


عدد المقالات 198
للوهلة الأولى، ظن البعض أن الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترمب أصبح في الجيب؛ وأعطى البعض انطباعات مبكرة -بشكل أو بآخر- أن رئيس أكبر دولة في العالم بات «خاتما» في إصبعه. لكن ربما جاءت الرياح بما لا تشتهيه سفن الطغاة المستبدين. وأستطيع القول: إن المؤسسات الأميركية «القوية» لم تترك الساكن الجديد في البيت الأبيض يعمل بمفرده وفقا لأهوائه الشخصية وانحيازاته التي تتناقض أحيانا مع المصالح الأميركية. وعلى مدار شهرين من تسلم ترمب مقاليد رئاسة الدولة الأقوى عسكريا في العالم، استطاعت المؤسسات «فرملة الاندفاع الترمبي» تجاه بعض القرارات. من بينها قرار منع مواطني سبع دول من دخول الولايات المتحدة، الذي أوقفته قاضية في إحدى المحاكم الأميركية. كما تمت فرملة اندفاع ترمب تجاه روسيا من خلال تحقيقات يجريها الكونجرس، وأوقف تقرير للاستخبارات المركزية (سي آي أيه) حتى الآن، قرارا بتصنيف جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية، كما تمت فرملة التوجه نحو نقل سفارة أميركا من تل أبيب إلى القدس. نتنياهو -في تقديري- رفض صفقة سلام شاملة مع الدول العربية في قمة العقبة السرية في فبراير من العام 2016 الماضي انتظارا لوصول ترمب للحكم. رفض نتنياهو لم يكن مبررا أو حتى مفهوما لأوباما وكيري، ربما لم يرد أن يمنحهما ميزة هذا الإنجاز، ولعله أراد أن يدخره لترمب. وربما جاء الامتناع التاريخي عن التصويت في مجلس الأمن عقابا على هذا الموقف في آخر أيام إدارة أوباما. المهم، جاء ترمب، وتم استقبال نتنياهو في البيت الأبيض، ورغم الابتسامات العريضة والتصريحات المتفائلة، لم يتمكن نتنياهو من انتزاع تصريح واضح من ترمب بخصوص نقل السفارة الأميركية، ولم يستطع أن ينتزع كلاما واضحا من ترمب بخصوص إلغاء فكرة «حل الدولتين»، بل إن ترمب اتصل هاتفيا برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الجمعة قبل الماضية ودعاه لزيارة واشنطن، على خلاف رغبة نتنياهو والسيسي. بمنطق التحليل السياسي يمكن القول: إن النتائج التي حصل عليها نتنياهو خلال زيارته لواشنطن لم تتطابق مع رؤيته بنسبة مائة بالمائة كما توقع هو قبل الزيارة. هي بالتأكيد خلافات في التكتيك لا الهدف، لكن العمل الدبلوماسي يبحث عن «فجوات التكتيك» للنفاذ منها لتحقيق بعض أهدافه. ترمب لم يوجه دعوة رسمية للسيسي حتى الآن لزيارة واشنطن رغم زيارة وزير خارجيته سامح شكري لحث الإدارة على توجيه الدعوة بشكل عاجل. وهذه فجوة أخرى. لكن المهم أن الجائزة الكبرى التي ينتظرها نتنياهو وترمب وربما السيسي وبوتن هي انضمام السعودية لمسار التسويات السياسية في المنطقة، وأتصور أن الرياض لديها مجموعة من التحفظات، خصوصا أنها صاحبة المبادرة العربية للسلام الموضوعة على الطاولة أمام الإسرائيليين منذ 15 عاما بالتمام والكمال. زيارة العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني لواشنطن ثم زيارة الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد السعودي إضافة إلى الزيارة المرتقبة لمحمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية وبعدها زيارة عبدالفتاح السيسي كلها سوف تصب في إطار تنسيق المواقف للتوصل إلى تسوية شاملة للصراع العربي- الإسرائيلي. باتت بعض الأطراف المنخرطة في هذه التسوية تدرك أن الرئيس دونالد ترمب ليس في جيب أحد منها، وأظنه -أي ترمب- يرغب في إيصال تلك الرسالة لبعضهم. أظن نتنياهو والسيسي، ومن قبلهما بوتن، وصلتهم الرسالة. وسوف ننتظر لنرى ماذا يفعلون.
اليوم نستكمل معكم بقية الحكاية التي بدأناها في خاتمة المقال السابق عن أطماع اليهود في سيناء منذ قرون طويلة، فهي بالنسبة لهم في قلب العقيدة الصهيونية، لدرجة أن تيودور هرتزل -مؤسِّس الصهيونية العالمية- أطلق عليها...
يبدو من المرجح حالياً أن أزمة سد النهضة لن تجد حلاً، وأن السد سيتم تشغيله، وأن ملء بحيرة السد سيحجب كمية كبيرة من حصة مصر في مياه النيل، لكن ماذا عن شبه جزيرة سيناء؟! يلاحظ...
السؤال الذي يتردد بكثافة في أوساط الأميركيين، وربما في أنحاء العالم في الوقت الحالي هو: هل يفوز الرئيس الجمهوري دونالد ترمب بقترة رئاسية ثانية تمتد حتى 2024؟ أم يتمكن غريمه الديمقراطي جو بايدن من هزيمته...
رغم مرور 4 أعوام ونصف العام على وفاة الباحث الإيطالي جوليو ريجيني الغامضة بالقاهرة، لا تزال ملابسات وظروف الوفاة غير معروفة، ويبدو أن صبر الحكومة الإيطالية نفد، وبدأت تطالب القاهرة بردود حاسمة وتوضيحات مقبولة، فقد...
من منّا لا يعرف قصة سندريلا والأقزام السبعة، كلّنا تربّينا عليها، وتعاطفنا مع السندريلا التي كان عليها أن تتقبّل قهر وظلم زوجة أبيها وبناتها المتعجرفات، حتى تأخذنا القصة للنهاية الجميلة حين تلتقي السندريلا بالأمير، فيقع...
أحد أصدقائي أوشك على الانتهاء من كتابة رواية طويلة عن أحوال المعارضة المصرية في الخارج منذ 2013م، وقد اقترحت عليه اسماً للبطل الرئيسي لروايته، وهو معارض ليبرالي يسحق الجميع من أجل مصالحه الشخصية الضيّقة. اقترحت...
عندما تغيب المنافسة العادلة أو تكون محدودة، هل يمكن أن تعرف الصحافي الجيد أو الكاتب الأكثر براعة أو الأجزل في العبارة، أو الأغزر إنتاجاً، أو الأعمق فكراً، أو الأفضل أسلوباً؟! كيف ستعرفه إذا لم تتوافر...
في جامعة القاهرة في منتصف ثمانينيات القرن الماضي، كنت مندفعاً في دراسة العلوم السياسية، وكنت قرأت كتاب «البرنس» لميكافيللي قبل دخول الجامعة، ولم يعجبني! دخلت في مناقشات جادة وأحياناً حادة مع أساتذة درسوا في الجامعات...
بعد المعركة الصحافية الشهيرة التي خاضتها صحيفة «بوسطن جلوب» خلال عامي 2001 و2002، والتي انتهت باستقالة الكاردينال لاو رأس الكنيسة الكاثوليكية في عموم أميركا، ترسخ اعتقاد لدى مواطني مدينة بوسطن من الكاثوليك، أن الصحيفة الأكبر...
ليالي زمن «كورونا» تمرّ بطيئة وطويلة، لكنها ليست كذلك لمن يقرأون طوال الوقت حتى يستطيعوا الكتابة الأديب المصري الفذّ مصطفى لطفي المنفلوطي، كتب في بداية القرن العشرين أن الكاتب يشبه «عربة الرشّ» وهي عربة كانت...
لا أخفي عليكم، أن الكتابة وفق مواعيد محددة مسألة مرهقة، في بعض الأحيان لا توجد فكرة واضحة للمقال، أو يصاب الكاتب بالحيرة في الاختيار بين أكثر من فكرة، وفي أحيان أخرى يقترب موعد تسليم المقال،...
الصحف الأميركية هي قلاع حقيقية تصون الحريات العامة فى البلاد، هذه حقيقة يفتخر بها الأميركيون على بقية أمم الأرض. في عالمنا العربي تختفي تلك القلاع، فيحدث أن تتجرأ النظم المستبدة على تلك الحريات، وتعصف بها...