


عدد المقالات 198
منذ فترة كتبت في هذا المكان مقالاً بعنوان «ابتزاز المنقلبين». تذكرت هذا المقال منذ أيام أثناء مناقشة مع أحد معارفي من الشباب شاهد مداخلتي على قناة تلفزيونية عربية للتعليق على تفجيرات الكنائس في مصر. قابلني الشاب بالصدفة وبادرني بالقول: لقد ألمحت في مداخلتك أن «السيسي» هو المستفيد الأول من تلك التفجيرات بما يقود للقول إنه هو من خطط ودبر للتفجيرات، وأنا أختلف معك في الرأي. قلت: حسناً.. من المفيد جداً أن نختلف في الآراء. قال: انطباعات وجه السيسي ولغة جسده أثناء إلقاء كلمته عقب التفجيرات تكشف بوضوح أن الرجل مضطرب، وأنه لم يخطط لتلك العملية مسبقاً، ولم يعرف عنها شيئاً. قلت: أريد أولاً أن أعبر بدقة عما قلته لأنني ألمحت في مداخلتي لاستفادة «نظام السيسي» وليس « السيسي نفسه». والفارق بين الاثنين كبير للغاية. «النظام» أكبر من «الشخص» وأوسع وأشمل. النظام يضم العديد من الأشخاص والمؤسسات والجهات وغيرها، وليس بالضرورة أن يكون رأس النظام على معرفة دقيقة وتفصيلية وشاملة بكل شيء. أومأ برأسه موافقاً، وهو ما اعتبرته إشارة تفيد برغبته في استكمال حديثي، فقلت: أنا نفسي كدت أميل لتصديق السيسي عندما خرج مضطرباً مشوش الفكر، رغم أنني أعرف أنه ممثل بارع يجيد إظهار عكس ما يبطن. انفرجت أسارير الشاب، وكأنه حقق انتصاراً. وقال: إذن.. أنت تتفق معي. ابتسمت للشاب وقلت: قبل أن نصل لتلك النتيجة النهائية، لدي ملاحظة مهمة، وهي أنك بنيت رأيك على مجرد «انطباع شخصي» لا يصمد أمام المنطق «العلمي»، ولا يقوم كشاهد في الواقع «العملي»، بينما ما قلته أنا لا يعدو كونه مجرد مؤشرات عمن هو المستفيد من تلك التفجيرات، وفهمتها أنت على أنها اتهام للنظام بالتورط في قتل مواطنيه. وهو أمر غير صحيح تماماً. قال: كيف؟! قلت: الأمر معقد ويصعب شرحه بإيجاز، لكن ببساطة فإن نوعية الحكام مثل السيسي صنعوا على يد الغرب، وتم تأهيلهم، وإفساح المجال أمامهم بكل السبل ليصلوا للحكم. الغرب يريد السيسي حاكماً لمصر: هذه حقيقة. قال: نعم، دول الغرب تؤيده لضمان استقرار مصر، والحفاظ على المصالح الغربية بالمنطقة. قلت: عظيم.. دعك من بقية الأمور الأخرى، ولننطلق من رغبة الغرب في الحفاظ على مصالحه. وسألت الشاب مجدداً: هل ترى أن تحقيق مصالح الغرب في منطقتنا يمكن أن يعتمد على حكام يتمتعون بقدر من الوعي والفهم لمصالح شعوبهم ومستقبل بلادهم وأمتهم؟! وهنا بدت الحيرة على وجه صاحبي، ولم يعقب. قلت: طبعاً الإجابة ليست بسيطة. الغرب يسعى لتحقيق مصالحه بأقصر الطرق وأسهلها وأرخصها. وقد وجدوا أن أقصر طريق هو شخصيات لا تعرف سوى لغة «السمع والطاعة» التي يفهمها العسكر جيداً.. العسكري أو الجنرال يريد أن يعرف فقط من الذي يتحكم في مصيره حتى يطيعه وينفذ أوامره حرفياً، وأحياناً قبل أن يطلبها!! الجنرال يمارس إذلال شعبه كطاغية، بينما يقف أمام الآخرين كتابع ذليل مهان! قال: ماذا تريد أن تقول؟! قلت: أريدك فقط أن تعرف أن دهاليز السياسة أعمق وأسوأ وأكبر مما يتصور الكثيرون، ويمكنك أن تراجع مقالي السابق بعنوان: «ابتزاز المنقلبين». الشاب المهذب وعدني بقراءة المقال القديم، ووعدته بدوري باستئناف الحوار معه مجدداً إن كان في العمر بقية.
اليوم نستكمل معكم بقية الحكاية التي بدأناها في خاتمة المقال السابق عن أطماع اليهود في سيناء منذ قرون طويلة، فهي بالنسبة لهم في قلب العقيدة الصهيونية، لدرجة أن تيودور هرتزل -مؤسِّس الصهيونية العالمية- أطلق عليها...
يبدو من المرجح حالياً أن أزمة سد النهضة لن تجد حلاً، وأن السد سيتم تشغيله، وأن ملء بحيرة السد سيحجب كمية كبيرة من حصة مصر في مياه النيل، لكن ماذا عن شبه جزيرة سيناء؟! يلاحظ...
السؤال الذي يتردد بكثافة في أوساط الأميركيين، وربما في أنحاء العالم في الوقت الحالي هو: هل يفوز الرئيس الجمهوري دونالد ترمب بقترة رئاسية ثانية تمتد حتى 2024؟ أم يتمكن غريمه الديمقراطي جو بايدن من هزيمته...
رغم مرور 4 أعوام ونصف العام على وفاة الباحث الإيطالي جوليو ريجيني الغامضة بالقاهرة، لا تزال ملابسات وظروف الوفاة غير معروفة، ويبدو أن صبر الحكومة الإيطالية نفد، وبدأت تطالب القاهرة بردود حاسمة وتوضيحات مقبولة، فقد...
من منّا لا يعرف قصة سندريلا والأقزام السبعة، كلّنا تربّينا عليها، وتعاطفنا مع السندريلا التي كان عليها أن تتقبّل قهر وظلم زوجة أبيها وبناتها المتعجرفات، حتى تأخذنا القصة للنهاية الجميلة حين تلتقي السندريلا بالأمير، فيقع...
أحد أصدقائي أوشك على الانتهاء من كتابة رواية طويلة عن أحوال المعارضة المصرية في الخارج منذ 2013م، وقد اقترحت عليه اسماً للبطل الرئيسي لروايته، وهو معارض ليبرالي يسحق الجميع من أجل مصالحه الشخصية الضيّقة. اقترحت...
عندما تغيب المنافسة العادلة أو تكون محدودة، هل يمكن أن تعرف الصحافي الجيد أو الكاتب الأكثر براعة أو الأجزل في العبارة، أو الأغزر إنتاجاً، أو الأعمق فكراً، أو الأفضل أسلوباً؟! كيف ستعرفه إذا لم تتوافر...
في جامعة القاهرة في منتصف ثمانينيات القرن الماضي، كنت مندفعاً في دراسة العلوم السياسية، وكنت قرأت كتاب «البرنس» لميكافيللي قبل دخول الجامعة، ولم يعجبني! دخلت في مناقشات جادة وأحياناً حادة مع أساتذة درسوا في الجامعات...
بعد المعركة الصحافية الشهيرة التي خاضتها صحيفة «بوسطن جلوب» خلال عامي 2001 و2002، والتي انتهت باستقالة الكاردينال لاو رأس الكنيسة الكاثوليكية في عموم أميركا، ترسخ اعتقاد لدى مواطني مدينة بوسطن من الكاثوليك، أن الصحيفة الأكبر...
ليالي زمن «كورونا» تمرّ بطيئة وطويلة، لكنها ليست كذلك لمن يقرأون طوال الوقت حتى يستطيعوا الكتابة الأديب المصري الفذّ مصطفى لطفي المنفلوطي، كتب في بداية القرن العشرين أن الكاتب يشبه «عربة الرشّ» وهي عربة كانت...
لا أخفي عليكم، أن الكتابة وفق مواعيد محددة مسألة مرهقة، في بعض الأحيان لا توجد فكرة واضحة للمقال، أو يصاب الكاتب بالحيرة في الاختيار بين أكثر من فكرة، وفي أحيان أخرى يقترب موعد تسليم المقال،...
الصحف الأميركية هي قلاع حقيقية تصون الحريات العامة فى البلاد، هذه حقيقة يفتخر بها الأميركيون على بقية أمم الأرض. في عالمنا العربي تختفي تلك القلاع، فيحدث أن تتجرأ النظم المستبدة على تلك الحريات، وتعصف بها...