


عدد المقالات 122
سبق أن ذكرت لكم قصة الأعمى الذي جلس يستعطف الناس يوماً ويسألهم إعانته وقد وضع لوحة بجانبه مكتوبا عليها: «أنا أعمى أرجوكم ساعدوني». ومضى على هذه الحال ساعات طويلة، حتى مرت امرأة تعمل في مجال الإعلانات، ورأت أن الأعمى لم يجمع سوى قروش قليلة. ومن دون أن تستأذن الأعمى، أخذت لوحته وكتبت عليها عبارة أخرى وأعادتها إلى مكانها ومضت في طريقها. لاحظ الأعمى أن العلبة التي يضع الناس فيها النقود، قد امتلأت بالقروش، فأدرك أن شيئاً قد تغير، وشعر بأن لوحته هي السبب حتى إذا ما رجعت المرأة، سألها الأعمى عما هو مكتوب في لوحته فكان الآتي: «نحن الآن في فصل الربيع، لكنني لا أستطيع رؤية جماله». الشاهد من القصة أو العبرة التي يمكن أن نستفيد منها، أن المرء منا في أحيان كثيرة يجد باباً من الأبواب وقد أُغلق في وجهه، سواء كان هذا الباب في عمله مثلاً أو في أي مجال من مجالات الحياة العديدة. أو أنه يقوم بتنفيذ أمر ما لكنه لا ينجح فيه ويستمر بتكرار المحاولة المرة تلو الأخرى ولكن من دون فائدة. قد يستمر المرء منا على تلك الحال حيناً من الدهر طويلا، من دون أن يتنبه إلى أن المشكلة الأساسية في عدم توفيقه أو نجاحه أو استمرار غلق الأبواب في وجهه ليست كامنة في حظه، إن كان من النوع الذي يؤمن بالحظوظ، وليست كذلك في جهده وأدائه، ولكن المشكلة كامنة في إصراره على السير بنفس الطريقة أو الأسلوب أو التفكير في حياته. التنويع والتغيير أمران مهمان في الحياة، سواء في الأفكار أو الوسائل أو طرائق تنفيذ أي عمل أو مشروع. إن باباً مغلقاً أمامك ليس يعني أنه سيظل مقفلاً إلى الأبد، لأن هذا الباب قد صنعه الصانع وله مفتاح يفتحه، وبالطبع ليس أي مفتاح. إن حاولت أن تفتحه بمفتاح ما ولم تنجح، فلماذا لا تبحث عن مفتاحه الصحيح؟ أليس هذا أفضل من استمرارك ومحاولتك فتحه بالمفتاح الخطأ؟ المسألة غاية في البساطة: نوّع أساليب إدارة حياتك بما تتضمن من أعمال ومشاريع واستراتيجيات وتكتيكات، ولا تستسلم في حياتك أبداً. إن لم تنفع طريقة معك في عمل ما، جرّب أخرى وثالثة ورابعة وألفا، لا تتوقف عن إيجاد البديل والجديد والبديع، ولا تعزّ نفسك في حالات الفشل بسوء الحظ أو أنك غير محظوظ، لأن ذلك من وسائل العاجزين واليائسين والباحثين عن أي مبرر للتوقف عن المحاولة أو ما نسميه بالاستسلام إلى أن يأتي اليقين -وفي تفسير اليقين في القرآن أنه الموت- فهل أنت من هذا الفريق؟ أرجو أن يكون النفي هو الجواب، أدام الله ظلكم، وكذلك محاولاتكم.
آية عظيمة تلك التي عن الماء وفيها يقول سبحانه: «وَجَعَلْنَا مِنْ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ». أي أصل كل الأحياء منه.. وفي حديث لأبي هريرة -رضي الله عنه- قال: يا نبي الله، إذا رأيتُك قرت عيني،...
ألم تجد نفسك أحياناً كثيرة من بعد أن يضغط شعور الحزن والألم أو الأسى والقهر على النفس لأي سبب كان، وقد تبادر إلى ذهنك أمرٌ يدفعك إلى الشعور بأنك الوحيد الذي يعيش هذا الألم أو...
صناعة التاريخ إنما هي بكل وضوح، إحداث تغيير في مجال أو أمر ما.. والتغيير الإيجابي يقع في حال وجود رغبة صادقة وأكيدة في إحداث التغيير، أي أن يكون لديك أنت، يا من تريد صناعة التاريخ...
ثبت عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، أنه قال: (لو لم تذنبو، لذهب الله بكم وجاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيُغفر لهم). هل وجدت رحمة إلهية أعظم من هذه؟ إنه عليم بالنفس البشرية التي لم...
لو تأملنا ما حدث مع جيش المسلمين يوم «حُنين», وعددهم يومذاك قارب عشرة آلاف شخص، من ارتباك في بداية المعركة ووقوع خسائر سريعة, بل الفرار من أرض المعركة، وتأملنا يوم بدر كمقارنة فقط، وعدد المسلمين...
كلنا يحلم وكلنا يتمنى وكلنا يطمح وكلنا يرغب وكلنا يريد.. أليس كذلك؟ أليس هذا هو الحاصل عند أي إنسان؟ لكن ليس كلنا يعمل.. وليس كلنا يخطط.. وليس كلنا ينظم.. وليس كلنا يفكر.. مما سبق ذكره...
المثل العامي يقول في مسألة إتيان الخير ونسيانه: اعمل الخير وارمه في البحر، أو هكذا تقول العامة في أمثالهم الشعبية الحكيمة، وإن اختلفت التعابير والمصطلحات بحسب المجتمعات، هذا المثل واضح أنه يدعو إلى بذل الخير...
مصر أشغلتنا ثورتها منذ أن قامت في 25 يناير 2011 وانتهت في غضون أسبوعين، فانبهر العالم بذلك وانشغل، لتعود مرة أخرى الآن لتشغل العالم بأسره، ولتتواصل هذه الثورة وتسير في اتجاه، لم يكن أكثر المتشائمين...
هل تتذكر أن قمت في بعض المواقف، بعد أن وجدت نفسك وأنت تتحدث إلى زميل أو صديق في موضوع ما، وبعد أن وجدت النقاش يحتد ويسخن لتجد نفسك بعدها بقليل من الوقت، أن ما تتحدث...
يتضح يوماً بعد آخر أن من كانوا يعيبون على أداء الرئيس المعزول أو المختطف محمد مرسي بالتخبط والارتباك ووصفه بقلة الخبرة وعدم الحنكة وفهم بديهيات السياسة والتعامل مع الداخل والخارج، يتضح اليوم كم ظلموا الرجل...
يقول الله تعالى في حديث قدسي عظيم: «أخلق ويُعبد غيري، أرزق ويُشكر سواي، خيري إليهم نازل، وشرهم إلي صاعد، أتقرب إليهم بالنعم، وأنا الغني عنهم، ويتبغضون إلي بالمعاصي، وهم أحوج ما يكونون إليّ». حاول أن...
النفس البشرية بشكل عام لا تستسيغ ولا تتقبل أمر النقد بسهولة، وأقصد ها هنا قبول الانتقاد من الغير، ما لم تكن تلك النفس واعية وعلى درجة من سعة الصدر والاطلاع عالية، وفهم راقٍ لمسألة الرأي...