشعال الحرائق في مجتمعاتنا وسفك دماء الأبرياء وإثارة الفتن؟ • باسم تحرير فلسطين سلموا الجولان وحرسوا العدو،...
موقف مستهجن بذاته وتوقيته الذي أعلنته السيدة بونتي لتقدم هدية جديدة لنظام الأسد مع هدايا متعددة من جهات غربية بين حين وآخر، إما تتحدث عن استبعاد التدخل العسكري أو حتمية الحل السياسي أو مبالغات في...
تتشارك قوات الأسد والاحتلال –كل على حدة- بضرب أهداف سورية وباستكمال تدمير البلد وتحطيم مقوماته، وإذا كانت الأهداف الإسرائيلية العسكرية والسياسية للضربات الأخيرة قابلة للتفسير من عدة زوايا مختلفة ورؤى متباينة، فإن قراءة المصالح المشتركة...
* القاعدة: استخدمتها القوى العالمية للتدخل والعربدة والهيمنة، والأنظمة الشمولية للتحذير من التغيير، وإيران لضرب مشروع المقاومة في العراق والثورة في سوريا. * إسرائيل تعلن بصفاقة قصف هدف على أراض سوريا من لبنان؟ أين الممانعة؟...
الاتحاد الأوروبي والذي يشارك بشكل غير مباشر بإطالة الصراع في سوريا ويتحمل مسؤولية أخلاقية كبيرة في سفك الدماء فيها، إن كان من خلال حظره السلاح عن الضحية أو من خلال مسيرة تاريخية طويلة في دعم...