alsharq

سلطان بن عبدالرحمن العثيم

عدد المقالات 73

سعد عبد الله الخرجي - المدير التنفيذي لمركز قطر للتطوير المهني 27 أكتوبر 2025
خطاب يرسم خريطة طريق
رأي العرب 29 أكتوبر 2025
الاستثمار في العنصر البشري

حياة للبيع!!

16 فبراير 2014 , 12:00ص

كنت أتخيل في منامي أن تتحفنا تطورات التقنية المذهلة بنظارة عندما نلبسها نرى فيها أحوال الناس بلا أقنعة أو مساحيق، فنستفيد من النماذج الرائعة حيث تُلهمنا، ونستفيد من النماذج السلبية بأن نتجنب ما وقعوا فيه من أخطاء مصيرية غيرت مسار الرحلة!! هذا المنام لم يتوقف عند ذلك الحد، بل تخيلت أن تكشف لنا النظارة السحرية أشخاصا كُتب على جبينهم «حياة للبيع» قياسا على «أرض للبيع»، وهذه الشريحة في تصوري من أهم من نريد أن نسلط عليهم الضوء لأنهم يتلاعبون بأغلى قيمة وأغلى هبة ربانية وهي «حياتهم» في زمن رضخ فيه البعض لإشكالية «تسليع الإنسان» أي تحويله إلى سلعة!! قد يفهم البعض من هذا الإعلان أنه لأشخاص يريدون أن يغادروا الحياة. أبداً هو على العكس تماماً فهؤلاء الأشخاص الذين يعرضون حياتهم للبيع، هم غاية التمسك بها. هذه المفارقة تتضح عندما نتوغل في دهاليز المجتمع فنرى من الناس من قد سرق العمل الكثيف من حياته فهو لا يستمتع بل يعمل من أجل إرضاء الآخرين أحياناً أو اعتقادا منه أن زيادة ساعات العمل تعني المزيد من النجاح والمال وتحقيق الذات. وهذه أيضا كذبة كبرى تحتاج إلى تأمل!! من يموتون في أميركا مثلاً بسبب أمراض القلب الناتجة عن ضغوط العمل والقلق والتوتر الدائم هم ثلاثة أضعاف من ماتوا في الحرب العالمية الثانية في نفس الفترة!! ولذلك يُدعى القلق بأنه القاتل الأول في أميركا. في المقابل تجد من يعيش حياته بلا قيمة حقيقية للوقت وللعمل أو للإنجاز وبلا هدف أو غاية بل كيفما اتفق، يغرق في الترفيه بلا حد، ولا تجده إلا في مواطن الجدل أو الصراعات أو الأعمال الهامشية والسطحية التي لا قيمة لها في ميزان الحياة!! كلا النموذجين السابقين باع حياته وربما مكن الآخرين من سرقتها لكن أمام عينه. فالناموس الكوني للحياة التي خلقها الله يجعلنا أمام حقيقة راسخة ومهمة وهي أن التركيز على بعد واحد في الحياة وإهمال باقي الأبعاد الأخرى يجعلنا نسمع بالحياة ولكن لا نراها، وهذا يجعل من المكسب الأوحد مقدمةً لخسائر فادحة قادمة!! فالجاد دائماً لا يعرف الاسترخاء ولا الراحة ولا المتعة ولا قيمة عمق الوصال الروحي مع الله ولا حلاوة اللعب مع الصغار أو الاستمتاع باللحظة. فهو يفكر بالعمل حتى في الصلاة ويتكلم في مصالحه وبيعه وشرائه حتى في المقبرة والناس تبكي مواتهم!! والآخر يعيش الهزل طول الوقت غارق في جدل الرياضة أو تحليلات السياسة أو هاشتاقات تويتر، وعندما تلتفت لحياته تجد الديون بلا حد والفوضى بلا سقف والتخبط هو سيد الموقف. يعيش على الوعود والأماني، وأبسط الأشياء من سباكة أو كهرباء في بيته لا ينجزها!! كلنا بحاجة إلى مراجعة المسار والتأمل في الأفكار، فقد تكون حياتنا سرقت منا ونحن لا نعلم وقد نكون بعناها بثمن بخس أمام لمعة المال أو الشهرة أو الشهوة أو المنصب أو المكانة. حياتي أغلى ما أملك بجميع أبعادها الروحية والاجتماعية والأسرية والنفسية والمهنية والمالية والعملية، فلن تكون سلعة للبيع ولن تكون بضاعة في المزاد. حياتي هبة ربانية جوهرها التوازن والاعتدال وجمالها الإنجاز والمتعة، تتألق أكثر على قواعد لا ضرر ولا ضرار. فالنجاح الذي سوف يسرق مني علاقتي مع خالقي أو أسرتي أو يسرق مني صحتي أو صحبتي أو قيمي أو طمأنينة نفسي ليس إلا وشاحاً مرصعاً بالذهب وبداخله السم مدفون ومنسكب!! - محبرة الحكيم حياتي لن تكون سلعة للبيع.. حياتي هبة ربانية جوهرها التوازن والاعتدال وجمالها الإنجاز والمتعة • مدرب ومستشار معتمد في التنمية البشرية وتطوير الذات CCT وعضو الجمعية الأميركية للتدريب والتطوير

لهيب الغضب..

نيران تصول وتجول في أعماقه أطفأت العقل وعطلت الحكمة وحجبت البصر والبصيرة. أصبح ذاك الإنسان الوادع والمهذب وحشا كاسرا استبدل الهدوء بالغضب والعقل بالانفلات والحكمة وبالانتقام وأصبح إنسانا آخر لا يعرف مدى نقمته وحدود عدوانيته...

طاقية الإخفاء!!

يبحر كثيراً مع رياح الماضي وانكساراته وانتصاراته وآهاته وتعقيداته وأمجاده. فالمتعة العظيمة في مخيلته هي العودة للماضي أو الهروب للمستقبل. وبين هذا وذاك ضيع الحاضر الذي ينتظر منه الكثير من العمل والتركيز والمبادرات والمشاريع. والحاضر...

مهندس أو طبيب!!

في يرعان الشباب وعلى أعتاب المرحلة الثانوية وسؤال الوجهة والتخصص والمسار هو السؤال الأبرز على طاولة حياته. الكل حوله يوجهونه ويقترحون عليه لكن حسب ما يردون هم وليس حسب ما يريد هو!! أحس بالممل من...

يا سعدهم

لطالما أمعن النظر في أحوال الناس من حوله وكان يركز على جانب السعادة لديهم. نظرات الغبطة تخرج من عينه والكثير من الأسئلة يطرحها عقله حيث ظل يردد «يا سعدهم». على الضفة الأخرى كان يقارن أفضل...

نيران صديقة!!

كان يُشاهد نشرة الأخبار وحيث السياق في تلك النشرات عن الحروب والدمار. فرئة الإعلام لا تتنفس إلا من خلال الإثارة التي لا تتوفر إلا في مواطن الصراع أو التنافس. كان المذيع يصف حالة الحرب حيث...

عساك راضياً!!

عينه دائماً في أعينهم, يرقب ردود الأفعال ويتأمل الوجنات والإيماءات, حريص جداً على رضاهم مهما كلف الأمر. قبل أن ينام يبدأ بعد الأشخاص ويتساءل هل فلان راض علي؟ ويعتقد أنه سوف يحصل رضا كامل الدسم...

فيني عين..!!

وجد ضالته بها؛ فأصبح يستخدم هذه الكلمات لتبرير الكثير من الأحداث من حوله. تعثره الدراسي وانعزاله الاجتماعي وفشل تجارته وأعماله وتأخر الكثير من ملفات حياته. بدأت اللعبة تكون أكثر إغراء ومتعة!! فبدأ الأصدقاء والأقارب من...

مستعجل بلا قضية!!

تعرفه من قيادته للسيارة، فهو في عجلة دائماً، يصيبه الاكتئاب من منظر الإشارة الحمراء، ويشعر بالضيق عندما يرى السيارات تمشي ببطء من الزحمة! يقود السيارة بتهور لا محدود، وفي النهاية المشوار الذي يذهب إليه هو...

أنا أبخص!!

يبهرني مشهد رسول عظيم عليه الصلاة والسلام وهو المعصوم عن الخطأ والمسدد بالوحي يُلح على أصحابه قائلاً «أشيروا عليّ». وعمر رضي الله عنه يدين لأحد الصحابة لأنه أنقذه من قرار خاطئ ويقول «لولى معاذ لهلك...

وين فلوسي؟!

خرج من منزله وفي جيبه العلوي 500 ريال تدفي قلبه وتحسسه بالأمان المالي على الأقل لفترة قصيرة.. لكن بعد أن عاد إلى المنزل في نهاية اليوم, صاح يردد وعلامات التعجب تملئ وجهه «وين فلوسي وين...

كل الناس..!!

بعد زيارته لتلك المدينة سألته عن انطباعاته عنها. فقال لي: جميلة بس كل أهلها بخلاء. وعندما انعطف بنا الحديث لسؤاله عن إحدى الشركات قال: شركة ممتازة لكن القائمين عليها كلهم فاسدون!! استمر الحديث حول مرئياته...

بتاع كله!!

تجده يعمل في كل صنعة ويهتم بكل خبر، في الحوار مع الآخرين يفتي في كل شيء ولن تجد لكلمة «لا أعلم» أي تواجد في قاموسه. متعة في العمل التجريب الدائم والانتقال المستمر، فاليوم في وظيفة...