alsharq

محمد عيادي

عدد المقالات 105

لأجل سلام منصف للفلسطينيين

16 يوليو 2014 , 12:00ص

قالها الدكتور عبدالوهاب المسيري رحمه الله «إسرائيل دولة وظيفية طفيلية»، ولذلك فهي تخاف السلام والحديث عن السلام حتى ولو كان مجرد بهرجة دبلوماسية. ألفت محاورا ضعيفا مهزوزا ربط مصيره ووجوده بالمفاوضات لأجل المفاوضات، تخشى من محاور قوي وصاحب شرعية شعبية، ولذلك جن جنونها بمجرد إعلان المصالحة بين حركتي حماس وفتح، والبدء في تنزيل الاتفاق بينهما، وتتمادى في ذلك لأن هناك غربا «يدلعها» ويدعمها في كل الأحوال، ويعتبر أمن كيانها الاحتلالي من كيانه، والدليل السكوت المخزي على جرائمها الآن في قطاع غزة؛ قتل وتدمير واعتقالات و... في ظل منتظم دولي عاجز بسبب عصا الفيتو الحامية للعربدة الصهيونية. أمر جيد أن تنظم في عدد من الدول العربية وغير العربية وقفات احتجاجية ومسيرات تضامنية مع سكان غزة والقضية الفلسطينية بشكل عام، ويقدم رسالة دعم للغزيين ورفض لما يجري، لكن ذلك لا يعني أبداً أنه تم أداء الواجب وإراحة الضمير، فحتى الأجانب يتضامنون مع الفلسطينيين، بل حتى بعض اليهود رفضوا ما يحصل وتظاهروا أمام سفارة إسرائيل في لندن تضامنا مع غزة. المسألة ليس لحظة انفعال وتأثر مؤقت وانتهى الأمر، بل هي معركة مستمرة ومستعرة، والسلاح المجدي والفعال فيها تملكه الدول العربية والإسلامية والشعوب كذلك، وليس هذا كلاما جديدا، ولكن المناسبة تستدعي التذكير به، ويتعلق الأمر بسلاح المقاطعة الذي بدأت شركات في الغرب وهيئات مسيحية العمل به، لأنه السلاح الموجع للكيان الاحتلالي الصهيوني ومن يدعمه. نعم آن الأوان للدول العربية، والإسلامية بعدما بات واضحا للجميع أن الكيان المذكور لا يريد سلاما، أن تتخذ قرارا سياسيا بالمقاطعة الكاملة الشاملة له، وحصاره سياسيا واقتصاديا، مع تقديم دعم إنساني واقتصادي لقطاع غزة والعمل على فك الحصار عنه وعن كل الفلسطينيين. صحيح أن المنطقة إجمالا تمر بمرحلة سياسية في غاية الحساسية والاختلاط في الأوراق وأحيانا الغموض في الأفق، يجعل القدرة على اتخاذ قرار جماعي بمقاطعة الكيان الصهيوني، وإنهاء مسلسل المفاوضات بالرؤية والمنطق القديم، أمرا صعبا، لأننا رأينا كيف استفاد الحاكمون الجدد في مصر من دعم غربي وكيف هللت قيادات إسرائيلية صهيونية بمقدمهم. لكن معركة المقاطعة وإيقاف كل أنواع التطبيع هي السلاح المتبقي عند العرب، وهو السلاح الأكثر تأثيرا وبإمكانه تغيير الكثير إن توفرت قدرة وإرادة سياسية عربية إسلامية. كثيرون يقولون إن «صواريخ» المقاومة لا يمكن أن تغير شيئا، ولكن تصريحات رسمية لمسؤولي الكيان الاحتلالي وإعلامه قالت العكس، وفي هذا السياق ذكرت القناة العبرية السابعة على سبيل المثال أن «قيادة إسرائيل لم تعد تفهم ما جرى بعد وصول الصواريخ لمناطق قريبة جدا من حيفا» وأضافت: «سلاح يوم القيامة ظهر مفاجئا أكثر مما كانوا يتوقعون في جهاز الشاباك وأجهزة الأمن والمخابرات»، وهو ما جعل كثيرين يدعون لعدم التورط أكثر في العملية العسكرية بغزة. والصهاينة يستعملون مصطلح «سلاح يوم القيامة» للإشارة إلى قدرة خصمهم على امتلاك أسلحة حديثة تشكل خطرا على الكيان الاحتلالي والمستوطنين. باختصار المقاومة الداخلية الفلسطينية وموقف عربي إسلامي حاسم وقوي مقاطع للكيان المذكور من شأنه أن يغير الكثير ويضع قواعد جديدة لسلام حقيقي منصف لفلسطين والفلسطينيين. • el3yadi@gmail.com

هل هي نهاية التاريخ؟

«فيا ليت أمي لم تلدني، ويا ليتني مت قبل حدوثها وكنت نسياً منسياً»، هكذا تحدث المؤرخ ابن الأثير الجزري -بعد طول تردد- في كتابه «الكامل في التاريخ» من شدة صدمته من همجية التتار «المغول» وتنكيلهم...

العالم الإسلامي والحاجة لإيقاف النزيف

بعد أيام يودعنا عام 2016 وقد سقطت حلب الشرقية في الهيمنة الروسية الإيرانية بعد تدميرها وتهجير أهلها، واحتكار الروس والإيرانيين والأتراك والأمريكان الملف السوري وتراجع كبير للدور والتأثير العربي يكاد يصل لدرجة الغياب في المرحلة...

الآتي من الزمان أسوأ!

قرأت بالصدفة -وليس بالاختيار- كتابا مترجما للأديب والمفكر الإسباني رفائيل سانشيت فرلوسيو بهذا العنوان «الآتي من الزمان أسوأ»، وهو عبارة عن مجموعة تأملات ومقالات كتبها قبل عقود عديدة. قال فرلوسيو في إحدى تأملاته بعنوان «ناقوس...

الحب السائل

«الحب السائل» عنوان كتاب لزيجمونت باومان أحد علماء الاجتماع الذي اشتغل على نقد الحداثة الغربية باستخدام نظرية السيولة -إذا جاز تسميتها بالنظرية- والكتاب ضمن سلسلة كتب «الحداثة والهولوكست»، «الحداثة السائلة» و «الأزمنة السائلة»، «الخوف السائل»...

تأخر تشكيل الحكومة المغربية.. الوجه الآخر للصورة

لم تتضح بعد تشكيلة الحكومة المغربية الجديدة رغم مرور قرابة شهرين من إعلان نتائج الانتخابات التشريعية بالمغرب فجر الثامن من أكتوبر الماضي وتكليف الملك محمد السادس الأمينَ العام لحزب العدالة والتنمية عبدالإله بنكيران بتشكيل الحكومة...

كثرت المآسي.. هل تجمد الحس الاحتجاجي؟

تعيش الأمة العربية والإسلامية أسوء أحوالها منذ الاجتياح المغولي لبغداد قبل أكثر من ثمانية قرون تقريبا، فهولاكو روسيا يواصل مع طيران نظام الأسد تدمير سوريا وتحديدا حلب بدون أدنى رحمة في ظل تفرج العالم على...

ترامب.. هل هو خريف الديمقراطية الأميركية؟

«من الواضح أن انتصار دونالد ترامب هو لبنة إضافية في ظهور عالم جديد يهدف لاستبدال النظام القديم» هكذا قالت أمس زعيمة اليمين المتطرف بفرنسا عن نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية. وظهر جليا أن تداعيات فوز ترامب...

مخاض تشكيل الحكومة المغربية الجديدة

رغم مضي قرابة شهر على إعلان نتائج الانتخابات التشريعية المغربية التي توجت حزب العدالة والتنمية (إسلامي) بالمرتبة الأولى بـ125 مقعداً، وتكليف الملك محمد السادس عبد الإله بنكيران الأمين العام للحزب المذكور بتشكيل الحكومة، لم تظهر...

حرب التسطيح

ثمة حرب شرسة وخطيرة تجري، لكن من دون ضوضاء، لن تظهر كوارثها وخسائرها إلا بعد عقد أو عقدين من الزمن، وهي حرب التسطيح والضحالة الفكرية والثقافية، عبر استخدام غير رشيد للإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، وجعلهما...

لا نحتاج لديمقراطية مريضة

تنتقد جهات غربية العرب والمسلمين بشكل عام، بأنهم لا يعرفون للديمقراطية سبيلا، وحتى صنيعة الغرب؛ الكيان الإسرائيلي يتبجح بأنه ديمقراطي، وقال رئيس وزرائه بنيامين نتنياهو قبل أيام في الاحتفال بمرور67 سنة على تأسيس (الكنيست): إنه...

أوباما والعالم الإسلامي.. وعود لم تتحقق

شهور ويغادر باراك أوباما كرسي رئاسة الولايات المتحدة الأميركية دون أن يحقق وعوده للعالم الإسلامي، فالرجل كان مهموما بمصالح بلاده أولا وأخيرا. ومن أكبر الوعود التي أطلقها في خطابه بالبرلمان التركي في أبريل 2009، وخطابه...

لماذا يخاف الغرب من اللاجئين؟

خلق موضوع استقبال اللاجئين في الغرب نقاشات كبيرة، وخلافات عميقة، سواء داخل أوروبا أو الولايات المتحدة الأميركية، جعلتهم في تناقض مع المواثيق الدولية التي تنظم كيفية التعامل مع اللاجئين سبب الحروب والعنف. ورغم أن أزمة...