


عدد المقالات 196
عندما تمرض يتحول جميع من حولك إلى أطباء أو ناصحين، ولا تبقى وصفة من وصفات الأعشاب والنباتات إلا وذكروها لك، وقد يكون لهم الحق في ذلك، فمن عاش نباتياً أو أدخل الأعشاب في طعامه اليومي، كانت صحته أقوى وأفضل. عندما تمرض يتغير مزاجك بالتأكيد، ومنهم من لا يشعر بذلك للأسف، بل يحاسبك على كل كلمة تقولها، أو قد يحاسبك على شيء كان ينبغي أن تقوله ولم تقله! قد لا يدرك الصحيح أن من ألمّ به مرض بحاجة إلى رعاية كاملة، وأن مزاجه ليس كمزاج من يتمتع بالصحة، فمزاج المريض يتأثر بمرضه فيتغير، وهو بهذه الحالة يحتاج لمن يحتويه مزاجياً، ويخفف ما به من ألم وتعب، فالإحساس بالمريض وحالته نقطة مفصلية قد لا يدركها إلا من جرب المرض، وصارع آلامه، ولا بد أن يكون هناك نوع من سعة الصدر لكل ما يصدر من المريض، ومقابلة انفعاله بالهدوء وبثّ روح الطمأنينة به، وليس من العقل أن يُعامل المريض معاملة الصحيح، فهذا يزيد في ألمه ومعاناته، فإدراك اللطف والاحتواء للمريض من كمال العقل، وهو نوع من أنواع العلاج المعنوي، فعندما يسمع المريض كل ما يساهم في تفاؤله بالشفاء وتخفيف آلامه وإدخال الطمأنينة على قلبه، سينعكس هذا على حالته، وسيشعر أنه أقوى من المرض، كما سيدرك أن من يشجعه على تجاوز ما به هو شخص رزقه الله إياه، وهو من نعم الله عليه، وأنه لا يعوض بثمن، فمن يقف مع المريض في مرضه إنما هو يصور لنا الوفاء والإنسانية، ولذلك فإن المريض ليس بحاجة لوصفات طبية، ولا لممارسات معينة، وإنما يحتاج لمن يشعر به، ويخفف عنه وقع المرض عليه، ويحتويه في مرضه، حتى يستطيع العبور نحو الشفاء، ولا بد أن ندرك أن التوجيهات الطبية من غير أهل الاختصاص قد تعود بالضرر على المريض، حتى لو كانت مجربة، فليس كل مريض يعالج بالعلاج نفسه، فقط مشاعر طيبة، وكلمات تبعث الأمل، وإحساس بالمريض، تجعله أقوى مما به وأكثر مناعة. إذا مرضت وطال بك المرض، ستعلم أن الصحة والعافية هي أغلى ما نملك، فإن من أعظم النعم علينا -بلا شك- نعمة الصحة والعافية، ولا يدرك ذلك إلا المريض! الراقد في فراشه، ويتمثل أمامه حديث رسولنا الكريم عندما قال -صلى الله عليه وسلم-: «من أصبح منكم معافى في جسده، آمناً في سربه، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها»، فذلك هو الغنى الحقيقي! وتلك هي النعمة العظيمة التي لا يشعر بها إلا من افتقدها.
ومرة أخرى وأخرى سوف أتحدث عن اللطف! ببساطة كن لطيفاً وكوني لطيفة، كونوا لطفاء! هناك حتماً من لا تجذبه هذه الجمل، ويبقى بعيداً في عالمه المليء بالصراعات، قد يعاني وقد يستمتع بمعاناته وانشغاله بصراعاته! السر...
يعيش الإنسان حياته طامحاً في تحقيق أمنياته وأحلامه، ويسعى لأجلها، ولكن المكافح الذي يملك قوة الإرادة والعزم هو من يصل في النهاية. ويمكنني القول إن النجاح هو شعور الإنسان بالرضا عما فعله ويفعله، فهذا الشعور...
هي حلوة الكلمات، يكاد أن يكون كل ما تنطقه طيباً، فهي تمتلك سيلاً متدفقاً من الكلمات الجميلة، لذلك أعترف براحتي وانشراحي عندما أجالسها، كما أنها تمتلك حساً فكاهياً، فأحاديثها لا تخلو من المرح والمزاح الجميل...
دارت المناقشة أمامي بين امرأتين، وعلا صوتهما وسمعت بعض الكلمات النابية التي كنت أتمنى ألا أسمعها من إحداهن، بينما الأخرى رغم أن صوتها كان عالياً فإنها لم تتلفظ بألفاظ جارحة ولا كلمات نابية. حاولنا التدخل...
رغم أنها ليست صغيرة بالسن، ويفترض أنها ذات خبرة في الحياة، إلا أنها تصدّق أغلب ما تسمعه أو تقرأه من معلومات خاصة عن الأمراض، تفعل ذلك دون التحقق من المعلومة! والحق يقال: إنها قد تكون...
ربما لا أبالغ حين أقول إنني أحسدها في طريقة تعاملها مع الآخرين، وطريقة تعاملهم معها، فحتى السيئين تكتشف جمالاً فيهم، وتتغير طريقتهم في التعامل معها، وهذا هو السر عندما سألتها عنه، قالت لي: إنني أكتشف...
البساطة والجمال كلمتان تقترنان ببعضهما البعض، فحيثما نجد البساطة نجد الجمال كذلك، وكلما رأيت هذه المرأة أرى هذين الشيئين بها، وما يعجبني حقاً بها هو بساطتها، التي تطغى على جميع جوانب حياتها، فلبسها جميل بسيط،...
جلست معها، شخصية هادئة نوعاً ما، وتجاذبنا أطراف الحديث، وأخبرتني أنها تميل للوحدة الآن بعد أن ابتعدت عن أغلب الناس لحماية نفسها كما تقول، وأوصدت الباب أمام الكثير من الأصحاب والمعارف المتعبين والمزعجين من وجهة...
هي امرأة متدفقة بمشاعرها، ذات حنان بالغ لأبنائها، ومن حولها، ولكنني رأيتها اليوم شاحبة باهتة، مبتعدة عن الجميع، ولم تشارك معنا في الأحاديث، فسألتها عن السبب، ولكنها لم تجبني بإجابة شافية، وتركتها وأنا أدعو لها...
هي امرأة تحيط بها هالة من الوقار، أستطيع أن أقول عنها هادئة وصامتة! ولكنها قوية، قوية بهدوئها وصمتها ووقارها، قوية بارتياح الناس معها، فهي تجذب من حولها بتلك الصفات. وقد يكون الأمر غريباً لدى البعض،...
هناك أرواح نستطيع وصفها بأنها بلسم وعلاج للآخرين، وهناك العكس! أرواح مريضة سقيمة! فمن أي الأرواح أنت؟! اجلس مع نفسك قليلاً واطرح عليها هذا السؤال! هل أنت بلسم لمن حولك؟ هل تمتلك لساناً أكثر كلماته...
كثيراً ما لفتت نظري تلك المرأة بهدوئها وابتسامتها، ووجهها الذي يجلب الراحة لمن يراها. هي تعاني من مشاكل عديدة. ورغم ذلك، ابتسامتها لا تفارق محيّاها، ولطالما يصيبني الاستغراب عندما أجلس معها أو أحادثها. ابنها يعاني...