نحن طائفيون «على مود» ضربني وبكى!!

منذ اندلاع حرب سوريا برز على السطح التراشق بمصطلح «طائفية»، وقد كتبت هنا مقالاً سابقاً أننا نرحب بالطائفية إن كانت نصرة للمسلمين من سكاكين أهل الثارات وحراس المراقد والمتبركين بالموتى! لنتعرف على المصطلح لنفهم سبب التراشق به؛ فيزول من قناعاتنا تلبيس إبليس وإخوانه حزب الشيطان وجمهورية الملالي وأنصارهم وأتباعهم محتلي عاصمة الخلافة بغداد. الطائفة لغة هي الجماعة أو الفرقة التي تنسلخ عن النظام الديني السائد ولديهم فلسفة واحدة وقيادات واحدة، وليست هي مجموع الأمة، بل جزء منها، وقد يكون لها نصيب في المناصب الرفيعة بقوة القانون. مثال ذلك الطائفة المارونية في لبنان التي يعطيها الدستور حق رئاسة الدولة رغم أنها أقلية، هذا بالطبع عمل فرنسا لتسود ثقافتها في الحكم على مستعمراتها، وتظل سلطة المسيحيين على رقاب الأكثرية وهم من المسلمين، وأمثلة كثيرة للطوائف مثل السيخ والهندوس، وتبقى هي فرقة وأقلية. الطوائف فرق تنتهج طريقة ولها قيم متشابهة وطقوس، وتجمعهم أسطوانة المظلومية واللعب على وتر الضحية وتمثيل الذِّلة والمسكنة؛ ولذلك هم يأخذون ما يفوق حقوق الأغلبية لأن منهجها في إشعار الآخر بالذنب ناجح جداً خصوصاً مع الدول التي تحكمها أغلبية ليست من تلك الطائفة. ما سبق تعريف عام ويمكن لمن شاء الاستزادة من المراجع العلمية للمتأخرين من العلماء والمؤرخين لتتبع الأصول التاريخية للمصطلح. وأيضاً معاني وتفسير كلمة طائفة في كل موقع جاءت فيه في القرآن الكريم. وبعدُ: فإن الثورة السورية هي من رفع أسهم كلمة «طائفية» رغم أنه قبلها كانت تمارس في العراق ولكننا كنا عن العراق غافلين لا نعلم ما يجري من أذى وظلم لأفراد في أمة محمد باسم محمد صلى الله عليه وآله وأصحابه وسلم، ولكن من ينكل بهم ليسوا طائفة، هم الأكثرية، هم أهل السنة والجماعة وهذا مصطلح يشير لجماعة المسلمين.. والمفارق للجماعة معروف حكمه الشرعي. الفِرَق هي التي تشذ عما تتفق عليه الجماعة وتمرق منها وتبدأ بالتقوقع حول أفرادها والتموضع في أماكن تخدم مشروعها، نعم فللطوائف مشاريع، منها مشروع حكم ذاتي وأرض مستقلة، ومنها السيطرة على حكم دولة قائمة، ومنها بث فكر من دون الدخول في السياسة والاكتفاء بالتغلغل الثقافي، ومنها مشاريع توسعية، وهذا الذي تقوم عليه إيران لتقيم دولتها الصفوية ممتطية الشيعة. والحقيقة أنها لا تهتم بالشيعة وإلا لما دفعت بالشيعة العرب في محارق نزاعاتها للهيمنة على أرض العرب بفرم لحومهم وسحق عظامهم. هي مهتمة بإعادة دولة فارس التي أنبأنا الرسول صلى الله عليه وسلم أنها لن تقوم بعد سقوطها أبداً. وهنا مربط أزمتنا، أن الطائفيين هم الشيعة، عرب وفرس، ولكنهم رمونا بدائهم نحن أهل السنة والجماعة، منطق الأسبق أصدق، ومبدأ «تغدى به قبل أن يتعشى بك» وكل ذلك ينبع من المظلومية، أصل الادعاءات كلها وأصل البلاء. بشار الأسد وزمرته والبعث، لا بعثه الله، يقنصون المتظاهرين العزل في سوريا ولما سألوهم ما السبب قالوا: هؤلاء «أي الشعب» إرهابيون! نعم، كذلك تفعل فرقة الشيعة في سوريا أيضاً، جاءت من العراق وإيران بحرس جمهوري ينحر أطفالنا نحن السنة فقط من دون غيرنا، وحصرياً، وينفخ بطون نسائنا بحمل سفاح ويبتر أعضاء رجالنا الذكرية، ويقول نحن الطائفيين! وعندما جاء مجاهدونا من حول العالم لتحرير النساء من أقبية سجون الباسيج وقذارة اغتصاباتهم التي يمارسونها لقتل معنويات النسوة وكسر شوكة الرجال وهدم الأسر على حد سواء.. قالوا هؤلاء المهاجرين إرهابيون! الطائفيون الحقيقيون هم الشيعة، وليسوا أهل السنة، منذ بدء ظهور الفرقة قبل مقتل سيدنا الحسين رضي الله عنه، الذين استنصروه فلما جاء لينصرهم خذلوه وقتلوه، أحفادهم في العراق وسوريا واليمن هم الذين عزفوا عبر طائفيتهم بنغمات الهاون فوق رؤوس عيالنا، وفقؤوا الأعين بقناص على كتفه شريطة تطالب بثارات سبط الرسول صلى الله عليه وسلم وهو وجده منهم بريء، وخنقوا أطفالنا بالغاز السام وأبادوا عائلات دفناً وهم أحياء.. هؤلاء هو الطائفيون لا نحن، نحن المفعول به رغم أننا الأكثر، وهم الفاعل رغم أنهم الأقل، متعلقون بأستار حقوق الأقليات عند الأمم المتحدة وبها غُطيّت وأُخفت حقوق الأكثرية. الطائفيون هم البادئون بالقتل والتنكيل ولم يوفروا إجراماً في التعذيب إلا واتبعوه، والبادئ أظلم، ونحن فقط ندفع عنا ظلمهم وجورهم وإجرامهم.. هذه هي الحقيقة، ولن يقنعنا أحد بغيرها. ولكن بعد أن هبّت عاصفة الحزم ستتغير المعادلة بإذن الله. •  @kholoudalkhames